أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عابديني - محاكمة خامنئي ورؤوس نظام ولاية الفقيه بتهمة الجرائم ضدّ الإنسانية ضرورة قانونية وسياسية لا يمكن تأجيلها














المزيد.....

محاكمة خامنئي ورؤوس نظام ولاية الفقيه بتهمة الجرائم ضدّ الإنسانية ضرورة قانونية وسياسية لا يمكن تأجيلها


حسين عابديني

الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مدى عقود تعامل نظام ولاية الفقيه مع الشعب الإيراني كعدو داخلي لا كمواطنين أصحاب حقوق. الإعدام الجماعي، التعذيب المنهجي، السجون المليئة بالمعتقلين السياسيين، وقمع كلّ احتجاج سلمي ليست حوادث منفصلة بل سياسة ثابتة. الأرقام وحدها تكشف حجم الجريمة فإيران تتصدّر منذ سنوات قائمة الدول المنفّذة لعقوبة الإعدام، مع قفزات مرعبة في ٢٠٢٣ و٢٠٢٤ و٢٠٢٥ حيث سجّلت مئات بل آلاف الأحكام المنفّذة، في وقت يتّجه فيه العالم إلى تقليص هذه العقوبة أو إلغائها بالكامل. هذا الاستخدام المنفلت لحبل المشنقة، خصوصا بعد انتفاضة المرأة الحياة الحرية، يشكّل قرينة أساسية على طابع الجريمة ضدّ الإنسانية في سياسة النظام.
جوهر الملف لا يقتصر على عدد الإعدامات بل على منهجية القمع. الاعتقال التعسفي، الإخفاء القسري، المحاكمات الصورية المبنية على اعترافات منتزعة تحت التعذيب، الحرمان المتعمّد من العلاج داخل السجون، والاعتداءات الجنسية على المعتقلين والمعتقلات، كلها موثّقة في تقارير دولية مستقلة وتشكّل أركان جرائم ضدّ الإنسانية كما يعرّفها القانون الدولي الإنساني. هذه الجرائم ليست ردود فعل ظرفية بل قرار على مستوى قيادة النظام، من خامنئي إلى أجهزة الحرس والبسيج والأمن والقضاء، لترويع المجتمع ومنع أيّ مسار نحو التغيير.
مجزرة السجناء السياسيين في ١٩٨٨ تمثّل النموذج الأوضح لهذه السياسة. آلاف من مجاهدي خلق والمعارضين الآخرين أُعدموا خلال أسابيع بعد استجوابات صورية أمام "لجان الموت"، ودُفنوا في مقابر جماعية مجهولة. حتى اليوم تواصل السلطات إخفاء مواقع المقابر وتهديد عائلات الضحايا والناجين، ما يعني أن الجريمة مستمرة بأبعادها القانونية كجريمة ضدّ الإنسانية غير قابلة للتقادم. هذا السجلّ الممتد من ١٩٨٨ حتى قمع انتفاضات ٢٠١٩ و٢٠٢٢، وما رافقه من قتل متظاهرين وإعدام شبّان بتهم "المحاربة"، يقدّم لوحة متكاملة لمسؤولية هرم السلطة لا مجرّد عناصر تنفيذية في الميدان.
القانون الدولي يضع إطارا واضحا لمساءلة هذا النوع من الأنظمة. ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية واتفاقيات جنيف واتفاقية مناهضة التعذيب تجرّم الأفعال التي يمارسها النظام الإيراني بشكل منظم وواسع النطاق ضدّ فئة محدّدة من السكان لأسباب سياسية أو أيديولوجية. هذا ينطبق على القتل المتعمّد، السجن أو الحرمان الشديد من الحرية، التعذيب، الاغتصاب والعنف الجنسي، والاضطهاد على أساس الانتماء السياسي، وهي كلها مكوّنات حاضرة في ملف نظام ولاية الفقيه. من هنا فإنّ المطالبة بمحاكمة خامنئي ورؤوس النظام ليست شعارا سياسيا بل استحقاقا قانونيا كاملا الأركان.
من زاوية المقاومة الإيرانية، إبقاء هذا الملف في حدود "البيانات القلقة" و"الدعوات لضبط النفس" مشاركة غير مباشرة في إفلات الجناة من العقاب. المطلوب خطوات عملية واضحة تبدأ بإحالة ملف جرائم النظام إلى مجلس الأمن، وتجديد وتعزيز مهام المقرّرين الخاصين ولجنة تقصّي الحقائق، وفرض آلية دولية للمساءلة تُسمّي المسؤولين بأسمائهم وتفتح الطريق أمام محاكمات على مستوى الجرائم ضدّ الإنسانية. كما ينبغي أن ترتبط أي علاقة سياسية أو اقتصادية مع هذا النظام بشرط وقف الإعدامات وإطلاق سراح السجناء السياسيين والاعتراف بحق الشعب الإيراني في تغيير نظامه.
في هذا السياق يطرح المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية خطّه الثالث الواضح لا حرب ولا مماشات بل إسقاط نظام ولاية الفقيه على يد الشعب الإيراني والمقاومة المنظّمة ومحاكمة قادة هذا النظام كجنات ضدّ الإنسانية. محاكمة خامنئي ورؤوس أجهزته ليست فقط انصافا لضحايا السجون والمشانق بل شرطا ضروريا لقيام إيران حرّة ديمقراطية لا يُستخدم فيها القضاء وسيلة للقتل بل أداة لحماية الإنسان وكرامته.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرس الثوري: -عمق استراتيجي- أم ماكينة حروب لنظام ولاية الف ...
- النساء المدينات؛ جريمتُهُنّ الفقر وسجنُهُنّ نتيجةُ فساد الحُ ...


المزيد.....




- فيضانات مدمرة تحاصر 30 رضيعًا في مستشفى بتايلاند.. شاهد ما ح ...
- مسعد بولس: طرفا الحرب في السودان رفضا مقترح الهدنة.. ولا أعر ...
- أعمال عنف في حمص وعلويون في اللاذقية يطالبون بـ-الحماية-، ما ...
- كشف «خدعة» خط الفقر في إيران: ملايينٌ تحت عتبة البقاء
- -مؤسسة غزة الإنسانية- تعلن إنهاء مهمتها.. وأوضاع كارثية في ا ...
- ليبيا : -صحتي في غذائي-، انطلاق حملة توعوية صحية حول التغذية ...
- خطة السلام في أوكرانيا…  صخب دبلوماسي يصب في مصلحة روسيا؟
- غضب فينيسيوس من الاستبدال وتهديده بالرحيل عن الريال يشعل الم ...
- كيف تفاعلت المنصات اليمنية مع وصول غبار بركان إثيوبيا؟
- -شبكات- يتناول وصول رماد بركان إثيوبيا لليمن وغضب فينيسيوس


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عابديني - محاكمة خامنئي ورؤوس نظام ولاية الفقيه بتهمة الجرائم ضدّ الإنسانية ضرورة قانونية وسياسية لا يمكن تأجيلها