أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - عن نزع السلاح في غزة ولبنان














المزيد.....

عن نزع السلاح في غزة ولبنان


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حرب إسرائيل لم تنته. ليس بمعنى أن الدولة الصهيونية، بصفتها دولة استعمارية اضطهادية، تقوم على الحرب الدائمة وحسب، بل بمعنى أضيق يحيل إلى حرب الإبادة التي شنّتها تلك الدولة على قطاع غزة قبل عامين وما رافقها من توسيع متعمد لنطاق العمليات إلى حرب إقليمية ضد «محور الممانعة» الذي تهيمن عليه إيران. فإن هدفين أساسيين ومباشرين من أهداف حرب إسرائيل الجارية لم يكتملا بعد، ألا وهما نزع سلاح «حماس» في غزة وسلاح «حزب الله» في لبنان.
ومما يزيد في التوازي بين الهدفين الحربيين أن الدولة الصهيونية اتّكلت على حليفها وحاميها الأمريكي لاستكمال إنجازهما بعد أن وجّهت لكلّ من المنظمتين ضربة حاسمة. أو بالأحرى، أن واشنطن أخذت على عاتقها استكمال إنجاز الهدفين بوسيلة أخرى، غير حرب إسرائيل المباشرة، وذلك سعياً منها لتهدئة الأوضاع الإقليمية وفسح المجال أمام مواصلة مسار «التطبيع» بين الدول العربية، لاسيما الخليجية منها، والدولة الصهيونية.
هكذا جرى وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان قبل عام على أساس وعد أمريكي بإنجاز نزع سلاح «حزب الله» من خلال الدولة اللبنانية. جاء ذلك الوعد بعد أن رجحت في الساحة اللبنانية كفة الولايات المتحدة، إثر إضعاف الكفة الإيرانية في ميزان القوى الذي يحكم تلك الساحة. وكذلك جرى تعليق الاجتياح الإسرائيلي لغزة قبل شهرين على أساس وعد أمريكي بإنجاز نزع سلاح «حماس» من خلال «قوة استقرار دولية» تُشرف عليها واشنطن. وسريعاً ما تبيّن في الحالتين أن تبجّح دونالد ترامب لا يستطيع أن يخفي عجز الولايات المتحدة عن إنجاز أي من الهدفين، شأنهما في ذلك شأن العديد من أهداف واشنطن المعلنة وهي لم تفطن بعد أنها تشرف على إمبراطورية في طور الأفول.


ذلك أن الدولة اللبنانية ليست قادرة على نزع سلاح «حزب الله» بالقوة، وهي دولة لا يزال جيشها أضعف من جيش الحزب وأقل استعداداً للقتال منه بكثير. أما «قوة الاستقرار»، فقد أبدت دولٌ عربية وإسلامية شتى استعدادها للمشاركة فيها عندما ظنّت أن «حماس» راضية عن أن تسلّمها أسلحتها. كان ذلك بعد أن أبدت الحركة «ثناءها» على «خطة ترامب للسلام» عندما أعلنها الرئيس الأمريكي قبل شهرين. لكن بعد أن استدركت الحركة وأعلنت رفضها لفحوى الخطة الأمريكية وقرار مجلس الأمن الدولي الذي كرّسها، تراجعت الدول عن وعدها بالمشاركة في القوة المفترضة (أنظر مقال الأسبوع الماضي، «القرار 2803 في منظور القرار 242»، على هذه الصفحات).
فها أننا أمام حالة من تعطيل الرغبة الأمريكية في مواصلة السعي لإنجاز ما بدأته إسرائيل، وذلك بأدوات أخرى، لبنانية في لبنان وإقليمية في غزة. والحقيقة أن هذا الوضع يريح الدولة الصهيونية: فلا شك في أن نتنياهو قد أعرب لترامب وسائر أعضاء فريقه عن تحفّظه إزاء ثقتهم بنجاح المسارين المتوازيين. لكنه قبِل بوقف إطلاق النار من باب الاستعداد لمنح المسارين فرصة، نزولاً عند رغبة واشنطن. هذا وقد احتفظ الحكم الصهيوني بحق في خرق وقف إطلاق النار بصورة دائمة، بحجة منع «حماس» و«حزب الله» من تجديد نشاطاتهما. فكانت النتيجة أن الحرب لم تتوقف قط في الحالتين، بل استمرت «على نار خفيفة».
وقد انتهزت الدولة الصهيونية هذه الفرصة كي تلتقط أنفاسها وتريح جنودها بعد سنتين من الحرب المكثفة، وهي ترى في الأمر هدنة مؤقتة ليس إلّا، وتستعد لمعاودة عدوانيها المتوازيين عندما يتبيّن لإدارة ترامب أنها، أي الإدارة، عاجزة عن تحقيق ما التزمت به. في هذه الأثناء يستمر القصف الإسرائيلي لغزة ولبنان كما ولسوريا، برضى الإدارة الأمريكية التي ترى فيه ضغطاً يفيد مسعاها وراء نزع سلاح الحزب والحركة. كما يفيد مسعاها لحثّ النظام السوري الجديد على الالتحاق بقافلة «التطبيع»، بالرغم من أن الدولة الصهيونية ما برحت تحتل هضبة الجولان السورية وليس لديها أي نية في التخلّي عنها، بل ضمّتها رسمياً إلى أراضيها قبل 44 عاماً.
وفي هذه الأثناء، تجهّز الحكومة الصهيونية الجماعات والقوى الموالية لها أو المتحالفة معها في غزة ولبنان وسوريا، على أساس عشائري تارة وطائفي تارة أخرى، سيراً وراء المشروع الصهيوني الفجّ الذي تجسّده الحكومة الراهنة والذي يمرّ بإنجاز «التطهير العرقي» لكامل الأرض الفلسطينية بين البحر والنهر، مع إبقاء أقلية فلسطينية تحت رقابة المتعاونين مع الاحتلال، وإنجاز تفتيت لبنان وسوريا على أساس طائفي مع إقامة دويلات حليفة لإسرائيل (أنظر «إحياء المشروع الصهيوني لتفتيت المشرق العربي»، 22/7/2025).



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار 2803 في منظور القرار 242
- في قرار مجلس الأمن حول غزة
- في تبييض أحمد الشرع
- السودان وزور ادّعاءات ترامب
- الولايات المنقسمة العربية
- «جيل زد» المغربي والبركان الإقليمي
- مهرجان التملّق في الكنيست وشرم الشيخ
- جردة حساب مُرّة بعد عامين
- النيوفاشية والتغيّر المناخي
- في ضعف النظام الإيراني
- الحكم الإيراني في ورطة من صنعه
- دموع تماسيح الليبرالية المُحتضَرة
- ارحموا أهل غزة!
- عن منطق الجناح القصوي في «حماس»
- حول زيارة دونالد ترامب لدول الخليج
- سوريا والصيد في الماء العكر
- الصراع على سوريا… مجدداً
- الكارثة الأخرى: إبادة ومجاعة في السودان
- أبو ظبي وقطر: متنافسان في خدمة الإمبراطوريّة الأمريكيّة
- غزة وحكمة سليمان


المزيد.....




- الكرملين: بوتين قبل بعض المقترحات الأمريكية بشأن أوكرانيا
- مصور حياة برية يوثق عناقًا حميمًا بين صغير -الغيبون- وأمه
- فيديو منسوب لـ-خروج مقاتلي حماس من أنفاق رفح-.. ما حقيقته؟
- مقتل طفلين أثناء جمعهما الحطب في غزة.. شاهد حزن والدهما المُ ...
- -دولة على الورق؟-.. ماذا تبقى من مساحة فلسطين التاريخية؟
- بيضة الشتاء ل-فابرجيه- تسجل رقما قياسيا في مزاد بلندن بقيمة ...
- رئيس كوريا الجنوبية: سيول قد تحتاج للاعتذار لكوريا الشمالية ...
- استئناف البحث عن الطائرة الماليزية: مكافأة 70 مليون دولار لش ...
- حزبُ التقدّم والاشتراكيّة يتأسّفُ لعدمِ التفاف كل الأحزاب حو ...
- إسرائيل: بقايا الجثت المستعادة من غزة ليست للرهائن


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - عن نزع السلاح في غزة ولبنان