أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 776 - واشنطن – تل أبيب: ترامب يطلب العفو عن نتنياهو!؟















المزيد.....

طوفان الأقصى 776 - واشنطن – تل أبيب: ترامب يطلب العفو عن نتنياهو!؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 02:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

21 نوفمبر 2025

في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا في تل أبيب، كشف المؤرح والكاتب الروسي فاليري بورت في مقاله المنشور بتاريخ 17 نوفمبر 2025 في مؤسسة الثقافة الاستراتيجية بعنوان: «الولايات المتحدة — إسرائيل: من رئيس إلى رئيس»، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعث برسالة مباشرة إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ طالبًا منه العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل خضوعه للمحاكمة في قضايا فساد. خطوة وصفها بورت بأنها «إعتداء على إستقلال النظام القضائي»، وإعتبرها كثيرون في إسرائيل «سابقة خطيرة» تمسّ جوهر السيادة.

ترامب… من حليف فوق العادة إلى “صاحب القرار”؟

يرصد بورت في مستهل مقاله طبيعة العلاقة الفريدة بين ترامب وإسرائيل، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي السابق – وربما المقبل – يُعدّ «أحد أكثر القادة الأميركيين ولاءً لتل أبيب». فبفضله إعترفت واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل وأقرت «السيادة» الإسرائيلية على الجولان، فضلًا عن دوره البارز في هندسة إتفاقيات أبراهام.

هذا الرصيد السياسي غير المسبوق جعل ترامب يحظى بشعبية في إسرائيل «تفوق شعبيته في بلده»، وفي الوقت نفسه عزز من مكانته بإعتباره – في نظر قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي – «حامي إسرائيل» في لحظات الخطر.

لكن بورت يرى أن هذه العلاقة تطورت إلى ما يشبه التأثير المباشر على القرار الإسرائيلي الداخلي، بعد أن سمح المناخ السياسي المضطرب لترامب بأن يتحدث «بصوت أعلى من صوت هرتسوغ ونتنياهو مجتمعين».

رسالة العفو: بين الصداقة والتدخل

تكشف الوثيقة التي عرضها بورت أن ترامب إستخدم لغة حميمية لافتة، إذ خاطب هرتسوغ قائلًا: «إسحاق، لدينا علاقة رائعة… وأطلب منك كصديق العفو الكامل عن نتنياهو».

بحسب الرسالة، إعتبر ترامب أن نتنياهو «قائد حربي حاسم» وأن محاكمته تُعد «إلهاءً غير ضروري» عن «مهمته التاريخية في قيادة إسرائيل نحو السلام». وينقل بورت حرفيًا عن الرسالة: «أحثكم على العفو الكامل عن بنيامين نتنياهو… فهو يقود إسرائيل نحو السلام، بما يشمل عملي مع قادة الشرق الأوسط لتوسيع إتفاقيات أبراهام».

اللافت، وفق التحليل، أن ترامب قدّم نفسه ضمنيًا كوسيط لا يمكن تعويضه، محذرًا من أن إستمرار محاكمة نتنياهو قد يهدد هذا المسار.

قضية نتنياهو: ملفات ثقيلة وإتهامات مستمرة

يذكّر بورت القراء بأن نتنياهو «لم يكن يومًا على وفاق مع القانون». فالرجل يواجه منذ سنوات عدة ملفات تشمل الإحتيال، خيانة الأمانة، وتلقي الرشى. ويشير الكاتب إلى أن نتنياهو «خرج من ملفات كثيرة سابقًا»، إلا أن «أثقلها لا يزال يلاحقه».

كما يتوقف عند الدور المثير للجدل لزوجته سارة نتنياهو، التي أتُّهمت بأنها «ترهب الشهود وتتدخل في مسار العدالة»، فضلًا عن سلسلة من الدعاوى المدنية تتعلق بسوء معاملة موظفات المنزل.

ومع أن هذه القضايا لم تصل إلى خواتيم نهائية، إلا أنها – بحسب بورت – جعلت نتنياهو «أكثر زعماء إسرائيل حساسية لأي ضغط خارجي قد يمسّ مسار محاكمته».

ردود الفعل في إسرائيل: إنقسام حاد

أحدثت رسالة ترامب صدمة سياسية في تل أبيب. فالمعارضة سارعت إلى رفضها، بينما إنقسمت مكونات الإئتلاف الحاكم بشأنها.

المعارضة: القانون فوق الجميع

زعيم المعارضة يائير غولان علّق قائلًا: «إذا كان نتنياهو غير قادر على إدارة الدولة ومواجهة المحكمة في الوقت نفسه، فعليه الإستقالة».
وأضاف: «أمام القانون الجميع متساوون».

اليمين المتشدد: دعم مطلق لترامب

على الجانب الآخر، أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير دعمه للمبادرة الأميركية، واصفًا العفو بأنه «خطوة ضرورية وفورية».

المجتمع المدني: تدخل غير مقبول

منظمات مكافحة الفساد – وفي مقدمتها حركة «الحكم الجيد» – إعتبرت الرسالة «تدخلًا غير لائق في القضاء الإسرائيلي»، وذكّرت بأن «الديمقراطية لا يمكنها الصمود إذا تحوّل القانون إلى مادة للتفاوض السياسي».

القضاء في عين العاصفة: ضغط سياسي أم تهديد للبوصلة؟

يحذّر بورت من أن مجرد إرسال الرسالة كافٍ لخلق «ظل ثقيل» على إستقلال القضاة. فحتى إن تجاهل القضاء الطلب الأميركي، فإن الرسالة – في رأي كثيرين – تحمل ما يكفي من الرمزية لإرباك مسار العدالة.

ويلتفت الكاتب إلى ما نشرته صحيفة جيروزالِم بوست التي وصفت رسالة ترامب بأنها «تدخلٍ أساسي في المسار القضائي»، مؤكدة: «لا يملك أي زعيم أجنبي، بما في ذلك رئيس الولايات المتحدة، الحق في الدعوة إلى وقف محاكمة تُعقد وفق قوانين الدولة».

وتضيف الصحيفة، كما نقل بورت، أن «الإلتزام بالإجراءات القانونية هو أساس الديمقراطية، مهما كانت عيوب النظام القضائي».

هل أصبح العفو مستحيلًا؟

في خضم العاصفة السياسية، سارع مكتب الرئيس الإسرائيلي إلى إصدار بيان رسمي للتوضيح: «العفو غير ممكن في المرحلة الحالية، فالقانون الإسرائيلي يسمح به قبل بدء المحاكمة أو بعد صدور الحكم. أما الآن، فلا ينطبق أي من الشرطين».

يقدّم هذا الموقف، بحسب بورت، إشارة أولية بأن هرتسوغ لا ينوي الإنصياع للطلب الأميركي، على الأقل في الوقت الراهن.

ماذا لو تم العفو؟ سيناريو “السابقة الخطيرة”

يرى بورت أن القبول بمبادرة ترامب سيُحدث إنهيارًا في المسافة الفاصلة بين القانون والسياسة، ويُدخل إسرائيل في «منطقة رمادية» ستجعل سابقة العفو تحت الضغط الخارجي جزءًا من الحياة السياسية.

وقد يُغري ذلك شخصيات أخرى يواجهون قضايا مشابهة بالمطالبة بمعاملة «خاصة» بدعوى الظروف الوطنية الإستثنائية.

خلاصة: أزمة تتجاوز نتنياهو وترامب

يخلص المقال إلى أن القضية تتجاوز شخص نتنياهو، وتتجاوز أيضًا تدخل ترامب. إنها – بتعبير بورت – معركة على طبيعة الدولة الإسرائيلية نفسها:
هل تبقى دولةً ذات مؤسسات مستقلة؟ أم تتحول – بفعل السياسة والتحالفات الخارجية – إلى كيان تتحدد قراراته في أماكن أخرى؟

وبرغم أن التطورات لم تصل بعد إلى نهايتها، إلا أن الرسالة كشفت هشاشة العلاقة بين السياسة والقضاء في إسرائيل، ورسمت مشهدًا جديدًا يجعل السؤال المركزي مفتوحًا:
هل يستطيع النظام القضائي الإسرائيلي الصمود أمام ضغط غير مسبوق يأتي لا من الداخل، بل من البيت الأبيض؟



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 775 - غزة بين الخطة الأمريكية والإعتراضات الإقل ...
- ألكسندر دوغين - لماذا تحتاج روسيا إلى إنترنت سيادي؟
- طوفان الأقصى 774 - مراجعة لكتاب الغد كان بالأمس - 3-3
- طوفان الأقصى 773 - مراجعة لكتاب الغد كان بالأمس - الجزء 2-3
- طوفان الأقصى 772 - مراجعة لكتاب -الغد كان بالأمس: الحياة وال ...
- طوفان الأقصى 771 - تغيّر بوصلة الغضب في الشرق الأوسط: قراءة ...
- طوفان الأقصى 770 - السلام في الشرق الأوسط وممر النقل العابر ...
- طوفان الأقصى 769 - خطوة إلى الأمام... خطوتان إلى الوراء: قرا ...
- طوفان الأقصى 768 - إيران وتوقيت العودة إلى التخصيب: إستراتيج ...
- طوفان الأقصى 767 - حرب متعددة الأبعاد: كيف يستخدم نتنياهو ال ...
- طوفان الأقصى 766 - نتنياهو يزرع الفوضى... في بحثٍ محموم عن ح ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 7 والأخير - لماذ ...
- طوفان الأقصى 765 - النفط والماء... كيف تحاول تركيا ترسيخ أقد ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 6 - الشرعية السي ...
- طوفان الأقصى 764 - واشنطن و«سوريا الجديدة»: بين إعادة التدوي ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 5 - ألكسندر سامس ...
- طوفان الأقصى 763 - غزة وأوشفيتز: وجهان لعملة تاريخية واحدة
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 4 - عشرة أيام هز ...
- طوفان الأقصى 762 - من الأسطورة إلى الإبادة: قراءة في كتاب «م ...
- بمناسبة ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى الجزء 3 - مؤرخ روسي يق ...


المزيد.....




- الأميرة ديانا -تعود- إلى باريس بفستان -الانتقام- الأسود
- نيجيريا.. اختطاف طلاب من مدرسة كاثوليكية بعد تلويح ترامب بعم ...
- شبهه مدير FBI بـ-إسكوبار-.. اتهامات جديدة ضد رياضي أولمبي سا ...
- قطاع النفط بمنعطف حاسم مع تفاقم فائض الإمدادات وحالة عدم الي ...
- هجمات روسية بطائرات مسيّرة تستهدف زابوروجيا وتوقع ما لا يقل ...
- احتفالات منتصف الليل تُطلق موسم نبيذ -بوجوليه نوفو- في فرنسا ...
- بعد إعلان ترامب نيته التدخل لإنهاء الحرب في السودان...من هي ...
- مصر.. رئيس حي ينقل مكتبه الى الشارع لتلقي الشكاوى
- محمد بن زايد: الكويت كانت السند قبل الاتحاد وبعده
- لبنان.. قائد الجيش يكشف مستجدات خطة نزع السلاح


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 776 - واشنطن – تل أبيب: ترامب يطلب العفو عن نتنياهو!؟