|
نظرة من الداخل: حقيقة الخلافات والانقسامات داخل جبهة الانقاذ الجزائرية
محمد مصدق يوسفي
الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 07:49
المحور:
مقابلات و حوارات
ندوة سياسية بمشاركة عباسي، دهينة والهواري: د. مراد دهينة: ـ الاستقالة جاءت على إثر نقد ذاتي موضوعي لحال الجبهة وأؤكد أنه لاينتقد عمله إلا من يريد الانطلاقة السليمة وهذا رد على أولئك الذين يرون فيها تخل عن قضية الجبهة الاسلامية للانقاذ
ـ لا مكان للمشيخة ولأناس يظنون في أنفسهم أن الأمر قد ينقرض بذهابهم أقول بكل صراحة مجاملة مع أحد في الحق
ـ كل قيادات الجبهة الاسلامية للانقاذ بما فيها نحن الذين تسلمنا مسؤولية ما في وقت ما، لنا ضلع في هذه المعضلة
ـ المشكلة أنه ليس لنا إطار حقيقي وإنما لدينا أشخاص ينطقون، وهذه رأس المصيبة وهذا التصرف هو الذي نريد أن نجعل له حدا.
ـ أصبحنا نخشى على لب القضية بفعل ضعف آداء التنظيم، وأقول صراحة أن السكوت والرضا عن هذا الوضع يكون من أؤلئك الذي يريدون وأد المشروع، أما من لديه حرقة على هذا المشروع لايمكن أن يقبل بهذا. +++ الشيخ عباسي مدني:
ـ الجهود المبذولة هدفها البحث عن نقلة أفضل، وهي تدل على شعور بالمسؤولية لأن هذه الصراحة لن تزيدنا إلا جدية وعزما واجتهادا وبحثا عن الطريق الأمثل والأصح والأوفق والأمكن، لكي نجدد عهدنا.
ـ ما تقدموا به من نقد هو ظاهرة صحية، أنا بودي أن أسمع وأسمع واسمع، واشجع كل إخواني على الصراحة وعلى الجدية والنقد الجاد الهادف إلى تحقيق الأفضل المطلوب، لكن فقط ينبغي أن نكون واقعيين، قالوا إذا أردت ان تطاع فسأل المستطاع.
ـ إنها مسؤولية مشتركة، الحمد لله ونحن الآن نتناقش من أجل البحث عن الأفضل لأننا لم نرض بالدونية، إن موقفكم يزيدني أكثر يقظة وأكثر تواضعا وأكثر جدية وشعورا بالمسؤولية.
ـ لا يمكنني أن أتخلى عن عهد الله، واجبي هو أن أوجه الجبهة لتبقى جبهة القضية الجزائرية، ولكي تحافظ على منهجها الذي هو الوضوح، والصدق والشفافية، أن نبقى باحثين جادين من أجل إخراج الجزائر مما هي فيه. +++ د. جعفر الهواري: ـ الجبهة الاسلامية للانقاذ خاصة بعد حلها والانقلاب على الاختيار الشعبي هي ضحية تناقضات داخلية كانت مفروضة عليها. ـ كنا نتمنى عندما يخرج عباسي التناقضات تختفي نهائيا، ولكن للأسف زادت هذه التناقضات أعد الندوة وأدارها: محمد مصدق يوسفي
ما يحدث داخل الجبهة الاسلامية للانقاذ الجزائرية، حقيقة الخلافات التنظيمية التي طفت على السطح، خلفيات قرار حل المكتب التنفيذي وتوقيت هذا القرار وملابساته، هيمنة فكر المشيخة وغياب العمل المؤسساتي، مستقبل جبهة الانقاذ وموقع قيادته التاريخية وعلى رأسها الشيخين عباسي مدني وعلي بن حاج، هذه القضايا وغيرها شكلت محاور ندوة صريحة وجريئة أعدها وأدارها الكاتب الصحفي والاعلامي الجزائريمحمد مصدق يوسفي، وشارك فيها عضو الهيئة التنفيذية للجبهة الاسلامية للانقاذ المقيم في بريطانيا د. جعفر الهواري، ومن جنيف مسؤول المكتب التنفيذي بالنيابة د. مراد دهينة المقيم في سويسرا، ومن العاصمة القطرية الدوحة زعيم الجبهة الاسلامية للانقاذ الشيخ د. عباسي مدني. وفيما يلي وقائع الندوة التي أخرجت النقاش من الكواليس ووضعت النقاط على على الحروق ولم تكتفي بوضعها على الحروف. +++ * محمد مصدق يوسفي: أبدأ مباشرة مع رئيس المكتب التنفيذي سابقا، د. مراد دهينة بداية ما هي خلفيات هذا القرار الذي فاجأ قيادات ومناضلي جبهة الانقاذ وأيضا المراقبين الذين قالوا أنه لم يكن متوقعا، حيث أعلنتم عن حل المكتب التنفيذي واستقالتكم من على رأسه، ماهي خلفيات هذا القرار وتوقيته وملابساته؟ ـ مراد دهينة: أولا أريد ان أبين معنى هذا الاستقالة وما لاتعنيه في نفس الوقت، أبدأ بما لا تعنيه مؤكدا على نقطة أحببت أن أرد عليها بكل وضوح وقوة، وهي ما أوردته بعض وسائل الاعلام في الجزائر خاصة، على أن هذه الخطوة تمثل فقط نزاعات بين أفراد وجعلت كأنها إلتزام بيني شخصيا وبين شيوخ الجبهة والشيخين خاصة، فأريد أن أفند هذا الأمر من أصله، فمكانة شيوخنا تبقى كبيرة وغالية في قلوبنا هذا من جهة، وكذلك أمر الاستقالة كانت على إثر نقد ذاتي موضوعي لحال الجبهة أريد أن أؤكد على أنه لاينتقد عمله إلا من يريد الانطلاقة السليمة فهذا رد على أولئك الذين يرون في تخل عن قضية الجبهة الاسلامية للانقاذ، فهذا ليس صحيح وإنما هذا النقد الذاتي الموضوعي الذي ليس فيه مجاملة، نريده أن يكون إنشاء الله دافعا لعمل جاد، عمل لا تقع فيه نفس الأخطاء والاضطربات التي وقعت فيها الجبهة سالفا، وكذلك لانريد أن نسقط في ما اعتادته الأحزاب والأنظمة العربية والاسلامية من استعمال للغة الخشب، ومحاولة إخفاء ما هو ظاهر أمام أعين الناس. الاستقالة وملابساتها * محمد مصدق يوسفي: هذا واضح ولكن أنت ذكرت في البيان أن هناك هيمنة لفكر المشيخة، ليس هناك عمل مؤسساتي كما هو الحال في كل الأحزاب، ومن المعروف حتى جمعية تربية النحل يجب أن يحكمها قانون ونصوص ولوائح، تحدث البيان عن اضطراب تنظيمي، عدم الحزم في الأمور التنظيمية، واحد في الشرق والثاني في الغرب في مواقف الانقاذ وتطبيق سياساتها، نريد منك أن تضع النقاط على الحروف أو على الحروق، والبيان موجود أمامي الآن؟. ـ مراد دهينة: أشار البيان إلى نقطتين، أولا ما نسميه الاختراقات المخابراتية وهذه أظن لا داعي لاعادة تكرارها والحديث عنها فهي معلومة عند كل الناس. فكر المشيخة الذي أشرت إليه بجانبه السلبي أي ذلك الفكر الذي يرى عند أصحابه أمكنة ومناصب لايمكن أن يتحرك منها أصحابها مهما كانت أخطاؤهم وتقصيرهم، وخشينا ان تسير الحركة الاسلامية والجبهة الاسلامية للانقاذ التي كان من المفروض والتي لازلنا نرجو أن يكون كذلك، أن تكون نقطة تحول حاسمة ليس في تاريخ الجزائر فحسب، ولكن في تاريخ أمتنا حتى تؤسس لقيم جديدة للتعامل مع الواقع السياسي وإحترام الشعوب الاسلامية فلا مكانة للمشيخة ولا مكانة لأناس يظنون في أنفسهم أن الأمر قد ينقرض بذهابهم وهذا الذي نعيبه على الأنظمة بالذات، فلا يمكن أن نقبله لأنفسنا ولذلك أقول بكل صراحة لامجاملة مع أحد في الحق والذي يسمح لنفسه بهذا التقرير هو الذي لايجري وراء ثمار السياسة السياسوية كما يسمونها، فنحن لدينا رسالة والمواقف واضحة أخي الكريم، فاضطرابات الجبهة كثيرة وتناقضاتها كثيرة، فمثلا لو عدت بالأمس القريب إلى مسالة الرئاسيات لرأيت تناقضات في لُب الموضوع وكذلك في طريقة التعامل مع الانقلابيين الذين لازلنا نعتبرهم هم مجرمي الحرب الذين أدخلوا البلاد في ميدان من الدماء والويلات، فهنالك من يرى من باب عفى الله عما سلف، وكياسة سياسية التعامل مع هؤلاء، نحن لا نقبل هذا إلا في إطار ما سميناه واجب الحقيقة والذاكرة والعدل، نحن لا نريد الانتقام ولكن ليس على حساب المبادئ وأكثر من ذلك ليس على حساب مستقبل المشروع الذي نادينا به ولازلنا ننادي به وسننادي به بإذن الله إلى أن يشاء الله. فكر المشيخة والاصلاح الجذري * محمد مصدق يوسفي: تحدثم عن قناعة وصلتم إليها وهي ضرورة إصلاح جذري لحال جبهة الانقاذ وقلتم أنه لم يعد ممكنا مواصلة العمل في مثل هذه الظروف وأن الإطاره التنظيمي لم يعد بمقدوره المحافظه على المشروع الذي أسس الحزب من أجله أصلا، هذا كلام خطير جدا، وأشرتم إلى قضية فكر المشيخة، هل يمثله الشيخ عباسي مدني، هل المشكلة مع الشيخ علي بن حاج، هل هي مع علي جدي، عبدالقادر بوخمخم وكمال قمازي، الذين يعتبرون أن لهم شرعية الابتلاء، الأسبقية التاريخية ولهم حق الفيتو داخل الانقاذ؟ ـ مراد دهينة: نعم هذا سؤال وجيه وسأجيبك بكل صراحة، في الحقيقة يمكن للمتتبع الذي يريد التهويل أن يشير إلى أسماء دون أخرى فأقول أن كل قيادات الجبهة الاسلامية للانقاذ بما فيها نحن الذين تسلمنا مسؤولية ما في وقت ما، لنا ضلع في هذه المعضلة، وإبتداء من رئيس الجبهة الاسلامية للانقاذ إلى نائبه إلى سائر الاخوة وكل له ظروفه، فمثلا أنا لا يمكن أن أطالب رجلا كالشيخ علي بن حاج الذي لايزال يقاسي ويعاني من ظلم وبطش السلطة وفي جو من عدم رد فعل منظم ومنتظم من المؤسسة هذا كله يجعلنا نلقي باللوم على كل قيادات الجبهة عموما كهيكل وخاصة قياداتها البارزة، نعم وبما في ذلك الشيخان، لعدم القدرة على التأسيس للعمل المؤسساتي هذا هو أكبر لوم، نحن لا نريد أن ننزلق إلى مواقف معينة أو غير ذلك، فلو كان الاطار منظم الذي تتصارع فيه الأفكار وتناقش فيه المواقف وتحدد فيه السياسات واضحا أمام كل أطر الجبهة، وعملنا بجد على ذلك، لعذرنا كل الأخطاء لأنها تكون حينئذ نابعة عن موقف مُوحَد ومُوحٍِِد، المشكلة التي وصلنا إليها أنه ليس لنا إطار حقيقي وإنما لدينا أشخاص ينطقون، وهذه رأس المصيبة وهذا التصرف هو الذي نريد أن نجعل له حدا، فإن لم يكن ذلك فاليتحمل كل مسؤوليته وأن الوفاء والصدق هو لمشروع أمر الله سبحانه وتعالى ان نقوم به وليس لأي كان. فيل برأس نملة * محمد مصدق يوسفي: ما اشرت إليه إن لم تخن الذاكرة في بدايات التسعينات عندما كان زعيم جبهة الانقاذ يردد في تجمعاته أن الشعب الجزائري عبارة عن فيل ولكنه برأس نملة يقصد النظام آنذاك، قال أحد الصحافيين يؤمئذ أن ما يقوله عباسي ينطبق تماما على حزبه فهناك جماهير (فيل) ولكنها برأس نملة في إشارة إلى قيادة الحزب تاريخئذ؟ هل القيادة لم تستخلص عبر سنوات الدماء والدموع في الجزائر، والنتيجة التي تتحدث عنها: غياب عمل مؤسساتي وهناك أشخاص ناطقون؟ ـ مراد دهينة: أولا النقطة الأولى التي أريد أن أؤكد عليها وهذا ما ذكرته في البيان وهو أن هذا الكلام الذي تقدمنا به لا يعني التشكيك في مشروع الجبهة وأصلها وقيامها، وضربنا مثلا أن حتى حرب التحرر من المستعمر الغاشم الفرنسي كانت هناك ويلات في صفوف الحركة الوطنية وفي صفوف مجاهدي 1954 ولكن ذلك لا يعني أننا نرفض الحركة التحريرية، كلا، لذلك أنا أعود وأقول أنه ما وقع في 1990/1991 له مبرراته آنذاك، لضيق الوقت وللضغط المتواصل الذي وقع على الجبهة ولكن أن نتمادى في هذا الخط بعد 12 سنة وأكدنا على أمر مهم في البيان وهو انه لا يمكن أن نقبل التظاهر بالصبر وتشويه وتعطيل الاصلاح بدعوى السعي لارجاء حل المشكلات والمعضلات، فهذا ليس مبررا، اليوم هناك دماء وقضية والذي أكدنا عليه أننا أصبحنا نخشى على لب القضية بفعل ضعف آداء التنظيم، وأقول صراحة أن السكوت والرضا عن هذا الوضع يكون من أؤلئك الذي يريدون وأد المشروع، أما من لديه حرقة على هذا المشروع لايمكن أن يقبل بهذا، ونقولها بكل نزاهة وابتعادا عن كل أمر قد يفسره البعض ـ وهذا أؤكد عليه ـ على أنه اقتراب أو محاولة تقارب مع سلطة غاشمة فنحن نقول هذا، من باب الحرص والحب في مقارعة الظالمين والنظام القائم حتى تُسترجع الحقوق، لا من باب الانتقام كما قلت لكن من باب تحقيق العدل والشرعية الحقيقية. الفيس إلى أين؟ * محمد مصدق يوسفي: بعد إعلانكم عن حل المكتب الوطني واستقالتك من على رأسه، أين هي جبهة الانقاذ الآن هل هي في مهب الريح، البعض قال أنك رميت المنشفة مبكرا؟ ـ مراد دهينة: ما ضاع حق وراءه طالب، ولو ذهبت الجبهة ورجالها الحاليين، لأن القضية الآن أصبحت أكبر من الجبهة والجبهة إن كانت إطارا تنظيميا يخدم هذا المشروع فأهلا وسهلا به، ولكنها إذا أخفقت فيجب أن تكون لنا الشجاعة والصدق مع الله والشهداء والأرامل والثكالى أن نقول أن هذا الاطار لم يعد في مستوى التحدي ولابد إما إصلاحه أو إيجاد حل آخر، أما عمليا فالأمر الآن أولا وبالترتيب في يد رئيس الجبهة الاسلامية للانقاذ، ثم نائبه، كل حسب استطاعته، نحن لا نريد أن نحمل الناس فوق ما يستطيعون، وقد تكفي كلمة وقد تكفي إشارة إلى أمر، وكذلك في يد من هم أعضاء في المجلس الشوري وكل إطارات الجبهة للقيام بما يمليه عليهم واجب الانتماء لهذا التنظيم، وأكثر من ذلك واجب الأمانة أمام الله وامام الضحايا، فإن هم تفطنوا وقاموا وأرادوا أن يصلحوا ما قد وقعنا فيه من أخطاء، ومازلت أسميها أخطاء، لم أتطرق إلى تعريفات أخرى كل شيء ممكن، ولكنهم إن تمادوا في هذا الخط، فحقيقة فلا يمكن أن نسكت على هذا الانحراف ويجب حينئذ أن ننظر في الطرق الكفيلة للخروج من هذا المأزق. هذا هو عمليا ما سيقع بإذن الله ونرجو أن يكون كذلك. الكرة في ملعب عباسي * محمد مصدق يوسفي: الآن انتقل مباشرة إلى د. عباسي مدني زعيم الجبهة وناطقها الرسمي، قال دهينة نخشى على لب القضية، الاطار التنظيمي لم يعد بمقدوره الحفاظ على مشروع الجبهة الذي أسست من أجله أصلا، إما الاصلاح وإما إيجاد حل آخر، دهينة قال وبالحرف الأمر الآن في يد رئيس الجبهة، الشيخ عباسي مدني الكرة موجودة الآن في ملعبك كيف ترد على الأزمة التي تعيشها جبهة الانقاذ الآن؟ ـ عباسي مدني: بالنسبة لما تفضل به أخي العزيز د. مراد دهينة ـ حفظه الله ـ فهو على صواب إنني أُكبر ما بذله من جهد هو، وكل من سعى معه مما قاموا به من جهود جبارة على الرغم مما عانته الجبهة من قهر وتقتيل وتشريد وسجن، على الرغم من كل ذلك بقي والحمد لله هؤلاء الرجال ثابتين وما قاموا به الآن ومما قدموه من جهود وما صرحوا به مما يرونه من بحث عن نقلة أفضل، فإنما يدل على ما يتمتع به هؤلاء الرجال من صدق وثبات وجد وجدية وشعور بالمسؤولية لأن هذه الصراحة لن تزيدنا إلا جدية وعزما واجتهادا وبحثا عن الطريق الأمثل والأصح والأوفق والأمكن، لكي نجدد عهدنا دوما مع الله، الذي أسننا لوجهه الكريم ولاعلاء كلمته في ربوع الجزائر، بلاد الشهادة في سبيل الله وموطن شعب أبي شجاع صلب قوي في الحق لايلين، وبقي كذلك طيلة أكثر من قرن وربع، ها هو ما يزال كلما زادوه شدة زاد قوة، وثباتا وصبرا، زاد استمساكا بحبل الله المتين، هكذا الحمد لله لكي نقول للشعب الجزائر أننا إن شاء الله معا ما زلنا ثاتين على عهدنا مع الله وعهدنا معك، وكما نعرفك أنك لا تبدل دينك ولا تتنازل عن سيادتك ولا تتوانى في آداء واجبك، وإن لا قدر الله لو يستسلم الكل لو يغير الكل عهد الله لنبقى ثابتبن على هذا العهد الله ونحن فائزون برضاه. المحطات ومراحل * محمد مصدق يوسفي: طيب، هو دهينة يتحدث أو عدد كبير من إطارات الحزب المحل يتحدثون عن غياب عمل مؤسساتي، هذا الحزب الذي تأسس في 1989 في باب الواد الشعبي (الجزائر العاصمة) مع بداية التجربة الديمقراطية بعد 14 عاما لم يتحول إلى مؤسسة، ويبقى تجمع لمتناقضات كبيرة، أنت كيف تنظر للمحطات التي مر بها الحزب، إعتقال القيادة التاريخية، ظهور الهيئة التنفيذية لرابح كبير، التي انشق عنها المجلس التتنسيقي، وبعدها جاء مؤتمر أوروبا الذي ثبتكم أنت وبن حاج على رأس الانقاذ، وفي النهاية حتى دهينة وصل إلى طريق مسدود، ما الذي يمكن أن تقوم به أنت شخصيا أم أنك لم تعد مهتما بهذا الاطار؟ ـ عباسي مدني: في الحقيقة لا يمكنني أن أتخلى عن عهد الله، واجبي هو أن أوجه الجبهة لتبقى جبهة القضية الجزائرية، ولكي تحافظ على منهجها الذي هو الوضوح، والصدق والشفافية، كما تلاحظون والحمد لله هذه المبادرة المشكورة التي قام بها أخونا د. مراد دهينة، أن نبقى باحثين جادين من أجل إخراج الجزائر مما هي فيه، ومن أجل ذلك قدمنا المبادرة كحل شامل على أبعد مدى في المستقبل الأفضل لسائر اجيالنا الآتية إن شاء الله، إن الجبهة الاسلامية للانقاذ تسعى وبكل جد أن تخرج الجزائر من الأزمة التي تردت فيها منذ عقد، وذلك من خلال تغيير عواملها متعاونيين مع كافة أبناء الجزائر المخلصين الجادين الشاعرين بمسؤولياتهم أمام وطنهم وشعبهم، ولذلك نحن لم نيأس أبدا ولم نشك قيد أنملة في أن القضية الجزائرية قضية عادلة وأن الجزائريين لا محالة مقبلون إن شاء الله على عهد جديد، حيث يتكاملون ويتعاونون كرجل واحد من أجل إخراج بلادهم مما هي فيه، من معاناة لا فرق في ذلك لا في اتجاه ولا في وضع كيفما كان الأمر إن شاء الله، متعاونيين متكاملين متسامحين، محققين للجزائر إن شاء الله أبعد الأشواط في النهضة التي تطمح إليها الجزائر لتكون نموذجا كما كانت نموذجا في الثورات، ستكون إن شاء الله نموذجا في التحرر والتشييد والبناء للغمران الشامل لتصبح النموذج الذي يسعى بكل شعور بالمسؤولية من أجل تحقيق وضمان مصير أجيالنا المقبلة. هذا هو نهجنا وسبيلنا قال تعالى: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن"، على الرغم من أننا نتباعد ويعزل بعضنا عن البعض ولم نلتق لسنين، ها نحن على منهج واحد وما زلنا أولي قناعة واحدة، وثابتين على عهد الله لم نمل مازلنا على أرضية الغنم متنزهين متسامين بحمد الله عن كل مغريات الغنم، إلا ما نغنمه مما يحققه الشعب الجزائري بكل ترفع وعفة وخروج إن شاء الله من التخلف، وما نجده عند الله تبارك وتعالى. الفيس ضحية تناقضات داخلية * محمد مصدق يوسفي: د. عباسي مدني سأعود إليك، أعطي الآن الكلمة إلى جعفر الهواري وهو عضو الهيئة التنفيذية للجبهة الاسلامية للانقاذ في الخارج التي يقودها رابح كبير في ألمانيا، أنت كأحد إطارات جبهة الانقاذ البعض يقول ان الكرة الآن في ملعب رئيس الجبهة، نائبه، أعضاء مجلس الشورى، كيف تنظر إلى وضع الانقاذ الآن، هل يمكن ان يستمر الحال على ما هو عليه، بعضهم قال المنخنقة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع وما أُهل لغير الله به، إما إصلاحه او إيجاد إطار آخر؟ ـ جعفر الهواري: أولا أغتنم الفرصة لأسلم على الأخوين الشيخ عباسي مدني والأخ مراد دهينة، أنت ذكرت قضية الجبهة التي أثيرت من خلال بيان دهينة، وتدخل الشيخ عباسي، أنا اقول أن الجبهة الاسلامية للانقاذ خاصة بعد حلها والانقلاب على الاختيار الشعبي هي ضحية تناقضات داخلية كانت مفروضة عليها، فبطبيعة الحال لما حلت الجبهة تشتتث القيادات وأصبحت اللقاءات بين القيادات أمر عسير وتشكلت من هذه القيادات فصائل للجبهة الاسلامية للانقاذ، وبطبيعة الحال هذه الفصائل اجتمعت على تجانس أفكار، وكانت في بعض الأحيان مواقف متضاربة، وهذا الذي جعل الجبهة الاسلامية للانقاذ ظهرت بهذا المظهر من التناقض بين قياداتها، وبصفة إجمالية في وقت الانتخابات الرئاسية الأخيرة كان هناك تناقض كبير. الانتخابات الرئاسية * محمد مصدق يوسفي: البعض ساند بوتفليقة، والبعض عبدالله جاب الله ، والبعض الآخر أبقى موقفه في انتظار الدور الثاني، هل يمكن لحزب معين في أي مكان أن يسير بهذه العقلية، ويستقيم أمره بهذا الشكل؟ ـ جعفر الهواري: ذكرت لك مناسبة الانتخابات الرئاسية، ويستحيل أن حزب بهذه الضخامة والتناقض وهو غير منسجم مع نفسه كيف حزب جعل تبنى مشروع حضاري ضخم هو المشروع الاسلامي، يحمل تناقض كبير بين قياداته، صحيح قلنا هناك عدمالاستقرار لكن هذا مبرر غير كاف، وأنا لا ألوم الشيخ عباسي أو جدي... إلخ كلهم يلامون، الشيخ عباسي، شيوخ الداخل، دهينة، رابح كبير، كل القيادات تلام على عدم استطاعتها للوصول إلى موقف واحد، إذا كانوا غير متفقين وآراءهم غير منسجمة كيف يمكن لحركة متناقضة في داخلها أن تصلح غيرها، فالأولى أن تصلح نفسها، وتكون عندها الشجاعة وتواجه الموقف. القيادة التاريخية * محمد مصدق يوسفي: البعض كان يتوقع أنه مع إطلاق سراح القيادة التاريخية تعطي نفس جديد لجبهة الانقاذ، لكن الذي حدث العكس وهو تعمق الخلافات أكثر والتناقضات أصبحت تطفؤ على السطح بشكل واضح؟ ـ جعفر الهواري: بعد 1992 وحل الجبهة هناك الكثير من الاطارات دفعت وضحت تضحيات جسام وعدد لايحصى منها، ربما البعض منها لم يكن قيادي معروف ولكن بلي بلاء حسنا خاصة في الداخل وهم بالألوف، فلا يمكن أن نحصر قضية الجبهة في قيادات فقط، كي يستقيم أمر الجبهة أن نشرك جميع الاخوة ولذلك أعبنا على الاخوة في المؤتمر بقيادة الأخ دهينة وتزكية الشيخ عباسي، قلنا لهم مستحيل تنظم مؤتمر للجبهة الاسلامية بغياب تقريب 90 % من القيادات هذا غير مقبول، ولذلك لم نظم المؤتمر الذي زكاه الشيخ عباسي فقط، أن كل القيادات لم يوافقوا. * محمد مصدق يوسفي: نفهم من كلامك أن جماعة المؤتمر حطموا هيئة رابح كبير وأسسوا إطارا جديدا ولكن في النهاية وصلوا إلى نفس المشكل؟ ـ جعفر الهواري: لا أعتبر أن الهيئة هي كيان مستقل بل كانت في إطار الجبهة الاسلامية وهي ملزمة كغيرها من الهيئات أن تضم جميع الاخوة، ولكن لما لم يتيسر الهيئة كانت تتكلم بإسمها ولم تكن تتحدث باسم جميع الفصائل، وتعتبر نفسها فصيل من فصائل الجبهة الاسلامية للانقاذ، وما تراه اجتهاد يمكن أن تصيب فيه أو تخطأ، وهذا ما أعرفه أنا، أما لما نريد أن نعمل عمل متكافيء عمل مؤسسات لابد من إشراك الجميع سواء اختلفوا أو اتفقوا معنا. كلام الكواليس * محمد مصدق يوسفي: مراد دهينة، ربما هذا الكلام كان من قبل في الكواليس ونحن نطرحه الآن أمام الرأي العام، ما تعليقك على كلام عباسي مدني وأيضا ما سمعته من جعفر الهواري، وهو يعترف أن الكل مسؤول، لكن دعنا نخرج من حكاية الكل مسؤول وفي نفس الوقت ولا واحد مسؤول؟ ـ مراد دهينة: أولا أغتنم الفرصة لأحيي أخوي الكريمين الشيخ عباسي مدني والشيخ الهواري، فقد تباعدت بيننا المسافات فتحية طيبة أولا أستسمحك أخي يوسفي لأصحح أمرا ورد من عندك عندما وصفت الجبهة الاسلامية بمجموعة من النطيحة والمتردية... * محمد مصدق يوسفي: (مقاطعا) هذا ليس وصفي بل نقلت ما يُقال؟ ـ مراد دهينة: أنا اعرف ماذا تقصد، ولا أتهمك، لو تسمح لي أصحح أمر حتى لا ندخل الاحباط على الناس والشعب الجزائري يعرف أن الجبهة الاسلامية للانقاذ قدمت من الرجال أحسبهم من خيرة أبناء الشعب الجزائري منهم من بقي على الحياة ومنهم من قضى نحبه، فأنا أحسب عبدالقادر حشاني رحمه الله أو محمد سعيد أو قاسم تاجوري أو الشيخ شراطي وعشرات الآلاف من خيرة أبناء هذا الشعب والذين كم كنت أحب أن أقرأ أسماءهم واحدا واحد، فهؤلاء من خيرة أبناء الشعب الجزائري، هذه أول نقطة، نعم كانت هناك ككل الحركات الكبيرة حتى الثورة التحررية فيها الانتهازية وفيها الذي أدخلته المخابرات ولكن الله سبحانه وتعالى يبين الأمور ولو بعد حين، هناك أمر آخر في قضية المؤتمر أود أن أذكر أخي جعفر أن قضية الاقصاء هذه أحسبها وهمية جدا، فرئيس الهيئة التنفيذية للجبهة الاسلامية آنذاك أخونا رابح كبير، زارته وفود وليس وفد، وجاءته دعوات وليس دعوة، ولكنه رفض، والعديد من إخواننا، ثم لو أنها لم تكن من باب حفظ أمانة المجالس لذكرت أمورا كثيرة ولكننا لسنا هنا لطرح أمور لا زلنا نحتفظ على طابعها الداخلي حفظا لاخواننا وأوضاعهم خاصة الذين هم داخل الجزائر، وهنالك الكثير الذي يمكن أن نقوله، فالمؤتمر دعا له رسميا وبصفة قانونية الشيخ عباسي مدني، ودعمه الكثير والكثير، وقدمت الدعوة لكثير من إخواننا، على كل نحن لا نريد أن نحرك السكين في الجراح، فوقعت وقتها مواقف من بعض إخواننا، نحسبها خطأ ولا نرى فيها مصلحة، ولكن أرى أن تلك فرصة ضُيعة، لأنه كان من الممكن أن تشترك كل إطارات الجبهة ولكن ما زلت أقول وبكل وضوح وأحمد الله أن ذلك المؤتمر إن فشل في لم كل شتات الجبهة ولكنه يكفيه شرفا والحمد لله أنه وضع لبنة لعمل مؤسس، فالجبهة الاسلامية للانقاذ قبله لم تكن لها قوانين وبرنامج سياسي مدون يمكن حتى للمتتبع السياسي أن يتعرف عليه، وكفانا أن نقول أن الجبهة كان موقفها كذا لأن الشيخ الفلاني قال كذا، والآخر ذكر كذا في ملعب كذا، هذه الكلمة أو تلك، فإن أي حزب محترم لابد أن تكون له نصوص وقوانين يُرجع إليها ومواثيق إلى غير ذلك، فهذا حقق والحمد لله.
نصوص وقوانين * محمد مصدق يوسفي: لكن هذه القوانين والنصوص والبرامج ما قيمتها إذا لم يتم احترامها وضرب بها عرض الحائط؟ ـ مراد دهينة: هذه المرحلة حتى ما هو أشرف بكثير من قوانين الجبهة ولا مكان بأن نمثلها بغيرها من النصوص الشرعية قد يتنساها الناس ولكن هذا لا يغنينا عن واجب القيام بذلك الأمر، حتى كتاب الله هناك من يتجاهل ما جاء فيه قطعيا الورود والدلالة، ولكن هذا لا يعني أننا لا نؤسس فهذا قد تم، والحمد لله الشيء الذي فهمته من كل إخواني الذي اتصلنا بهم حتى الذي عارضوا لم تكن لهم مآخذ كبيرة على ما خرج به المؤتمر من لوائح وقوانين وكما قلنا كانت تلك اجتهادات وعرضت لمدة سنتين على أكبر عدد ممكن من الاخوة حتى من الذين رفضوا حتى المشاركة، تلك كانت خطوة، وأكيد أنها لم تأتي بكل الثمار المرجوة لكنها كانت خطوة، الآن الأمر الذي وصلنا إليه، أولا أريد أن أصحح مرة أخرى كلاما قلته أخي يوسفي، فأنا لم أتكلم عن وضع الكرة، فالأمر أمر جد، ولن اضع كرة في يدي الشيخ عباسي، ولكن أضع بين يديه مسؤولية بحكم نصوص وقوانين الجبهة، فهو لا يزال رئيسا للجبهة الاسلامية للانقاذ وله صلاحيات وله واجبات قانونية مذكورة، ولست هنا لألقي عليه محاضرة وعلى أمثاله فهو في مقام يدرك الأمور وعمقها. المطلوب من عباسي * محمد مصدق يوسفي: د. مراد دهينة حتى نفهمك جيدا، بشكل واضح ما الذي تريده أنت من عباسي مدني كمسؤول أول عن هذا الحزب؟ ـ مراد دهينة: أولا الشيء الذي لابد أن نقرره وأن نصرح به، هي الملاحظة الرسمية خاصة في داخل أوساط الجبهة، بوجود هذا التقصير، فهو الشعور بالتقصير، ثم القيام بما تنص عليه قوانين الجبهة الحالية، والقيام بما يمكن القيام به، لأن بعض الاخوة عندما ذكرنا لهم قضية المؤتمر قالوا هذا ليس ممكنا وكذا.. والعدد لا يمكن أن يصل، فأذكر أخي جعفر الهواري، أن المحطات التاريخية الكبرى سواء كنا من جانبها أو ضدها، مثلا مؤتمر الصومام، مهما كنا من الذين يزكنونه أو ينتقضونه، فقد جمع جمعا قليلا من الناس بين 20 إلى 30 بما في ذلك الحراس والمنظمين، ولكن وقعه التاريخي كان كبيرا، لأن كانت فيه قرارات حاسمة، فما منع الجبهة الاسلامية للانقاذ أن تقوم بذلك، لذلك فأنا أقول أن المسعى لابد أن ينطلق من قناعة وأنا طبعا لن أخوض في تفاصيل تنظيمية، لأن وضع الجبهة ليس كوضع الأرندي في الجزائر، يتمتع بحماية وطنية، وكذلك بأموال الشعب، فالجبهة لها ظروفها ولها واقعها. * محمد مصدق يوسفي: (مقاطعا) مراد دون أن أتدخل في الأمور التنظيمية التي تعود الناس على بحثها في جلسات مغلقة، بشكل عام ماهو المطلوب من الشيخ عباسي مدني؟ ـ مراد دهينة: أولا اؤكد لك أن الاتصال بالشيخ عباسي الحمد لله متواصل ودائم وفي ما يلزم ويليق من تقدير واحترام والحمد لله ليس هذه هي الفرصة الأولى التي نتشاور فيها، الأمور التي ينبغي أن تفعل قد بلغت بالطرق المناسبة للموضوع، لكن الذي نقوله لأنصار الجبهة الاسلامية للانقاذ، أولا: أن يعووا أن هذا النقد الذاتي ـ كما قلت في البداية ـ لا يقوم به إلا من هو مصمم على بعث عجلة العمل من أجل تحقيق المشروع. مصالي الحاج الحركة الاسلامية * محمد مصدق يوسفي: هذا واضح وسأعطيك الفرصة لاحقا، لكن حسب المعلومات التي تسربت أن هناك الكثير من جماعة جبهة الانقاذ انزعجوا من تصريحات الشيخ عباسي مدني يمينا وشمالا، وقالوا أنه لا يستشيرهم ولا يلتفت إليهم، هل هناك مثل هذه المآخذ أم لا، البعض قال وبالحرف نحن لا نريد لعباسي مدني أن يكون مصالي الحاج جديد في الحركة الاسلامية كما كان مصالي في الحركة الوطنية، هل هذا موجود فعلا؟ ـ مراد دهينة: القضية إذا تطرح بهذا الوجه أكيد أن الاخوة الذين تقدموا بهذا النقد كذلك هنالك نقد من نوع آخر يمكن أن يوجه إليهم، وانا هنا لست لأدافع عن الشيخ عباسي، فأكيد أنه سيجيب عن الموضوع ولكن الشيء الذي نقرره ليس قضية كلام أو كلمة أو قال أو أنه صرح، ولكن الشيء الذي أنا أنتقده في الجبهة أولا: نحن كما كنا في إطار المكتب التنفيذي وفي إطار رئيس الجبهة الاسلامية للانقاذ وفي نائبه وفي هيئات الجبهة هو عدم السعي التنظيمي لجعل آلية التشاور الكافية وكذلك إحترام كل نصوص الجبهة والقرارات، الآن كل له ما يعلل به موقفه، لكن الآداء العام للجبهة الاسلامية للانقاذ قد تضرر إلى حد بعيد من هذا الوضع وكذلك حتى لا أُفهم عكس ما أقصد هنالك أمور موضوعية لا شك أنها ساهمت في صعوبة الوضع، وأشار إليها أخي جعفر في البداية، منها صعوبة الاتصال، منها مثلا الظلم الكبير المسلط على الشيخ علي بن حاج، في كل اتصالاتنا به نجده إما متبوعا من الشرطة أو في مقر الشرطة وهم ينتظرون إطلاق سراحه ولأتفه الأمور، هذا أكيد جعل ثقلا كبيرا على الشيخين ولكنني أقول وبوضوح أن المشكلة البعض يريد أن يُلصقها بشخصين وهي ليس إنصاف في حقهما، مع ما لكل واحد من تقصير لأن الكمال لله ـ سبحانه وتعالى ـ لكن هذه المشاكل التي نعاني منها كانت موجودة وخاصة قبل خروجهما من السجن، فلذلك المطالب التي تقدمنا بها وهنا أقولها بكل وضوح في إطار المكتب التنفيذي للشيخين وهي ضرورة إصلاح حال الجبهة واستعمال في ذلك الوزن والثقل والاحترام الذي يحظى به الشيخان، فنحن ننتظر منهما أن يقولا كلمة واضحة في إطار أوساط الجبهة يعني كفى للتلاعب بخط الجبهة، كفى.. كفى.. للاضطراب التنظيمي وسيجدونا حينئذ ولاشك من الرجال من سيقومون بالعمل الميداني الواضح في إطار الجبهة الاسلامية للانقاذ، لأننا كما قلنا أن هذه أمانة نحن لا نريد أن نبخس الناس أشياءهم. * محمد مصدق يوسفي: قبل ما أعطي الكلمة لعباسي مدني، جعفر الهواري ماهو تعليقك على ما سمعت من عدم السعي للتشاور التنظيمي الكافي إلى غير ذلك؟ ـ جعفر الهواري: الشيء الذي نأخذه نحن كجبهة على القيادات هو قضية العموميات ولابد من الخروج من العموميات. * محمد مصدق يوسفي: هل تقصد أن عباسي كان مثاليا في كلامه؟ ـ جعفر الهواري: خاصة الشيوخ الشيخ عباسي والشيخ علي بن حاج، وكذلك عدم جعل الجبهة هيئة فقهية للافتاء، بطبيعتها الهيئة الفقهية للافتاء تخص العلماء، وأبناء الجبهة يحملون المشروع الاسلامي ولكن الكثير منهم ليس عندهم الكفاءة للافتاء. * محمد مصدق يوسفي: (مقاطعا) يعني هذا حزب وعمل سياسي وليس إفتاء؟ ـ جعفر الهواري: الموضوع ليس إفتاء وإذا ألقينا المشكلة على الشيخين لن تحل المشكلة ونبقى هكذا، جاء مبادرة من الشيخ عباسي لحل الأزمة وكثير من القيادات سواء في الداخل أو في الخارج وهناك من أيدها وهنا من عارض، ولكن حتى المؤيدون لهذه المبادرة سمعوا عنها في وسائل الاعلام وهذا عمل غير مقبول، وأنا أتحدث الآن لأن الشيخ عباسي يسمعنا، وأحب أن يصل ما أقول، حتى ولو تكون من تكون ومشهود لك بالجهاد في الثورة التحريرية منذ ساعاتها الأولى، ولا نشك في إخلاصك ولكن العمل المؤسساتي، لابد والعمل خطير لاخراج البلاد من الأزمة، وواحد يتفرد بالمبادرة دون علم الناس المعنيين وقيادات الجبهة فهذا أمر غير مقبول ونحن لا نريد أن نبقى دائما نلقي الأمر على الشيخ عباسي والشيخ علي بن حاج، صحيح هم قيادات ليس هناك خلاف عليهما ومرجعيتهما ولكن إذا إستمر الأمر هكذا هناك كثير من الأمور أصبحت غير مقبولة. تناقضات وانقسامات * محمد مصدق يوسفي: بصراحة ما هي الأمور غير المقبولة من قبل الشيخ عباسي، الذي يقول البعض أنه أصبح لا يستشير أحدا ولا يلقى بال لأي طرف، ونقل هذا الانطباع إذا صح النقل طبعا، حتى عن علي بن حاج على أن عباسي منفلت من أي انضباط أو إستشارة، والبعض قال أن القيادة التاريخية جبهة الانقاذ عوض أن يعطي خروجها من السجن دفعة جديدة للحزب، بالعكس لم تجمد نشاط الحزب فحسب بل أدت إلى ظهور انقسامات جديدة في صفوفه؟ ـ جعفر الهواري: والله سأكون صريح أكثر، ليس فقط الشيخ عباسي، جميع القيادات،... * محمد مصدق يوسفي: بما فيهم الشيوخ علي جدي، عبدالقادر بوخمخم، وكمال قمازي،...إلخ؟ ـ جعفر الهواري: كلها استشارتها محدودة وليس فقط الشيخ عباسي، ولكن لابد من الفهم إذا بقيت الجبهة الاسلامية للانقاذ بالارتجالية، الشيخ عباسي يقول نقاطع الانتخابات الرئاسية، الشيخ علي بن حاج يتقدم لسحب ملف الترشح، هذا تناقض،.. * محمد مصدق يوسفي: (مقاطعا) ورابح كبير أيد الرئيس بوتفليقة، وشيوخ الداخل أرجؤا القرار إلى الدور الثاني، وأنت جعفر الهواري أيدت عبدالله جاب الله؟ ـ جعفر الهواري: طبيعة كل الأحزاب على الأقل تكون موافقها منسجمة، أنا لا أرى عيبا أن تكون هناك آراء مختلفة ومتباينة، أنا أرى مثلا أن أؤيد فلان في الانتخابات وأدافع عن رأيي بقوة ورابح كبير يرى بانه يؤيد الرئيس، ولكن نجتمع ونخرج بقرار واحد، إذا كان رأيي أصبح أقلية فعلي أن ألتزم برأي الأغلبية، أما إذا بقينا واحد يشرق وواحد يغرب وهذا شيء واقع، نحن كنا نتمنى عندما يخرج عباسي أن هذه التناقضات تختفي نهائيا، ولكن للأسف زادت هذه التناقضات الشيخ عباسي يصرح من هنا، دهينة يصدر بيان من هناك، شيوخ الداخل لهم بيان، رابح كبير والهيئة لها موقف، هذا ليس حزبا، وإذا بقي هكذا ليس له الحق أن يجعل نفسه ويطالب بالتغيير، فالأولى أن نسقّم أمورنا كجبهة ونتحدث بكلمة واحدة إذا اتفقنا والذي لا يعجبه الأمر فما عليه إلا الخروج وتأسيس حزب آخر، أما نبقى كلنا نتحدث باسم الجبهة الاسلامية، وكلنا لنا رأي مختلف بما في ذلك الشيخ عباسي، وانا اقول الشيخ عباسي ليس له الحق أن يصدر قرارات سواء تتعلق بالموقف من الانتخابات أو تقديم مبادرات باسم الجبهة، أما كشخص فهو شيء آخر لكن باسم الجبهة فليس له الحق في ذلك بدون استشارة إخوانه. * محمد مصدق يوسفي: واضح الآن الكلمة للشيخ عباسي، سمعت نقدا ذاتيا، ربما يكون قاسيا، كيف ترد باعتبارك المسؤول الأول عن الحزب على مثل هذه الانشغالات التي يتقاسمها عدد كبير من أعضاء الحزب المحل؟ ـ عباسي مدني: أولا يطيب لي أن أحيي أخي العزيز جعفر الهواري لأنني لأول مرة أراه وأسمعه، ثم ما تقدموا به من نقد هو ظاهرة صحية، ما شاء الله، أنا بودي أن أسمع وأسمع وأسمع، واشجع كل إخواني على الصراحة وعلى الجدية والنقد الجاد الهادف إلى تحقيق الأفضل المطلوب، لكن فقط ينبغي أن نكون واقعيين، قالوا إذا أردت ان تطاع فسأل المستطاع، يقول الأستاذ جعفر أن نجتمع، أخي أين نجتمع؟ أفي القمر أم في كوكب آخر أين بالله عليك؟ أنا عندي الآن عام منذ أن خرجت من الجزائر، لم أجد لك أثر يا أخي وأنا أسأل عنك والله شاهد، أسأل عنك كما سألت عن أبنائي المشردين ولم أضفر بحيلة الوصول إليك، أوصيت كل من عرفت، من أجل أن أتصل بك لا أنت ولا أخي المحترم رابح كبير، ولا غيركما، ينبغي أن نعود إلى الواقعية يا أخي، عندما تتكلم عن المؤتمر، قل لي بالله عليك أي شبر في العالم حر ينعم بالأمن والأمان، من بطش أعداء الله وأعداء الجزائر والشعب الجزائري والوطن، وأعداء الانسان، قل لي بالله عليك أين، وأنا مستعد أن أذهب من الآن. المؤتمر السيد الذي يمثل الجبهة الاسلامية للانقاذ، ينبغي أن يجد مقر ومكان، ياللعجب هذا ما يجعلني ألفت النظر إلى المجرم الأساسي الذي حرمنا من ربوع بلادنا، وجعلها كلها تضيق بكلمة الله، وتضيق بأهل الخير والصلاح والفلاح، تضيق بشعبها وبرجالها، حتى تضطرهم للبحث عن غيرها، ها هي الحقيقة المرة التي ينبغي أن نسلم بها، لابد من أن يجتمع الجزائريون المشكلة ليست مشكلة الجبهة الاسلامية للانقاذ، ما دامت ثابثة على عهدها مع الله، ومع الشعب، ولم تخن، المسؤولية إبتداءا على النظام، ثانيا: على الشعب الجزائري الذي رضي بهذا الوضع، مهما كان، مسؤول هو الآخر على أن يترك الشيخ بن حاج، يعتقل في كل يوم وفي كل أمسية والناس يرقصون ويغنون ويلهوون ويأكلون ويشربون، كأن لم يحدث شيء!! أنا لا أقول أنك يا شعب قد تخليت، أبدا وإنما قد غفلت أنا لم اقل انك استسلمت بالباطل ورضيت به وأنت لم ترض به طيلة قرن، إنما كلنا يتحمل مسؤولياته أمام الله وتاريخ الجزائر، إنها مسؤولية مشتركة، رسالة تاريخية حضارية مستقبلية، الحمد لله ونحن الآن نتناقش من أجل البحث عن الأفضل لأننا لم نرض بالدونية، هكذا إخوتي الكرام أرى أن موقفكم وإن إتجهتم محقين بما قلتم وتفضلتم، من النصائح مما يزيدني أكثر يقظة وأكثر تواضعا وأكثر جدية وشعورا بالمسؤولية أمام الله إبتداءا وأنا في هذا الشوط الأخير من هذه الحياة حيث ما زلت لا اطعم إلا في رضا الله، شهادة في سبيله وتوفيقا في عمل يخرج بلادي مما هي فيه، وأمة الاسلام قاطبة هذا الذي أرجوه من الله. تغيير إسم الحزب * محمد مصدق يوسفي: البعض يرى أن المشكلة القائمة في إسم الحزب، بينما يقول البعض الآخر أن جبهة الانقاذ هي التي أوصلت الجزائر إلى الدم، كما أن هناك من يعتبر أن الحزب رغم أنه حل بقرار قضائي إلا انه لا يزال موجود؟ ـ عباسي مدني: بالنسبة لمن تكلموا عن إسم الجبهة الاسلامية للانقاذ، فاسم لم يشكل أي مشكلة، لأن الجبهة أسست من أجل احتضان قضية الشعب الجزائري، وجعل الديمقراطية التي يتشدق بها النظام، مجرد إسم أو شعار إلى حقيقة معاشة، يعيشها الشعب الجزائري من أجل تحقيق آماله بعد أن يخرج مما يعانيه من آلام، هذا هو الهدف، والحمد لله متفق عليه ولم نختلف لا من قبل ولا من بعد، ومادام الهدف هو نفسه، ومادام للشعب الجزائري الحق كل الحق ليختار من يؤيد، ومن يعين، ومن يعزل، إذا كان هو هذا الأمر بحيث تعود السلطة إلى الشرعية الشعبية الحقيقية كما يقول جميع الديمقراطيين في العالم، وكما قال الله من قبل، ورسوله ـ ص ـ أن يبنى الأمر على أساس إرادة الأمة، إن كان هذا هو الحل فالاسم لا معنى له على الاطلاق وحتى الحزب لا معنى له على الاطلاق لأنه مجرد وسيلة بمجرد ما نصل إلى الهدف، بإذن الله الهدف المشروع، فالاسم والحزب لا معنى لهما على الاطلاق، على أن يغير بالطريقة المشروعة، ان يُعطى للجبهة الاسلامية للانقاذ الحق في أن تجتمع وأن تجمع على الرأي المشروع وان تخرج للشعب الجزائري بكلمة الفصل تقدمها له لكي يختار يرضى بذلك أم يرفضه، فالأمر إليه بعد الله يعود، وعنده ينتهي بالرضى والتراضي، والاتفاق والوضوح، هكذا إذا. أما بالنسبة لؤلئك الذين قالوا أن الجبهة هي السبب فيما حدث أيجوز أن نقول في حق الاسلام الذي نعاني الآن من أجله وفي سبيله، هذه المجازر، المآسي والكوارث أن نقول للاسلام أنت المسؤول!! يا سبحان الله، أيكون الباطل حجة على الحق، والظلم حجة على العدل، إن هذا لقلب للحقائق، لا يقبله المنطق ولا الحجة ولا الله ولا تقبله رسالاته عبر الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام بأجمعهم، كل الشرائع والأعراف والقوانين والدساتير تجمع بأن القضية قضية الشعب الجزائري وان ما اصاب الجبهة اصابها في سبيل الله ومن أجل دفاعها عن قضية الشعب الجزائري، وإن كان ما عانينا منه، كما عانى الشعب الجزائري طيلة قرون، عندما استعمر وكيف واجه وصبر إلى أن نصره الله، وحقق له الاستقلال وحقق له من المكاسب العظيمة، ما هو جدير من أن يعجعله معتزا بالله ومستمرا في اعتصامه بحبله، إن كان ما نعانيه في سبيل الله وفي سبيل الجزائر وإخراج الشعب الجزائري مما هو فيه، وفي سبيل الاسلام والمسلمين قاطبة، في سبيل الانسان والانسانية عامة، فإننا إن تقبل منا الله هذا القليل مما نبدل وجازانا بجزاء جناته فزنا ورب الكعبة ولله الحمد. * محمد مصدق يوسفي: ما رأيك جعفر الهواري؟ ـ جعفر الهواري: أنا أقول أن الجبهة الاسلامية للانقاذ تحمل مشروع حضاري وأعتقد أنها تيار له أنصار بالملايين في الجزائر، والمسؤولية على عاتق الحركة ومسؤولية عظيمة تقع على قيادييها، وأمانة عند الله ـ عزوجل ـ أولا وهي أمانة ومسؤولية أمام الشعب الجزائري، وحتى الأمة الاسلامية لأن كل خير في شعب يعود على الأمة كلها، وهناك مشاكل كبيرة للوصول إلى تحقيق هذا المشروع أدناها وصول الماء إلى المواطنين، وأعلاها تحقيق المشروع الحضاري، بعض الناس حملوا مسؤولية ما وقع للجبهة الاسلامية للانقاذ . ضحايا العنف * محمد مصدق يوسفي: يقولون أنكم سبب ما وقع للجزائر من دماء وموت ودمار وليس لكم الحق اليوم للكلام عن الشعب؟ ـ جعفر الهواري: نعم هناك عدد لا يستهان به في الجزائر، مواطنين بسطاء خارج السلطة، يعتقدون أن الجبهة هي سبب المشاكل، وعندهم من المبررات، وحسب المعلومات التي وصلتنا كان هناك أناس يتنمون للجبهة حملوا السلاح، أنا أقول لأأن للسلطة باع كبير فيما حدث من ويلات للجزائريين، ولكن لابد نحن كجبهة إسلامية نعترف أنه كان هناك أناس يتنمون للجبهة لا نتحمل مسؤولياتهم لأنني لا اتحمل مسؤولية جزائري انتمى للحزب وهو إختار حمل السلاح وقتّل وارتكب بعض الفضاعات كما ارتكبتها السلطة، هذا يُنظر إليه على أنه كان مناضلا في صفوف الجبهة، فلا بد نحن كجبهة إسلامية أن نوصل الحقيقة للجزائريين، لأن أزمة عشر سنوات من سفك الدماء أعطت صورة مشوهة، والشيخ عباسي محق فيما قال، نحن ضحايا العنف، عباسي وعلي بن حاج دخلوا السجن قبل أن تراق قطرة دم واحدة، في جوان 1991 وأطلق سراحهما من سجن البليدة العسكري مؤخرا، ليس هناك اي قانون في العالم يحاسبهم على ذلك، وكذلك الجبهة كحزب حلت في فبراير 1992 فليس لها أي مسؤولية من الناحية القانونية، بقي أن شخص كان في حزب واقتنع بحمل السلاح، فليس لنا أي مسؤولية عليه، أنا من الذين يقولون أنه كانت لنا مسؤولية على أعضاء الجيش الاسلامي للانقاذ، مسؤولية سياسية فقط، لأن هؤلاء كانوا في الجبهة ولم يجدوا إي خيار في تلك الفترة إلا الدفاع عن أنفسهم، مقابل سلطة غير شرعية في ذلك الوقت، وحتى القوانين في العالم تُقر بذلك، موضوع الندوة الذي اثرته هو أن الجبهة حاملة لمشروع كبير وأمامها الكثير كما قلت أدناها إيصال الماء إلى المواطنين والجزائر تعاني من مشكل المياه وقد مضى على استقلالها 40 سنة، وانا لا اعتقد أن الجبهة أو اي حزب سياسي يمكنه أن يصل لتحقيق أي مشروع إذا كان يفتقد لتظيم أموره الداخلية، فما بالك تحقيق المشروع الاسلامي الحضاري، أعتقد والكلام نوجه لأنفسنا أولا كاطارات في الجبهة الاسلامية للانقاذ، وخاصة القيادات أحببنا ام كرهنا الشيخين عباسي وعلي بن حاج هما على رأس القيادة والشعب يعرفهما ويحملهما المسؤولية، أنا لا أعتقد أنهما يتحملان المسؤولية وحدهما ولكن يتحملون مسؤولية عدم الابقاء على هذه التناقضات داخل الجبهة الاسلامية والشيخ عباسي أشار إلى خروجه منذ عام من الجزائر، وعام في مسيرة حزب مهم جدا، ومسؤولية عباسي كبيرة في جمع شمل الجبهة، وغذا كان هو اجتهد ولم يحالفه الحظ فأجره على الله، انا اقول إذا استمرينا بالنهج الموجود الآن لا نستطيع حتى إيصال الماء للمواطنين، فأول شيء لابد على الجبهة أن تصلح شأنها الداخلي، وأن تتكلم بصوت واحد وكذلك ان تخرج بنظر سياسية واقعية تخدم هذا المشروع. * محمد مصدق يوسفي: مراد تعقيب أخير؟ ـ مراد دهينة: لي رسالة بسيطة فيما يخص أعضاء الجبهة الاسلامية للانقاذ ما يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"، فإما ان نكون في مستوى التحدي وإما ان الله سبحانه وتعالى سيهيء لهذه القضية من هو أفضل منا، أما فيما يخص الأمور التي أثيرت في قضية تغيير الاسم أنا اقول أن المشكلة ليست هناك، فالنظام الجزائري وهنا أتكلم عن السلطة القائمة لاتقبل بمعارضة جادة مهما كان لونها، ومهما كان اسمها، فالسلطة القائمة اليوم تريد ان تغير من واجهة ديكتاتورية العسكر إلى ربما ديكتاتورية رجل واحد لزمن بال عرفناه في الدول العربية، وهي ديكتاتورية الرجل الفرد الواحد، وكم اندهشت في الأيام الأخيرة بدأت بعض الشخصيات بين قوسين السياسية في الجزائر، تنادي بعهدة ثالثة للرئيس الحالي كما يقولون فهذا النظام الذي يزخر اليوم بملايير الدولارات والذي يظن أنه سيحل أزمة الجزائر ويتحاشى الخوض في أمهات المشاكل التي تعاني منها الجزائر، وعلى رأسها قضية الحريات، وسيادة الشعب فعلا وحقيقة بعد سيادة ربي سبحانه وتعالى فهذا كله إنما هو تمادي في سياسة عرجاء تقوم على تقديس الأشخاص لا على بحث الحلول الموضوعية التي تعيد الحقوق للشعب، وليعلم الشعب الجزائري أن من أبنائه في الجبهة الاسلامية للانقاذ إن في هذا الاطار أو في غيره سيبقون يواجهون هذه السلطة الغاشمة بوجهها المشين، تتعدى حتى في أيامنا الأخيرة على نساء وأمهات إخواننا المفقودين بالضرب وبالتنكيل في شوارع الجزائر، وليعلم كذلك أننا لن نسكت عن إضاعة الحقوق السياسية والمدنية لاخواننا الأعزاء على رأسهم شيخنا الفاضل علي بن حاج، فأين كان الذين تكلموا كذلك عن جرم ظني وأحسبه ظني قد يكون اقترفه بعض من إخواننا فما بالهم في من قتل المئات في اكتوبر 1988 وكان سببا مباشرا في التقتيل والتعذيب والاختطاف، في 1988 لم تكن جبهة إسلامية ولم يكن شيء من هذا القبيل، فلذلك نحن نقول أن المطالبة بالحقوق لابد منها دون مداهنة ودون تشدد كذلك.
#محمد_مصدق_يوسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقابلة مع رئيس منظمة محامين بلا حدود المستشار خالد عيسى طه
-
بوش أولا، الأمريكيون ثانيا والعالم ثالثا
-
آراء الخبراء والمختصين:الحركات الاسلامية في المغرب العربي: ن
...
-
جيل صناعة الموت: الجهاديون الجدد من هم وماذا يريدون؟
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|