أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا مجد الدين عبد النور - أبجدية السياسة (4): مجلس الشيوخ














المزيد.....

أبجدية السياسة (4): مجلس الشيوخ


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ آلاف السنين، لم يكن العالم يعرف شيئًا باسم "مجلس الشورى" بالمعنى المؤسسي الحديث الذي نعرفه اليوم.
لكن روح الشورى، وفكرة التشاور والحكم الجماعي، كانت تتشكّل مبكرًا في حضارات متباعدة لا يجمعها شيء سوى حاجة الإنسان إلى صوتٍ آخر يسانده في اتخاذ القرار.
ففي مكة وقبل الإسلام، كانت دار الندوة تجمع زعماء قريش لبحث شؤون القبيلة، وهو أشبه ببرلمان بدائي يرسم خطوات المدينة وتعاملاتها مع القضايا الطارئة.
وفي اليونان، كانت أثينا تصنع أولى ملامح الديمقراطية عبر مجالس مثل البول والإكليزيا، حيث يناقش المواطنون القوانين كما لو أنهم يصوغون قدر مدينتهم بأيديهم. أما روما، فقد أقامت واحدًا من أعرق المجالس في التاريخ، مجلس الشيوخ، الذي ظهر سنة 509 قبل الميلاد وظل لقرون يمارس سلطة التشريع والمشورة، حتى حين بدأت قوة الأباطرة تلتهم نفوذه ببطء. وهكذا، قبل أن يولد مصطلح “الشورى”، كانت الفكرة نفسها تتنقّل عبر الحضارات، ترتدي أسماء مختلفة، لكنها تقوم بالدور ذاته والذي يمكن الناس في صناعة القرارات التي تنظم حياتهم.


مجلس المشورة (1829)
أنشأه محمد علي باشا بمشاركة مأموري الأقاليم ومشايخ البلاد، برئاسة إبراهيم باشا.
كان هدف المجلس استشاريًا، حيث يجتمع كل يوم لإبداء الرأي في أمور الأقاليم. وعلى الرغم من أن هذا المجلس كان له دور استشاري ولم يكن له سلطة تشريعية بالمعنى الحديث، إلا أنه يمثل أول هيئة تمثيلية في مصر.

من الشورى إلى الشيوخ

نشأت فكرة “الشورى” قديمًا باعتبارها آلية للحكمة وتبادل الرأي. ورغم جذورها التاريخية والاجتماعية، فإن مصر تبنَّت النظام النيابي الحديث مبكرًا، وأنشأت عبر القرون مؤسسات مختلفة لحفظ هذا الدور الاستشاري. ومع التطور الدستوري، أصبح لدينا ما يُعرف اليوم بـ مجلس الشيوخ—الغرفة الثانية للبرلمان—ليكون مساحة للتفكير الهادئ، وصوتًا داعمًا لسلطة التشريع، دون أن يزاحم مجلس النواب بل يكمله.

تكوين المجلس

يتكوّن مجلس الشيوخ من 300 عضو، 200 عضو بالانتخاب و100 بالتعيين لرئيس الجمهورية، ويُعتبر منبرًا لتمثيل فئات متنوعة من الخبراء والفنيين وممثلي المجتمع المدني والشخصيات العامة، بحيث يحمل كلٌّ منهم جزءًا من خبرة المجتمع إلى دائرة النقاش.

آلية الانتخاب

ينتخب المصريون أعضاء المجلس عبر نظام يجمع بين القوائم المغلقة والنظام الفردي.
وهو مزيج يضمن تمثيلًا سياسيًا وحزبيًا منظمًا عبر القوائم، وتمثيلًا اجتماعيًا وشعبيًا عبر الفردي، بما يعكس تركيبة المجتمع واحتياجاته.

مدّة العضوية

تستمر دورة المجلس لخمس سنوات، ويعاد تشكيل المجلس بعد انتهاء الدورة وخضوعه لانتخابات جديدة، بما يسمح بتجديد الدماء واستمرار الخبرة في وقت واحد.

صلاحياته ووظيفته

رغم أن مجلس النواب يظل صاحب اليد التشريعية الأقوى، فإن مجلس الشيوخ يؤدي أدوارًا لا غنى عنها ومنها:
- مناقشة مشروعات القوانين المحالة إليه
- تقديم تقارير وآراء استشارية تساهم في تجويد التشريع
- دراسة الملفات القومية الكبرى
- تعزيز الحوار الوطني حول القضايا العامة
فالفكرة الرئيسية لهذا المجلس ليست في إتخاذ القرار بقدر ضمان جودة صناعته.

لماذا نحتاج إلى مجلس الشيوخ؟

لأن التشريع حين يمر عبر غرفة واحدة فقط قد يفتقد أحيانًا رؤية الخبراء، أو تقدير تأثيره على فئات معينة. أما وجود غرفة ثانية، فهو ضمانة إضافية أن القانون خرج بعد نقاش أوسع، ورؤية أبعد، وتوازن أدق بين السياسة والمجتمع.

الخاتمة

يتغير الاسم… تتطور الصلاحيات… تتبدل النصوص الدستورية عبر الزمن، لكن يبقى الهدف واحدًا، وهو أن يكون للشعب مرآتان تعكسان نبضه.
مجلس الشيوخ ليس بديلاً ولا منافسًا لمجلس النواب، بل هو ظله الهادئ، ومستشارُه، وصوت الحكمة في جسد الدولة.



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حين يصبح التفكير تهمة.. أزمة حرية الاعتقاد في مصر”
- أربعة وثلاثون عامًا من اللاجدوى
- أبجديّة السياسة (3): -مجلس النواب-
- حرب المال والبلطجة من أجل عيون المواطن!!
- أبجدية السياسة ....-الحياة السياسية-
- لن يرضى عنك المتأسلمون حتى تتبع ملتهم!!
- أبجديّة السياسة: لماذا يجب أن نفهم السياسة؟
- بين الجهل و التجهيل ,,متى ننضج ديمقراطياً؟!
- ولنا في الخيال حب ...حين تلمع الاغنية ويبهت الفيلم!!
- الخروج من اللعبة_ الأخيرة
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية_ سيدات السلطة2
- المرأه المصريه و حقوقها السياسيه_ (سيدات السلطة)
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية (2)
- الخروج من اللعبة (5)
- بين استعراض الإيمان واستعراض الجسد… مصر تدفع ثمن التريند
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية
- انتخبوني وستجدون ما يسركم! - الجزء الثالث والاخير
- انتخبوني وستجدون ما يسركم! (الجزء الثاني)
- -انتخبوني وستجدون ما يسركم-
- مدينة بلا آلهه _ الجزء السادس و الأخير


المزيد.....




- إيرباص تكتشف مشكلة جديدة في طائرات الركاب A320 الأكثر مبيعًا ...
- صانعا محتوى مصريان يثيران جدلاً بشأن سلامة بعض المنتجات الغذ ...
- البابا لاون يزور لبنان ويصلي في ضريح مار شربل
- ترامب يوجه إنذاراً نهائياً لمادورو: غادر البلاد الآن واترك ا ...
- الباحثة الإسرائيلية المُفرج عنها في العراق تثير الجدل.. ما ع ...
- -جيش بلا وجوه-.. إسرائيل تكشف كواليس -التحرك الخفي- لقواتها ...
- خلاف على ملكية وحق رعاية كلب تصل إلى القضاء الألماني
- معهد -سيبري-: شركات الأسلحة تجني أرباحًا طائلة من حرب أوكران ...
- الإنكارُ الغربيُّ لوجودِنا كشعوبٍ وأمّةٍ.
- فنزويلا: مكالمة بين ترامب ومادورو وغارات أمريكية مثيرة للجدل ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا مجد الدين عبد النور - أبجدية السياسة (4): مجلس الشيوخ