أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - الكردي الجيد لن يكون الا سوريا جيدا














المزيد.....

الكردي الجيد لن يكون الا سوريا جيدا


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تابعت على مواقع التواصل الاجتماعي سجالا حاميا لم يهدأ بعد بين من قال : " اذا كرديتي راح تأثر على سوريتي فانا ماني كردي " ، ومن أجاب العكس : " اذا سوريتي راح تأثر على كرديتي فانا لست سوريا " ، وانا أقول : الافتراضان خاطئان ، ومنافيان للحقيقتين التاريخية ، والجغرافية ، ولن يغيرا من كردية ، وسورية هذا وذاك .
الموضوع المثار بهذه الطريقة الافتراضية ليس جديدا بل يشكل جزء من مسار طويل في البحث عن الهوية ، فمنذ تنفيذ بنود اتفاقية سايكس – بيكو عام ١٩١٦ ، وانسلاخ جزء عن الجغرافيا الكردستانية العثمانية ليصبح ضمن حدود دولة سوريا المنتدبة الناشئة ، وجد الكرد انفسهم امام واقع جديد ، وانتماء وطني مختلف ، واصبحوا وجها لوجه امام سؤال الهوية ، والانتماء ، هذا السؤال التاريخي الذي وجد الجواب وخلال نحو مائة عام من المعاناة ، والحرمان في ادبيات الحركة القومية السياسية الكردية منذ انبثاقها قبل عقود : نحن كرد وسورييون في آن واحد .
اعتماد مبدأ التوازن بين القومي والوطني
في جميع الدول المتعددة الشعوب ، والقوميات ، هناك دائما هوية مزدوجة متكاملة القومية منها والوطنية ، ،وسوريا كبلد تعددي أيضا من الناحية القومية ، والثقافية ، والاجتماعية ، فان الكرد لديهم هوية قومية خاصة بهم من حيث اللغة والتاريخ ، والثقافة ، وفي الوقت ذاته انتماؤه وطني سوري ، وجزء من تاريخه ، وشريك للشعب العربي والمكونات الأخرى في تقرير مصير البلاد ، ومؤمن بالعيش المشترك ، في ظل دولة القانون والمساواة ، والعدالة ، وعندما يتقبل الكردي انتماءه الوطني ، والالتزامات المترتبة عليه ، من الدفاع عن البلاد وسيادتها ، ووحدتها ، والعيش في ظل الدستور والقوانين ، والحرص على الوحدة الوطنية ، وبالمقابل بل من الواجب ان يحافظ له انتماءه الوطني على هويته القومية ، ويحترمها ، ويضمن حقوقه القومية كاملة في اطار الوطن الواحد ، وفي الحالة هذه تصبح كل من الهوية القومية الكردية ، والانتماء الوطني السوري صنوان لاينفصمان ، وامران متكاملان لايتعارضان .
دائما وطوال تاريخ تجربتنا الكردية السورية كان هناك دائما من يسعى للاخلال بهذا التوازن من جانب الأنظمة والحكومات المتعاقبة وبشكل اخص خلال حكم حزب البعث وعائلة الأسد الاب والابن ، وذلك من خلال سياسات تجاهل الكرد وعدم الاعتراف بوجودهم واضطهادهم قوميا ، ومخططات التهجير ، وتغيير التركيبة الديموغرافية للمناطق الكردية ، وحرمان الكرد ليس من حقوقهم الأساسية فحسب ، بل من مستحقاتهم الوطنية كالانتساب للكلية الحربية ، والسلك الدبلوماسي ، ومؤسسات التربية وغيرها ، ومنع العمل السياسي القانوني باسم الحركة الكردية ، واعتبار القضية الكردية مسالة امنية ، والأخطر من كل ذلك ابرام الاتفاقات الأمنية في العديد من المراحل، مع أنظمة تركيا ، وايران ، والعراق في محاربة الحركة الكردية والسورية من ضمنها منذ فترة تسعينات القرن الماضي تحديدا .
والآن هناك من فلول النظام ، وبقايا البعثيين ، والقوميين المتعصبين الشوفينيين ، وبعض الإعلاميين ، في مختلف الأماكن وحتى في دمشق العاصمة يبذلون قصارى جهدهم في سبيل قطع الطريق على مسعى الخيرين في الإدارة الانتقالية الذين يرغبون في إرساء الوحدة الوطنية ، والانفتاح على الوطنيين الكرد ، وإيجاد الحلول ، ان أولئك يريدون العودة الى أجواء نظام الاستبداد في بث الأحقاد ، وانكار الوجود الكردي ، واعتبار الكرد السوريين مهاجرين ومتسللين ، ولا انكر هنا تواجد من يدق على الوتر ذاته في الجانب الكردي ، ويحول الاختلاف الى عداء عنصري ، ليس حبا بالكرد ، او رغبة في التحاور ، والتفاهم ، وحل القضية سلميا ، بل امعانا في تعميق الصراع ، هؤلاء جميعا ليسوا سوريين جيدين ، ولا كردا جيدين ، ويتحملون المسؤولية امام الشعب ، والوطن .
في المرحلة الراهنة وبعد اسقاط الاستبداد ، يراهن الوطنييون الكرد السورييون عموما الذين كانوا جزء من الثورة السورية ، وكل كردي جيد على مبادرة من العهد الجديد في إيجاد الحلول لكافة القضايا الوطنية وبينها القضية الكردية ، ومن اجل تحقيق ذلك لابد من اتخاذ الخطوات التمهيدية اللازمة ، مثل اعتبار الكرد مكونا قوميا من سكان سوريا الأصليين ، وتثبيت ذلك في الدستور ، ورفع المظالم عنه المستمرة منذ عقود ، وإعادة النظر في الموقف السلبي البائد من الكرد ، وقضيتهم المشروعة الذي يجب ان يرحل مع النظام الشوفيني البائد .
الخطوة المفتاحية الأولى كما يعلم الجميع هي فتح الطريق امام الوطنيين الكرد لعقد مؤتمرهم الجامع في العاصمة دمشق من اجل اعادة توحيد حركتهم السياسية المفككة الموزعة بين عشرات الأحزاب الموالية بدورها لمحاور خارجية ، وانتخاب من يمثلهم للتحاور مع الإدارة الانتقالية الحاكمة من اجل إيجاد حل توافقي للقضية الكردية .



·



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد أمة تاريخية قيد التشكل
- من تجليات ازمة الحركة الكردية السورية
- هل تعلم حماس واشباهها ان لاعودة الى الوراء
- اللقاء الواحد بعد المائة للجان تنسيق - بزاف -
- عندما يصادر – ب ك ك – القرار الكردي السوري
- شرق أوسط خالي من العنصرية ، والإسلام السياس !
- مبادرة ترامب للسلام : نتائج وآفاق
- محاولة في تعريف الحركة الكردية السورية
- ثورة مغدورة وأخرى موهومة وثالثة قيد الاختبار
- جدلية الداخل والخارج في - الحكاية - السورية
- دولة فلسطين
- التقرير السياسي لحراك - بزاف -
- من دفتر يومياتي لقاء لم يكتمل بين ( معارضين سوريين اضداد ) ...
- في منهجية الكتابة عن الحالة الكردية السورية
- أي النموذجين يصلح للحالة الكردية السورية
- الاحاطة السياسية التاسعة والتسعون لحراك - بزاف -
- من دفتر يومياتي عندما بدأنا باختراق جدار العزلة ومد ا ...
- اي - تدويل - لقضية كرد سوريا ؟
- في دورة – اعلان الاستقلال – للمجلس الوطني الفلسطيني
- مناقشة ( الرأي الاخر ) حول الذكرى الستين للكونفرانس الخامس


المزيد.....




- لحظات مضحكة.. شاهد رجلًا يقفز على سقف السيارة هربًا من ماعز ...
- بساعتين فقط يوميًا.. رئيسة وزراء اليابان الجديدة لا تنام تقر ...
- حوافزُ مالية وتسهيلاتٌ في التأشيرات.. ترامب يكافئ دولًا أفري ...
- خمسة أعوام على فرض حظر السفر وتجميد الأموال بحق ثلاثة من مدي ...
- 25 قتيلاً على الأقل بينهم أطفال في إحدى أعنف الضربات الروسية ...
- فيديو - بعد عامين وبالرغم من بتر أطرافهم.. فلسطينيون يعودون ...
- ألمانيا: -فظائع مخيم اليرموك- أمام محكمة كوبلنتس
- خبراء: الأغذية فائقة المعالجة تشكل خطرا على الصحة العامة في ...
- الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء مبان جنوبي لبنان قبل قصفها
- ظاهرة الكراسي المتحركة بالمطارات جدل يبدأ من الهند


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - الكردي الجيد لن يكون الا سوريا جيدا