الساحة العربية مباحة

سهير قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1836 - 2007 / 2 / 24 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نظرة تأمل للواقع العربي وما يجري، يجعل من القاريء الذي يبحث عن إجابات حقيقية في حيرة من أمره، ونتساءل، ما الذي يجري في هذا الزمان العربي الرديء؟ نعلم جميعا أن صنع القرار خارج عن الإرادة العربية، وذاك لم يكن غريباً عنا أبداً طوال السنوات والعقود المنصرمة. ولكن هل وصل الحد إلى أن نصبح أدوات قمع لبعضنا بعضاً؟ كيف نتصالح إذن وكيف نضمد الجراح؟ ما الثمن الكامن وراء ذلك؟ قديماً تعودنا ألا نتكاتف ولا نقف إلى جانب بعضنا، وأقصد الدول العربية والإسلامية، لا تقف بجانب بعضها، ولكن الآن ما يجري أخطر بكثير ولم يكتف ذوي القرار والشعوب من ورائهم بأن يكونوا متفرجين لما يجري، بل سارعوا إلى أن يكون هم المبادرون إلى الشر وأن يصبحوا الأيدي الضاربة لبعضهم بعضاً. فهم متطوعون بمحض إرادتهم وقبل أن يطلب منهم يبادرون للشر ويساندونه.
إن معاناتنا تزداد يوماً فيوما، ولننظر إلى بعض من الأقطار العربية على سبيل التمثيل لا الحصر، العراق، ولبنان، وفلسطين، هناك سياسة خفية تلعب من ورائهم تحركهم مثل الدمى. ونحن من نعيش في هذه الأقطار خير منفذين ومتطوعين للسياسة الخارجية التي تتمثل بإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. فها هو العراقي يقتل أخاه بدم بارد وكذلك الفلسطيني وغيرهم الكثير، لماذا نتخصص نحن بأن نصبح الدمى دائماً؟ هل بالفعل الساحة العربية مباحة أمام الطامعين، ولا معين لها أو لا قوة لها وإن كان كذلك فإلى متى وماذا ننتظر؟
ولا أود تحديد جانب من الجوانب وأكتفي بالإشارة إلى أن مختلف المجالات مباحة وتقع تحت السيطرة الشاملة والمتكاملة، فعلي الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وغير ذلك الكثير من المجالات لا يمكن لنا أن نحرك ساكناً، أما الأهم فهو الثقافة، مع كل أسف، فهي تتعرض لأخطر برنامج مدروس ومخطط. وأتساءل عهنا إلى متى تأتي الصحوة، وعلى يد من خاصة أن لا مؤشرات فعلية لوجودها على الأقل في المستقبل القريب، حتى بين صفوف المتعلمين والمثقفين الذين أصبحوا ربما أكثر بعداً عنها. قرأنا في الماضي قصة " أكلت يوم أكل الثور الأبيض" ومع كل أسف لم نقف عندها ولم نتأملها. لم نتعلم من تجاربنا وتجاوزنها حدود القصة كثيراً، حتى أننا لم نستفد من التجارب الحية، فتجربة العراق لم تكون رادعة للفلسطينيين مثلاً وغيرهم. والجميع على قناعة بأن ما هو موجود هو الأصلح ولا يمكنهم النهوض أو عمل شيء في ظل ظروف الحالية، وأكثر ما نستند عليه هو تبادل الاتهاماتن وتداولها بصورة عشوائية غير مبررة.
بات من الأجدر بنا الوقوف والبحث عن مصادر القرار العربي وتوجيه الوجهة السليمة؛ كي يتسن لنا وقف النزيف الداخلي الذي يخنق الجميع ويؤدي إلى الوفاة الحقيقة لا الشكلية. وقد تقولون بأن شهادة الوفاة موجودة أصلاً منذ القدم، وأقول لأننا نتمسك بالأمل دائماً وتلك طبيعة وفطرة الإنسان، فنفترض بأننا لم نمت.

#سهير_قاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات