|
|
التاريخ الخفي لإسلام…8
عبد الحسين سلمان عاتي
باحث
(Abdul Hussein Salman Ati)
الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 16:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الكاتب : أودون لافونتين....Odon Lafontaine مؤرخٌ فرنسي مشهورٌ متخصصٌ في تاريخ الإسلام المبكر. وُلد عام 1978
ترجمة : عبد الحسين سلمان عاتي
2-5 من هم اليهود النصارى , الإبيونيون ؟ اعتبر اليهود الناصريون أنفسهم اليهود الحقيقيين الوحيدين والأتباع الحقيقيين الوحيدين ليسوع.
كشفت الأبحاث التاريخية تدريجيًا عن معلومات وأدلة مفصلة حول هذه المجموعة المهمة، وإن كانت غامضة،. تنبع أهميتها من دورها المحوري في نشأة الإسلام المبكر وتأليف القرآن ، حيث نجد الدليل الرئيسي على وجودها ودورها في القرآن والسنة، كما سنناقش لاحقًا. ومع ذلك، ظلت هذه المجموعة غامضة في الروايات التاريخية القديمة، ويعود ذلك أساسًا إلى صغر حجمها وميل المراقبين المعاصرين إلى تجاهلها، مخلطين إياها في كثير من الأحيان بإحدى فرق الناصريين أو اليهودية المسيحية العديدة (المجموعات اليهودية المختلفة التي اعترفت بيسوع المسيح دون اعتناق المسيحية بشكل كامل، واستمرت في الالتزام بالشريعة اليهودية).
وصف العديد من المؤلفين القدماء هذه الطوائف اليهودية المسيحية، بمن فيهم مؤرخون وآباء كنيسة ولاهوتيون مسيحيون كتبوا عن مختلف البدع. التقى جيروم الستريدوني (القرن الرابع) ببعضها ووصفها للقديس أوغسطينوس: "... لا تزال قائمة بين اليهود في جميع مجامع الشرق بدعة تُسمى بدعة المينيين ["المينيم" كما في "بركة المينيم" Birkat haMinim]، والتي لا يزال الفريسيون يدينونها؛ ويُطلق على أتباعها عادةً اسم الناصريين؛ وهم يؤمنون بأن المسيح، ابن الله، وُلد من مريم العذراء، ويعتبرونه هو الذي عانى في عهد بيلاطس البنطي وصعد إلى السماء، والذي نؤمن به نحن أيضًا. ولكن بينما يتظاهرون بأنهم يهود ومسيحيون في آن واحد، فهم ليسوا كذلك" (الرسالة 75 إلى أوغسطينوس). ذكر إبيفانيوس السلامي (القرن الرابع) في كتابه "باناريون" العديد من هذه الطوائف، أبرزها "الإبيونيون" و"الناصريون"، الذين سعوا لاستعادة مُلك إسرائيل. في البداية، كان مصطلح "الإبيونيون" يُشير إلى طائفة مُحددة، ولكن مع مرور الوقت، اتسع نطاق المصطلح في كتابات آباء الكنيسة ليُشير بشكل عام إلى "اليهود الهراطقة".
بما أنها اعتمدت اسم "الناصري" لنفسها، ولأن هذا المصطلح أصبح غامضًا في الأدبيات القديمة، فقد ارتئي ضرورة تسمية أكثر دقة، وهي "اليهودية الناصرية". يخدم هذا المصطلح عدة أغراض: فهو يميز هذه المجموعة عن غيرها من الطوائف الناصرية أو اليهودية المسيحية، وذلك لتسليط الضوء على دورها المستقبلي المهم في تشكيل الإسلام؛ ويميزها عن اليهود المسيحيين، الذين أُطلق عليهم أيضًا اسم "الناصريين" في القرن الأول، كما ذُكر سابقًا؛ وأخيرًا، مع تأكيده على أصولها الإسرائيلية، فإنه يميزها عن اليهودية الحاخامية، التي أدانت بشدة النصارى. لذا، فإن اليهود الناصريين هم جماعة صغيرة نشأت داخل المجتمع اليهودي المسيحي في القدس، وانفصلت عنه لتعارض معتقداتهم المسيانية مع الإيمان المسيحي السائد. وبتشكيلهم في نهاية المطاف تحالفًا مع بعض الجماعات العربية، أطلقوا سلسلة من الأحداث التي أعادت في نهاية المطاف تشكيل مسار تاريخ العالم.
ينبع عقيدتهم الدينية من نظام تبرير مُعقّد: اعتبر اليهود الناصريون أنفسهم اليهود الحقيقيين الوحيدين والأتباع الحقيقيين الوحيدين ليسوع.
ينبع عقيدتهم الدينية من نظام تبرير مُعقّد: اعتبر اليهود الناصريون أنفسهم اليهود الحقيقيين الوحيدين والأتباع الحقيقيين الوحيدين ليسوع.
كيهود، يحافظون بدقة على العادات والشريعة الأجدادية المُعبّر عنها بتبجيل الكتب المقدسة، التوراة. كما يحافظون على تبجيل هيكل القدس، وإن كان قد دُمّرَ مؤقتًا، وتبجيل "أرض الميعاد" والشعب "العرقي" اليهودي، الشعب الذي اختاره الله. إلا أن هذا الاختيار يعود إليهم وحدهم، لأنهم يعتبرون أنفسهم اليهود الحقيقيين الوحيدين، استمرارًا لما هم عليه "عرقيًا"، ولكن في معارضة للحركة الفريسية التي ستُفضي إلى الإصلاح الحاخامي الذي ذكرناه سابقًا. في الواقع، وعلى النقيض من هؤلاء، اعترفوا بيسوع باعتباره المسيح الذي تنبأت عنه الكتب المقدسة، والذي جاء لتحرير الأرض المقدسة، وإعادة تأسيس النظام الملكي، واستعادة الإيمان الحقيقي بطرد السلطات اليهودية الفاسدة، وإعادة عبادة الهيكل الحقيقية: باختصار، لتحرير إسرائيل وإنقاذ العالم - وهي المهام التي لم يكن قادراً على إكمالها. خانه "اليهود الخائنون" (سلطات القدس والفريسيون حسب قولهم)، وأُدين ظلماً، ومُنع من إتمام رسالته. لكن لحسن الحظ، رفعه الله إلى "السماء" حيث سيعود ليقود الجيوش ويُكمل رسالته عندما يحين الوقت، عندما تتحقق الشروط. هكذا ستتحقق "ملكوت الله على الأرض". يريد اليهود الناصريون أن يروا دليلاً على صحة إيمانهم وصحة توبيخهم "لليهود الخائنين" على فشل ثوراتهم المتتالية ضد الرومان وتدمير هيكل القدس: هؤلاء "اليهود المزيفون" قد جلبوا غضب الله، مما دفعه إلى التبرؤ منهم ومعاقبتهم.
يعتبرون أنفسهم أيضًا أتباع يسوع الحقيقيين الوحيدين، على عكس من اتبعوا رسله. يعترفون به "ابن الله" (مجازيًا، نائب الله على الأرض)، لكنهم يرفضون الإيمان بقيامته، وبالتالي، بـ"الحضور الإلهي" الحقيقي فيه - أي أنه الله "يزور شعبه"، كما يزعم المسيحيون. يؤمنون أن الله أخذ يسوع وينتظر عودته ليُتمم رسالته، بما في ذلك إعادة بناء هيكل القدس . هذا الرأي يُشكك تمامًا في روايات الرسل. وبالتالي، يتهمون المسيحيين بسوء الفهم، والانحراف عن الحق، والضلال. مع ذلك، كان لدى اليهود الناصريين إمكانية الوصول إلى شهادات الرسل. تشير الأدلة إلى أنهم استخدموا إنجيل متى، باللغة الآرامية، في طقوسهم - وهو ما يُشبه ما يستخدمه المسيحيون اليهود وكنيسة المشرق حتى اليوم. يُطلق عليه آباء الكنيسة اسم "إنجيل الناصريين" أو "إنجيل العبرانيين". وقد عرّفه ثيودوريت القورشي (القرن الخامس الميلادي) تحديدًا بأنه إنجيل متى، الذي يعتقد أنه قد حُرّف نتيجةً لحفظه في الوسط اليهودي الناصري.
ليس من الواضح ما إذا كان اليهود الناصريون يؤمنون بموت يسوع على الصليب، فمعظم معرفتنا بهم مستمدة من القرآن الكريم، وهو غامض في هذا الشأن. فمن جهة، يبدو أنه يشير إلى أن يسوع لم يُقتل أو يُصلب (سورة النساء: 157: "..وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا). ومن جهة أخرى، يذكر موته حرفيًا , سورة المائدة: 117: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
كما يشير القران إلى موت يسوع. وقد طور التراث الإسلامي نظريات مثل اختطاف يسوع من على الصليب أو وهم صلبه (مثل "الادعاء الكاذب"، أو استخدام شبيه). كانت هذه النظريات، التي تقترح بدائل لسردية الصلب، منتشرة قبل الإسلام بفترة طويلة، وخاصة بين بعض الجماعات اليهودية المسيحية، وربما كان من بينها اليهود الناصريون، وخاصة بين الغنوصيين ــ كما يتضح من نصوص مثل سفر رؤيا بطرس التي وجدت في نجع حمادي في القرن العشرين.
ومع ذلك، فقد قاموا بتعديله لدعم عقيدتهم، التي تنحرف عن الحفاظ المسيحي على هذا الإنجيل والأناجيل الثلاثة الأخرى. لا يتوقع أي من هذه النصوص عودة المسيح "لإكمال العمل" الذي بدأه - إعادة بناء الهيكل، وقيادة المؤمنين الحقيقيين ضد الشر، وتطبيق قانون الله بوحشية في جميع أنحاء العالم، وإقامة مملكة عدالة الله السياسية على الأرض. يبشر العهد الجديد، بما في ذلك الأناجيل الأربعة، برؤية مختلفة لـ "مجيء يسوع المجيد". على عكس العودة الأرضية، يُتصور هذا الحدث كظاهرة سماوية وعالمية، مرئية للجميع. في حين يصعب فهم تفاصيل مثل هذا الحدث، فإن ارتباطه بـ "الدينونة" واضح. وفقًا للرسل، ستجبر هذه الرؤية التي لا يمكن إنكارها الجميع على اتخاذ موقف، مما يؤدي إلى دينونة يسوع، "القاضي العادل". على النقيض من ذلك، يرفض اليهود النصارى الجانب الإلهي ليسوع، وينتقدون المسيحيين بسبب "الترابطية"associationism - أي نسبة الابن والروح القدس إلى الله كـ"مساعدين". وبدلًا من ذلك، يُعلنون: "الله واحد لا إله إلا هو". ويُمثل هذا انحرافًا جذريًا عن التعاليم الرسولية عن النسخة المُعدّلة من المسيحية المسيحية التي يتبناها اليهود النصارى. علاوة على ذلك، يبدو أن هناك تشابهًا ملحوظًا بين هذا الاعتقاد المُعدّل وإعلان الإيمان الإسلامي. العشرين.
بصفتهم يهودًا ومسيحيين حقيقيين، نجح اليهود الناصريون ببراعة في تأليب الحاخامات اليهود والمسيحيين على بعضهم البعض بوضع أنفسهم فوق كلا المجموعتين. يدّعون أنهم ورثة إبراهيم الحقيقيون، ويعتبرون أنفسهم "الطاهرين". يُنظر إلى استيطانهم في سوريا، بما في ذلك مرتفعات الجولان، ثم امتدادهم شمالًا حتى حلب، وكذلك في الجنوب بين الأنباط وشرق الأردن، على أنه هجرة جديدة إلى الصحراء. تعكس هذه الهجرة خروج الشعب العبري من مصر بقيادة موسى، رمزًا لفترة تطهير واستعداد. وبناءً على ذلك، يُحرم الخمر على جميع المكرسين لله حتى عودة المسيح. يُقيم كهنة "قداساتهم" بالماء بدلًا من الخمر. ربما كانت هذه الممارسة هي ما أشار إليه كليمان الإسكندري في القرن الثالث عندما انتقد "الطوائف التي هجرت الكنيسة الأولى"، و"الهراطقة"، و"الذين يستخدمون الخبز والماء في القربان، خلافًا لقانون الكنيسة". وأشار إلى أن "هناك من يحتفلون بالقداس الإلهي بماء نقي".
التطهير ليس إلا الخطوة الأولى لليهود النصارى في رسالتهم لتطهير العالم من الشر والظلم. بقيادة مسيحهم، يهدف اليهود النصارى إلى إنقاذ العالم من شروره وظلمه، حتى لو كان ذلك يعني معارضة العالم نفسه. تُنشئ هذه الرؤية مواجهة بين فئتين من البشرية: أولئك الذين يسعون إلى الخلاص وأولئك الذين يعيقونه، والمصنفون على أنهم طاهرون وغير طاهرين، "الأخيار" وغيرهم. ضمن هذا الإطار الأيديولوجي، يُعاد تعريف الأخلاق: تُعتبر الأفعال الداعمة لهذه الرسالة جيدة وعادلة ونبيلة، بينما تُعتبر أي عرقلة شريرة وزائفة ومُستنكرة، وتستحق الاستبعاد. كما تُذم الانحرافات عن هذا المشروع، بما في ذلك السلوكيات التي تُعتبر مُشتتة، مثل النساء اللواتي يُزعم أنهن مُغرات، مما قد يؤدي إلى إخضاعهن. ويظهر ذلك جلياً في وثيقة "الفاتنة" (المعروفة أيضاً باسم "حيل المرأة الشريرة"Wiles of the Wicked Woman) التي وجدت في كهوف قمران بين مخطوطات البحر الميت، والتي كتبت في البيئة التي أدت إلى ظهور اليهودية الناصرية.
وبالمثل، يجب معارضة أي انحراف عن "الإيمان الخالص" أو الآراء المُخالفة بشدة. علاوة على ذلك، تُعزز هذه النظرة المسيحية للعالم نظامًا مُشوّهًا لتبرير الذات: "أنا طاهر في عالمٍ غير طاهر؛ فهو يُقاوم مساعيي التطهيرية، ويجعلني ضحيته، ويُثبت طهارتي في وجه دنسه". تعكس هذه العقلية انفصامًا في الشخصية: إنكار الواقع، والانزواء في عالمٍ خيالي، "سريالي"، مما يؤدي إلى أوهام خطيرة بالاضطهاد، وصياغة مخططاتٍ مُبالغ فيها وغير عقلانية.
في الوقت الحاضر، يرون عالمًا عدائيًا مليئًا بأعداء الإيمان والحروب والصراعات، وكلها، كما يعتقدون، لا تزيدهم إلا قوة. ويتعزز هذا المنظور بشكل خاص بالمواجهة بين الفرس (البارثيين) والرومان. يشعر اليهود الناصريون بالفزع من الإصلاح الحاخامي. مع أبتداع التلمود، أضاف اليهود الحاخاميون مخطوطات جديدة إلى الكتب المقدسة، وأعادوا كتابة وطمس النصوص القديمة التي ذكرت المسيح ("أخفوا " هذه الكتب المقدسة). في العبرية التوراتية، يستند فعل "ي" إلى الجذر KPR (רפּכ)، وهو ما يعادل الجذر العربي KFR ك ف ر، مما يُعطي الفعل العربي "كفارة"، والذي يُؤدي إلى مصطلح "كافر" (بصيغة الجمع "كفار")، والذي يعني حرفيًا "المستر". وقد فسر التراث الإسلامي هذا المصطلح على أنه "منكر" أو "غير مؤمن" أو "كافر"، وهو تغيير سنتناوله لاحقًا.
بعد طرد الرومان لليهود، عاد الكثيرون إلى يهودا، لكن تحول تركيزهم نحو الإمبراطورية الفارسية، حيث استقروا منذ فترة طويلة. وهناك، يلعبون دورًا في صراعها الذي استمر آلاف السنين ضد إمبراطوريات البحر الأبيض المتوسط (في البداية اليونانية، ثم الرومانية) للسيطرة على الشرق الأوسط. استقرّ السنهدرين الحاخامي في بلاد فارس في القرن الثالث، وانضمّ إلى حاكم المنفى اليهودي، وتمتع باستقلال نسبي تحت الحكم الإمبراطوري، مما دفع اليهود الناصريين إلى دمج أعدائهم اليهود اللدودين بالإمبراطورية التي تستضيفهم. في هذه الأثناء، أصبحت الإمبراطورية الرومانية مسيحية، وسرعان ما تحولت إلى الإمبراطورية الرومانية الشرقية، بعد تقسيم دقلديانوس Diocletian‘s partition، الإمبراطورية البيزنطية المستقبلية. ولذلك، اعتبرها اليهود الناصريون هرطقة. وتُعتبر الحروب الدائرة بين هاتين الإمبراطوريتين الهرطقيتين، بين خصميهما الرئيسيين، اليهود الحاخاميين والمسيحيين، بمثابة تدخل إلهي، مما يُبرّر معتقداتهم أكثر. علاوةً على ذلك، على مدار هذه السنوات، اندلعت انتفاضات يهودية مستوحاة من درجات متفاوتة من الأمل المسيحاني (على سبيل المثال، ثورات عامي 351-353 في الجليل بقيادة جالوس قيصر، وعام 529 بقيادة "المسيح الكاذب" جوليانوس بن صبارJulianus Ben Sabar )، إلى جانب محاولات فاشلة متكررة لإعادة بناء الهيكل، وأبرزها جهود اليهود الحاخاميين بين عامي 360-362 بدعم من الإمبراطور "جوليان المرتد".
هذه الأحداث تؤكد قناعة اليهود الناصريين بأنهم وحدهم المقدر لهم تحرير الأرض المقدسة، والاستيلاء على القدس، وإعادة بناء الهيكل.
الملاحظات
جيروم الستريدوني Jerome of Stridon جيروم (حوالي 342-347 - 30 سبتمبر 420)، المعروف أيضًا باسم جيروم الستريدوني، كان كاهنًا ومعترفًا ولاهوتيًا ومترجمًا ومؤرخًا مسيحيًا مبكرًا؛ يُعرف باسم القديس جيروم. اشتهر بترجمته للكتاب المقدس إلى اللاتينية (الترجمة التي عُرفت لاحقًا باسم الفولجاتا Vulgate) وشروحه على الكتاب المقدس بأكمله. سعى جيروم إلى ترجمة العهد القديم بالاعتماد على النسخة العبرية، بدلًا من السبعينية، كما فعلت ترجمات الكتاب المقدس اللاتينية السابقة. قائمة كتاباته واسعة. بالإضافة إلى أعماله الكتابية، كتب مقالات جدلية وتاريخية، دائمًا من منظور لاهوتي.
القديس أوغسطينوس Augustine كان القديس أوغسطينوس ( 354 - 430) عالم لاهوت وفيلسوفًا، أسقف هيبون ريجيوس من ثاغاست في نوميديا سيرتنسيس (سوق أهراس حاليًا، الجزائر). أثّرت كتاباته تأثيرًا عميقًا في تطور الفلسفة الغربية والمسيحية الغربية، ويُعتبر من أهم آباء الكنيسة اللاتينية في العصر الآبائي. من أهم أعماله: "مدينة الله"، و"في العقيدة المسيحية"، و"الاعترافات".
بركة المينيم Birkat haMinim" بركة الهراطقة (بركة الهراطقة) هي لعنة على الهراطقة، تُشكل جزءًا من طقوس الحاخامات اليهودية. وهي الثانية عشرة في سلسلة البركات الثمانية عشر (شمعونة إسراء) التي تُشكل جوهر صلاة القيام اليومية الشرعية لليهود المتدينين. كان هناك إجماع عام على أن البركات الثمانية عشر تعود عمومًا إلى شكل ما في فترة الهيكل الثاني، إلا أن أصول هذه البركات تحديدًا وصياغتها الأولى محل خلاف في الدراسات الحديثة، بين من يُجادلون بتاريخ مبكر جدًا، إما قبل الفتح الروماني للقدس عام 70 ميلادي، أو في وقت قريب منه، ومن يعتقدون أن صياغتها تبلورت بعد عدة عقود أو قرون. ويبرز تحديد تاريخها، إذ يُعتقد على نطاق واسع أنها تشير إلى اللحظة التي نشأ فيها قطيعة نهائية بين اليهودية والمسيحية.
بيلاطس البنطي Pontius Pilate كان بيلاطس البنطي الحاكم الخامس لولاية يهودا الرومانية، وخدم في عهد الإمبراطور طيباريوس Emperor Tiberius من عام 26/27 إلى عام 36/37 ميلاديًا. اشتهر بكونه المسؤول الذي ترأس محاكمة يسوع وأمر في النهاية بصلبه. وتتجلى أهمية بيلاطس في المسيحية في مكانته البارزة في كلٍّ من قانون الإيمان الرسولي وقانون الإيمان النيقاوي. ولأن الأناجيل تُصوّر بيلاطس على أنه مُتردد في إعدام يسوع، تعتقد كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية أن بيلاطس اعتنق المسيحية وتُبجّله كشهيد وقديس، وهو اعتقادٌ اعتنقته الكنيسة القبطية تاريخيًا أيضًا.
"انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه"، وهي صيغة متطابقة تقريبًا في مرقس 14:58، ومتى 26:61، ويوحنا 2:19. يشير يوحنا بعد ذلك مباشرةً إلى أن الهيكل الذي كان يسوع ينوي إقامته هو جسده (القيامة)، كما يُقرّ المسيحيون. هذه الدقة، التي لا نجدها في الأناجيل الأخرى (متى ومرقس، المذكوران أعلاه)، تُشير بوضوح تام إلى أنه كان هناك آنذاك توقع بإعادة بناء الهيكل ماديًا من قِبل يسوع نفسه، عائدًا إلى الأرض لهذا الغرض.
حيل المرأة الشريرة" "Wiles of the Wicked Woman حيل المرأة الشريرة" ( Q184) نص يهودي قديم مُجزأ من مخطوطات البحر الميت، يصف شخصية أنثوية تقود الناس إلى الخطيئة والموت. ويعتمد النص بشكل كبير على قصتي "المرأة الغريبة" و"الحماقة" من سفر الأمثال، مُصوّرًا المرأة كتجسيد للشر، أو روح شيطانية، أو الفوضى نفسها. ويُصوّر النص هذه الشخصية كقوة مُعارضة للحكمة الإلهية، ويربطها أحيانًا مباشرةً بالعالم السفلي أو الهاوية.
وهكذا، اعتقادًا منهم بأنهم مختارو الله وأعوانه، ونظرًا لنفاد صبرهم إزاء تأخر عودة مسيحهم، قرر اليهود الناصريون التعجيل بها بالعمل الجاد لتلبية متطلبات مجيئه. وهذا يُحوّل نهجهم من الانتظار السلبي إلى المشاركة الفعالة في استعادة الأرض المقدسة (إسرائيل) والمدينة (القدس) وتقديسهما. وبأخذ زمام الأمور بأيديهم - بالوصول إلى الأماكن المقدسة، وإعادة بناء الهيكل المقدس بما يتوافق مع معايير الطهارة، وإجراء الطقوس والتضحيات اللازمة - يعتقدون أنهم يستطيعون تسريع عودة المسيح. وبذلك، يتولون جزئيًا دوره، ويتعهدون بإعادة بناء الهيكل مكانه. وهذا الفعل يُجسّد تمامًا مصطلح "المسيحاني": فهم ليسوا مسيحانيين في انتظار مسيح يُتمم رسالته فحسب، بل يتولون أيضًا دور المسيحانيين أنفسهم. بهذه الطريقة، يصبحون أنصار لله، ...سورة الصف, الآية 61 يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُوۤاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنَّصَارِيۤ إِلَى ٱللَّهِ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ
، جزءًا لا يتجزأ من خطته لإقامة ملكوته على الأرض. يمنحهم منظورهم العقائدي مفتاحًا لقراءة مسيرة القرون: ماضٍ مظلم اتسم برفض رسل الله، ومستقبل مشرق وُعِدَ به بترميمهم للهيكل، وانتصار الدين الحق، وعودة المسيح.
Diocletian‘s partition تقسيم دقلديانوس هو نظام الحكم الرباعي الذي أنشأه الإمبراطور الروماني دقلديانوس حوالي عام 284 م لتقسيم السلطة وإدارة الإمبراطورية بشكل فعال، وإعادة الهيبة لها. هذا النظام لم يقسم الإمبراطورية إلى أربع مناطق فقط، بل أسس نظاماً إدارياً وبيروقراطياً جديداً لإدارة الأقاليم بشكل أفضل وتخفيف العبء على الحكومة المركزية.
ثورة بن صَبار (529-531) بقيادة شخصية مشيحية مؤثرة تدعى جوليانوس بن صبار (أو بن ساهر)، شن السامريون حربًا، يشار إليها أحيانًا بالثورة السامرية الأخيرة، ساعين لإنشاء دولتهم المستقلة في عام 529. قد تكون هذه الثورة الأكثر عنفًا بين جميع الثورات السامرية. وفقًا لبروكوبيوس، اندلعت أعمال العنف بسبب القيود التي فرضتها السلطات البيزنطية على السامريين المتمثلة في مراسيم جستينيان، في حين يشير سيريل من سكيثوبوليس إلى أن التوترات الطائفية بين المسيحيين والسامريين شكلت السبب الرئيسي للثورة
جوليان المرتد Julian the Apostate جوليان (331 - 363) كان قيصر الغرب من عام 355 إلى عام 360، وإمبراطورًا رومانيًا من عام 361 إلى عام 363، بالإضافة إلى كونه فيلسوفًا ومؤلفًا يونانيًا بارزًا. أدى رفضه للمسيحية، وترويجه للهيلينية الأفلاطونية المحدثة، واضطهاده للمسيحيين، إلى تسميته بـ "جوليان المرتد" في التراث المسيحي.
#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)
Abdul_Hussein_Salman_Ati#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التاريخ الخفي لإسلام…7
-
التاريخ الخفي لإسلام….6
-
التاريخ الخفي لإسلام….5
-
التاريخ الخفي لإسلام….4
-
لتاريخ الخفي للاسلام ….3
-
لتاريخ الخفي للاسلام ….2
-
التاريخ الخفي للاسلام ….1
-
أقدم الكتابات المسيحية عن محمد....الجزء الثاني
-
أقدم الكتابات المسيحية عن محمد....الجزء الأول
-
مذبحة الترجمة مرة أخرى
-
الجهود في تلخيص كتاب المصاحف لابن أبي داود...8
-
الجهود في تلخيص كتاب المصاحف لابن أبي داود...7
-
الجهود في تلخيص كتاب المصاحف لابن أبي داود...6
-
الجهود في تلخيص كتاب المصاحف لابن أبي داود...5
-
الجهود في تلخيص كتاب المصاحف لابن أبي داود -4
-
الجهود في تلخيص كتاب المصاحف لابن أبي داود...3
-
الجهود في تلخيص كتاب المصاحف لابن أبي داود...2
-
الجهود في تلخيص كتاب المصاحف لابن أبي داود...1
-
الساراسين والصعاليك ...الجزء الأخير
-
الساراسين والصعاليك ...الجزء الثالث
المزيد.....
-
الأردن: مقتل شقيقين من -حملة الفكر التكفيري- في -مداهمة- بال
...
-
فخري كريم: أزمة الشرعية الطائفية.. مستقبل الإقليم.. و«ما يكس
...
-
الداخلية السورية: جريمة زيدل جنائية وفشل محاولات إشعال الفتن
...
-
مستشار الرئيس الإماراتي: تحرك ترامب لتصنيف الإخوان كمنظمة إر
...
-
رأي.. بشار جرار يكتب عن قرار ترامب بحظر -أفرع- لجماعة -الإخو
...
-
قرقاش يعلق لـCNN على قرار ترامب تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إ
...
-
ماذا بعد بدء واشنطن خطوات تصنيف الإخوان المسلمين منظمة -إرها
...
-
-ضربة مالية-.. كيف يؤثر قرار ترامب على اقتصاد الإخوان؟
-
خطة ترامب للسودان.. بولس يرفض “الشروط المسبقة” وقرقاش يهاجم
...
-
تحويل سيارة استخدمها بابا الفاتيكان الراحل إلى عيادة متنقلة
...
المزيد.....
-
رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي
...
/ سامي الذيب
-
الفقه الوعظى : الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
نشوء الظاهرة الإسلاموية
/ فارس إيغو
-
كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
/ تاج السر عثمان
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
المزيد.....
|