أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مقاومو رفح..إرادة تتحدى آلة الحرب














المزيد.....

مقاومو رفح..إرادة تتحدى آلة الحرب


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 15:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عام كامل من البسالة والشجاعة والقتال من بين الركام ومواجهة الطائرة والدبابة، اليوم يواجه مقاومو رفح الأبطال أقسى ظروف الحرمان، وبات ملفهم عنوانا لمعركة أحد أطرافها مشروع احتلال يحاول فرض استسلام وتثبيت معادلاته الخاصة من الهيمنة والسيطرة، وآخر هو مشروع مقاومة يرى في مجرد الصمود داخل الأنفاق إعلان بقاء وتحد للإرادة الصهيونية التي أدركت أن هذا الملف يمكن أن يتحول إلى فرصة لإعادة صياغة قواعد الاشتباك. فكثفت غاراتها الجوية والتفجيرية حول محيط الأنفاق، مدعية أنها تحقق تقدما ونصرا وفرض استسلام على أبطال المقاومة.

وقد أطلت علينا القناة "١٢" العبرية، بخبر نشرته على صفحاتها، تكشف فيه عن عرض قدمته "تل أبيب" عبر الوسطاء، ونصه أن "إسرائيل عرضت عبر الوسطاء استسلام المسلحين العالقين في رفح واعتقالهم تمهيدا للإفراج عنهم لاحقا بشرط التخلي عن السلاح ووقف أي نشاط عسكري، لكنهم رفضوا العرض".

رفض مقاومي حماس الاستسلام صورة تقرأ من منظور أكبر من زاوية القتال، منظور يتعلق بالإرادة البشرية حين تقف أمام آلة عسكرية هائلة مقابل ما لا يملكونه من أدنى مقومات الحياة، الماء والغذاء. وهذا الصمود بحد ذاته يثبت فشل حرب "يهوه"–"نتنياهو" في تحقيق أهدافها المعلنة، وركل أسطورة أن دولة الشتات هي من يملك شروط تعريف السلاح والمقاومة والمستقبل السياسي لغزة.
وما هذا الرفض، وأقصد رفض الاستسلام، إلا موقف سياسي رسخ فكرة واحدة مفادها أن المقاومة لن تمنح دولة الشتات مكسبا تاريخيا بانهيار آخر معاقلها.

ولأن دولة الاحتلال خبيثة بنواياهاعلى الدوام، فقد أرادت من وراء الخبر الآنف الذكر للقناة "١٢" أن يكون بمثابة رسائل متعددة منها تقديم نفسها كطرف مرن في هذه المفاوضات، ودفع الوسطاء إلى الضغط على المقاومة وقبول معادلة "الاستسلام" مقابل نجاة العالقين منهم داخل الأنفاق، أما الأهم فيكمن في تثبيت شرط "نزع سلاح" المقاومة الفلسطينية كقضية مفروغ منها، وأن أي تسوية مستقبلية في غزة يجب أن تكون خاضعة للسيطرة الأمنية الصهيونية.

وعلى امتداد التاريخ، لم نسمع بحركة مقاومة واجهت احتلالا ثم ارتضت أن ينزع سلاحها من قبل هذا الاحتلال. فالسلاح بالنسبة للمقاومين رمز للكرامة وحفظ الهوية والذاكرة والحقوق من المحو والطمس. ونزعه يعني إضعافها وانتزاع جميع ما ذكر. ومن هنا يحق لنا أن نسأل.. لماذا على المقاومة أن تسلم سلاحها وتستسلم لمن لا يملك شيئا في أرض غزة خاصة وفلسطين عامة؟؟.

وهنا جاء تصريح حركة حماس عبر موقعها الرسمي، ليضيف بعدا إضافيا للصورة، إذ قالت الحركة أن *الجريمة الوحشية التي يرتكبها الاحتلال عبر ملاحقة وتصفية واعتقال المجاهدين المحاصرين في أنفاق مدينة رفح تعد خرقا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.


بهذا التصريح، يصبح المشهد أكثر وضوحا، فالمقاومة ترى في ما يجري اعتداء مباشرا على مفاوضات يفترض أنها قائمة، وتعتبر أن استمرار استهداف المحاصرين في الأنفاق ما هو إلا سعي من قبل دولة الاحتلال لفرض واقع جديد ينزع فيه سلاح المقاومة وإخضاع غزة.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاطعة الأكاديمية..ما الذي فعلته غزة؟
- حفار واحد… وآلاف الشهداء ينتظرون
- المنطقة الأمريكية -الخضراء-..مشروع لن يمر
- حين تصبح الوساطة الدولية حبرا على ورق..غزة تحت القصف
- اعتداءات المستوطنين تسرع طريق الانتفاضة الثالثة..-غوش عتسيون ...
- توسع الاحتلال شرق غزة وفراغ الضمانات الدولية
- إعدام الأسرى..تشريع للقتل الجماعي
- مجزرة مخيم عين الحلوة ليلة 19/نوفمبر/2025
- المشروع الأميركي الجديد لغزة..هل هو انتداب حديث؟
- جمعية -المجد- ورحلة -رامون- إلى جنوب إفريقيا..
- مطر يختبر الخيام.. وإرادة تهزم الغرق
- *جاجة حفرت على راسها عفرت*
- جرائم باسم -الأمن-..اغتصاب في سجون الاحتلال
- إرهاب العصابات الصهيونية بين الأمس واليوم..من مشروع الدولة إ ...
- أنفاق رفح تعيد خلط أوراق الحرب على غزة
- الماء كسلاح احتلال..ردم الآبار في الضفة الغربية نموذجا.
- الطبيب الذي كتب بدم الشهداء..منير البرش يوثق الحقيقة.
- اليمين المتطرف يشرعن الإعدام الجماعي باسم -الأمن القومي-
- بين نصوص العنف -التوراتية المحرفة- وجرائم الاحتلال..امتداد ل ...
- مستوطنون يواصلون السيطرة على ينابيع الأغوار/نبع الحمة نموذجا


المزيد.....




- رسالة من مؤلف مسلسل -كارثة طبيعية- بشأن -شروق- و-محمد-
- مئات المفقودين في كارثة حريق هونغ كونغ.. وجدل يتجدد حول سقال ...
- أحدث ظهور للفنّانة المصرية نجاة الصغيرة في العاصمة الجديدة
- هل تخسر طهران مكانتها كعاصمة لإيران بسبب الجفاف؟
- إسرائيل لا تتوقع أن ينزع حزب الله سلاحه طوعاً في المهلة الدب ...
- من داخل استعدادات ليغو لموسم الأعياد: كيف تلبي مكعبات ليغو ا ...
- بعد 18 شهرا بالسجن .. تونس تفرج عن سنية الدهماني المنتقدة لل ...
- البابا يدعو تركيا لتكون -عامل استقرار- في مستهل جولته الخارج ...
- فرنسا: أي رسائل من إعلان ماكرون عودة الخدمة العسكرية الطوعية ...
- من أبقى على الخدمة العسكرية الإلزامية في أوروبا ومن أعاد فرض ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مقاومو رفح..إرادة تتحدى آلة الحرب