سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 09:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
معظم المٶشرات تدل بصورة وأخرى، إن النظام الکهنوتي الاستبدادي يواجه رفضا شعبيا متعاظما وبسبب من وخامة الاوضاع المختلفة وجعلها الحياة في ظل هذا النظام جحيما بحد ذاته، فإن إحتمال إندلاع إحتجاجات واسعة تتطور الى إنتفاضة أو حتى ثورة ضد النظام واردة أکثر من أي وقت مضى.
الفساد المالي والاقتصادي وعمليات النهب واسعة النطاق للأموال العامة من قبل مافيات النظام وتفاقم الوضعين الاقتصادي والمعيشي وإنعکاسها بحدة على الحياة اليومية للشعب، مسألة تثير الخوف والرعب لدى قادة النظام ولاسيما الملا خامنئي الذي يطلق تصريحات معسولة واهية طالبا من حکومة بزشکيان الکسيحة بأن تقوم بتحسين الاوضاع، يعلم بأن الشعب يعلم جيدا بأن أساس المشکلة تکمن في النظام نفسه وليس في أي شئ آخر.
لکن، لايبدو أن الرفض الشعبي للنظام والسعي لإسقاطه، هو الطرف الوحيد الذي يقف بوجهه، بل يظهر واضحا من أنه حتى البيئة صارت تتضايق من هذا النظام وتقف ضده، وبهذا الصدد فإنه تلوح في الافق أزمة مياه غير مسبوقة في إنتظاره، ولاسيما وإنه وفي اعتراف رسمي يعكس عمق الكارثة البيئية والإدارية التي تعصف بإيران، أعلن مسؤولو نظام الملالي عن تفاقم غير مسبوق لأزمة المياه، مؤكدين أن العاصمة طهران و46 مدينة أخرى باتت تواجه خطرا وجوديا بسبب ندرة الموارد المائية، ولاسيما بعدما أطلق عيسى بزرجزاده، المتحدث باسم صناعة المياه في النظام، تحذيرا شديد اللهجة، معلنا أن مخزون المياه في سدود طهران يكفي فقط حتى نهاية نوفمبر 2025. وأوضح أن الأزمة لا تقتصر على العاصمة وحدها، بل تمتد لتشمل 46 مدينة أخرى.
والملاحظة المهمة هنا فيما يتعلق بأزمة المياه، أن المراقبون يرون أن هذه الازمة ليست نتاج الجفاف الطبيعي فحسب، بل هي نتيجة عقود من سوء إدارة الموارد المائية من قبل "مافيا المياه" المرتبطة بـ حرس النظام الإيراني، التي استنزفت المياه الجوفية وأقامت سدودا غير مدروسة ومشاريع صناعية كثيفة الاستهلاك للمياه في مناطق قاحلة، مفضلة المصالح الاقتصادية الضيقة على الأمن المائي القومي.
ومن دون شك فإن إضافة أزمة المياه الخطيرة جدا الى القمع الاقصى والاعدامات الوحشية للنظام، فإن الامور تغدو أصعب من أي وقت آخر على الملا خامنئي ونظامه بل وحتى إن ردود الفعل الشعبية سوف لن تبقى کما کانت في مراحل سابقة، ذلك إن الاوضاع القائمة من حيث سوئها قد تجاوز کل الحدود والجميع يعلمون بأن سبب کل ما تعاني منه إيران والشعب الايراني هو هذا النظام الذي لا يمکن العيش بأمان وإطمئنان إلا بزواله!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟