أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/1















المزيد.....

كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تزداد وطاة حالة التردي العقلي على مستوى المعمورة بينما تصبح ملموسة اكثر فاكثر علامات التفارق، بين المعاش والممكن قياسا الى الوعى والمنظور، ولعله من البيّن ان العالم لم يعد يعرف حضورا فكريا مميزا لمفكرين يعتد بآرائهم، ولايمكن تحاشي العودة اليهم، وهو ماقد زال من الساحة كليا، من دون ان يلحظ او يستحث تساؤلات تتحرى اسباب مثل هذا المتغير المسجل لصالح مايكاد يقارب السلطات المطلقة، على تهافتها وانعدام مبررات تميزها، فضلا عن احتلالها مواقع القرار على مستوى العالم كما هو الحال مع الظاهرة الترامبية كمثال صارخ غير متابع، ويقع خارج التحليل المستند الى مايمكن ان يعد من قبيل البديل حتى بمعنى الثوابت، لابل حتى الاوليات.
وتسود العالم حالة من الركود لصالح متبقيات منتهيه الى فشل،كمثل الليبراليه والاشتراكية، لابل وتكرس حالة قسر لمفاهيم المفترض ان تقع في باب المراجعه واعادة القراءة، لابل وتسود حالة من الخلط تخص الطور الاوربي من تاريخ الانقلاب الالي، بما يجعل من المعتمد كمنظورات اقرب الى الخداع المتعمد، بغض النظر عن كونه دليل عجز، فالتاريخ الغربي اليوم امريكي بثوب اوربي، مع تفارقهما الكلي عن بعضهما، مابين تجربة مصنعية ساحتها مجتمعية مزدوجه "طبقيا"، واخرى مجتمعية بلا تاريخ، مفقسه خارج الرحم التاريخي، هي التي منحت الانقلاب الآلي اسباب استمراره وانتقاله الاستثنائي، من "المصنعية" الاوربية الى"التكنولوجية الانتاجية"، بينما يستمر اسقاط السردية الانقلابيه الاليه الاوربية على نوع تجمع بشري مستجد، مازال العقل عاجزا عن التعرف عليه، وكشف النقاب عن سر تصدره، لابل وتزعمه للحداثية الغربية التي كانت قد ذهبت الى الانهيار مع القرن العشرين والحربين العالميتين و70 مليون ضحيه، لولا الحضور الامريكي المبني على افناء مايزيدعلى 60 مليون من سكان امريكا الاصليين، مع انه سيخلص الغرب لاحقا من القطبيه، بما يوفره من اسباب الانتاجية التكنولوجية، ومرونتها التي افضت الى تفكك الاتحاد السوفيتي وتكلسه المجتمعي الانتاجي.
والاكيد الواضح ان امريكا برغم ماقد حققته من انتقاله غير عادية انتاجيا، وعلى مستوى الاله والانتقال من "الوطنيه" الى "العولمه"، عاجزه عن ان ترفق منجزها المادي بما من المفترض ان ينتج عنه مفهوميا، مايقتضي تجديد مفاهيم "الحداثة" و "النهضة"، فهذا جانب متعلق بالارث المجتمعي، وبتاريخ المجتمعات ومنجزها المتراكم، من الانتاجية اليدوية الى الاليه، وهو مالا علاقة للولايات المتحدة به، بل على العكس هي بحاجه اليه كمبرر لوجودها باعتبارها مجتمعية فكرة، تبدا بالابراهيمية عندما كان المهاجرون على سواحل القارة الجديده يرفعون شعار "سنبني مدينه على جبل" و "بناء اورشليم الجديده"، واحتوائها على 1586 جماعه دينيه 700 منها " غير تقليدية"(1)، ناهيك عن فكرة " الرساليه" التي تنسب للكيانيه الامريكيه، مع المزج اللازم والالحاق الضروري لحد المصادرة، بما يتصل بالانقلابيه الاليه الاوربيه، نموذجها وافكارها، وممارساتها الليبراليه، اعلى صيغة تفكير وتطبيق كياني مجتمعي، وان يكن غير موصول بالدور الامريكي الثاني، ولا بحقيقته فوق الوطنيه، والعاجز كينونة عن النطق الذاتي نيابه عن المجتمعية البشرية كما كان ممكنا لاوربا ان تفعل.
وكل هذا ناجم عن التوهمية الاساس التي رافقت ظهور الالة وما ولدته اوربيا من مفهوم مصادرة من قبل الموضع المزدوج طبقيا، والاعلي ديناميات ضمن صنفه الارضوي حيث انبجست الاله، من دون ترك مجال للتفريق بين "الاله بذاتها" وماتنطوي عليه من ممكنات انقلابية عامه تحفيزية للاليات المجتمعية، وبين المجتمعية نمطا و "نوعا" ومايمكن ان ينتج عن اختلافاتها من تفاعليه مجتمعية متعدده، لم تكن غائبة في الماضي، يوم بدات الانتاجية اليدوية، ماقد انتج الاختلافات المعروفه وقتها بين المجتمعات، فلم تنشأ واحدة، فلا الصين هي الهند، ولا اوربا هي امريكا اللاتينيه حيث نموذج اللادولة عدا افريقيا، او امريكا الاصل ك"لادولة" هي الاخرى، ولا مصر هي ارض مابين النهرين، فالبيئة وتبايناتها حرية بان تولد تباينات في النمطية متعدية لوسيله الانتاج بذاتها، هي في صلب الضرورة التفاعلية المقرونه بهدف ومقصد مضمر مستقبلي، توجد المجتمعات محكومة بان تصل اليه.
ولايمكن الافتراض بان "الاله" هي ذاتها "اليد" التي تمسك بالمنجل كما اعتقد الغرب، ليس لها سوى صيغة وشكل وممكنات فعل واحدة لاتتغير، بما يعني ان العقل البشري كان وقت انبثاق الالة بحاجة للانتقال الى "عقل آلي"، مالم يكن قد اصبح متاحا وقتها، فظل يتعامل مع الالة وينظر لها وفقا لموروثه من معطيات وطريقة نظر ترسخت بقوة كما متوقع، بفعل طول الطور المنقضي والمختلف نوعا عمابعده ومايباينه جوهرا، هذا مع اخذ ظاهرة القصور العقلي الملازم للادراكية البشرية والمتمثل في اهم جوانبه، في العجز عن مقاربة المسالة المجتمعية، وهو مالم تبدا افتتاحيات التخلص منه سوى مع القرن التاسع عشرمن قبيل البداية، مع ماقد عرف بآخر العلوم، "علم الاجتماع" الحديث، بغض النظر عن المبالغه التي رافقته واستمرت تلازمه كمنجز مايزال في طور الابتداء والاوليه، محكوم لاشتراطات الارضوية.
والمجتمعات بحسب المنظور الغربي واحده موحدة نمطا ونوعا، ثمه من بينها ماقد اصبح اليوم "مركزا"، وهذا يبرر الاعتقاد بان الالة واحدة وانها ستظل كذلك، وهو ماقد استمر معتمدا الى اليوم برغم التحور الواضح الذي اصاب الاله المصنعية، لصالح التكنولوجيا الانتاجية، ومع كل مايمكن تلمسه من مظاهر دالة على قرب الانتقال الى شكل اخر، يمكن الافتراض بانه " تكنولوجيا عليا" متلائمه مع منطويات الانقلاب الالي، ومتفقه مع تدرجاته تحورا،من الانتاجية اليدوية الارضوية الجسدية، الى "العقلية"، وقت يصبح محور الانتاجية هو احضار القوة العقلية المضمرة وغير المستعمله بنسبه قد تزيد على ال85 ،فالكائن الحالي الانسايواني الارضوي الجسدي الحاجاتي، هو كائن بلغ منتهاه وقمته تطورا بحسب دارون نفسه، وقت بلغ العضو البشري قمة كماله، لنغدو امام حالة، الجسد فيها ثابت غير قابل للتطور، يحمل عقلا لايستعمل منه الا مايقل عن العشرين بالمائة، الاحتدامية المجتمعية الانتاجية، والانقلاب الكبير الالي الذاهب الى الاكتمال بالتكنولوجيا العليا، عملية حضوره الاكبر المستعاد بقوة حضور العقل نفسه، بعد تجاوز اشتراطات اليدوية الحاجاتيه، وشروطها، وضيق حدودهاالمفروضة على العقل، وفي مقدمها القصور العقلي السابق، الذي ظل يحول دون اكتشاف حقيقة ان المجتمعات هي ازدواج مجتمعي، لاارضوي/ ارضوي، الاول هو مجتمعية العقل الاعلى، مسقطة الجسدوية، وان تفاعلية المجتمعات يدويا واليا، هي تفاعلية الارضوية الجسدية، واللاارضوية اللاحقة، التكنولوجيه العليا، على الابتداء المجتمعي الذي ينبت اولا،ويظل تنقصه ممكنات التحقق، وعيا صار من غير الممكن عدم حيازته، وعلى مستوى وسيلة الانتاج، مع توفر اشتراطات الانتقال الى مابعد تكنولوجيا انتاجية راهنه.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرون السبعه من غياب العراق/2
- القرون السبعه من غياب العراق/1
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/5
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/ 4
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/ 3
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى/2
- علم الثورات اللاارضوية الكبرى؟/1
- قصورية وبدائية -علم الاجتماع- الغربي(2/2)
- قصوروبدائية-علم الاجتماع- الغربي(1/2)
- سفه المفهوم -القومي-العربي
- حرب الانهار والابار والابراهيميه الثانيه/5 ملحق
- حرب الانهار والاباروالابراهيمه الثانيه/ 4
- العراق يملك مياها جوفيه تعادل جريان دجلة والفرات لمدة تزيد ع ...
- حرب الابار والانهار والابراهيمه الثانيه/3
- حرب الابار والانهار والابراهيمه الثانيه/2
- حرب الآباروالأنهاروالابراهيمه الثانيه/1
- -الصراع الطبقي- وقصورية نظرية ماركس؟!!
- مايعرف ب- اليسار- بين الانقراض والتحول/ 5
- مايعرف ب- اليسار- بين الانقراض والتحول/4
- مايعرف ب -اليسار- بين الانقراض والتحول/3


المزيد.....




- نتنياهو وكاتس يزوران موقعا في جنوب سوريا.. ودمشق تُدين بـ-أش ...
- السيسي وبوتين يشاركان في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة ...
- كيف دافع ترامب عن بن سلمان بعد السؤال عن خاشقجي؟
- في قلب أفريقيا.. أبرز ما جاء في المؤتمر العالمي للذكاء الاصط ...
- هل تعيد تصريحات ترامب صياغة خطاب استعماري قديم تجاه أفريقيا؟ ...
- وزير أميركي سابق يستقيل بعد الكشف عن مراسلات مع إبستين
- تفاصيل الغارة الإسرائيلية على مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان
- آثار القصف الإسرائيلي على مخيم عين الحلوة بلبنان
- لماذا استهدفت إسرائيل مخيّم عين الحلوة؟
- عاجل | 11 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في مدينتي غزة وخان يونس ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - كساح عقلي بشري وعالم بلا رؤية ولا افق/1