أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 4















المزيد.....

خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 4


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف تغيّرت شروط السلام لأوكرانيا بين 2014 و2025؟

ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

25 نوفمبر 2025

مقدمة: من وعود الدبلوماسية إلى صفقات الكبار
يقدّم الصحفي الروسي أوليغ ميندار، في مقاله المنشور بتاريخ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 في موقع «فوينويه أوبوزرينيه» اي المراجعة العسكرية، عرضاً بانورامياً لمسار التحوّلات العميقة التي طرأت على شروط التسوية المقترحة لأوكرانيا خلال أحد عشر عاماً. فمن إتفاقات جنيف ومينسك عام 2014، مروراً بالمبادرات الأمريكية عام 2022، وصولاً إلى مشروع التسوية الذي تدفع به إدارة دونالد ترامب في 2025، يُظهر الكاتب كيف إنكمشت مساحة المناورة أمام كييف، وكيف تغيّر موقف الغرب من دعم مشروط للسيادة إلى مقاربة تقوم على «صفقة كبرى» مع موسكو.
الصحافة الأوروبية وصفت هذا التسلسل الزمني بأنه «ثلاثية» تكشف كيف تغيّر نهج الغرب خطوة بعد خطوة، وكيف تقلّصت الخيارات المتاحة لأوكرانيا حتى وصلت إلى أدنى نقطة منذ بداية الأزمة.

أولاً: 2014… حين كانت الدبلوماسية تؤمن بإمكانية حلّ الأزمة بلا تنازلات
بحسب ميندار، كان عام 2014 عاماً يمكن فيه للدبلوماسية العالمية أن تتخيّل حلاً يجنّب أوكرانيا أي تنازلات إقليمية. إذ كانت أوروبا تعد كييف بمساعدة كاملة في إستعادة القرم، بينما كان دونباس يُنظر إليه كمشكلة داخلية قابلة للحل عبر:
•العفو
•نزع سلاح الجماعات المسلحة
•الحوار الداخلي
كانت وحدة الأراضي الأوكرانية «خطاً أحمر» لا يجرؤ أحد على تجاوزه. وكانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هي الجهة المكلّفة بمراقبة الوضع، من دون أي تدخل دولي في الشؤون الداخلية الأوكرانية.
لم يتحدث أحد حينها عن حياد أوكرانيا، ولم يطرح الغرب أي قيود على قواتها أو سيادتها. كان المبدأ واضحاً: دعم كييف وليس فرض توجهات عليها.
ثانياً: 2022… دعم غير محدود لكييف ولكن بلا مساس بالحدود
بعد إندلاع الحرب الواسعة، شدد الغرب – خاصة الولايات المتحدة – لهجته تجاه موسكو، لكنه لم يفرض ضغوطاً على كييف. واشنطن أعلنت بوضوح:
•لا إعتراف بأي «حدود جديدة فرضتها القوة»
•إستمرار الدعم العسكري والمالي
•حماية دبلوماسية كاملة
•رفض بحث أي تغييرات إقليمية
حتى خلال المحادثات التي جرت في إسطنبول مطلع 2022، حافظت الولايات المتحدة على دور «ضامن السيادة الأوكرانية»، لا «حكم بين الطرفين».
هذا يعني أن واشنطن كانت تقف مع كييف، وليست في موقع يسمح لها بفرض تسوية عليها.
ثالثاً: 2025… إنقلاب كامل في قواعد اللعبة
هنا يصل ميندار إلى اللحظة المفصلية: مشروع التسوية الذي تطرحه إدارة ترامب يبدو، بحسب الكاتب، بمثابة تحول جذري لم يحدث مثله منذ 2014.
فالخطة – كما يصفها – ليست تسوية بين موسكو وكييف، بل صفقة جيوسياسية واسعة بين واشنطن وموسكو. وتتحوّل فيها أوكرانيا من طرف في النزاع إلى موضوع تفاوض.
1. الاعتراف الفعلي بسيطرة روسيا على مناطق واسعة
- لأول مرة، تُطرح التسوية بصيغة تعترف صراحة بسيطرة روسيا على: القرم ودونيتسك ولوغانسك
وهو تحول غير مسبوق، لأن الغرب كان يعتبر هذه المناطق «خطاً أحمر» يجب عدم المساس به.
2. رسم حدود جديدة في الجنوب الأوكراني
- يقترح المشروع إعتماد خط التماس المتشكّل خلال الحرب كحدّ جديد – وإن كان مؤقتاً – لمنطقتي:
خيرسون وزابوروجيا
3. تحويل جزء من دونباس إلى منطقة منزوعة السلاح
- يقترح تحويل مناطق معينة إلى منطقة «محايدة» بإدارة دولية، بحيث لا تخضع لسلطة كييف ولا موسكو.
4. حياد أوكرانيا… بند إلزامي في الدستور
- تتضمن خطة 2025 بنداً غير مسبوق:
•تثبيت حياد أوكرانيا في الدستور
•حظر إنضمامها إلى الناتو
•إلزام الناتو نفسه بعدم دعوة أوكرانيا مستقبلاً
•منع إقامة قواعد عسكرية أجنبية
•تحديد حجم القوات الأوكرانية بـ 600 ألف جندي
لم تتضمن أي وثيقة سابقة شروطاً بهذا القدر من الإلزام والتأثير في بنية الدولة الأوكرانية.

رابعاً: صفقة الأمن والإقتصاد… مكاسب كبرى لروسيا
وفق تحليل ميندار، تتضمن الخطة الأمريكية الجديدة مجموعة مكاسب لروسيا، أهمها:
1. رفع تدريجي للعقوبات
- بحيث تعود موسكو إلى الإقتصاد العالمي بوتيرة منظمة.
2. إعادة روسيا إلى مجموعة الثماني G8
- عودة رمزية وسياسية إلى النادي الغربي القديم.
3. مشاريع إقتصادية مشتركة بين موسكو وواشنطن
تمتد من:
•القطب الشمالي
•الطاقة
•البنى التحتية
4. صندوق إستثماري مشترك بين البلدين
- تُقسّم أرباحه بالتساوي بين الولايات المتحدة وروسيا، بينما يخصص 100 مليار دولار لإعادة إعمار أوكرانيا.
لم يسبق لأي مبادرة تخص أوكرانيا أن تضمنت آلية مالية بهذا الحجم أو بهذا الطابع الثنائي.

خامساً: إعادة تشكيل النظام السياسي الأوكراني
تفرض الخطة إجراء إنتخابات عامة في أوكرانيا خلال 100 يوم من التوقيع.
وهذا شرط غير مسبوق في أي وثيقة سابقة.
أما آلية الرقابة فتوكل إلى «مجلس السلام»، وهو هيئة شبه أمريكية الصلاحيات، يحق لها:
•فرض عقوبات منفردة
•فرض إجراءات تنفيذية
•مراقبة مدى إلتزام كييف وموسكو بالاتفاق
وهو نظام مراقبة أكثر صرامة من بعثات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وأقل جماعية من الآليات الأوروبية التقليدية.

سادساً: أوروبا في حالة صدمة… وأوكرانيا أمام أسوأ شروط منذ بدء الأزمة
بحسب ما ينقله ميندار عن الإعلام الأوروبي، يمثل مشروع ترامب: «أثقل حزمة شروط تُعرض على أوكرانيا منذ 2014».
فما كان في الماضي «مقدسات دبلوماسية» أصبح اليوم «مواد تفاوض»، وما كانت أوروبا تعتبره خطوطاً حمراء لم يعد كذلك.
لقد إنتقلت المقاربة الغربية من: السعي لتخفيف التوتر (2014)، إلى الدعم المطلق لكييف (2022)، ثم إلى إعادة تقسيم النفوذ بين الولايات المتحدة وروسيا (2025).

خاتمة: من نزاع إقليمي إلى إعادة ترتيب النظام الدولي

تبيّن مقارنة الأعوام 2014 و2022 و2025 أن الأزمة الأوكرانية لم تكن يوماً نزاعاً محلياً.
ففي 2014 كان السؤال: كيف نوقف إطلاق النار؟
وفي 2022 أصبح السؤال: كيف نُضعف موسكو؟
أما في 2025 فقد تحوّل السؤال إلى: كيف يعاد ترتيب ميزان القوى بين الولايات المتحدة وروسيا؟
تكشف قراءة مقال أوليغ ميندار أن أوكرانيا لم تعد صاحبة القرار في مسار التسوية، وأن شروط السلام أصبحت تُبنى على صفقات دولية كبرى، لا على مبادئ السيادة أو القانون الدولي.
وبذلك، يصبح مسار أحد عشر عاماً من الحرب والدبلوماسية مؤشراً على تحول أعمق: إعادة تشكيل النظام الدولي نفسه، وتحديد ملامح الأمن الأوروبي لعقود قادمة.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 780 - غزة… والولايات المتحدة… وإسرائيل: حين تصط ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص -3
- طوفان الأقصى 779 - فلسطين: الذاكرة التي لا تنام - حين يصبح ا ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 2
- طوفان الأقصى 778 – العراق بعد الإنتخابات – صراع النفوذ وتواز ...
- خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 1
- ألكسندر دوغين - تصاعد الخطاب المعادي لإسرائيل في الولايات ال ...
- ألكسندر دوغين - ماغا MAGA والصليب في زمن “السلام الكاذب”
- طوفان الأقصى 776 - واشنطن – تل أبيب: ترامب يطلب العفو عن نتن ...
- طوفان الأقصى 775 - غزة بين الخطة الأمريكية والإعتراضات الإقل ...
- ألكسندر دوغين - لماذا تحتاج روسيا إلى إنترنت سيادي؟
- طوفان الأقصى 774 - مراجعة لكتاب الغد كان بالأمس - 3-3
- طوفان الأقصى 773 - مراجعة لكتاب الغد كان بالأمس - الجزء 2-3
- طوفان الأقصى 772 - مراجعة لكتاب -الغد كان بالأمس: الحياة وال ...
- طوفان الأقصى 771 - تغيّر بوصلة الغضب في الشرق الأوسط: قراءة ...
- طوفان الأقصى 770 - السلام في الشرق الأوسط وممر النقل العابر ...
- طوفان الأقصى 769 - خطوة إلى الأمام... خطوتان إلى الوراء: قرا ...
- طوفان الأقصى 768 - إيران وتوقيت العودة إلى التخصيب: إستراتيج ...
- طوفان الأقصى 767 - حرب متعددة الأبعاد: كيف يستخدم نتنياهو ال ...
- طوفان الأقصى 766 - نتنياهو يزرع الفوضى... في بحثٍ محموم عن ح ...


المزيد.....




- فيضانات مدمرة تحاصر 30 رضيعًا في مستشفى بتايلاند.. شاهد ما ح ...
- مسعد بولس: طرفا الحرب في السودان رفضا مقترح الهدنة.. ولا أعر ...
- أعمال عنف في حمص وعلويون في اللاذقية يطالبون بـ-الحماية-، ما ...
- كشف «خدعة» خط الفقر في إيران: ملايينٌ تحت عتبة البقاء
- -مؤسسة غزة الإنسانية- تعلن إنهاء مهمتها.. وأوضاع كارثية في ا ...
- ليبيا : -صحتي في غذائي-، انطلاق حملة توعوية صحية حول التغذية ...
- خطة السلام في أوكرانيا…  صخب دبلوماسي يصب في مصلحة روسيا؟
- غضب فينيسيوس من الاستبدال وتهديده بالرحيل عن الريال يشعل الم ...
- كيف تفاعلت المنصات اليمنية مع وصول غبار بركان إثيوبيا؟
- -شبكات- يتناول وصول رماد بركان إثيوبيا لليمن وغضب فينيسيوس


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا - ملف خاص - 4