كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 09:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا احد يتوقع ان (مكران) المدينة الساحلية المطلة على خليج عمان سوف تصبح العاصمة الجديدة لإيران فتكون أقرب إلى المحيط الهندي وإلى القرن الأفريقي. .
يرى الإيرانيون ان العاصمة (طهران) تواجه اكتظاظا سكانيا متزايداً وازدحامات مرورية، ناهيك عن تلوث الهواء، ونقص الماء، ومخاطر الزلازل، وهشاشة القشرة الأرضية. .
تاريخيا اصبحت طهران عاصمة لإيران منذ عام 1786، حيث تموضعت مذاك فوق هضبة جبلية بارتفاع 1173 متراً، لكن موقعها كان يتقاطع مع الصدع الزلزالي الكبير. فشهدت سلسلة من الهزات العنيفة. الأمر الذي اضطر الدولة للبحث عن البديل. فكانت مدينة مكران هي المرشح الأقوى، وقد باشروا منذ الآن بخطوات الانتقال، لكن هذا الانتقال لن يكتمل بين ليلة وضحاها. اغلب الظن انه سوف يستغرق اكثر من عشرين عاماً، وسوف يرهق ميزانية الدولة. .
ربما تتمثل المرحلة الاولى بنقل الثقل السياسي والاقتصادي، والبدء بتفعيل خطوط النقل العابر، وتعزيز حركة التجارة البحرية والبرية وخطوط السكك الحديدية، وبناء روابط التواصل الأمثل بين روسيا والهند عبر إيران خارج تشابكات مبادرة الحزام والطريق. اخذين بعين الاعتبار العقوبات الدولية المفروضة على إيران وروسيا، وحاجتهما إلى الارتباط بالهند كدولة قوية محايدة، في حين تخطط الهند لزيادة حجم تجارتها الإجمالية من 640 مليار دولار إلى تريليوني دولار بحلول 2030. .
وهنا لابد ان نذكر ان خطوط النقل العابر بين الهند وروسيا عبر مكران تتألف من شبكة متعددة الطبقات، والعاصمة المحتملة (مكران) هي المحطة الأقرب لخطوط الشحن البحري، وبالتالي فان نقل الصناعة من طهران إلى مكران يجعل هذه الخطوة منطقية ومقبولة من المنظور الجغرافي والاقتصادي، لكنها خطوة تنطوي على ثقةٍ قد تكون اضخم من اللازم، إذ إن الموقع المطل على البحر يضع مكران ضمن مرمى نيران القوات المعادية. في منطقة يهيمن عليها الأسطول الخامس الأمريكي. .
ومع ذلك فان كل المؤشرات تؤكد ان (مكران) هي العاصمة البديلة لطهران، لأن نقل العاصمة إلى هناك يوفر مزايا استراتيجية كثيرة، فموقع (مكران) خارج مضيق هرمز يوفر وصولا مباشرا إلى المياه الدولية، الأمر الذي يجعلها بوابة حيوية فائقة الأهمية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟