عادل الامين
الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 09:58
المحور:
كتابات ساخرة
كان يجوب بعربته الكارو شوارع المدينة،لا يفرط فى اناقته واثوابه الناصعة البياض وحصانه المغرور يسير في خيلاء كخيول باكنجهام،ويردد قولته المشهورة دائما:المحافظ عنده مارسيدس وانا عندى حصانسدس،وفى الظهر ياتى بحصانسدسه الى موقف باصات الخرطوم،ليكحل عينيه بالجمال المسافر والجمال العابر وهذه عادة ورثها من اجداده فى مدن النخيل فى الشمال الشعراء اللذين لا يتبعهم الغاوون وهم يجلسون فى مرسى البوستة الباخرة وينزفون مشاعرهم شعرا يسمى هذا ناس الخرطوم بغنى الشايقية
******
كانت حوراته الذكية الغامضة تسحر الناس،اليوم يوجد صيد ثمن امراة مسافرة مع ابنتيها الشابتين صاح بصوته الجهورى
-سلام ناس المكان
التفت له صديقه مداعبا
_الجابك شنو ما تمشى بالكاروا بتاعك ده تشوف ليك زبالة تلمها
ابتسم ابتسامة خبيثة ورمق احد الفتاتين عن كثب ووجد انهن لا زلن غير مكترثات بقدومه السعيد:فردد بصوته الجهورى
- زبالة شنو....انا بشيل بالمراسيدس بتاعتى دى تلفزيون ..تلاجة ،فديو ،غسالة ....وكمان مرة مطلقة
وسقطت الفراشات الجميلة فى الفخ وبدا على احدهن الاهتمام للجملة الاخيرة
رد صاحبه فى دهشة مصطنعة
- عرفنا الهتش ده كلو بشيلو بالكارو...المرة المطلقة دى شنو
- يا اخى المشوار بمشوارين .قبل ما اوصلها بيت ابوها يجو الاجاويد يرجعوها واكون كده انا الربحان
ضج الجميع بالضحك بما فى ذلك البنات ودون ان يفقدن وقارهن،ورمقته احداهن فى ود فاضاء وجهه الاسمر بكل الوان الفرح ،هذا ما كان يصبو
*******
مضى الوقت المرح..وصعد المسافرين والمسافرات وتحرك البص مبتعدا وقفز صاحبنا على عربيته ونهر الحصان ولم يلحظ احد الدمعة المرة التى سقطت من عينيه الولهانتين وطفق يغني مبتعدا
امسك حبل الصبر
وخلى قلبك ما يبقى نى
اصلو ود اب زيد كل يوم
من بلدنا يرحل جدي
*******
يا نسمة يا جاية من الوطن
بتقولى لى ايام زمان ما برجعن
#عادل_الامين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟