أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانية مرجية - مقال: فلسطين… بين مطر غزة ونار الضفة، والعالم يواصل صمته المريب














المزيد.....

مقال: فلسطين… بين مطر غزة ونار الضفة، والعالم يواصل صمته المريب


رانية مرجية
كاتبة شاعرة ناقدة مجسرة صحفية وموجهة مجموعات

(Rania Marjieh)


الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 16:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


في كل مرة يظنّ الفلسطيني أنّ العالم قد وصل إلى ذروة صمته، يكتشف أن للصمت طبقات أعمق وأشدّ قسوة. فها هي الضفة الغربية من جديد تتحول إلى ساحة مفتوحة لاعتداءات المستوطنين، بينما تغرق غزة في المطر والبرد والجوع، وإسرائيل تمضي في سياستها القائمة على نفي الوجود الفلسطيني من جذوره.



الضفة… حين يصبح الاعتداء “روتيناً” يومياً


الهجوم على قرية الجبعة ليس حدثاً استثنائياً؛ هو حلقة جديدة في مسلسل طويل يشارك فيه المستوطنون والجنود معاً.

المشهد بات محفوظاً:

مستوطنون يقتحمون القرية، يحرقون البيوت والمزارع، يعيثون فساداً، ثم يغادرون بأمان بينما الجنود يقفون متفرجين أو حماةً لهم.



هل يحتاج العالم إلى مزيد من الأدلة ليفهم أن الضفة تُدار اليوم وفق منطق “القوة لمن يشاء”؟



المزارع الفلسطيني الذي يخرج في موسم الزيتون ليس ذاهباً لقطف خير أرضه، بل يخوض معركة يومية ليحمي ما تبقى من كرامة ووجود.

أما العدالة، فهي الغائب الأكبر… ربما لأنها لم تعد جزءاً من قاموس السياسة الدولية حين يتعلق الأمر بفلسطين.



غزة… الحصار يتكلم بلغة المطر والطين


في غزة، لن تسمع صوت السياسة؛ ستسمع صوت الريح وهي تقتلع خيمة، وصوت أمٍّ تبكي لأنها لا تملك ما تدفئ به أطفالها، وصوت الأقدام الغارقة في الطين.

الكارثة لم تعد نتيجة حرب فقط، بل نتيجة إصرار ممنهج على إبقاء القطاع بلا بنية تحتية، بلا حدود مفتوحة، بلا دواء ولا كهرباء.



كيف يمكن لأيّ إنسان أن يعيش في مخيم تغرقه السيول؟

كيف يمكن للفلسطيني أن يواجه هذا الكمّ من القهر ثم يُطالب بالهدوء؟



ورغم ذلك… ينهض الغزّيون كل صباح.

إنهم لا يعيشون فقط، بل يقاومون ليبقوا جزءاً من خريطة العالم.



داخل إسرائيل… خطاب سياسي يقطع الطريق على أيّ أمل


إسرائيل لا تخفي شيئاً.

قيادتها السياسية تعلن صراحة رفضها لأي حديث عن دولة فلسطينية، وكأنّ الشعب الفلسطيني خطأ تاريخي يجب “تصحيحه”.



يترافق هذا مع تقارير مروّعة عن وفاة محتجزين فلسطينيين خلال فترة اعتقالهم.

ورغم خطورة الأرقام، تمرّ الأخبار في الإعلام العالمي بخفة مريبة، كأن حياة الفلسطيني تفصيل خارج اهتمام “الديمقراطيات” التي تزعم احترام حقوق الإنسان.



الخلاصة… فلسطين ليست ضحية قدر، بل ضحية ميزان قوى أعوج


ما يحدث اليوم ليس قضاءً ولا قدراً، وليس صراعاً قديماً كما يحبّ البعض أن يروّج.

إنه نتاج وضوح سياسي لدى إسرائيل، وصمت دولي، وتخاذل إقليمي، وغياب إرادة حقيقية للعدل.



ومع ذلك—وهنا المفارقة—من بين كل هذا الخراب، يخرج الفلسطيني أكثر إصراراً على الحياة.

لا لأن الحياة سهلة، بل لأن الوجود نفسه مقاومة.



فلسطين اليوم ليست اختباراً لصلابة شعبها؛ لقد أثبتت صلابتها مراراً.

فلسطين هي اختبار لضمير العالم…

وحتى اللحظة، العالم يفشل فشلاً ذريعاً.



#رانية_مرجية (هاشتاغ)       Rania_Marjieh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آدم: موسيقى خرجت من قلبٍ كان يظنّه العالم خطراً
- لا تُقارن نفسك بأحد… لأنّ لكلّ روح طريقها
- فلسطينيو الداخل: وجعٌ يحاور العالم
- الخيط الذي لم ينقطع: قصة فتاة أعادت اختراع معنى النجاة
- وطنٌ يعلّم أبناءه الحلم… ثم يجرّدهم من حقّ الحلم
- طولكرم… مدينةٌ تعلّم القلب كيف يقف دون خوف
- مار جريس… الفارس الذي يفضح خوف العالم
- الامتنان… فلسفة حياة ومرآة للروح الإنسانية
- لقاء لا يُنسى مع المناضلة الفلسطينية ليلى خالد
- حين عدتُ من الموت… أدركتُ الحقيقة التي يخشاها الجميع
- رولا غانم.. حين ينهض الوطن من بين سطور امرأة
- قصة: حين ينهض الصمت ويقول اسمه
- الإيزيديون… حين تُضيء الكلمة طريق الإنسان
- رواية الحصاد… حين يُزهر الوطن في قلب الطفولة
- 🎭 مسرح لا يسألهم عمّا نقص… بل عمّا يلمع
- قراءة في قصة -مفتاحٌ لا يَصدأ-: للكاتبة رانية فؤاد مرجية  ...
- ليان... حين تقع القلوب في امتحان الإنسانية
- محمد بركة… حين فشل الزعيم في أن يكون بين الناس
- ✨ ما بين جرسٍ وهلال (Between a Bell and a Crescent)
- رنين بشارات… حين يتكلّم الصدق بصوتٍ مسرحيّ


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على 5 مسلحين في غزة ويقصف أهداف ...
- وثيقة مسربة تكشف خطة للسلام بين روسيا وأوكرانيا، فما هي هذه ...
- خنساء المجاهد: مقتل مدونة ليبية وزوجة سياسي، تثير الرأي العا ...
- التصعيد يتسارع: إسرائيل توسّع ضرباتها في لبنان.. وتستهدف -شخ ...
- الاحتجاج الثالث خلال أسبوع: -مسيرة الحقوق والحريات- في تونس ...
- بين نهرين: بلاد ما بين النهرين القديمة وميلاد التاريخ
- مقتل 7 فلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة
- دراسة تكشف أن حساسية الغلوتين لا تتعلق بهذا البروتين
- -استيقظ أيها الرجل الميت-.. دانيال كريغ يعود بلغز جديد
- 3 خطوات للتخلص من القمل


المزيد.....

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رانية مرجية - مقال: فلسطين… بين مطر غزة ونار الضفة، والعالم يواصل صمته المريب