أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام بن الشاوي - الشياطين تخدع أحيانا














المزيد.....


الشياطين تخدع أحيانا


هشام بن الشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1841 - 2007 / 3 / 1 - 09:51
المحور: الادب والفن
    



إلى البهية سردا :فاطمة المزروعي

تخف حدة الألم اللعين ...

أتحسس الضمادة ، أتأوه، أتخيل هذا الدوار المعربد في جمجمتي طبول قبيلة شيطانية .أحاول – جاهدا- استحضار ماحدث..

يسألني المريض الراقد على السرير المجاور مداعبا عن الأستاذ فيصل النوري الذي كنت أهذي باسمه أثناء غيبوبتي .


2

سوء طالع أن تجد نفسك ضمن تلاميذ ) الأولى ثمانية(، الشهير بقسم الشياطين ، أستغرب أن يجتمع كل الطلاب المشاغبين في فصل واحد .. عاد جدا ألا ننتبه للأساتذة أثناء شرح الدرس ، لكن ما كان يحدث في مادتي التاريخ والجغرافيا ... كان غريبا .


3


بعد تاريخ اليوم والمادة، يكتب الأستاذ فيصل - بخطه الجميل المتناسق – جملة أثارت فضولنا .. نتصفح مقرراتنا المدرسية مندهشين : ما علاقة درس مادة الجغرافيا عن الاتحاد السوفياتي بمادة لا وجود لها في مقرر هذه السنة الدراسية ؟؟

يستوي محمود واقفا ، يرسم بأ صابعه حركة دائرية نفهم منها أن الأستاذ مختل عقليا نوعا ما .. يعلق أحدهم متهكما : الله ! يا حنيني الله ! سالت من بويا عمر !!

يغرق الأستاذ فيصل في شرح أحداث، وتواريخ حدود قديمة وجديدة لفلسطين كمن يردد تراتيل ، ولا أحد يعبأ به . يتعالى صوت أحد التلاميذ المخضرمين :

-يا أستاذ ارحمنا .. لقد حفظنا تاريخ بلدك ، كما نحفظ الأغاني الشبابية !

يتوجه عمروأنس صوب السبورة ، يقفان إلى جانب الأستاذ ، يسأل أحدهما الآخر :

- من قتل طارق بن زياد ؟

يجيبه في نبرة استعطاف :

- والله لست انا يا معلم !

يوجه عمر سؤالا إلى فريد ، زعيم المشاغبين الأشد وسامة ومرحا .. و كان يختار الجلوس في الصف المواجه لباب القسم ، قبالة تلميذات القسم الآخر ، يبدو في حالة هيام ، يرسم إشارة لإحدى الطالبات أن قلبه يبكي .. ينتبه أستاذهن ، فيصفق الباب ... في ضيق.

يسأله أنس عن تضاريس الاتحاد السوفياتي ، فيرسم بيديه تضاريس جسد امرأة :

- هنا جبال ، هنا سهول ، وهنا منحدرات...


4

ثارت ثائرة الأستاذ فيصل حين قرأ على لوح السبورة بخط بارز كبير كلمة :

لاجئ .


في حضرته عنفنا مدير المؤسسة ، غادرنا الفصل مبتهجين


.. في الساحة انتظرنا حتى ينتهي لقاؤه الانفرادي بزعمائنا أو أئمتنا الأربعة كما نشاكسهم ...

5

المدير :

أبنائي الأعزاء، لكم أن تشاغبوا كما شئتم !لكن أرجوكم .. لا نريد أزمات دبلوماسية مع أشقائنا الفلسطينيين . كلنا نعرف أنه يتهم الوطن العربي بالعمالة و....و... لكن لا أحد يهتم . وأستاذ الفلسفة الذي تضامن معه تم إيقافه .. وكتبت بعض الأقلام عنه أنه يكتب عن النضال- مقالات وقصائد - على طاولات الحانات ....

6

هذا الوجه أعرفه ..

همست لنفسي ،حين لمحته وسط تلك القاذورات، أضع يدي على قلبي ..

تلك

ملامحه

التي

لا تعرف الابتسام ، ونظراته الغارقة في الشجن.. من يصدق أن ينتهي به الأمر مخبولا يطارد أعداء وهميين بالحجارة، بجلباب رث متسخ ، جسد واهن ، وشعر أغبر؟؟


لم أصدق أنه الأستاذ فيصل لولا ترديده في نرفزة :طيب خلص كلازمة تعود أن يرددها. ينحني على حجر، ويخاطب شخصا لا مرئيا :

- لكن الحجارة جاءت من هذا الصف .. !!

7

تلك صارت لعبتنا الأثيرة لحرق أعصابه..

يرمي أحدنا حجرا صغيرا ممزقا سكون الفصل ، فيشرع في إجراء تحريات مضحكة عن مصدرها ، وكل زعيم يحكم الصف الجالس فيه اتقاء أية خيانة .

ويتفق الجميع على عدم رؤية الفاعل ..

يلوذ بالصمت ، يتجه إلى مكتبه ، ويشرع في كتابة تقارير لا تبالي بها الإدارة ...


8

مازحته مداعبا :


- عباس من طوح بتلك الحجارة التي كادت أن تحطم النافذة !!



كماكان يردد أئمتنا الاربعة ،فنغرق في الضحك .. لأنه لا يوجد بيننا أي

تلميذ اسمه عباس .. التمع بريق غريب في عينيه، دون أن أدري

لمحت حجارة

تتجه

نحوي

ربما وقعت مغشيا علي

للتو

، وسط تلك القاذورات ...

لم أعد

أتذكر

ما حدث بعدها ..

9

أجدني

محاطا بممرضات ، تقول

لي

إحداهن هاشة :

- أنت مثل القطط بسبعة أرواح .

أحس برغبة جارفة إلى البكاء .. بين يدي الأستاذ فيصل النوري .
و


أنا


أكتشف

–بعد فوات الآوان – أن الشياطين يمكن أن ........

الجديدة – 18 – 02-2007



#هشام_بن_الشاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !أسعدت حزنا.. أيها القلب
- روتانا سينما... وهلوسات أخرى !
- عاشق من زمن الحب
- الضحايا ..جديد هشام بن الشاوي - مع كل الحب
- الخطيئة الأولى
- هذيان رجل وحيد
- الكتابة بدون مساحيق قراءة في مجموعة محمد شكري القصصية - *الخ ...
- شهوات ضوئية
- هذا السبت أكرهه
- عطر نفاذ
- امرأة فوق كل الشبهات
- البكاء الآخر (تمرين قصصي)
- أنين الظلام
- أخاف ان أحبك...!!!
- لوحات ساخرة جدا
- مدخل إلى : “متاهات الشنق” للقاص المغربي شكيب عبد الحميد
- رواية ” الوشم” للربيعي - حين يدخل المثقفون في التجربة (…) ال ...
- فرح
- الطيور تهاجر لكي لاتموت....
- الطيور تهاجر لكي لاتموت...


المزيد.....




- الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا ...
- الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي ...
- -تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار ...
- مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني ...
- تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة ...
- “Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة ...
- اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن ...
- والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام بن الشاوي - الشياطين تخدع أحيانا