بشار مرشد
كاتب وباحث
(Bashar Murshid)
الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 10:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طريقة التحضير:
1. المكوّنات الأساسية.. الوعي المجتمعي:
الوعي المجتمعي يحدد جودة المكوّنات. في مجتمع واعٍ، المكونات طازجة ونظيفة وبهارات موزونة، قادرة على صنع أطباق تُغني المواطن. أما في مجتمع فوضوي، فالمكونات مشكوك فيها والتوابل منتهية الصلاحية، والوجبة قبل أن تُطهى مهددة بالفشل.
2. طريقة الطهي.. الضمير والأخلاق:
طريقة الطهي تمثل الضمير. من غاب ضميره، يسرّع النار ليحرق الطعام، يضيف الملح لإخفاء العيوب، ويتجاهل التفاصيل الصغيرة التي تحسم جودة الطبق. أما الطباخ الأخلاقي فيعرف أن الطبخ صبر وحرفية، وأن لكل مكوّن حقه من العناية.
3. السياسي ..الطاهي وفريق العمل:
السياسي هو الطاهي. الطاهي الماهر يستطيع أن يصنع وجبة محترمة حتى من مكوّنات متواضعة، بينما الطاهي الفاشل يفسد أفضل المكوّنات ثم يلوم الفرن. ومعه طاقم من المساعدين: الجهاز البيروقراطي والموظفون التنفيذيون. إذا كان المساعدون كسالى أو فاسدون، أبطؤوا العمل وسرقوا "الزيت" قبل أن يصل للقدر، حتى لو كان الطاهي صادقًا.
أنواع الطهاة في المطبخ السياسي:
1. الملتزم بالقوانين:
ينفذ الوصفات حرفيًا، يضمن الثبات لكن بلا ابتكار.
2. المرتجل:
يعتمد على المزاج والكاريزما، أحيانًا يصنع طبقًا رائعًا وأحيانًا كارثة.
3. الاستعراضي:
يعيش للكاميرات، يقدم أطباقًا مزينة لكنها بلا قيمة حقيقية.
4. البخيل:
يعد بالكثير ويطبخ القليل، يحول الشوربة إلى قطرة ماء.
5. صاحب المدرسة العريقة:
بطيء ودقيق، يعرف أسرار الطهي والنضج ويهتم بالتفاصيل.
6. العلّاك:
يشرح مشاكل الكون ولا يقدم أي حلول، يبرر فشل الطبخ بعوامل بعيدة عن المكوّنات.
7. المتظاهر بالقداسة:
يتظاهر بالنزاهة والمبدأ، يعلق على كتفيه مئزرًا ناصعًا، لكن بهاراته مغشوشة ويده ملوثة. قناع بلا حقيقة.
آفات المطبخ..غياب النظام والفوضى:
القوارض لا تأتي من فراغ. تظهر حين يُترك المطبخ بلا ترتيب، وتتكاثر حين تُفتح الأبواب دون رقابة. فوضى صغيرة تدمّر جهد طاهٍ شاب، وتحول المطبخ كله إلى مساحة خراب.
الناقد والمراقب.. الإعلام والرأي العام:
الإعلام الواعي والرأي العام الحر هما الذوّاقة الذين يتذوقون الطبق قبل الناس. يرفعون الصوت عند نقص المكوّنات أو وجود السموم. وإن غابوا، أو اشتُري ذوقهم بـ"بهارات" رخيصة، تحوّل المطبخ السياسي إلى ورشة سرية لا يُعرف ما يُطهى فيها.
الطبق النهائي.. مصير المواطن:
السياسة في النهاية طبق يصل إلى المواطن. قد يكون مغذيًا ويثري، وقد يكون مسمومًا ويضر الصحة والروح. كل شيء يبدأ من المكوّنات، ضمير الطاهي، نظام المطبخ، وصدق الناقد.
#بشار__مرشد (هاشتاغ)
Bashar_Murshid#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟