أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زهدي شاهين - مفهوم السلام بعيون اسرائيلية امريكية














المزيد.....

مفهوم السلام بعيون اسرائيلية امريكية


محمد زهدي شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 02:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر معادلة السلام من وجهة النظر الأمريكية الإسرائيلية بأنها معادلة بسيطة جداً، فهي بكل بساطة ووضوح بمثابة سلام السيد مع العبد و سلام المهيمن مع الخاضع، سلام المنتصر مع المهزوم أو سلام العزيز مع الذليل، وهذه هي المعادلة باختصار، وهذا الأمر اصبح واضحا بشكل جلي لا لبس فيه وبشكل خاص بعد السابع من تشرين أول من عام ٢٠٢٣م.
بعد هذا التاريخ المفصلي حصل هنالك الكثير من التغيرات والنقلات النوعية في السلوك السياسي للكثير من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية. لهذا دعونا ننظر هنا لماذا تتميز هذه الفترة بالتحديد من ناحية السلوك السياسي للإدارة الأمريكية وبالذات فترة رئاسة دونالد ترامب الحالية عن الفترة السابقة ما بين العامين ٢٠١٧م و٢٠٢١م التي قام خلالها بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل حيث قام في نفس تلك الفترة بنقل مقر السفارة من تل ابيب إلى حي أرنونا بالقدس، وهذا التحول السلوكي نستطيع تسميته بأنه كان بمثابة فترة التحول الجزئي أو لنقل النقلة النوعية التي لم تقم بها أي إدارة امريكية سابقة.
إن ما يميز الفترة الحالية عن الفترة السابقة هي الظروف الموضوعية والمستجدات التي نتجت جراء الانعطافة التاريخية التي حدثت في السابع من تشرين أول، فبعد هذا التاريخ حضرت الولايات المتحدة الأمريكية بعدتها وبعتادها الى الشرق الأوسط من اجل نجدة حليفها الإسرائيلي باعتباره حليفاً ذو قيمة ومكانة في قلب امريكا التي شاركت بأعلى المستويات في اجتماعات حكومة الطوارئ الاسرائيلية أو مجلس الوزراء الحربي (الكابينت) من اجل وضع ورسم خطط المواجهة والدفاع، في حين كانت تعمل قبل ذلك التاريخ على دعم الجانب الاسرائيلي من اجل ضمان تفوقه العسكري بحيث كان ذلك في الظل نوعا ما، وهذا من اكبر المؤشرات والشواهد على أن السابع من تشرين أول كان بمثابة حدث تاريخي ونقطة فارقة ولحظة مهمة من عمر التاريخ وفقا لحسابات جميع الاطراف حولت الأمور والأحداث بشكل جذري ووضعتها في سياق مختلف، فقد انتبهت امريكا ودول الاستعمار الغربي من غفوتها ووقف على قدميها دفاعا عن وليدهم الذي تم غرسه في هذه الأرض، والتحول الذي نقصده هنا هو ما نطلق عليه ونصفه بأنه كان بمثابة تحول كلي للسياسة الأمريكية أي بمعنى اللعب عَ المكشوف من خلال توفير الغطاء الكامل للجانب الاسرائيلي.
كلمة ترامب في الكنيست الاسرائيلي
دعونا نرى هنا ما الذي تضمنته كلمة أو خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الكنيست الاسرائيلي من هذا العام، وهي اعترافات رسمية من اعلى المستويات في الولايات المتحدة بالشراكة الأمريكية الإسرائيلية، ومما جاء في هذه الكلمة على لسان الرئيس الامريكي: (منذ اليوم الأول الذي تأسست فيه اسرائيل وقفنا معاً وواجهنا الشر معاً، وشننا الحرب معاً، ولربما الأجمل من كل ذلك صنعنا السلام معا) ومما قال ايضا (اصدرت الأوامر بإنفاق مليارات الدولارات لصالح الدفاع عن اسرائيل...لقد قدمنا الكثير لإسرائيل صراحة، وبيبي نتنياهو اتصل بي كثيرا قائلا هل يمكنك اعطائي هذا السلاح؟ وذلك السلاح وذاك السلاح؟ _واللكنة هنا كانت مغلفة بأسلوب الافتخار ومداعبة مشاعر الحضور في مقر الكنيست_ وقد استرسل ترامب في حديثه قائلا: بعض الأسلحة لم أكن أعرفها ولكنني قمت بتوفيرها، وبدعمنا تمكنت إسرائيل بالفوز بكل ما أمكنها أن تحققه، لقد فزتم بقوة السلاح...أنا أحب إسرائيل، وأنا معكم دائما...ستصبحون أكبر أفضل أقوى _وهنا لا بد من وضع علامة استفهام وثلاثة خطوط حمراء تحت عبارة ستصبحون أكبر_ وأمن إسرائيل لن يبقى مهدداً بأي شكل من الأشكال _وهذا بالتأكيد رسالة موجهة للمنطقة والاقليم، نشتم منه ونقرأه بأنه لغة تهديد ووعيد_ ، ومما قال: لقد حان الوقت لكي تقطفوا ثمرة عملكم، حان الوقت لترجمة الانتصارات ضد الإرهابيين في الميدان إلى تحقيق السلام والازدهار). من هذا الخطاب نستشف بأن سلامهم المزعوم يفرض بالقوة لا غير ذلك، فهل بعد هذا الوضوح وضوح.
التناغم والانسجام بين الخطابين
وهذا الخطاب الأمريكي قد تناغم معه الخطاب الإسرائيلي في ذات المكان والموقف على لسان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي قد مدح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأثنا عليه واصفا إياه بأنه افضل صديق لإسرائيل ، ومما جاء في خطابه: (إن الأعداء يفهمون أن مهاجمة إسرائيل في السابع من اكتوبر كان خطأ كارثيا، ويفهمون أن إسرائيل قوية وأن إسرائيل هنا لتبقى، وهذا سيدي الرئيس هو الأساس الذي لا غنى عنه للسلام، السلام...من خلال القوة)، وهذا التوجه والقناعات لكلا الحليفين ليس مستغربا، فهما يتسقان وينسجمان مع بعضهما البعض في ذات الرؤية المتمثلة في إعادة رسم وهندسة الشرق الأوسط وصناعة السلام بقوة البارود والحديد والنار عبر فرض الإرادات والاملاءات، وذلك على عكس ما جنح إليه الفلسطينيون محبي السلام الحقيقيون منذ اكثر من ثلاثون عاماً مضت.
القوة وصناعة السلام
ان هذا السلام الأمريكي الاسرائيلي بمفهومه أنف الذكر الذي يأتي وفق رؤية المستعمر والمحتل مغاير تماما لمفهوم السلام الذي يعرفه بني البشر، فالأساس الذي لا غنى عنه للسلام هو الالتزام بمفاهيم أو بمبادئ العدل والتسامح والعمل الجاد والمشترك، ولن نبالغ هنا إن قلنا لو أننا اجتهدنا مراراً وتكراراً وعملنا على إعادة ترتيب احرف وكلمات وجمل مقالتنا من اجل أن نخرج بمفهوم للسلام أو السلام السوي لخرجنا حينها بجنين مشوه للسلام لتشويههم معنى السلام.



#محمد_زهدي_شاهين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهران ممداني ورهانات
- خاطرة
- -البرنامج السياسي للحكومة الاسرائيلية هو رؤية توراتية تلمودي ...
- لقد كنت مغفلاً !!
- سيناريوهات وتداعيات رحيل يحيى السنوار
- قراءة تحليلية في مشهد الاحداث
- حرب الابادة والعدوان الاسرائيلي على الضفة الغربية
- في حضرة المشهد
- المثقف بين نموذجين -النشط الحيوي- و -والنشط الصامت-
- الفيتو الاميركي حاضر لمنع انفاذ قرار محكمة العدل الدولية
- تداعيات اغتيال الشيخ صالح العاروري
- توجه المزاج العام الاسرائيلي
- اتساع رقعة الحرب وامتداداتها
- مصر تحذر إسرائيل من قطيعة بالعلاقات
- اطلالة على مشهد خطاب -نصر الله- المرتقب اليوم
- طوفان الاقصى والصدام العالمي الكبير
- خاطرة مقتضبة
- المؤتمر الثامن لحركة -فتح- المؤتمر التأسيسي للمرحلة القادمة
- ضرورة تحديث الخطاب العام مع الجمهور الفلسطيني
- صورة فوتوغرافية قد تغير مجرى الاحداث السياسية


المزيد.....




- فيضانات مدمرة تحاصر 30 رضيعًا في مستشفى بتايلاند.. شاهد ما ح ...
- مسعد بولس: طرفا الحرب في السودان رفضا مقترح الهدنة.. ولا أعر ...
- أعمال عنف في حمص وعلويون في اللاذقية يطالبون بـ-الحماية-، ما ...
- كشف «خدعة» خط الفقر في إيران: ملايينٌ تحت عتبة البقاء
- -مؤسسة غزة الإنسانية- تعلن إنهاء مهمتها.. وأوضاع كارثية في ا ...
- ليبيا : -صحتي في غذائي-، انطلاق حملة توعوية صحية حول التغذية ...
- خطة السلام في أوكرانيا…  صخب دبلوماسي يصب في مصلحة روسيا؟
- غضب فينيسيوس من الاستبدال وتهديده بالرحيل عن الريال يشعل الم ...
- كيف تفاعلت المنصات اليمنية مع وصول غبار بركان إثيوبيا؟
- -شبكات- يتناول وصول رماد بركان إثيوبيا لليمن وغضب فينيسيوس


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زهدي شاهين - مفهوم السلام بعيون اسرائيلية امريكية