أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - التلميذ غير النجيب














المزيد.....

التلميذ غير النجيب


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظرة سريعة على تصريحات الجولاني، بعد مظاهرات الساحل السوري، رغم تدريبه الطويل، لدى أجهزة المخابرات، تكشف لنا سطحيته وانعدام ثقافته.
لنأخذ تصريحاته واحدا واحدا ....
1- (مؤسسات الدفاع والأمن والخارجية والاقتصاد غير قابلة للتجزئة).
هذا كلام يردّده عادة من يفتقر إلى فهم أساسي لعلم السياسة المقارنة. الواقع أن كل مؤسسة في الدولة قابلة للتنظيم بطرق مختلفة، مركزية أو لامركزية، فيدرالية أو كونفدرالية أو هجينة.
النماذج الناجحة في العالم (سويسرا، ألمانيا، كندا، الولايات المتحدة، بلجيكا) تُظهر أن وحدة الدولة لا تُختزل في مركز واحد يحتكر القوة، بل في عقد اجتماعي متوافق عليه.
الجولاني هنا لا يدافع عن “مبدأ سياسي”، بل عن احتكار السلطة. من يجهل أن الفيدراليات المتقدمة تُدار فيها الصحة والتعليم والأمن وحتى الضرائب محلياً لا يتحدث بلغة سياسة، بل بلغة قائد عسكري يخشى فقدان السيطرة.
2- (الجغرافيا السورية تعيش على بعضها ويستحيل أن تكون للساحل سلطة قائمة بذاتها).
نعم، الجغرافيا تتكامل. لكن الجغرافيا ليست حُجة لإكراه الناس على العيش في إطار سياسي واحد.
كيف يمكن لشخص جاء من خارج الساحل وأقام سلطته بالقوة أن يتحدث عن “استحالة” الانفصال بينما يشرعن منطق الغلبة؟
هو لا يقدّم فكراً سياسياً، بل يعيد إنتاج منطق سلطوي بدائي: “لأنني أريد هذا الشكل للدولة، فهو الشكل الوحيد الممكن.”
هذا ليس تحليلاً سياسياً، بل رغبة في السيطرة مغلّفة بلغة جغرافيا مدرسية.
3- (الساحل يشكل أولوية لأنه يطل على الممرات التجارية عالمياً)
هذا تصريح يفضح جوهر نظرة الجولاني للساحل:
ليس باعتباره مجتمعاً، ولا شعباً له مطالب، ولا تاريخاً، بل عبارة عن منفذ وعائد تجاري.
أولويته ليست الناس، بل الموارد.
وهو يعلم أن السيطرة على الساحل تعني السيطرة على الاقتصاد، ولهذا يتم استبعاد السكان الأصليين منه، وإحلال مجموعات موالية له، مثل استقدام أشخاص من بنّش إلى مرافئ الساحل، وكأن بنّش أصبحت “منطقة بحرية” بقدرة قادر.
هذا تفكير غنائمي، وليس تفكير دولة.
4- (أتفهم المطالب المحقة للناس… وبعضها مسيّس)
مصطلح “مسيّس” يستخدمه عادة من يجهل أن السياسة هي التعبير المدني عن المصالح والحقوق.
اتهام الناس بأن مطالبهم “مسيّسة” يعني ببساطة: “مطالبهم تتعارض مع سلطتي.”
هل هو نفسه غير مسيّس؟ هل عملية انتقاله من مقاتل في القاعدة إلى “رئيس” ليست حدثاً سياسياً من الدرجة الأولى؟
التناقض هنا يكشف هشاشة خطابه، لأنه يستخدم السياسة حين تخدمه، وينزع الشرعية عن السياسة حين يستخدمها الآخرون.
5- (من المستحيل أن يكون للساحل سلطة قائمة بذاتها)
لا يوجد “مستحيل” في السياسة. ممّا كان مستحيلاً أن يتحول قيادي في القاعدة إلى “وجه سياسي”، ثم حدث.
ممّا كان مستحيلاً أن يخضع الشمال السوري لحكم فصيل واحد، ثم حدث. فالحديث عن “المستحيل” هنا لا يعكس قانوناً سياسياً، بل يعكس خوفاً من فقدان السيطرة.
الدول تُبنى على التوافق، لا على إعلان “المستحيل” بلهجة أبوية.
5- (الفيدرالية هي إدارة محلية… والقوانين الحالية قريبة منها).
هذا جهل بنيوي بالمفاهيم:
القوانين ليست الدستور. الدستور هو الذي يحدد شكل الدولة ونظام الحكم وتوزيع السلطات. القوانين تأتي لاحقاً لتنظيم التفاصيل داخل هذا الشكل.
الخلط بين الدستور والقانون يكشف أن المتحدث:
لا يفهم الفارق بين التشريع والقانون ولا بين السلطات ولا بين إدارة محلية ونظام اتحادي ولا بين الحكم من خلال عقد اجتماعي والحكم من خلال الاستيلاء العسكري هذا ليس “طرحاً سياسياً”، بل استغفال واضح.
6- (أصحاب المصالح الضيقة في الانفصال يحملون جهلاً سياسياً)
التهمة هنا ليست توصيفاً، بل إسقاطاً نفسياً كاملاً.
من يتهم الآخرين بالجهل السياسي هو نفسه لم يقدّم في كلامه جملة واحدة مبنية على فهم سياسي حقيقي، لا تاريخياً ولا دستورياً ولا اجتماعياً.
أما الجهل الأخلاقي، فهو ما يتجلى حين ترفض حق مجتمع أن يناقش خياراته بينما تعتبر لنفسك الحق أن تحدد مصير البلاد كلها.
...
استخدام كلمة “ضيق” هنا يعني ببساطة:
“مصالحهم لا تتطابق مع مصالحي.”



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في زمن العفن المقدّس
- شكرًا للخلافة على خراب الوطن
- كوردستان الفرصة التي دمّرها الغرب
- في سوريا الحرية جريمة
- كيف صُنِع العدم الكوردي في الوعي العربي؟ تفكيك جذور خطاب الإ ...
- تفكيك خطاب الناشطة الجولانية – الأميركية ميساء قباني
- الديمقراطية فخٌّ قاتل والفيدرالية هي النجاة الوحيدة للكورد
- منتدى ميبس في دهوك عودة الجغرافيا الكوردستانية إلى مركز التا ...
- بين الاستراتيجيات الكبرى ومسارات التغيير السعودية وتركيا وال ...
- على طرفي النقيض بين زيارة محمد بن سلمان والجولاني للبيت الأب ...
- بين ظلام التكفير واغتيال الكلمة دفاع عن حرية الفكر والمثقفين ...
- بين وعي الانتماء وزيف الهوية المصطنعة
- أمريكا بين فخّ الاستراتيجية وضياع البديل في سوريا
- الجولاني من ساحات الإرهاب إلى عتبة البيت الأبيض
- لماذا تُجمّل أمريكا وجه الإرهاب بدعوتها الجولاني إلى البيت ا ...
- من فاتن رمضان إلى عبد العزيز تمو وغيرهما من المرتزقة الكورد ...
- بعض الأخوة المسيحيين يختارون عبودية الماضي على حرية كوردستان
- من مناهج البعث والتكفيريين إلى مناهج كوردستان
- حين عرّى الوعي الكوردستاني الزيف الانتقالي
- التغيير الديمغرافي في غربي كوردستان هو استمرار لجريمة البعث ...


المزيد.....




- الكرملين: بوتين قبل بعض المقترحات الأمريكية بشأن أوكرانيا
- مصور حياة برية يوثق عناقًا حميمًا بين صغير -الغيبون- وأمه
- فيديو منسوب لـ-خروج مقاتلي حماس من أنفاق رفح-.. ما حقيقته؟
- مقتل طفلين أثناء جمعهما الحطب في غزة.. شاهد حزن والدهما المُ ...
- -دولة على الورق؟-.. ماذا تبقى من مساحة فلسطين التاريخية؟
- بيضة الشتاء ل-فابرجيه- تسجل رقما قياسيا في مزاد بلندن بقيمة ...
- رئيس كوريا الجنوبية: سيول قد تحتاج للاعتذار لكوريا الشمالية ...
- استئناف البحث عن الطائرة الماليزية: مكافأة 70 مليون دولار لش ...
- حزبُ التقدّم والاشتراكيّة يتأسّفُ لعدمِ التفاف كل الأحزاب حو ...
- إسرائيل: بقايا الجثت المستعادة من غزة ليست للرهائن


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - التلميذ غير النجيب