سوزان ئاميدي
الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 14:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في اليوم الافتتاحي لمنتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2025، الذي انعقد في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 في الجامعة الأمريكية في دهوك، ألقى الرئيس مسعود بارزاني خطاباً مهمّاً حمل دلالات محلية وإقليمية ودولية. جاء الخطاب في ظل تحولات متسارعة تشهدها المنطقة، وضمن منصة تجمع قادة سياسيين وأكاديميين وباحثين من العراق وخارجه، بهدف مناقشة التحديات الأمنية والتحولات السياسية في الشرق الأوسط.
أشار الرئيس بارزاني إلى ما وصفه بـ "الفرصة الذهبية" التي أتاحتها مرحلة ما بعد 2003 ، مؤكداً أن أساس الدولة العراقية كان ولا يزال يقوم على الشراكة والتوافق والتوازن بين مكوّناته. ورغم وجود بعض النواقص في دستور 2005 ، فقد اعتبره مقارنة بدساتير دول الجوار تجربة جيدة، مؤكداً دعمه له اليوم وفي المستقبل. كما أعاد فتح ملف اتفاقية سايكس-بيكو، مشدداً على أنها لم تحقق الاستقرار، وأن إعادة النظر في خللها ضروري لفهم طرق المعالجة السياسية والأمنية في المنطقة.
أشار الرئيس بارزاني إلى أن اتفاقية سايكس-بيكو لم تحقق الاستقرار، ولا تزال شعوب المنطقة تعاني من آثارها، ما يستدعي إعادة التفكير في خللها لفهم طرق المعالجة. وأكد أن سياسة فرض الأمر الواقع فشلت في العراق والشرق الأوسط، وأن الأجيال المقبلة تحتاج إلى بيئة مستقرة.
كما أوضح أن الدولة العراقية بُنيت على مبدأ الشراكة بين العرب والكورد، لكن التجارب المتعاقبة—من دستور 1958 إلى اتفاقية 11 آذار، وصولاً إلى الكيمياوي والأنفال—أثبتت غياب الالتزام بهذه الشراكة. وأضاف أن سياسة فرض النفس لم تجلب النجاح لأحد، وأن استقرار المنطقة يتطلب توافقاً وشراكة حقيقية بين المكوّنات.
ويأمل الشعب الكوردي أن يشكّل هذا الطرح بداية لمراجعة حقيقية تعيد الاعتبار لمفهوم الشراكة وحقوق المكوّنات، وأن تتحوّل هذه الإشارات السياسية إلى خطوات ملموسة تعزز الاستقرار وتمنحهم الثقة بأن المستقبل قد يحمل ما كانوا ينتظرونه منذ عقود. وفي الوقت نفسه، شدد الرئيس بارزاني على ضرورة دعم عملية السلام في تركيا، والاستفادة من الفرص الحالية لحل الأزمة السورية، مع الإشارة إلى أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة كانت تقنية جيدة، لكنها بحاجة إلى مراجعة القانون الانتخابي لضمان العدالة لجميع الأطراف. ويجسّد هذا الطرح، الذي جاء في المنتدى الخامس للسلام والأمن في الجامعة الأمريكية في دهوك، حرص القيادة الكوردية على أن يكون صوت الشعب مسموعاً، وأن تتحوّل الرؤية السياسية إلى واقع عملي يضمن للأجيال المقبلة الاستقرار والعدالة.
#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟