عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 10:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحرص برتقالي البيت الأبيض على إظهار مشاعره الإنسانيته، عندما يأتي على ذِكر جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويتهيأ لمن يتابع تصريحاته بهذا الشأن، أن الرجل يهدر الكثير من وقته الثمين يفكر بالضحايا والمتضررين.
في واقع الأمر، كل ما صدر عنه وسيصدر في هذا الجانب لا علاقة له بالصِّدق، وأبعد ما يكون عن الحقيقة؟!
منذ متى يهتم راعي البقر الأميركي بضحايا الحروب، ويرسم سياساته على المشاعر المتدفقة إنسانية (يا لطيف تلطف) لوقف موت المزيد منهم؟!!!
ألم تقُم الدولة التي يحكمها البرتقالي على جثث خمسين مليون هندي أحمر!!!
لربما راوده وهم أن الناس نسوا أو تناسوا ملايين الضحايا الأبرياء لحروب أميركا العدوانية في اليابان، وفي فيتنام، وفي العراق، وغيرها.
حتى المبتدئ في أبجديات السياسة يعلم، بل ومتيقن أن البيت الأبيض هو من أشعل فتيل الحرب في أوكرانيا، لهدف رئيس هو إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا. في السياق ذاته أيضًا، تاريخ أميركا حافل بإشعال الحروب وقلب ظهر المِجَن لأحصنتها الخاسرة.
وعليه، فإن اندفاع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا أبعد ما يكون عن الإنسانية، خاصة لرجل مثله كل شيء عنده يُحسب بالعائد المالي وبمعايير الصفقات وشروطها. السبب الحقيقي باختصار، أوكرانيا على وشك الإنهيار. ويخشى البرتقالي ومعه أتباعه الأوروبيون، من بسط روسيا سيطرتها على هذه الدولة بالكامل. كما يتوجسون بالقدر ذاته، من احتمال حصول تطور مفاجئ في الداخل الأوكراني في غير صالحهم على أرضية ما يجري في جبهات القتال. في موازاة ذلك، أميركا ومعها أوروبا بالتأكيد، ليسوا في وارد الدخول في مواجهة نووية مع روسيا، المنتصر فيها سيحتفل بانتصاره في جهنم.
في المجمل، اندفاع البرتقالي هدفه الرئيس وقف التمدد الروسي في أوكرانيا، وانقاذ نظام الدمية زيلينسكي. ولا يُستبعد أن يغيروا الدمية، بعد ذلك، ويُبقون على النظام مع إجراء عمليات تجميلية
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟