أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة















المزيد.....

ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عَهِدَ الأمير عبدالله بالمناصب السياسية والإدارية إلى أشخاص من خارج البلاد، بعد إنشاء الإدارة السياسية في شرق الأردن، قدموا من سوريا ولبنان والعراق والحجاز وفلسطين. وعلى أرضية تصرف الأمير هذا، بدأ يتشكل أول هذه الإرهاصات. ويذكر في هذا السياق، أن أعضاء حزب الاستقلال السوريين قد شغلوا معظم المناصب الإدارية، فيما انحصرت مشاركة أبناء شرق الأردن ببعض القلة القليلة منهم. زاد شعور الأردنيين بهضم حقوقهم، وبخاصة المتعلمون منهم، ووصل الأمر إلى وجهاء البلاد، فصمم بعضهم على وضع حد لهذا الأمر. ففي شهر أيار 1921، أي بعد شهر على تأسيس الإمارة، زار الشيخ رفيفان المجالي المسؤولين البريطانيين في القدس دون معرفة الأمير عبدالله وأبدى تذمره من الأوضاع. وفي الشهر ذاته، زار المندوب السامي البريطاني في فلسطين هربرت صموئيل شرق الأردن فأخبره الأمير عبدالله بألا يبحث الموضوع مرة ثانية مع رفيفان إذا زاره في القدس. وأخبر الأمير رفيفان أيضًا، خلال زيارة إلى الكرك، أن البريطانيين لا يولون أهمية لمطالبه وسوف يلمس ذلك بنفسه إذا ما زار القدس مرة أخرى.
وأخذت تقارير المعتمد البريطاني إبرامسون تتوالى عن حالة التذمر والغضب على النظام جراء سيطرة الاستقلاليين وسياساتهم.
أما ثاني هذه الإرهاصات، فقد أخذ يتشكل وما يزال حتى اليوم، على أرضية الظروف المالية والإقتصادية الصعبة.
كثيرًا ما كان بعض رجال المقر الأميري يذهبون لطلب المال من الأهالي ومأموري الأجرة، وإن قيل لهم أن ينتظروا عودة الجباة من القرى والملحقات، كانوا ينهالون على المأمورين بالشتم والتهديد أو الضرب. لذلك، وقبل انتهاء السنة الأولى من حكم الأمير عبدالله اشتعلت ثورة الكورة بزعامة آل الشريدة. وقد قتل الأهالي خلالها 15 جنديًّا، وأسروا نحو مئة. وظلت الكورة على عصيانها حتى السنة الثانية، حيث أُرسلت لها قوة مزودة بمدافع ورشاشات، فخضعوا مُكرهين.
يذكر أن الأمير عبدالله عندما وصل عمان قادمًا من الحجاز سنة 1921، كان برفقته عشرة من الهاشميين والأشراف، فضلًا عن حاشية من الأتباع الحجازيين. لكن الحاشية نمت بهجرة بقيتهم لاحقًا إلى شرق الأردن، وقد وصل عددهم في السنة التالية 300 بدوي وحبشي من عرب الحجاز، بِجِمَالهم وخيولهم، ومعهم شيوخهم ورؤساؤهم، وقد سُموا بالحرس الأميري. هؤلاء أثقلوا الخزينة بنفقاتهم، وآذوا أهل البلاد باعتداءاتهم. في السياق، يذكر خير الدين الزِّرِكْلِي في كتابه (عامان في عمان) إسراف الأمير وبذخه إذ يقول: "تعود الأمير أن يمد يده إلى صندوق الحكومة بشراهة وشراسة فيتناول ما يريد. وقد كان ما انتزعه الأمير من أموال تلك المقاطعة الفقيرة البائسة خلال تولي الركابي باشا رئاسة المستشارين فيها أكثر من كل مبلغ تناوله في غيرها، وهو خمسة وسبعون ألف جنيه". ويضيف الزركلي قائلًا: " ولأبرهن على صحة هذا القول أذكر ما انفقه الأمير على نفسه وأضيافه وعبيده وحاشيته في ثلاث سنين، مستندًا إلى أوثق المصادر، ومن شاء فليرجع إلى دفاتر (المقر الأميري)، إذ كان للمقر دفاتره. فقد كانت مصروفات الأمير خلال الثلاث سنوات (1921- 1923)، ما مجموعه 191000 جنيه مصري. هنا، يحيلنا المؤلف إلى مشكلة ما تزال مثار نقاش وحوارات في الأردن حتى يوم الناس هذا، ونعني النظرة الخاطئة للأردن وكأنه لا يستطيع الاستمرار إلا بالمساعدات الخارجية. يقول كبير المعتمدين البريطانيين في إمارة شرق الأردن خلال الأعوام (1921- 1924) فيلبي أن العكس هو الصحيح، فإذا سُمح للأردن أن يكون دولة مستقلة، وإذا اُعطي أهلها الحرية اللازمة لضبط أمورهم، فإن بلدهم يستطيع تدبير نفسه بنفسه من مصادره. ويمكن إجمال أسباب الأزمة المالية في سنوات التأسيس الأولى(وما تزال قائمة حتى اليوم) بالأسباب التالية:
-استغلال بريطانيا المعونة المالية لبسط نفوذها، وسيطرتها على البلاد، فكانت تتوقف عن الدفع في مناسبات كثيرة.
-تنوع العملة المتداولة في شرق الأردن، مثل المجيدي التركي، والقرش السوري، والقرش المصري، واختلاف اسعار الصرف فيما بينها.
-الإسراف الناجم عن التشكيلات الإدارية، التي تتكون منها حكومة شرق الأردن، ولا سيما زيادة عدد الموظفين في الدوائر الحكومية (ما أشبه اليوم بالأمس. المشكلة ذاتها ما تزال قائمة، وخاصة بوجود الهيئات المستقلة/ع).
-الإسراف الناجم عن نفقات المقر الأميري(الأمير ومعاونية وحاشيته).
مختصر الكلام، نفقات الأمير الخاصة وعلى حاشيته كانت تستنزف أغلب المساعدات. فبدل توجيه هذه المساعدات لتنمية أوضاع السكان والبلاد، كانت تستخدم لخدمة الأمير وسلطته.
يقول البريطاني فيلبي في هذا السياق:"كانت نصيحتي إلى الأمير عبدالله أن من مصلحته تأسيس تجمع نيابي بالشكل الذي صُرح به في إعلان الإستقلال الإداري لشرق الأردن في 25 أيار 1923 في عمان، فهذه النصيحة متفقة مع رغبات شعب إمارة شرق الأردن، إلا ان الأمير عبدالله غير راغب في الحد من سلطاته المطلقة، كذلك اعضاء حكومته، وموظفوه من أصول غير أردنية، الذين يخافون من حكم أبناء البلد، لأن ذلك سيؤدي إلى طردهم من وظائفهم".
ضاق الأردنيون ذرعًا بالأوضاع غير السوية، كما تجلى في حديث وجهاء السلط مع الأمير في أوائل 1922، خلال زيارتهم له للتهنئة بالعيد. فقد سألوه عن مدى علمه بما يجري في الحكومة، وأخبروه أنهم ينظمون اجتماعات سرية في السلط في مسعى لتشكيل مجلس تشريعي يراقب إدارة الحكومة والنفقات المالية. وأعربوا عن رغبتهم في نشر التعليم بين أبناء شرق الأردن". فأجابهم الأمير قائلًا: "أما الأولى، فكونوا على ثقة أنني لست غافلًا عما يجري في المنطقة. وثقوا أيضًا أن أعضاء الحكومة مقتدرون وهمهم خدمة هذا البلد، ولا تظنوا إني غافل عن اجتماعاتكم في السلط. أما المجلس التشريعي فلست أريد أن يقع في هذه المنطقة مثلما كان يحصل زمن الدولة التركية، بل لست راضيًا أن تغلُّوا يدي كما فعل السوريون بأخي فيصل، فأخرجوه من الشام". واستطرد موجهًا لهم سؤال: "وما القصد من وقوفكم على الداخل والخارج من الميزانية؟".
فقال أحدهم: "بلغنا أن في الميزانية عجزًا كبيرًا مقداره 100 ألف ليرة، فنحن نريد ان نعرف كيف تُسترد هذا القيمة؟". فأجاب الأمير:"لا تخافوا ان يكون هذا العجز دينًا عليكم، بل سنسدده من واردات الجمارك". وواصل الأمير قوله: "وأما من جهة المعارف، فالحكومة جادة في تأسيس مدرسة ليلية وصباحية ومدرسة زراعية".
واضح من هذا الحديث أن الثقة كانت معدومة بين الأردنيين ونظام الحكم، كما يستنتج المؤلف. (يتبع)



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يندفع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا !
- وليس بعد الفَسْحَلَة غير الاستباحة !
- زيلينسكي يتهيأ لتجرع سُم الهزيمة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبت ...
- أحمر حمار في الغابة/ قصة قصيرة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (4) هل توافقون على إقامة ...
- وهم حوار الأديان!
- أقدم مخطوطات القرآن الكريم
- هل يتجه عالمنا إلى الفوضى؟!
- الغنيمة
- المرأة العربية قبل الإسلام
- الأردنيون مسؤولون عن انحباس المطر !
- الرافد الرئيس للتكفير في ثقافتنا
- شيء من اللامعقول تحت المجهر
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (3) قدوم الأمير عبدالله ...
- الشِّيْخَة
- أنموذج بئيس لتطبيق الشريعة الإسلامية في السودان !!!
- القلق الرسمي الأردني والاحتمالات المفتوحة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (2) لقاءٌ مع الأمير فيصل ...
- مذكرات تشرشل


المزيد.....




- رسالة من مؤلف مسلسل -كارثة طبيعية- بشأن -شروق- و-محمد-
- مئات المفقودين في كارثة حريق هونغ كونغ.. وجدل يتجدد حول سقال ...
- أحدث ظهور للفنّانة المصرية نجاة الصغيرة في العاصمة الجديدة
- هل تخسر طهران مكانتها كعاصمة لإيران بسبب الجفاف؟
- إسرائيل لا تتوقع أن ينزع حزب الله سلاحه طوعاً في المهلة الدب ...
- من داخل استعدادات ليغو لموسم الأعياد: كيف تلبي مكعبات ليغو ا ...
- بعد 18 شهرا بالسجن .. تونس تفرج عن سنية الدهماني المنتقدة لل ...
- البابا يدعو تركيا لتكون -عامل استقرار- في مستهل جولته الخارج ...
- فرنسا: أي رسائل من إعلان ماكرون عودة الخدمة العسكرية الطوعية ...
- من أبقى على الخدمة العسكرية الإلزامية في أوروبا ومن أعاد فرض ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة