أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مجزرة مخيم عين الحلوة ليلة 19/نوفمبر/2025














المزيد.....

مجزرة مخيم عين الحلوة ليلة 19/نوفمبر/2025


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءت الغارة الصهيونية على مخيم عين الحلوة الواقع في صيدا جنوب لبنان كرسالة سياسية مضمونها الدم، في الوقت الذي يعاد فيه رسم ميزان القوى على حدود لبنان وفلسطين. وخاصة أنها أي الغارة تزامنت مع القرار الذي صدر عن "مجلس الأمن" بشأن غزة. أرادت من خلالها دولة الاحتلال أن تقول للعالم إن يدها ستظل هي الأطول وتصل إلى من تريد متى شاءت ومهما كانت القرارات.

كان توقيت الغارة دقيقا ومقصودا، فبينما كان العالم منشغلا بقرار دولي يمهد لمسار سياسي جديد في غزة، اختارت دولة الاحتلال أن تعلن رفضها لأي قرارات دولية تقيد آلتها العسكرية مع أن القرار حقيقة كان على مقاسها، لتكون في هذا التوقيت، بمثابة إعلان بأنها لا ترى في "مجلس الأمن" سوى لعبة ماريونيت على شكل مساحة سياسية، تتحكم هي شخصيا بخيوطها، وهذا بالأمر ليس بالجديد، فهي المتحكم الفعلي به منذ إعلانها كدولة قبل عقود.
ومن هنا فما حصل، استخفاف سياسي بما يسمى ب "لمجتمع الدولي" المتواطئ أصلا معها. إذ كيف يمكن لدولة أن تعلن "التزامها بعملية سياسية" بينما طائراتها تقصف مخيما للاجئين الفلسطينيين؟ أي منطق هذا الذي يجعل من دولة شتات تفرض ما تريد متى شاءت، وتعاقب صاحب الحق أينما وجد، كلما شعرت بأن العالم يقترب من وضع قيود تجبرها في غزة، حتى وهي تعلم بأنها قيود كاذبة ووهمية؟.

هذا ما يتعلق بالتوقيت، أما بالنسبة للمكان المستهدف وهو عين الحلوة المخيم الفلسطيني الذي يعتبر رمز سياسي واجتماعي، وبالتالي مكان حساس جدا، فدولة الاحتلال تدرك ما الذي يعنيه المس به. فالضربة في قلب المخيم ما هي إلا رسالة خبيثة مضمونها المحاصرة السياسية للفلسطينيين في لبنان، وفتح ملف خطورة التواجد المسلح الفلسطيني على أمن لبنان وإعادة أحداث السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي.

كما كان لهذه الغارة رسائل منها أنها قادرة على الوصول إلى أي شخصية فلسطينية أو بيئة فلسطينية تعتبرها تهديدا، بغض النظر عن نتائج التحقيقات الدولية أو القرارات الأممية. وحتى لو لم يكن منير المقدح هو الهدف المباشر، كما طالعتنا الأخبار، فمجرد تداول اسمه كاحتمال، هو جزء من حرب نفسية قديمة متجددة، لكل قيادي فلسطيني بأن اسمه على القائمة الحمراء.

أما بالنسبة للادعاء الثاني فقد حرصت دولة الاحتلال عبر قنواتها الإعلامية والعسكرية، على القول بأن الغارة استهدفت قياديين صغار في حركة حماس داخل المنطقة المحيطة بحي الطوارئ في مخيم عين الحلوة، محاولة بذلك الإيحاء بأن العملية "نوعية ومحددة الهدف.
غير أن حركة حماس سارعت إلى نفي وجود أي من كوادرها في الموقع المستهدف، وأكدت أن الرواية الصهيونية ليست سوى محاولة لتبرير قصف مباشر لمكانٍ مكتظ بالمدنيين الفلسطينيين، ولشرعنة استباحة المخيم تحت ذريعة مطاردة "أهداف عسكرية". الأمر الذي أظهر حجم التخبط في الرواية الصهيونية التي حاولت التخفيف من وقع استهداف عمق مخيم عين الحلوة تحديدا، وهو ما يفسر الانتقال من تبرير القصف باعتباره "رسالة سياسية"، إلى الادعاء بوجود "خلايا مسلّحة" أو "كوادر مطلوبة"، وأن العملية محدودة وباسم "الأمن".

لكنّ الخطورة تكمن لا في هذه الغارة فقط، إنما باستمرار ضرب بيئات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الأمر الذي سيدخل المنطقة في موجة جديدة من عدم الاستقرار، ويعيد إشعال حساسيات قديمة بين اللاجئين والدولة اللبنانية.
واليوم كانت مجزرة عين الحلوة ولا نعلم أين ستكون المجزرة القادمة باسم "الأمن"؟؟



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الأميركي الجديد لغزة..هل هو انتداب حديث؟
- جمعية -المجد- ورحلة -رامون- إلى جنوب إفريقيا..
- مطر يختبر الخيام.. وإرادة تهزم الغرق
- *جاجة حفرت على راسها عفرت*
- جرائم باسم -الأمن-..اغتصاب في سجون الاحتلال
- إرهاب العصابات الصهيونية بين الأمس واليوم..من مشروع الدولة إ ...
- أنفاق رفح تعيد خلط أوراق الحرب على غزة
- الماء كسلاح احتلال..ردم الآبار في الضفة الغربية نموذجا.
- الطبيب الذي كتب بدم الشهداء..منير البرش يوثق الحقيقة.
- اليمين المتطرف يشرعن الإعدام الجماعي باسم -الأمن القومي-
- بين نصوص العنف -التوراتية المحرفة- وجرائم الاحتلال..امتداد ل ...
- مستوطنون يواصلون السيطرة على ينابيع الأغوار/نبع الحمة نموذجا
- -سدي تيمان-..-أبو غريب- فلسطين
- غزة تحت القصف مجددا..مجزرة ٢٨/أكتوبر/٢ ...
- هل هو واقع جغرافي جديد أم مقبرة قادمة؟
- مسرى النبوة تحت التهويد..هل تستجيب الأمة لنداء القدس؟
- من -السيوف الحديدية- إلى -الانبعاث-..-بويا- للتلميع
- -أوتشا- وتصاعد هجمات المستوطنين أثناء موسم الزيتون في الضفة ...
- -ميري ريغف- وفوبيا جثمان الشهيد يحيى السنوار
- -الخطيئة وعقابها- والرد على حدث رفح ١٩/أكتوبر/&# ...


المزيد.....




- نتنياهو وكاتس يزوران موقعا في جنوب سوريا.. ودمشق تُدين بـ-أش ...
- السيسي وبوتين يشاركان في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة ...
- كيف دافع ترامب عن بن سلمان بعد السؤال عن خاشقجي؟
- في قلب أفريقيا.. أبرز ما جاء في المؤتمر العالمي للذكاء الاصط ...
- هل تعيد تصريحات ترامب صياغة خطاب استعماري قديم تجاه أفريقيا؟ ...
- وزير أميركي سابق يستقيل بعد الكشف عن مراسلات مع إبستين
- تفاصيل الغارة الإسرائيلية على مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان
- آثار القصف الإسرائيلي على مخيم عين الحلوة بلبنان
- لماذا استهدفت إسرائيل مخيّم عين الحلوة؟
- عاجل | 11 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في مدينتي غزة وخان يونس ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - مجزرة مخيم عين الحلوة ليلة 19/نوفمبر/2025