أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - لماذا غابت الكنيسة المصرية عن الاحتفال بمجمع نيقية ؟














المزيد.....

لماذا غابت الكنيسة المصرية عن الاحتفال بمجمع نيقية ؟


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا غابت الكنيسة المصرية عن احتفالات مرور 1700 عام على مجمع نيقية؟
اولا أثار غياب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن الاحتفالات العالمية بمرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية، التي استضافتها مدينة إزنيق التركية، تساؤلات واسعة في الأوساط الكنسية ، خاصة أن الحدث يُعد من أهم المناسبات في التاريخ المسيحي عبر العالم.
ثانيا ورغم حساسية الخلافات اللاهوتية الممتدة بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والبيزنطية، وكذلك الخلافات التاريخية مع الكنيسة الكاثوليكية، إلا أن التساؤل بات ضروريًا: ما الذي يمنع الكنيسة المصرية من الوجود في حدث مسكوني بهذا الحجم؟
بين بساطة الإيمان وتعقيدات الخلاف
ثالثا يرى كثيرون، وانا منهم أن البسطاء في الإيمان — الذين يبحثون عن وجه المسيح دون الدخول في جدالات عقيمة — أقرب إلى روح الإنجيل من أولئك الذين يفتعلون الخلافات ويعمّقونها. فالمؤمن الذي يصلّي في أي كنيسة قريبة منه، بصرف النظر عن الطائفة، يقدم شهادة حيّة للمحبة المسيحية أكثر مما تقدمه الصراعات العقائدية.
رابعا لماذا احتفلت الكنائس في تركيا؟
الحضور الواسع لرؤساء الكنائس العالمية في تركيا لم يكن خطوة بروتوكولية فقط، بل حمل عدة رسائل مهمة:
• تأكيد الوجود المسيحي في تركيا في ظل التحولات الرمزية الكبرى، ومنها إعادة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد.
• إحياء ذكرى مجمع نيقية في الموقع ذاته الذي شهد انعقاده قبل 1700 عام.
• تدشين أول كنيسة أرثوذكسية جديدة في إسطنبول منذ عقود طويلة، في حدث لافت من حيث الرمزية والدلالة.
هذه الخطوات اعتبرها كثيرون، ومنهم البابا ليو الرابع عشر، دعمًا صريحًا للحضور المسيحي في الشرق، وتعزيزًا لروح الوحدة بين الكنائس.
خامسا جدل داخلي في القاهرة
رغم هذه الدلالات، أثار بعض الأصوات داخل مصر تساؤلات حول عدم حضور البابا ليو لاحتفال أقامته الكنيسة المصرية بالقاهرة في المناسبة نفسها.
هؤلاء تجاهلوا أن البابا لم يدعُ إلى احتفال في الفاتيكان، بل ترك مقعده هناك وذهب بنفسه إلى تركيا حرصًا على المشاركة في اللحظة التاريخية.
المسألة، كما يرى كثيرون، ليست صراع كرامات، بل حرص على الوحدة، وهي قيمة كان يمكن للكنيسة المصرية أن تؤكدها بحضورها هناك.
سادسا أصوات تُغذّي الانقسام
يبدو أن بعض الجهات داخل مصر ما زالت تنفخ في رماد الخلافات القديمة بين الكنائس، سواء بدافع عدم المحبة، أو بسبب قراءة قاصرة للتاريخ، أو كما يذهب البعض بدافع سياسي.
فهناك من يرى أن استمرار التباعد بين الكنيسة القبطية وأشقائها الكاثوليك يخدم أطرافًا ترغب في كنيسة ضعيفة يسهل التحكم فيها، وتعتمد على العزلة لا الانفتاح.
سابعا الكاثوليك ليسوا خصومًا
ما يؤكده الحضورُ العالمي في تركيا أن الكنائس الكبرى لم تعد تبحث عن صراعات الماضي، بل عن المشتركات التي تجمعها.
الكاثوليك لا يسعون للسيطرة على الكنيسة المصرية ولا لتغيير إيمانها، بل يتشاركون معها الإيمان بالمسيح، كما يقول الكتاب المقدس:
“لأنكم جميعًا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع.”
ثامنا موقف الكنيسة المصرية
يبقى التساؤل قائمًا: هل كان غياب الكنيسة المصرية عن احتفال تاريخي كهذا ضرورة، أم اختيارًا يمكن مراجعته؟
اعتب على قداسة البابا تواضروس لاختياره تنظيم فعالية موازية بالقاهرة، وتردده في مواجهة ضغوط من يسمّون أنفسهم “حماة الإيمان”، إضافة إلى سفره في نفس التوقيت في رحلة علاجية إلى النمسا، بينما شارك الأنبا برنابا في احتفالات تركيا.
تاسعا ان احتفال نيقية لم يكن مجرد مناسبة دينية، بل فرصة للوحدة بين أبناء المسيح في العالم.
وإذا كانت الكنائس حول العالم تتقارب رغم آلاف الكيلومترات، فهل يبقى اي مبرر لبقاء الكنيسة المصرية في دائرة عزلة تُضعف حضورها الإقليمي والدولي؟
عاشرا اللحظة التاريخية كانت تستحق حضورًا مصريًا قويًا. ولعل السنوات المقبلة تحمل مراجعة شجاعة تعيد الكنيسة إلى موقعها الطبيعي بين شقيقاتها في الشرق والغرب.



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستطيع أمريكا ترامب القضاء على الخطر الاخضر بعد ان قضت عل ...
- النضال السهل الموجه من أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية
- في انتخاباتنا المصرية تزوير المزور وتضبيط المضبظ تحت الإشراف ...
- دعوة الأقباط لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة
- ليست فلسطين فقط هي المستفيدة من حل الدولتين بل إسرائيل ايضا
- ازمة دير سانت كاترين وأطماع الحكومة المصرية في الاديرة المسي ...
- القمة العربية عندما حضر سانشيز الاسباني وغاب العرب عنها
- زيارة ترامب لدول الخليج من الذي استفاد اكثر من الاخر ؟
- ترامب يطالب مصر بالسماح للسفن الامريكية بالعبور المجاني من ق ...
- رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي
- ترامب زيلينسكي والاصرار الاوروبي علي مساعدة زيلينسكي
- لماذا دعي السيسي احمد الشرع لزيارة القاهرة ؟
- كيف استطاعت حماس المحافظه علي حياة ثلاث مجندات وباقي الرهائن ...
- لا تصدقوا حماس
- النكبة الفلسطينية والنكبة القبطية
- الحكومة اللبنانية الجديدة وهزيمة حزب الله سياسيا
- التهجير وسنينه ومعاناة الاقليات في الشرق
- سلوان موميكا لا الشرق رحمه ولا الغرب حماه
- قراءة سريعة حول فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الامريكية
- يقولون انه في موته كان بطلًا مغوار ونقول


المزيد.....




- إيرباص تكتشف مشكلة جديدة في طائرات الركاب A320 الأكثر مبيعًا ...
- صانعا محتوى مصريان يثيران جدلاً بشأن سلامة بعض المنتجات الغذ ...
- البابا لاون يزور لبنان ويصلي في ضريح مار شربل
- ترامب يوجه إنذاراً نهائياً لمادورو: غادر البلاد الآن واترك ا ...
- الباحثة الإسرائيلية المُفرج عنها في العراق تثير الجدل.. ما ع ...
- -جيش بلا وجوه-.. إسرائيل تكشف كواليس -التحرك الخفي- لقواتها ...
- خلاف على ملكية وحق رعاية كلب تصل إلى القضاء الألماني
- معهد -سيبري-: شركات الأسلحة تجني أرباحًا طائلة من حرب أوكران ...
- الإنكارُ الغربيُّ لوجودِنا كشعوبٍ وأمّةٍ.
- فنزويلا: مكالمة بين ترامب ومادورو وغارات أمريكية مثيرة للجدل ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - لماذا غابت الكنيسة المصرية عن الاحتفال بمجمع نيقية ؟