أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - من دهوك ..هل يعيد الكرد في سوريا هندسة مشهدهم السياسي؟














المزيد.....

من دهوك ..هل يعيد الكرد في سوريا هندسة مشهدهم السياسي؟


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حدثٍ سياسي لافت، تجاوز حدود الصورة ليمسّ جوهر التوازنات في المنطقة، جاءت زيارة قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي ، و رئيسة دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الهام احمد ، إلى إقليم كردستان العراق لحضور "منتدى السلم والأمن في الشرق الأوسط " في الجامعة الأمريكية بدهوك.
الاستقبال الذي حظي به عبدي – احمد من قبل رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني و الزعيم الكردي مسعود بارزاني، وبحضور رئاسة المجلس الوطني الكردي، لم يكن مجرد مشهد عابر، بل محطة مفصلية كشفت عن حراك عميق يهدف إلى إعادة هندسة المشهد الكردي السوري استعداداً لاستحقاقات المرحلة المقبلة.
لم تأتِ الدعوة ولا الحضور في سياق المجاملات؛ بل كانت خطوة مدروسة بأبعاد مركبة تتشابك فيها الحسابات المحلية بالإقليمية، والسياسي بالأمني. إن مشاركة مظلوم عبدي في منتدىMEPS الذي يحمل صبغة دولية منحه مساحة حيوية لتسويق رؤية "قسد" الجديدة، التي تسعى للانتقال من "الفاعل العسكري" الذي هزم تنظيم داعش، إلى "الشريك السياسي" الذي لا يمكن تجاوزه في معادلة الحل السوري. يأتي هذا ، في توقيت حساس يتصاعد فيه الحديث عن ضرورة توحيد سلطة القرار في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، وربما تسريع تنفيذ استحقاقات اتفاقية "10 آذار"، بما يضمن لقسد موقعاً تفاوضياً متوازناً في أي ترتيبات مستقبلية تمس وحدة الجغرافيا السورية.
على الجانب الآخر، يحمل استقبال الرئيس مسعود بارزاني لعبدي دلالات لا تخفى على المراقب. فالزعيم الكردي، المدرك لحساسية وتعقيدات الواقع الكردي في سوريا، التقط كعادته اللحظة لإعادة ترتيب البيت الداخلي ، ولذا جمع "عبدي" و"احمد" مع قيادات المجلس الوطني الكردي على طاولة واحدة ، وهي رسالة سياسية بامتياز مفادها أن استمرار القطيعة بين قطبي الحركة الكردية السورية (الإدارة الذاتية والمجلس الوطني) لم يعد خياراً متاحاً، وأن المرحلة تقتضي تجاوز الخلافات البينية لضمان الحد الأدنى من المشاركة في مستقبل الدولة السورية .
تكمن القوة الدافعة لهذا اللقاء في "الضرورة الواقعية" أكثر منها في الرغبة العاطفية. فالتغيرات الدولية المتسارعة والاهتمام المتجدد بالملف السوري يفرضان على الكرد إعادة التموضع. تدرك الأطراف الكردية اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن الانقسام هو الثغرة التي تنفذ منها المخاطر، وأن امتلاك "موقف جماعي" متماسك هو شرط البقاء. بالنسبة لمظلوم عبدي، أي مشروع سياسي مستدام يحتاج لشرعية "كردية جامعة" تكسر طوق الحصار الداخلي والتشكيك الخارجي ، وبالنسبة للمجلس الوطني الكردي، فإن تجاهل (قسد) لم يعد مجدياً، وان الانخراط في شراكة سياسية قد يكون السبيل الوحيد لتمثيل مصالحه ومصالح قاعدته الشعبية. هنا يأتي دور الرئيس بارزاني كـ "ضامن" يمنح الطمأنينة للطرفين ويخلق توازناً يمنع تكرار أخطاء الاتفاقات السابقة.
وإذا ما نظرنا إلى هذا الحراك بتفاؤل حذر، فإن انعكاساته قد تكون كبيرة . نحن أمام فرصة حقيقية لإحياء التقارب الكردي-الكردي المتعثر، وربما التوافق على "إدارة مشتركة" للمنطقة، وصياغة إطار تمثيلي موحد للعلاقة مع دمشق والمجتمع الدولي. هذا التقارب من شأنه أن يعزز بلا شك الموقع التفاوضي للكرد فيما يخص الحقوق الدستورية والإدارية. ومع ذلك، لا تزال الطريق مفروشة بالألغام. فالخلافات الأيديولوجية العميقة، والتدخلات الإقليمية الرافضة لأي تقارب كردي، وتباين الرؤى السياسية بين المجلس والإدارة الذاتية، كلها عقبات تتطلب مقاربات مرنة وشجاعة.
خلاصة القول إن لقاء دهوك - هولير يمثل "بداية واعدة" لحراك سياسي قد يعيد رسم الخارطة الكردية في سوريا ، وخطوة قوية قد تؤسس لمرحلة جديدة شعارها "الشراكة والتنسيق". ولكن، لكي لا تبقى هذه الخطوة يتيمة كما حدث مع "مؤتمر 26 نيسان" وغيره، يتوجب على الأطراف المعنية استثمار هذه اللحظة السياسية بعقلانية، وتحويل المصافحات في دهوك إلى واقع ملموس من الاستقرار والوحدة في القامشلي وكوباني وكل المدن الكردية . الأبواب فُتحت، والكرة الآن في ملعب الساسة الكرد السوريين لاغتنام هذه الفرصة قبل فوات الأوان ؟



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد كأمة -لا تاريخية-: قراءة فلسفية وتاريخية في الإشكاليات ...
- تحدّيات الخطاب الكردي في سوريا ، بين الشعاراتية والواقعية..؟
- الكرد: إشكاليّة الهويّة والاعتراف في المشرق العربي
- النقد العادل والإصلاح الممكن :دفاع عن العمل السياسي الكردي
- الكونفراس الكردي : بين الوفد المشترك ودور ENKS
- ثمانِ سنوات على الاستفتاء: إرادة شعبية وإصرار على المشروع ال ...
- هل افل نجم المجلس الوطني الكردي؟ قراءة في خطاب التجييش
- الكرد في سوريا بين جغرافيا التاريخ وصراع الديموغرافيا
- اعادة تعريف الدور الكردي في سوريا ما بعد الاسد
- هندسة التموضع الكردي في سوريا الجديدة
- المقامة الكردية -في عبودية القطيع ..!
- الكرد ما بعد الأسد :من التهميش الى الشراكة في صناعة المستقبل
- ورقة سياسية : من أجل إحداث تغيير بنيوي في منهجية العمل السيا ...
- الكرد في سوريا :بين الولاء الوطني والانتماء القومي؟
- الأزمة الكردية في سوريا: بين التعقيدات البنيوية ، والحلول ال ...
- سوريا: خارطة عبور نحو الاستقرار والدولة .
- في اعادة التفكير بالدولة السورية ؟
- عن وحدة الدولة ومسؤولية البناء المشترك: قراءة هادئة في بيان ...
- عن هشاشة القوى الوطنية السورية ..؟
- من -صاحب البيت والضيوف- إلى دولة المواطنة:والمشاركة تأملات ف ...


المزيد.....




- الأميرة ديانا -تعود- إلى باريس بفستان -الانتقام- الأسود
- نيجيريا.. اختطاف طلاب من مدرسة كاثوليكية بعد تلويح ترامب بعم ...
- شبهه مدير FBI بـ-إسكوبار-.. اتهامات جديدة ضد رياضي أولمبي سا ...
- قطاع النفط بمنعطف حاسم مع تفاقم فائض الإمدادات وحالة عدم الي ...
- هجمات روسية بطائرات مسيّرة تستهدف زابوروجيا وتوقع ما لا يقل ...
- احتفالات منتصف الليل تُطلق موسم نبيذ -بوجوليه نوفو- في فرنسا ...
- بعد إعلان ترامب نيته التدخل لإنهاء الحرب في السودان...من هي ...
- مصر.. رئيس حي ينقل مكتبه الى الشارع لتلقي الشكاوى
- محمد بن زايد: الكويت كانت السند قبل الاتحاد وبعده
- لبنان.. قائد الجيش يكشف مستجدات خطة نزع السلاح


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - من دهوك ..هل يعيد الكرد في سوريا هندسة مشهدهم السياسي؟