|
|
التدخلات الأمريكية في امريكا الجنوبية
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 10:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحرب في الدّاخل وفي الخارج يواصل دونالد ترامب تقليص الإنفاق الإجتماعي وتكثيف الحملات على المهاجرين من خلال دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) التي تمارس عمليات الاختطاف الجماعي والترحيل، بالتزامن مع إعلان استعداده لغزو وقصف فنزويلا والمكسيك وكولومبيا، بذريعة "الحرب على المخدرات"، ولا تنفصل هذه الهجمات على الطبقة العاملة والفُقراء داخل الولايات المتحدة عن تهديد العديد من البلدان والشعوب في الخارج، وخصوصًا في أمريكا الجنوبية، فبينما يعاني الناس في الولايات المتحدة من الجوع والتشرد ونقص خدمات الصحة الأساسية وخفض برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP) أو برنامج المساعدة الطّبّية ( Medicaid)، وتعمد هذه الحكومة إلى تسريح آلاف الموظفين وإغلاق وزارة التعليم، وترفع الحكومة الأمريكية في نفس الوقت الإنفاق على التّسلّح والحرب والاحتلال... تزعم الإمبريالية الأمريكية أنها تجلب "الديمقراطية" أو "الحرية" إلى أمريكا الجنوبية أو أفريقيا أو آسيا، لكن بيّنت التجربة إنها لا تجلب سوى الجوع والفقر والموت والعنصرية والدمار، فقد أطاحت الغزوات الأمريكية بحكومات منتخبة ديمقراطيًا، ودعمت حكامًا ديكتاتوريين، وشردت ملايين العائلات، مما أدى إلى تأجيج أزمة الهجرة التي يدينها ترامب الآن. في الدّاخل، نشْر الجيش وقمع المهاجرين تُمثل الحملة الحالية لإدارة الهجرة الأمريكية امتدادًا لحملات قمعية عديدة ضدّ المهاجرين، وإن كانت الولايات المتحدة قد تأسست من مُهاجرين، لكنهم كانوا مُستوطنين لم يتردّدوا في إبادة الشّعوب الأصلية، وفي استعباد البشر، وبعد اشتداد عود الولايات المتحدة، بدأت تشن الحروب على جميع البلدان، من الفلبين إلى كوبا ( 1898)، مرورًا بالمغرب العربي ( بين 1805 و 1815)، وخصوصا على الجيران مثل المكسيك واحتلت 55% من الأراضي التي استحوذت عليها نهائيًا وأصبحت منذ منتصف القرن التاسع عشر أراضي أمريكية، ورغم مساهمة المهاجرين في ازدهار الإقتصاد، لم تتردّد الولايات المتحدة ( كما الدّول الإمبريالية الأوروبية) في استهداف المهاجرين خلال فترات الأزمات السياسية أو الإقتصادية، وكذا فعلت الولايات المتحدة لاحتواء الغضب خلال الأزمة الرأسمالية الكبرى، وطردت الحكومة الأمريكية أثناء رئاسة فرانكلن روزفلت ف مئات الآلاف من المكسيكيين، لإيهام العُمّال الأمريكيين إن ترحيل المكسيكيين خلال فترة "الكساد الكبير" سوف يُوفِّرُ فرص عمل إضافية للأميركيين الذين طالتهم البطالة، ولكن لجأت الولايات المتحدة، خلال الحرب العالمية الثانية ( ضمن برنامج براسيرو - (Bracero إلى "توريد" نحو 300 ألف عامل من المكسيك للعمل في قطاع الزراعة بأجور منخفضة جدًّا، ولسدّ الفراغ الذي تركه المُجَنّدون بالجيش، وشنت الشرطة الأمريكية بنهاية الحرب العالمية الثانية، وعودة المجندين، حملة لطرد المهاجرين المكسيكيين ضمن برنامج جديد لترحيلهم عرف بعملية ويتباك (Wetback) ، لكن الفقر والبؤس يدفع المكسيكيين نحو الهجرة إلى الشمال، وقدّرت السلطات الأمريكية عدد الوافدين المكسيكيين بشكل قانوني بنحو 4,5 ملايين للعمل بالولايات المتحدة الأميركية ما بين 1942 ومطلع الستينيات، فضلاً عن دخول مئات الآلاف من المكسيكيين بشكل غير قانوني، ليعملوا في عدد من القطاعات، خصوصًا بولاية كاليفورنيا التي يعود لهم الفضل في ازدهارها... تم تنفيذ بعملية ويتباك (Wetback) بداية من شهر آب/أغسطس 1953 ( بعد نهاية حرب كوريا) بأمر من المدعي العام الأميركي هنري براونيل ( (Henry Brownel الذي "اكتشف" خلال جولة في جنوب الولايات المتحدة "وجود عدد مرتفع من المكسيكيين المقيمين بشكل غير قانوني "، وأكد على "ضرورة التصدي لهذه الظاهرة"، وانطلقت حملة قمع رهيب، عرفت بعملية ويتباك، صممها الجنرال جوزيف ماي سوينغ ( (Joseph May Swing مفوض الهجرة والجنسية خلال فترة رئاسة دوايت أيزنهاور، وتهدف الخطّة ترحيل أكبر عدد ممكن من المهاجرين المكسيكيين، وتم نقل عشرات الآلاف في أقفاص، كحيوانات السرك، نحو المكسيك التي قبلت حكومتها استقبالهم بسبب النقص الفادح في العُمّال آنذاك، وتم ترحيل أكثر من 1,3 مليون مكسيكي، خلال بضعة أشهر، من ضمنهم مئات الآلاف من ذوي الجنسية المُزْدَوَجَة الأمريكية والمكسيكية، في ظروف غير إنسانية، اعتمادا على تكتيكات عسكرية، شبيهة بما يحصل حاليا خلال إدارة دونالد ترامب، حيث انطلقت عملية ملاحقة المكسيكيين داخل المدن، خصوصًا في ولايَتَيْ كاليفورنيا وتكساس، من قِبَل قوات حرس الحدود والمؤسسات الأمنية المحلية الأميركية التي استخدمت العنف والإهانات ذات الطابع العنصري، وتم حَشْر المكسيكيين داخل الحافلات والبواخر والطائرات بشكل غير لائق، وفي ظروف شبيهة برحلات العبيد من إفريقيا إلى الولايات المتحدة، لنقلهم نحو مناطق نائية بالمكسيك، وتم تصنيف "عملية ويتباك" كأكبر عملية ترحيل بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. الإطاحة بالحكومات الأجنبية – تقليد أمريكي عريق تعترف الحكومات الأمريكية المتعاقبة ( الجمهورية والدّيمقراطية) علنًا بالعمل على الإطاحة بحكومات كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا والمكسيك وكولومبيا، و لا علاقة للأمر بحقوق الإنسان أو المخدرات، بالسيطرة على الموارد الطبيعية والمالية وقوة العمل الرخيصة، وجعل هذه البلدان ومواردها في خدمة الطموح الإمبريالي الأمريكي للهيمنة على العالم، وفي المقابل تدعم السلطات الأمريكية حكومات غواتيمالا وكوستاريكا والإكوادور وتشيلي والأرجنتين وغيرها من الحكومات الخاضعة للإمبريالية الأمريكية وللبنتاغون ووول ستريت. هل يُعْقَل أن تكون الحكومة الأمريكية التي ترسل الأسلحة والمال لقتل الفلسطينيين وتدعم الإبادة الجماعية في غزة، هي نفسها التي تزعم إنها تهتم "بالديمقراطية وبحقوق الإنسان في فنزويلا أو كوبا"؟ تريد الحكومة الأمريكية، من خلال خطة إنقاذ بقيمة 20 مليار دولار للأرجنتين، المحافظة على نفوذها في ثاني أكبر اقتصاد بأمريكا الجنوبية، واستمرار النفوذ القوي للمصارف والشركات الأمريكية في الأرجنتين واستغلال مواردها والإستفادة من عوائد الدّيون، فيما تستمر الحكومة الأمريكية في فَرْض حظرٍ غير قانوني على كوبا وفرض عقوباتٍ على فنزويلا ونيكاراغوا... كانت فنزويلا منتجًا للكوكايين الذي يتم تسويقه في أمريكا الشمالية، خلال سبعينيات وتسعينيات القرن العشرين، لأن حكومة فنزويلا المدعومة من الولايات المتحدة آنذاك سمحت للشركات وللمؤسسات المصرفية الأمريكية باستغلال نفط وموارد البلاد، وسمحت لوكالة المخابرات المركزية (CIA) بالعمل بحرية في جميع أنحاء فنزويلا، والإشراف على شحنات الكوكايين إلى الولايات المتحدة، دون أي تدخل من أجهزة إنفاذ القانون، كما تَعَاوَنَ الرئيس الفنزويلي السابق كارلوس أندريس بيريز (CAP) مع وكالات أمريكية، وكان معروفًا بعلاقاته مع كبار تجار المخدّرات الذين موّلوا أيضًا انتخاباته الرئاسية، وعندما أصبح رئيسًا، سنة 1974، أبرم صفقة كبرى مع إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA) التي افتتحت مكتبًا إقليميًا في كاراكاس، مما مثّل ذروة تجارة الكوكايين من فنزويلا إلى الولايات المتحدة، وبشكل عام، لا يمكن لشبكات المخدّرات أن تعمل بنجاح إلا بفضل النظام المصرفي الأمريكي، وعلى سبيل المثال اعترف مدير قسم غسل الأموال في مصرف واكوفيا سنة 2010، إعادة تدوير ( أو غَسْل ) ما لا يقل عن 378 مليار دولار من أموال المخدرات، وقال: "إن البنوك التي تغسل أموال الكارتلات هي التي تمول المأساة في المكسيك"، ومن هذه البنوك: بنك أوف أمريكا وإتش إ سبي سي وويلز فارغو، وفق وكالة بلومبرغ، ولم تتم محاكمة أي رئيس تنفيذي لهذه البنوك، أو اعتقاله، أو حرمانه من التوظيف ــ بل تم فرض غرامة عليهم فقط. أما في فنزويلا فقد طَرَدت حكومة الرئيس هوغو تشافيز، سنة 2005، إدارة مكافحة المخدرات من كاراكاس في إطار حملته المكثفة لمكافحة المخدرات، ويشير تقرير للأمم المتحدة إلى عدم وجود زراعة أو إنتاج للمخدرات في فنزويلا، ولذلك لم تتمكّن إدارة دونالد ترامب من تقديم أي دليل على ارتباط حكومة نيكولاس مادورو بشبكات المخدّرات، بينما توجد أدلّة على ارتباط خوان غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيسًا لفنزويلا بدعم من الولايات المتحدة، بفرق الموت وشبكات المخدرات الكولومبية، وفق ما ورد في موقع "غراي زون " ( المنطقة الرّمادية) بتاريخ 26 كانون الأول/ديسمبر 2020 وصرّح نيكولاس مادورو، في مقابلة مع رافائيل كوريا، الرئيس الإكوادوري السابق، إنه استعرض بيانات حديثة تُظهر أن "أكثر من 500 مليار دولار تُودع سنويًا في النظام المصرفي الأمريكي، في بنوك قانونية، وإذا أرادوا التحقيق في شبكات المخدرات والجريمة المُنظّمة فليُحققوا في دور الولايات المتحدة التي تُوجَّه جميع عمليات تهريب المخدرات من أمريكا الجنوبية ومن بقية العالم"، وما الهدف الحقيقي الكامن وراء استهداف فنزويلا سوى مواردها، إذْ تمتلك فنزويلا نحو 303 مليارات برميل من النفط، أي أكبر احتياطي نفطي معروف في العالم، بالإضافة إلى رواسب كبيرة من الغاز الطبيعي والحديد والبوكسيت والذهب والماس ومعادن ومنتجات زراعية متنوعة أخرى كالقهوة والسكر والكاكاو. دأبت الولايات المتحدة منذ نشأتها على الغزو والاستيلاء على الأراضي وتغيير الأنظمة، واستولت على أكثر من نصف أراضي المكسيك، واحتلت هايتي وجمهورية الدومينيكان وبورتوريكو، ولطالما خشيت الطبقة الرأسمالية الحاكمة في الولايات المتحدة من اتحاد شعوب الأمريكتين، وأن تستمدّ من عاداتها وثقافتها وتراثها العريق، تراث الشعوب الأصلية في أمريكا الشمالية، والتقاليد المجتمعية التي انبثقت من حضارات الأزتك والمايا والإنكا في أمريكا الجنوبية، وأنفقت الولايات المتحدة مبالغ طائلة من أجل خلق الانقسامات، واسترجعت هذه المبالغ من خلال سيطرتها على ثروات وموارد أمريكا الجنوبية... أطاحت الولايات المتحدة بما لا يقل عن 41 حكومة في أميركا الجنوبية بين سنتَيْ 1898 – سنةَ احتلالِ أمريكا لكوبا والفلبين ومستعمرات إسبانية أخرى – و 1994، وفقا لبحث أجراه المؤرخ جون كوتسوورث من جامعة كولومبيا، وأصدرت دائرة أبحاث الكونجرس (CRS) تقريرًا يوم الثامن من آذار/مارس 2022، يفيد بأنه في الفترة من 1991 إلى 2022، أجرت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 251 تدخّلا عسكريا وبلغ عدد التدخلات العسكرية الأمريكية في الخارج 469 تدخّلا منذ سنة 1798، سنة إعلان الحرب على إسبانيا لتجريدها من مستعمراتها في العالم، وآخرها إعلان وزير الحرب بيت هيغسيث يوم الرابع والعشرين من تشرين الأول/اكتوبر 2025، عن إرسال حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد ر. فورد (CVN-78)، أكبر سفينة حربية في العالم، إلى منطقة البحر الكاريبي، يهدف ترهيب قادة فنزويلا وكولومبيا، فضلا عن الحشد العسكري الضخم في منطقة البحر الكاريبي، والذي يشمل 10,000 جندي ، وثماني سفن حربية على الأقل ، وطائرات استطلاع من طراز P-8، وطائرات F-35، ونشرت الولايات المتحدة في جزيرة ترينيداد وتوباغو، على بعد أميال قليلة من فنزويلا، قوات لإجراء "تدريب عسكري" لمدة خمسة أيام، وأعلن وزير الحرب بيت هيغسيث، يوم الرابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2025، عن " عملية الرمح الجنوبي " وقال هيغسيث إن الهدف من هذه العملية هو استهداف "إرهابيي المخدرات"، ولم تُقدّم إدارة دونالد ترامب أي دليل يدعم مزاعم تورّط نيكولاس مادورو في تجارة المخدّرات أو أن أي من قوارب الصيد التي تقصفها الولايات المتحدة في المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي تحمل مخدرات، وأدانت الأمم المتحدة قصف القوارب، مُعْلِنَةً "إن القانون الدولي لا يسمح للحكومات بقتل تجار المخدرات المزعومين ببساطة"، وأدّى القصف إلى قَتْلِ ما لا يقل عن 83 شخصًا في حوالي 21 غارة جوية في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، خلال شَهْرَيْن (منذ أيلول/سبتمبر 2025 )، في ظل توسيع الجيش الأمريكي لتواجده في المنطقة. وبينما تزعم واشنطن أن الهدف هو مكافحة تهريب المخدرات، أثار تنامي الأسطول مخاوف من أن الولايات المتحدة ربما تخطط لشن هجوم على فنزويلا. تعكس تصريحات دونالد ترامب التي زعم فيها أنه سيسيطر على أمريكا الجنوبية بحجة مكافحة عصابات المخدرات، تاريخًا طويلًا ودمويًا من التدخل الأمريكي في القارة، يمتد من تشيلي والأرجنتين إلى التهديد بالإطاحة بحكومات فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا، فقد موّلت الإمبريالية الأمريكية انقلاباتٍ كثيرة بهدف استبدال الرؤساء المنتخبين بدمىً مواليةٍ لوول ستريت، وتشجيع "الثورات الملونة"، وانقلاب 2009 في هندوراس وسنة 2019 في بوليفيا، ومحاولة الانقلاب الفاشلة سنة 2018 في نيكاراغوا وانقلاب بيرو سنة 2022 فضلا عن تقويض الديمقراطية في أمريكا الجنوبية تحت ستار "الحرية" و"حقوق الإنسان"، أو "الحرب على المخدرات". عملية "الرّمح الجنوبي" ( Operation Southern Spear ) لا علاقة لهذا الانتشار العسكري غير المسبوق في منطقة البحر الكاريبي ب "مكافحة المخدرات"، بل يُمثل تهديدًا بحرب مفتوحة، وجزءًا أساسيًا من استراتيجية العدوان الإمبريالي وإعادة استعمار أمريكا الجنوبية، وفق "مبدأ مونرو" الذي يعتبر إن أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي فناءً خلفيًا لللولايات المتحدة التي يمكنها التصرف دون عقاب، وأكّدَ وزير الحرب بيت هيغسيث، عند إعلانه عن عملية الرمح الجنوبي: "إن نصف الكرة الغربي هو جوار أمريكا، وسنحميه"، وفي الحين بدأ الجنود الأمريكيون ومشاة البحرية تدريباتهم في أدغال بنم ، بالتوزاي مع إعادة فتح القواعد العسكرية في بنما وفي بورتو ريكو وإكوادور، ما يُمثّل دليلاً إضافيا على عسكرةً السياسة الخارجية الأمريكية، وبداية تنفيذ "وثيقة الأمن القومي" التي تُولِي نصف الكرة الغربي الأولوية القصوى للأمن القومي الأمريكي، وأولوية التدريب والعمليات في أمريكا الجنوبية والقطب الشمالي، دون إهمال "العدو الدّاخلي" ونشر القوات داخل الولايات المتحدة تحت مظلة مكافحة "الإرهاب والمخدرات والمهاجرين..."، وبدأت هذه "الحرب على العدو الدّاخلي" بنشر قوات المارينز والحرس القومي في المدن الأمريكية.
خلفيات منح جائزة نوبل للسلام إلى كورينا ماشادو كورينا ماشادو معارضة يمينية متطرفة تعمل على الإطاحة بالنظام القائم في بلادها ( فنزويلا) بدعم سياسي وعسكري وإعلامي وعقائدي من الولايات المتحدة، ولكنها منبوذة في فنزويلا، ولذلك تحاول الولايات المتحدة التعريف بها وإشهارها كمناضلة من أجل الدّيمقراطية، بعدما فشل خوان غوايدو في تأدية هذا الدّور، وحصلت ماشادو على جائزة نوبل للسلام ( التي حصل عليها العديد من خونة أوطانهم وشعوبهم، ومن المجرمين الصهاينة ) بضغط من الولايات المتحدة التي تحاول تغيير النظام الفنزويلي بالقوة وبالمناورة والإدّعاء إن فنزويلا تُصدّر المخدّرات، لتبرير القصف والإغتيال والتّهديد باجتياح البلاد الغنية بالنفط، وبلغ التّهديد ذروته عندما تم تسريب تقارير يوم 31 تشرين الأول/اكتوبر 2025، أفادت "إن إدارة دونالد ترامب قررت قصف أهداف عسكرية في فنزويلا" بعدما درست الإستخبارات الأمريكية عدّة سيناريوهات، من ضمنها التخطيط لشن هجوم تحت راية مزيفة ضد سفن البحرية الأمريكية بهدف توريط فنزويلا، كذريعة للعدوان الأمريكي ضدها، وكانت الإستخبارات الأمريكية قد أشرفت سنة 2019، على عمليات تخريب شبكة الكهرباء، أدّت إلى انقطاع التيار الكهربائي وتهدف العملية نشر الفوضى وإثارة السخط والغضب ضدّ الرئيس نيكولاس مادورو وحكومته، لكن كانت النتيجة عَكْسِيّة، فقد حظيت الحكومة بدعم هائل وتظاهرت حشود المواطنين لمعارضةً للتدخل الأمريكي، مما جعل الولايات المتحدة تُراجع مخططاتها...
نماذج من التّدخّل العسكري الأمريكي في أمريكا الجنوبية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة، أشرفت مدرسة الأمريكتين ( أصبح إسمها حاليا معهد نصف الكرة الغربي للتعاون الأمني) منذ سنة 1946 على تدريب ضباط عسكريين من دول موالية للولايات المتحدة في أمريكا الجنوبية على تنفيذ الإنقلابات واستخدام التعذيب والاغتصاب والاختفاء القسري والاغتيالات والقتل الجماعي، وكانت غواتيمالا ساحة لتنفيذ مثل هذه الإنقلابات، بإشراف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للإطاحة بالحكومة المنتخبة شعبيًا لجاكوبو أربينز واستبداله بمجلس عسكري يمينى، سنة 1954، لأن الرئيس أربنز أقر برنامج إصلاح زراعي وتأميم ممتلكات الشركات الأجنبية ( مع دفع تعويضات) وأهم هذه الشركات "شركة الفواكه المتحدة" التي كانت تُسيْطر على الأراضي الزراعية وعلى إنتاج الموز في غواتيملا وعدد من بلدان أمريكا الجنوبية... في هايتي، دعمت الولايات المتحدة بين سنتًيْ 1957 و 1986 النظام الدّكتاتوري لفرانسوا دوفالييه "بابا دوك" وابنه جان كلود "بيبي دوك" دوفالييه لمدة 28 عامًا، واعتمدت سلطتهما على ميليشيا تُسمّى "تونتون ماكوت"، التي عاثت في البلاد فسادًا وارتكب أعضاؤها عمليات الإتيال والإعتقال والإغتيال والتعذيب والإغتصاب، ولا تزال الولايات المتحدة تحتل الجزيرة، غير إن الولايات المتحدة فشلت في احتلال كوبا، خلال عملية "خليج الخنازير" سنة 1961، لكن العملية التي أشرفت عليها وكالة الإستخبارات الأمريكية – خلال فترة رئاسة جون كيندي – أدّت إلى قتل وجرح وفقدان قرابة ستة آلاف من الجنود والسكان المتطوعين خلال عمليات دَحْر هذا العدوان الذي أعقبته "أزمة الصواريخ"، لمّا طلبت حكومة كوبا من الإتحاد السوفييتي تنصيب 36 صاروخًا نوويًا في كوبا موجّهة نحو الولايات المتحدة، لكي لا تتكرر عملية "خليج الخنازير"، وأدّت أزمة الصواريخ إلى فَرْضِ الرئيس كينيدي حصارًا بحريًا على كوبا، ووضع القوات النووية الأمريكية في أعلى درجات التأهب لمدة 13 يومًا، ولا تزال كوبا مُحاصرة منذ 64 سنة، وفي البرازيل، أكبر دولة من حيث الإقتصاد وعدد السكان، في أمريكا الجنوبية، اشرفت الولايات المتحدة سنة 1964 على تنفيذ انقلاب دام إعداده أكثر من سنَتَيْن، أطاح بالرئيس جواو جولارت، واستمر حكم الجنرالات الدّموي إلى سنة 1987، وأسفر الإنقلاب عن اغتيال واختفاء نحو ألف معارض سياسي، وتعذيب 30 ألفًا آخرين، وفي العام المُوالي، سنة 1965، تدخّلت الولايات المتحدة لقمع انتفاضة شعبية ضد السلطة الدّكتاتورية الموالية لها، وغزت الولايات المتحدة البلاد بأكثر من 22 ألف جندي، وقتل الجيش الأمريكي آلاف السكان المحلّيّين. نظّم المكسيك، صيْف سنة 1968 دورة الألعاب الأولمبية، وعرفت البلاد، بين شهرَيْ آطار/مارس و أيار/مايو 1968، بعض الإضرابات والمُظاهرات، واستمرت انتفاضة الطّلاّب التي حصلت على دعم شعبي كبير ضدّ حكومة "الحزب الثوري المُؤسّساتي" ( لا علاقة له بالثورية) الحاكم منذ 1929، الذي أنفق مبالغ هامة على تنظيم الألعاب الأولمبية، فيما تحتاج فئات عديدة من الشعب إلى العمل والدّخل والسّكن اللائق والتعليم والرعاية الصّحية، وقبل موعد بداية الألعاب الأولمبية بعشرة أيام، نظمت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية – التي أشرفت على تصميم وتنظيم الألعاب الأورولمبية – حملة قمع رهيبة، حيث تمت محاصرة حوالي عشرة آلاف طالب ومواطنين داعمين للإنتفاضة في حي تلاتيلولكو بالعاصمة مكسيكو، بحوالي خمسة آلاف جندي، وبدأت القوات بتفريق الحشد بنيران الرشاشات، فقُتل ما لا يقل عن 325 طالبًا، بينما تعرض الآلاف للضرب والسجن، واختفى الكثيرون، وبعد ثلاثة عقود، كشفت وثائق رُفعت عنها السرية عن إشراف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على هذه المجازر والإعتقالات، واستمرت الهيمنة الأمريكية والتّدخّل السّافر في شؤون بلدان أمريكا الجنوبية، وكان انقلاب الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 1973 ضد الرئيس المُنتخب سلفادور أليندي – الذي أمّم بعض القطاعات وأهمها مناجم النّحاس – الذي أشرفت الولايات المتحدة على تنظيمه وتنفيذه بشكل مُباشر، وأُُعْدِمَ أكثر من 3000 شخص، واختفى آلاف آخرون، وتم اعتقال وتعذيب حوالي ثلاثين ألف، واضطر حوالي مليون شخص من أصل 11 مليون نسمة في تشيلي إلى مغادرة البلاد نحو المَنْفَي... في سلفادور، دعمت الحكومة الأمريكية حكومة سلفادور الدّكتاتورية بين سنتَيْ 1980 و 1992 وأشرفت على تدريب وتسليح ودعم "نظام فِرَق الموت" التي تم إنشاؤها لسحق النضال المسلح ضد النظامها العميل والوحشي، ودعمت الولايات المتحدة ومَوّلَتْ وسَلّحَت فرق الموت التي نفذت إعدامات خارج نطاق القضاء ومجازر، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 75 ألف سلفادوري، وخلال نفس الفترة، بين 1980 و 1990، عادت الولايات المتحدة بممارساتها الوحشية إلى غواتيمالا، وأعدّت الإنقلاب العسكري الذي أشرفت على تنفيذه سنة 1982، بقيادة الجنرال اليميني المتطرف خوسيه إفراين ريوس مونت، الذي شن هجومًا إبادة جماعية على السكان الأصليين ( شعب "المايا") والذي استمر حتى عام 1996، وقد اختفى أو قُتل نحو 200 ألف شخص، خلال فترة الحُكْم العسكري... نفّذ الجيش الأمريكي، يوم 25 تشرين الأول/اكتوبر 1983، غزو جزيرة غرينادا ( بحر الكاريبي) واحتلالها للإطاحة بالرئيس الإشتراكي المنتخب موريس بيشوب الذي أعلن دعمه لنظام كوبا وتنديده بالحصار، كما نفذ عشرون ألف جندي من الجيش الأمريكي غزْو بنما واحتلالها بين 20 كانون الأول/ديسمبر و31 كانون الثاني/يناير 1990 ( رئاسة جورج بوش الأب)، و الإطاحة بحاكم بنما، الجنرال مانويل نورييغا، الذي كان عميلا للإستخبارات الأمريكية، ثم أصبح "مطلوبًا" ( wanted ) من قبل السلطات الأمريكية بتهم "الابتزاز والاتجار بالمخدرات "... نفّذ الجيش الهندوراسي، سنة 2009، بدعم من الولايات المتحدة خلال رئاسة باراك أوباما، انقلابًا على الرئيس المنتخب، مانويل زيلايا، الذي قرر تنفيذ إصلاح زراعي، وأدّى الإنقلاب إلى تنصيب الجنرالات والسياسيين على رأس سلطة مُغرقة في اليمينية مواليًة للولايات المتحدة علنًا، وتم قمع كافة أشكال المعارضة السلمية، واغتيال المُعارضين بواسطة مليشيات شبه حكومية ترعاها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فضلا عن الدعم العلني والمباشر من الولايات المتحدة، فتفاقم إرهاب الدّولة بالتوازي مع ارتفاع درجة العنف والقمع والفقر...
خاتمة تشن الولايات المتحدة حربًا داخلية شرسة، خصوصًا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وكانت فترة الماكارثية ومحاكمات الرأي وتلفيق التّهم، من أهم ملاحقة المعارضين وإرهاب المواطنين في الدّاخل، كما نفّذت الولايات المتحدة بين سنتَيْ 1954 و 1956 ( خلال فترة "الماكارثية") حملة قمعية واسعة لاعتقال وترحيل نحو 1,3 مليون من المكسيكيين المقيمين في الولايات المتحدة، مما أدى إلى تشتت وإرهاب العائلات في كاليفورنيا وأريزونا وتكساس، وتؤدّي مثل هذه الحملات إلى تكثيف مراقبة المواطنين و"المجتمع المدني" وتعْويد المواطنين على كثافة تواجد الجيش والحرس القومي وقوات الأمن، وعلى القمع السافر والإعتقالات والإهانات التي تستهدف الأجانب ( المهاجرين) في مرحلة أولى، قبل تعميمها، مثل "باتريوت أكت" وقوانين "مكافحة الإرهاب"... في الخارج، لم تكُفّ الحكومات الأمريكية – بدعم من نواب الكونغرس - عن إثارة الإضطرابات والإستياء للإطاحة بحكومات عديدة في أمريكا الجنوبية مثل كوبا وفنزويلا وإكوادور (في عهد الرئيس رفائيل كوريا)، ونظّمت الولايات المتحدة احتجاجاتٍ يمينية في فنزويلا وإكوادور وبوليفيا وبيرو وفي المكسيك وغيرها من خلال نشر تقارير زائفة وحسابات وَهْمِيّة في منصّات التواصل والإعلام والحملات الرقمية... من جهة أخرى تُشرف الولايات المتحدة على تجارة المخدّرات وعلى إعادة تدوير عائداتها، كما أثبتت بعض الفضائح التي تم كشفها بشأن وقوف الإستخبارات الأمريكية وراء تجارة المخدّرات وشراء الأسلحة وتدريب المليشيات اليمينية المتطرفة بإشراف مجموعات الجريمة المنظمة وكبار تُجّار المخدّرات الذين أصبحوا يتعاملون بالعملات المشفرة وإرسال الأموال عبر طرق أكثر أمانًا إلى الملاذات الضريبية وإلى سويسرا أو لكسمبورغ ودُبَي وبعض الجنان الضريبية بالولايات المتحدة، وفق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الذي قدّر ارتفاع إنتاج كولومبيا ( بإشراف المخابرات الأمريكية) بين سنتَيْ 2014 و 2023 إلى نحو 2700 طن، وتتم إعادة استثمار جزء هام من عائداتها في مشاريع قانونية كالمطاعم وصالونات الحلاقة وغيرها، فيما تم نَقْل حوالي ثمانمائة مليار دولارا من هولندا، بعد إعادة تدوير هذه المبالغ، إلى كولومبيا بين سنَتَيْ 2003 و2008 بعد إنفاق ما بين 10% و15%، لتأمين مختلف عمليات إعادة التّدوير، من خلال وسطاء في أوروبا، ويُؤَدِّي تشديد الرقابة إلى زيادة تكاليف التهريب، دون زيادة سعر البيع... تُشرف الإستخبارات الأمريكية على تجارة المخدّرات أو تغض الطّرف عنها، لكنها تستخدمها لزعزعة استقرار البلدان، كما تستخدم ذرائع أخرى مثل نقص الشفافية أو غياب الدّيمقراطية أو انتهاك حقوق الإنسان، ويبقى المنطق الوحيد الذي يحكم علاقات الولايات المتحدة بدول العالم هو منطق القوة الغاشمة...
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوروبا - الفساد في أعلى هرم السّلطة
-
غزة، من -ريفييرا الشرق الأوسط- إلى -خطة السّلام-
-
بإيجاز - خطوات أمريكية على طريق إنجاز -الشرق الأوسط الكبير-
-
تفاوت طبقي بالأرقام
-
الصين والولايات المتحدة ومكانة الدّولار والصناعة والتكنولوجي
...
-
مُتابعات – العدد الخمسون بعد المائة بتاريخ الخامس عشر من تشر
...
-
عرض كتاب -عقيدة الصّدمة ورأسمالية الكوارث-
-
بإيجاز - حق تقرير المصير
-
الأزمة = شطب وظائف
-
عام من رئاسة دونالد ترامب
-
مُتابعات – العدد التّاسع والأربعون بعد المائة بتاريخ الثامن
...
-
أوروبا – بعض مظاهر الدّيمقراطية الزّائفة
-
العلاقات الهندية الأمريكية ومحاصرة الصين
-
مُتابعات – العدد الثّامن والأربعون بعد المائة بتاريخ الأول م
...
-
تَسْلِيع قطاع الصّحّة
-
الذّكاء الإصطناعي واستخداماته في الإقتصاد والحياة اليومية
-
الأرجنتين – النّهب بواسطة الدُّيُون
-
تونس – التلوث واحتجاجات المواطنين في مدينة قابس
-
ألمانيا - جوانب من الإِرْث النّازي
-
الولايات المتحدة – بين -مبدأ- الرئيس جيمس مونرو وعَرْبَدة دو
...
المزيد.....
-
الأميرة ديانا -تعود- إلى باريس بفستان -الانتقام- الأسود
-
نيجيريا.. اختطاف طلاب من مدرسة كاثوليكية بعد تلويح ترامب بعم
...
-
شبهه مدير FBI بـ-إسكوبار-.. اتهامات جديدة ضد رياضي أولمبي سا
...
-
قطاع النفط بمنعطف حاسم مع تفاقم فائض الإمدادات وحالة عدم الي
...
-
هجمات روسية بطائرات مسيّرة تستهدف زابوروجيا وتوقع ما لا يقل
...
-
احتفالات منتصف الليل تُطلق موسم نبيذ -بوجوليه نوفو- في فرنسا
...
-
بعد إعلان ترامب نيته التدخل لإنهاء الحرب في السودان...من هي
...
-
مصر.. رئيس حي ينقل مكتبه الى الشارع لتلقي الشكاوى
-
محمد بن زايد: الكويت كانت السند قبل الاتحاد وبعده
-
لبنان.. قائد الجيش يكشف مستجدات خطة نزع السلاح
المزيد.....
-
اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات،
...
/ رياض الشرايطي
-
رواية
/ رانية مرجية
-
ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
المزيد.....
|