أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - انتخابات نيويورك وفوز زهران ممداني















المزيد.....



انتخابات نيويورك وفوز زهران ممداني


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فاز مرشحو الحزب الديمقراطي بجميع الانتخابات المحلية الرئيسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة يوم الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2025، فضلا عن فوز زهران ممداني في نيويورك، معقل الرأسمالية العالمية ورأس المال المالي ( وول ستريت) وتُعد هذه الانتخابات ذات أهمية كُبْرَى للولايات والمدن المَعْنِيّة، وعكست استياء المواطنين من سياسات الرئيس دونالد ترامب بعد عام من انتخابه، تُمثل هذه الانتخابات عَيِّنَة ممّا يمكن أن يتوقعه الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي للعام المُقبل 2026.

الإرث الثقافي لزهران ممداني
يجسد عمدة نيويورك الجديد، زهران ممداني، جيلاً سياسياً جديداً، ولكنه يجسد أيضاً إرثاً فكرياً فريداً من والِدَيْه، فوالدُهُ محمود ممداني، مؤرخ ومُفكّر سياسي وأستاذ في جامعة كولومبيا، ونجح في الرّبط أو في تبسيط وتجديد فهم العلاقة بين الإستعمار والحداثة والعنف السياسي. أما والدته ميرا ناير، فهي من أعظم المخرجات السينمائيات الهنديات المعاصرات، ومخرجة أفلام شهيرة مثل سلام بومباي! وحفل زفاف مونسون، مما جعل الإبن – زهران ممداني - يعيش بين السينما الملتزمة والتفكير النقدي ــ وهما شكلان من أشكال مقاومة النسيان والنظام القائم، لكنه يُمثل جيلا من أبناء المهاجرين المتعلمين من الفئات متوسّطة الدّخل، فقد وُلِد الأب محمود ممداني سنة 1946 في بومباي، قبل استقلال الهند، ونشأ في أوغندا، ضمن مجتمع من أصل هندي تأسس في شرق أفريقيا منذ الحقبة الاستعمارية، ودَرَسَ في الولايات المتحدة، في جامعة هارفارد، ثم في دار السلام، عاصمة تنزانيا التي كانت تحتضن نشاطًا فكريا هاما خلال عقدَيْ الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، ثم في أوغندا التي طَرد رئيسها عيدي أمين الآسيويين سنة 1972، واستفاد محمود ممداني من تجربته ليُثْرِي "الفكر ما بعد الاستعماري" (Postcolonial thought )، ودراسة الأشكال الجديدة من الإستعمار المُتغلْغِلة في هياكل الدّولة وفي الفكر والذّاكرة وإعادة إنتاج العنف الإستعماري ضد المجتمعات المحلية، وكتب سنة 1996 Citizen and Subject: Contemporary Africa and the Legacy of Late Colonialism (1996) ) "إن أنظمة الدول الأفريقية التي وُلِدَتْ من الاستقلال السياسي ( الشّكلي) لم تنفصل حقًا عن النظام الاستعماري (...) فقد قسمت القوة الاستعمارية المجتمعات إلى عالمين: عالم المواطنين الحضريين الذين يحكمهم القانون المدني، وعالم الرعايا الريفيين الذين يخضعون للقانون العرفي والزعماء الإداريين(...) ونجح هذا الانقسام بين "الحداثة" و"التقاليد" - بين المواطن والرعية - في البقاء بعد الاستقلال، ويستمر في هيكلة التفاوتات السياسية والاجتماعية..."، كما اهتم محمود ممداني ( الأب ) بالكشف عن "استمرارية الهيمنة تحت خطابات الحرية"، ضمن كتابه المنشور سنة 2001 ( When Victims Become Killers: Colonialism, Nationalism and Genocide in Rwanda" (2001)، حيث رَفَضَ التفسيرات ذات الصبغة الأخلاقية أو الثقافية لتبرير الإبادة الجماعية في رواندا واعتبر هذه التبريرات نتاج التصنيفات العنصرية الإستعمارية لفِئَتَيْ "الهوتو " و "التوتسي" لأنها تقسيمات بين فئات المجتمع الواحد، فَرَضَتْها القوى الإستعمارية، خصوصًا البريطانية والفرنسية، وهي ليست هويات الأجداد، بل اختراعات إدارية عززت التسلسلات الهرمية وأذكت العنف، وحقّق محمود ممداني شهرة عالمية لدى غير الأنغلوفونيين بعد نَشْر كتابه "المسلم الصالح والمسلم الشرير: أميركا والحرب الباردة وجذور الإرهاب" سنة 2004 (The Good Muslim and the Bad Muslim: America, the Cold War, and the Roots of Terrorism ) ويستكشف كيف تم بناء فئات المسلم "الجيد" و"السيئ" سياسياً، من قِبَل الولايات المتحدة، وخاصة خلال الحرب الباردة، وكيف أثر ذلك على التصورات والسياسات المحيطة بالإسلام والإرهاب، وصدر هذا الكتاب في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، وهو يفكك أيديولوجية "صراع الحضارات" التي رَوّجها صامويل فوكوياما، واعتبر محمود ممداني: إن التمييز بين المسلمين "الجيدين" و"الأشرار" ليس دينياً، بل جيوسياسياً، فالجيّد هو من يتوافق مع النظام الغربي، والمسلم "السيء" هو من يتحداه، وهي ثنائية طبقتها الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، عندما دعمت "المجاهدين" الأفغان وموّلتهم وسلحتهم من أجل إضعاف الاتحاد السوفييتي، وتحويل "الجهاد " إلى سلاح سياسي، ولما انهار الإتحاد السوفييتي أصبح "المناضلون من أجل الحرية" قبل عِقْدَيْن "إرهابيين" مما بَرّر "الحرب على الإرهاب" التي لا تزال الولايات المتحدة تُهدّد بها من يخالفها، وينتقد محمود ممداني إضفاء الطابع الأخلاقي الزائف على السياسة واعتبار "الإرهاب جزء من ثقافة الآخرين"، فبدلاً من تفسير العنف بأسباب وعوامل تاريخية وجيوسياسية، وتهدف الإمبريالية إلى تحويل سياسة الهيمنة إلى دفاع عن الحضارة، واعتبر الدّعاية الإمبريالية، والأمريكية بشكل خاص، سلسلة من الأكاذيب لتبرير استمرارية الحروب الاستعمارية والحرب الباردة في شكلها الجديد و"الحرب على الإرهاب" لإظهار الغرب كحارس للعقلانية وللحرية وللدّيمقراطية، في مقابل الشعوب الخاضعة للهيمنة التي لا تزال تتصرف وفق العواطف والثقافة البدائية، مما يُشكّل خطرًا على القوى الإمبريالية التي تريد نَشْر التّمدّن والتّحَضُّر، ويدعو محمود ممداني إلى إحياء ذاكرة الشعوب وثقافتها...
أما والدته المخرجة والكاتبة ميرا ناير، خرّيجة جامعة هارفارد الأمريكية فهي مُمثّلة ومُخْرِجة سينمائية مشهورة وكاتبة، وحازت أفلامها الوثائقية على جوائز دولية، من بينها So Far From India وIndia Cabaret، وتم ترشيح شريطها الروائي الأول “سلام بومباي” ( عن أطفال الشوارع في مدينة بومباي الهندية) سنة 1988، لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وحصل على جائزة الكاميرا الذهبية لأفضل فيلم روائي أول في مهرجان كان السينمائي، وجائزة الجمهور إلى جانب أكثر من 25 جائزة دولية أخرى، كما حاز شريطها الروائي (Mississippi Masala ) شهرة كبيرة وحصل على جوائز من مهرجان فينيسيا السينمائي، ويُعتبر شريط "زفاف مونسون" ( Monsoon Wedding ) أشْهَرُ أشرطتها ( 2001) وفاز بالأسد الذّهبي في مهرجان فينيسيا، والعديد من الأشرطة الروائية الشهيرة الأخرى مثل The Perez Family وKama Sutra: A Tale of Love و My Own Country، الذي حاز على جائزة NAACP كأفضل فيلم روائي، و Hysterical Blindness الذي حقق أعلى نسب مشاهدة وقت عرضه وثلاث جوائز "إيمي"، ونالت عنه الممثلة ثورمان جائزة غولدن غلوب، وشريط "الاسم نفسه" (The Namesake) و "ملكة كاتوي" (Queen of Katwe)...
بعد تفجيرات 11 أيلول 2001، شاركت ميرا ناير في مشروع عالمي بعنوان 11/09/01، وقدمت من خلاله قصة حقيقية عن أسرة مسلمة في كوينز فقدت ابنها في الحادث وتعرضت لحملة تشويه إعلامية، كما أخرجت، سنة 2004، شريط Vanity Fair عن رواية الكاتب ويليام ميكبيس ثاكري، من بطولة ريز ويذرسبون، كما أخرجت المسلسل التليفزيوني National Treasure: Edge of History الذي تم إنتاجه سنة 2022.
اشتهرت ميرا ناير برفضها إملاءات هوليود وقدّمت كمنتجة مُستَقِلّة أشرطة – وثائقية ثم روائية - منحازة للكادحين والمُهَمّشين في الهند وأوغندا والولايات المتحدة وفي كل مكان من العالم، وحققت أشرطتها شهرة وإيرادات كبيرة، وركّزت على قضايا اجتماعية وثقافية متنوعة، واعتاد زهران في بيت والِدَيْه محمود ممداني وميرا ناير على متابعة نقاشات أدبية فكرية وسياسية بمشاركة مشاهير الباحثين والكتاب والأساتذة ( زُملاء والِدِه) والفنانين، مما أكسبه وعيا بقضايا الإستعمار والإضطهاد والإستغلال، وتعلّم من والدته فنون السّرد والإتصال والإعلام، بينما تعلّم من والِدِه قيم العدالة والتمسك بالحق، وتعرّف خلال عمله كمرشد في شؤون الإسكان على معاناة المهاجرين بشأن السّكن وارتفاع الإيجار، ليُصبح من الدّاعين للمساواة وللعدالة الإجتماعية، ومن المُعارضين للفكر اليميني المتطرف والفاشي...
نشأ زهران ممداني في هذا المناخ الفِكري والثقافي، ليُصبح اليوم عمدة لمدينة نيويورك، عاصمة الرأسمالية العالمية وعاصمة السّردِيّة الإمبريالية الأمريكية التي كرّس والداه حياتهما لنقدها...

نيويورك كرمز للرأسمالية الأمريكية والعالمية
اتسمت الحملة الإنتخابية بمحاولات تشويه زهران ممداني ومن ضمنها اتهامات بمعاداة السامية، نظرًا لموقف ممداني من العدوان الصهيوني والإبادة في غزة ( رغم تنديده بحماس وعدم تأييده الكفاح المسلح) في مدينة يقطنها حوالي 1,5 مليون يهودي، ويُشكل بها اليهود الصهاينة مجموعة ضغط هامة، كما تَدَخّلَ دونالد ترامب مباشرة في سَيْر الحملة الإنتخابية ونعت ممداني بالشيوعي، وأظهرت نتائج الإنتخابات هزيمة مُرشّحي الحزب الجمهوري في ولايات فرجينيا ونيوجيرسي وبنسلفانيا، فضلا عن نيويورك، كمؤشر على هزيمة الحزب الجمهوري في الإنتخابات النصفية (تشرين الثاني/نوفمبر 2026) ولئن كان الحزب الدّيمقراطي سيئا فإن الحزب الجمهوري موغل في اليمينية وملأ شوارع وساحات العديد من المدن الأمريكية بالجيش والحرس القومي، وهدّد الرئيس دونالد ترامب كل من تجرأ على مخالفته الرأي...
كانت نسبة المشاركة في انتخابات مدينة نيويورك قياسية، وفق وكالة بلومبرغ ( 05 تشرين الثاني/نوفمبر 2025) وفاز زهران ممداني بفضل أصوات الشباب من أعراق مختلطة، يعيشون ظروفا صعبة في الأحياء التي يسكنها المهاجرون والسود واللاتينيون والطلاب وموظفو الخدمة المدنية، وعمال منصات الإتصالات وتجارة التجزئة، ليصبح زهران ممداني أصغر عمدة لنيويورك وأول من ادّعى الإشتراكية فضلا عن أُصوله ( أبوه مُسلم من أصل هندي) لكن نفوذ "النُّخَب" المالية والثقافية والسياسية، ومجموعات الضغط اليمينية ( بما فيها يمين الحزب الدّيمقراطي) والصهيونية، قوي في مدينة نيويورك...
تُعتبر مدينة نيويورك معقلاً للمصارف والبورصة وأثرياء وول ستريت، لكنها كذلك مدينة السكان الذين يعانون ارتفاع الأسعار وتراجع الأجور ويريدون نموذجا اقتصاديا أكثر عدالة، وقدّم ممداني نفسه، خلال الحملة الإنتخابية باعتباره صوت الطبقة العاملة وصاحب مشروع لإعادة توزيع الموارد في المدينة، لكن نيويورك هي العاصمة العالمية لرأس المال المالي والبورصة وخلال الحملة الإنتخابية أعلن الملياردير بيل أَكمان تأسيس مجموعة لمناهضة حملة ممداني (تموز/يوليو 2025) باسم "الدّفاع عن اقتصاد نيويورك” والمستثمرين والأغنياء، كما أعلن بعض أقطاب الجناح اليميني للحزب الدّيمقراطي ( مثل منافسه في الإنتخابات التمهيدية للحزب الدّيمقراطي، مدير صندوق التحوط السابق ويتني تيلسون) بأنه “شخص خطر وغير مؤهل للمنصب”، وأعلن الرئيس التنفيذي لمصرف “جي. بي. مورغان تشيس” (جيمي ديمون، تموز/يوليو 2025) “إن ممداني أقرب إلى الماركسي منه إلى الاشتراكي (أفكاره الاقتصادية ) مجرد شعارات لا علاقة لها بالواقع"، قبل أن يتراجع ليُصرح استعداده للتعاون معه قائلاً: “علينا أن نتعامل مع الواقع القائم، وليس مع ما نتمناه، وإذا أصبح عمدة للمدينة فسنتعامل معه وفق هذا الواقع"...

البرنامج الإنتخابي في مواجهة الواقع
كان زهران ممداني نائبًا عن دائرة نيويورك لمدة خمس سنوات، ولديه خبرة تشريعية وإن كانت محدودة بشأن الجهاز التنفيذي للمدينة، والعلاقات المتشعبة بين السلطات الإدارية والمالية والتي قد تُعرقل إنجاز برنامجه بشأن تجميد الإيجارات، ومجانية النقل العام ورعاية الأطفال الشاملة، لأن تمويل البرامج الإجتماعية لا يقتصر على المدينة، بل يتطلب تمويل ولاية "ألباني" والحكومة الفيدرالية...
لمّا فاز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك رغم الحملة الشّرسة التي قادها أثرياء وول ستريت للتصدي لصعوده، وكشفت الحملة التي شنّها الأثرياء ضد ممداني عن غطرسة وول ستريت وأدّت إلى زيادة السّخط الإجتماعي تجاه الأثرياء من قطاع المال والأعمال. لكن بدأ قادة وول ستريت وكبار المستثمرين، وبينهم بيل آكمان ورالف شلوسشتاين، يبدون استعدادهم "للتعاون معه" رغم الخلافات، وبناء جسور التواصل مع العمدة المنتخب الذي يستعد لقيادة العاصمة المالية للعالم، وعلقت وكالة بلومبرغ ( التي يمتلكها الملياردير مايكل روبنز بلومبرغ الذي كان عُمدة لنيويورك من 2002 إلى 2013 ) بتاريخ السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2025، إن "نخبة نيويورك بذلت كل ما في وسعها لمنع زهران ممداني من الفوز بمنصب عمدة المدينة، من ضخّ الأموال إلى الإهانات وحملات الترهيب، وصولاً إلى وابل من التغريدات، وادّعى خصومه الأثرياء إن انتخابه إيذان بهجمة شيوعية، وبعد فوزه مباشرة، بدأ الأثرياء يُوجّهون رسائل التّصالح مع العمدة الجديد، وكتب آكمان: مبروك على الفوز. أمامك الآن مسؤولية كبرى، وإذا كان بوسعي أن أقدّم شيئاً لنيويورك، أخبرني بما يمكنني فعله" كما عبّر آخرون من عالم المال والأعمال عن ضرورة التّأقلم مع الواقع الجديد المتمثل في "قيادة منتقد الرأسمالية، دفة الحكم في العاصمة المالية للعالم"، وأبدى "رالف شلوسشتاين"، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "إيفركور (Evercore) وأحد مؤسسي "بلاك روك" استعداده للتعاون مع ممداني رغم اختلاف التوجهات السياسية بينهما، ويعتزم الإنضمام إلى مجموعة استشارية من رجال الأعمال تأمل في تقديم المشورة للعمدة المنتخب. أما (العمدة السابق مايكل آر. بلومبرغ، مؤسس ومالك الحصة الأكبر في شركة "بلومبرغ" المالكة لبلومبرغ نيوز، فقد أيّد المرشح المستقل والحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو كومو، منافس ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الدّيمقراطي والإنتخابات العامة، وقدم مساهمات للجنة عمل سياسي تدعم الحملة الانتخابية لكومو.
من جهته أعلن زهران ممداني إنه يتطلع إلى الاجتماع مع جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورغان تشيس"، ومع قادة الأعمال الآخرين لمناقشة مستقبل المدينة، مؤكداً "ضرورة التعاون رغم الخلافات السياسية"، وأضاف: "لا يمكننا أن نطلب الاتفاق على كل قضية حتى نتمكن من إجراء محادثة"، ومن جانبه، يرى مارك كرونفيلد، المدير التنفيذي السابق في "بلاك روك" وأحد أبناء نيويورك، أن الوقت قد حان كي تتوقف نخبة قطاع الأعمال عن التذمّر، وتبدأ برسم مسار يحفظ حضورها. وقال ساخراً: "هل تحوّلت المدينة إلى ديستوبيا - أو عالم مُنْهار - لأن ممداني فاز؟ كلا".
رغم الحملة الشرسة التي شنها الأثرياء ضد ممداني، أثناء الحملة الإنتخابية، أعلن موظف في "بنك أوف أميركا" يتقاضى راتباً بعشرات ملايين الدولارات، إنه يدعم ممداني، لكنه لا يجرؤ على البوح بذلك أمام زملائه خشية أن يوصم بالاشتراكية، ولم يُخْفِ الملياردير في قطاع العملات المشفّرة، مايك نوفوغراتس، قناعته "بضرورة مدّ الجسور"، قائلاً: "بمجرد أن يتولى المنصب، علينا أن نضمن نجاحه في الحفاظ على نيويورك مدينة مزدهرة، فهو يعبّر عن واقع حقيقي، نحن فعلاً نعيش قصة مدينتين، بالمعنى الذي وصفه تشارلز ديكنز، وبدرجة غير مسبوقة، والسؤال المطروح هو: هل يمكن معالجة أزمة غلاء المعيشة بطرق مبتكرة من دون التسبّب في هروب الأعمال؟".
قال روبرت وولف، الرئيس التنفيذي لشركة "32 أدفايزرز" والرئيس السابق لـ "يو بي إس أميركا": "لا يفاجئني أن كثيرين في مجتمع الأعمال لم يدعموه، لكن الآن بعدما أصبح رئيساً للبلدية، آمل أن يساهموا في نجاحه لضمان ازدهار مدينة نيويورك"، كما صرحت جين فريزر، الرئيسة التنفيذية لمجموعة "سيتي غروب"، غداة إعلان انتخاب زهران ممداني: "نأمل أن نعمل مع العمدة المنتخب لجعل هذه المدينة مكاناً أفضل حتى لموظفينا وعملائنا للعيش والعمل".
هذه عينات من "واقعية" أو "براغماتية" ممثلي أو رموز الرأسمالية وكذلك "واقعية" عمدة نيويورك الجديد، لأن كلا الطّرفَيْن يُدْرِك حُدُود الآخر، فرجال الأعمال يريدون استمرار جني الأرباح في مناخ مُستقر، والعمدة يريد إدارة المدينة بأقل ما يمكن من المشاكل، وعل أي حال فإن الدّستور الأمريكي والقوانين يضمن حقوق الرأسماليين ويسمح بهامش من الحريات والحقوق لتأطير الغضب وحَصْرِه في حدود الإحتجاجات السّلمية أو الإنتخابات، وذلك لمنع الثورات التي لا يمكن تأطيرها ومحاصرتها...

رَمْزِية انتخاب زهران ممداني
يُمثل انتخاب زهران ممداني تصويتًا ضدّ الشخصيات السياسية المعتادة، وتُعتَبَرُ هذه الإنتخابات أحد السيناريوهات التي أعدّها ومَوَّلَها الحزب الديمقراطي، الذي فقد بعضًا من ناخبيه بسبب دعمه للفاشيين الأوكرانيين – من جماعة بانديرا – والصهاينة، وبسبب تخلِّيه عن الفُقراء والطبقة العاملة، ويبدو إن مؤسسة "المجتمع المفتوح" التابعة لجورج سوروس تبرعت بأكثر من 30 مليون دولار لحملة ممداني، وهو برجوازيّ صغير من سكان المدن، وابن أستاذ جامعي ومخرجة سينمائية مشهورة في الهند، وله إرث ثقافي هام، مَكّنه من إعداد خطاب يدعو إلى التعددية الثقافية وإلى شيء من العدالة الإجتماعية، ومثل انتخابه تحوُّلاً داخل الحزب الدّيمقراطي الذي أصبح يدعو مناضليه إلى المشاركة بقوة في الإحتجاجات، على غرار احتجاجات "لا للملوك" التي حشدت أكثر من سبعة ملايين شخص في الولايات المتحدة، غير إن هذه الإحتجاجات ظلت بدون مطالب محددة، كما نجح الجناح "الرّاديكالي" في الحزب الدّيمقراطي في تشويه مفهوم أو فكرة "الاشتراكية"، لأن أولئك الذين يدّعون الآن تمثيل "الاشتراكية الديمقراطية" على الطريقة الأمريكية يدعمون التدخلات العسكرية الإمبريالية التي بدأتها الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، ورغم الخطاب الذي أتقن زهران ممداني تجديده فإنه لا يخرج عن جوهر التوجهات السياسة للإمبريالية الأمريكية، وعلى سبيل المثل، نجح في التهرب من إجابة واضحة بشأن الحظر الأمريكي على كوبا أو العدوان العسكري الأمريكي على فنزويلا، وما زهران ممداني سوى نُسخة مُحسّنة للحزب الديمقراطي الذي يريد تجديد صورته وابتكار الخطاب الذي يمكنه من الفوز في الإنتخابات التشريعية والرئاسية المُقبلة، إنه خطيبٌ بارع، ينجح في خداع وتضليل العمال والطبقة العاملة، وذلك لغياب حزبٍ يمثل مصالحهم ويدافع عن المكاسب التي تآكلت بفعل الرأسمالية الجشعة. سيكون من الضروري مراقبة تنفيذ وعود الحملة الانتخابية، والنظر في إمكانية تحقيق أي تقدم في مجال الإسكان في نيويورك، وبشكل عام قد يكون زهران ممداني النّسخة الجديدة والمُحْدَثَة لباراك أوباما الجديد...

مكانة مدينة نيويورك
يواجه الكثيرون في نيويورك، حتى من يتقاضون رواتب مُتوسّطة، ارتفاع تكاليف المعيشة، وتشير البيانات إلى أن ما لا يقل عن 65 ألف أسرة يتراوح دخلها السنوي بين 100 ألف و300 ألف دولار، تدفع ثلث دخلها الإجمالي أو أكثر للإيجار، ومنح الناخبون الذين يسكنون العديد من هذه الأحياء، أصواتهم لممداني، لأنهم أدركوا إن أثرياء وول ستريت يريدون أن تكون مدينة نيويورك مخصصة للأثرياء، ولا يريدون أن تكون مدينة ميسورة الكلفة، لكنهم أثرياء يتميزون بالواقعية، ويعتبرون العمدة ( رئيس البلدية) منصب تنفيذي يُشرف على جمع النفايات وإزاحة الثلوج والسهر على تنفيذ الأمور التي لا تحتمل التأجيل، فالنفايات يجب جمعها، والثلوج يجب إزاحتها، والجريمة لا بد أن تبقى تحت السيطرة، وإن فشل في ذلك، فسيخسر منصبه بعد ولاية واحدة...
باسم الواقعية كذلك، أنفق ما لا يقل عن 26 مليارديرا 22 مليون دولارا لمنع زهران ممداني من تولي منصب عمدة نيويورك، لكن دعمه بعض الأثرياء مثل إليزابيث سيمونز، ابنة ملياردير صناديق التحوّط الراحل جيم سيمونز (توفي عام 2024) والتي تتشارك ثروة قدرها 32,5 مليار دولار، بنحو 250 ألف دولار، كما حصل ممداني على دعم الملياردير توم بريستون-ويرنر، المؤسس المشارك لشركة جيثب وأرسل شيكا بقيمة 20 ألف دولار إلى منظمة "نيويوركرز من أجل تكاليف أقل" التي تشرف على تنظيم حملة زهران ممداني...
تُمثّل مدينة نيويورك رمزًا وعاصمة للرّأسمالية العالمية وتضم مراكز البنوك الاستثمارية العالمية، ودورها كمقر لأكبر البورصات في العالم: بورصة نيويورك (NYSE) وناسداك ( Nasdaq). ويجرى تعزيز مكانة المدينة ماليا من خلال دورها في الأسواق المالية الرئيسية مثل صناديق التحوط (Hedge funds) والعملات الأجنبية والأسهم الخاصة؛ وللمدينة تأثير كبير على السياسة الاقتصادية العالمية من خلال مؤسسات مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك (Federal Reserve Bank of New York). هذا فضلا عن كونها مركزا تضطلع فيه المؤسسات المالية باستخدام مجموعة واسعة ومتطورة باستمرار من الأدوات المالية والائتمانية ( Financial and Credit Instruments)، وتفسح هذه الأدوات المجال لمجموعة واسعة من الوظائف ومن العمليات المصرفية الأساسية وإدارة المخاطر والخدمات المصرفية الاستثمارية وإدارة علاقات الزبائن.
تركّزت حملة زهران ممداني على وعود مثل "الكرامة الاقتصادية للجميع" و"نيويورك للجميع وليست للأثرياء فقط"، قدم ممدانى لمواطني نيويورك وعودا كثيرة تشمل تجميد رفع الإيجارات وتقديم رعاية صحية كاملة مجانية للجميع وإدخال مجانية المواصلات وتخفيض أسعار المواد التموينية في محال السوبر ماركت التي سوف تديرها المدينة. كما يقترح ممدانى ان تمويل هذه المشاريع سيتم عبر فرض ضرائب تصاعدية على الشركات الكبرى والأثرياء، وهو ما يثير تساؤلات حول أثر هذه السياسات على تنافسية المدينة خاصة ان ضرائب الأعمال في مدينة نيويورك هي ( بشكل عام) الأعلى في الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك أدلة كثيرة على أن كثير من الشركات مالت في السنوات الماضية لنقل أعمالها من نيويورك الى ولايات أخرى تقل فيها الضرائب نسبيا ((tax friendly) )، لكن بعد الإنتخابات تكشف السلطة في مدينة نيويورك أن منصب العمدة ليس سوى واجهة لإدارة التناقضات الرأسمالية الحضرية، حيث تتحول الصلاحيات الدستورية الظاهرية إلى قيود مؤسسية فعلية تعمل كأغلال تمنع أي تحول جوهري يمس البنية الطبقية القائمة. تؤكد التقارير أن القيود القانونية والإدارية التي تفرضها الولاية على الملفات المحورية مثل التعليم والضرائب والشرطة لا تمثل مجرد تعقيدات إجرائية، بل آليات ضبط بنيوية تضمن خضوع السلطة المحلية لمنطق التراكم والاستثمار الفيدرالي، مما يحوّل البرامج التقدمية الطموحة إلى تعديلات سطحية عند الاصطدام بمصالح الطبقة المهيمنة (AP News, 2021).

عقدة تمويل برنامج زهران ممداني
بينما يعكف عمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني على تدبير المرحلة الانتقالية قبل أن يتولى مهامه رسميا في أول كانون الثاني/يناير 2026، تتزايد التكهنات بشأن تطبيق الوعود الانتخابية التي على أساسها حقق فوزا تاريخيا لقيادة أكبر مدينة أميركية، فقد ركز ممداني في برنامجه الانتخابي على جعل الحياة بالمدينة في متناول كل سكانها ووعد ببرامج اجتماعية طموحة، مثل الرعاية الأولية الشاملة للأطفال وتوفير مساكن بأسعار معقولة، علاوة على مجانية النقل العام، ويُعول لتمويل ذلك البرنامج الانتخابي الطموح، على زيادة الضرائب على الشركات وعلى أصحاب ذوي الدخل الأعلى في مدينة نيويورك، لكن إنجاز هذه المقترحات يتطلب موافقة مشرّعي وحاكمة الولاية، في حين تواجه مدينة نيويورك عجزا بمليارات الدولارات، قبل إقرار خفض التمويل الفيدرالي الذي أدّى إلى أعباء جديدة على المدن والولايات لتغطية برامج الرعاية الصحية والمساعدة الغذائية، وكانالرئيس دونالد ترامب قد هَدَّدَ بحجب مليارات الدولارات من الأموال الفدرالية على مدينة نيويورك في حال فوز زهران ممداني الذي يستطيع اتخاذ قرارات لتطبيق برنامجه، لكنه لا يستطيع إنجاز بعض جوانب منبرنامجه لأن ذلك يتطلب تمويلات وقرارات سياسية تتجاوز مدينة نيويورك...

خاتمة
الدور الوظيفي لزهران ممداني: وجه جديد للنظام نفسه
تتطلب الحملات الإنتخابية تمويلات وفريقًا إعلاميا ومستشارين وشبكة اتصالات وماكينة أو آلة انتخابية تكلف عشرت الملايين من الدّولارات ولذلك فإن الخطاب التّقدّمي لزهران ممداني عن التعددية والرعاية والائتلاف و"المقاومة المُبهجة"، يجب أن يكون محميا بحد أدنى من الإستثمار في شبكات الإعلام والإتصالات وبمساندة جماهيرية قوية، ولا يمكن لأي حملة انتخابية في الولايات المتحدة أن تتجاوز سقفًا مُحدّدًا، فلا يمكن معارضة الرأسمالية كنظام يُفْضي إلى الإمبريالية وإلى قمع "العدو الدّاخلي" ( نشر الجيش في العديد من المدن الأمريكية لقمع "العَدُوّ الدّاخلي"، أي الفقراء والكادحين والمُهَمّشين...)، ولا يمكن أن يتجاوز الخطاب التقدمي سواء لزهران ممداني أو أوكاسيو كورتيز، مجالات حقوق الإنسان والمناخ وبعض القضايا الإجتماعية، ويُمثل التشكيك في الدّيمقراطية البرجوازية أو التنديد بحُدُودها خطًّا أحْمَرَ لا يجب تجاوزه، واعتمدت حملة زهران ممداني على الإبتسامة والخطابة وبعض المقترحات الجريئة التي يتطلب تحقيقها تمويلات ودعمً سياسيًّا وإعلاميًّا، وتضمن خطاب زهران ممداني ليلة الانتخابات نقدًا لاذعا ل"الرأسمالية التقنية والرجعية العنصرية واليمين الترامبي"...
وجب أن نبتهج لفوز زهران ممداني – رغم النواقص – لأنه من السياسيين القلائل الذين عبروا عن وقوفهم إلى جانب الفقراء والكادحين ونددوا بالإبادة في فلسطين، وكان خطابه مناهضاً للصهيونية ( وليس مناهضًا للإستعمار الإستيطاني) ويُشكل موقفه نوعًا من التضامن "الأخلاقي" وتتمثل حدود هذا التضامن في تصريحه عشية الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، لشبكة سي بي إس الأمريكية، إذ أعلن معاداته للصهيونية، وإقراره "بحق إسرائيل في الوجود كسائر الأمم"، وبذلك يبقى زهران ممداني شخصية إعلامية جماهيرية جديدة في ظل الإمبريالية المُتَأَزِّمَة التي اتحدت ضدّ المقاومة الفلسطينية.
إن قدرة العمدة التقدمي على تطبيق أي رؤية تتعارض مع متطلبات رأس المال المالي والعقاري، ضئيلة، لأن عمدة نيويورك يُمثل أداةً أو مديرًا للأزمة، يعمل على تطويق الانفجارات الاجتماعية دون القُدْرة على معالجة جذورها الطبقية، بفعل الرأسمالية المتركزة في نيويورك والتي تُقاوم أي إصلاحات تهدد امتيازات الرأسماليين والفئة العُليا من "الطبقة الوسطى"، ويمكن للرأسمالية ( وجهازها القضائي) التلاعب باللوائح وتأويلها بما يخدم البنية الطبقية، وإفْراغ أي برنامج من محتواه التّقدّمي، بفعل القيود المالية القاسية على أي سياسة اجتماعية أو أي استثمار "تقدذمي"، لأن مدينة نيويورك – والمدن الأمريكية الكبرى – تمول برامجها من خلال السندات والإقتراض، ليرتهن البرنامج الإجتماعي والإستثمار التقدمي بموافقة رأس المال المالي، وتصبح كل محاولة لتوسيع نطاق الخدمات لتشمل احتياجات الطبقة العاملة أو الفقراء تمثل زيادات في تكلفة الاقتراض، وإبقاء المدينة رهينة لإملاءات الدائنين، مما يُضيّق مجال الإصلاحات...
قد تكون هذه الإنتخابات مفيدة لكشف طبيعة الدولة البرجوازية: كلما حاول العمدة ممارسة سلطته، كشف عن حدودها الطبقية، مما قد يجعلها خطوة إلى الأمام في إطار معركة طويلة، ومما يُحوّل المعركة الطّبقية إلى الشوارع والساحات.
نبتهج لخسارة شبكة دونالد ترامب مدينة نيويورك وولايات أخرى، في هذه المرحلة بالذّات من عجرفة النيوليبرالية التي لا تعرف سوى لغة العدوان والحرب والإبادة الجماعية، والتي يقودها اليوم ترامب في الولايات المتحدة ويدعمها اليمين المتطرف و"المعتدل" في أوروبا واليابان وأستراليا وغيرها... لكن:
"لا يجب أن نتوهَّم بأن مجرد الفوز في الانتخابات المحلية يمثل انتصاراً طبقياً. إنها مجرد خطوة في المعركة لكشف آليات الدولة الرأسمالية واختراق حصونها المؤسسية من الداخل والخارج" روزا لوكسمبورغ ( 1871 – 1919)



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد العراق بين وَفْرَة النّفط وارتفاع حجم الدُّيُون
- حركة التضامن الأوروبية مع الشعب الفلسطيني
- فلسطين - خطة استعمارية أمريكية
- مُتابعات – العدد الواحد والخمسون بعد المائة بتاريخ الثاني وا ...
- التدخلات الأمريكية في امريكا الجنوبية
- أوروبا - الفساد في أعلى هرم السّلطة
- غزة، من -ريفييرا الشرق الأوسط- إلى -خطة السّلام-
- بإيجاز - خطوات أمريكية على طريق إنجاز -الشرق الأوسط الكبير-
- تفاوت طبقي بالأرقام
- الصين والولايات المتحدة ومكانة الدّولار والصناعة والتكنولوجي ...
- مُتابعات – العدد الخمسون بعد المائة بتاريخ الخامس عشر من تشر ...
- عرض كتاب -عقيدة الصّدمة ورأسمالية الكوارث-
- بإيجاز - حق تقرير المصير
- الأزمة = شطب وظائف
- عام من رئاسة دونالد ترامب
- مُتابعات – العدد التّاسع والأربعون بعد المائة بتاريخ الثامن ...
- أوروبا – بعض مظاهر الدّيمقراطية الزّائفة
- العلاقات الهندية الأمريكية ومحاصرة الصين
- مُتابعات – العدد الثّامن والأربعون بعد المائة بتاريخ الأول م ...
- تَسْلِيع قطاع الصّحّة


المزيد.....




- رسالة من مؤلف مسلسل -كارثة طبيعية- بشأن -شروق- و-محمد-
- مئات المفقودين في كارثة حريق هونغ كونغ.. وجدل يتجدد حول سقال ...
- أحدث ظهور للفنّانة المصرية نجاة الصغيرة في العاصمة الجديدة
- هل تخسر طهران مكانتها كعاصمة لإيران بسبب الجفاف؟
- إسرائيل لا تتوقع أن ينزع حزب الله سلاحه طوعاً في المهلة الدب ...
- من داخل استعدادات ليغو لموسم الأعياد: كيف تلبي مكعبات ليغو ا ...
- بعد 18 شهرا بالسجن .. تونس تفرج عن سنية الدهماني المنتقدة لل ...
- البابا يدعو تركيا لتكون -عامل استقرار- في مستهل جولته الخارج ...
- فرنسا: أي رسائل من إعلان ماكرون عودة الخدمة العسكرية الطوعية ...
- من أبقى على الخدمة العسكرية الإلزامية في أوروبا ومن أعاد فرض ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - انتخابات نيويورك وفوز زهران ممداني