أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما بين إعلان الدولة الفلسطينية 1988 وواقعها اليوم














المزيد.....

ما بين إعلان الدولة الفلسطينية 1988 وواقعها اليوم


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8527 - 2025 / 11 / 15 - 18:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


في مثل هذا اليوم من عام 1988 أعلن الرئيس الراحل أبو عمار في المجلس الوطني في الجزائر عن وثيقة إعلان استقلال دولة فلسطين على الأراضي الفلسطينية مع الاعتراف والالتزام بكل قرارات الشرعية الدولية، وبذلك تم الانتقال من الشرعية الثورية والتاريخية إلى الشرعية الدولية ومن نهج التحرير بالمقاومة المسلحة إلى المراهنة على المفاوضات والتسوية السياسية.
آنذاك فتحت واشنطن قناة تواصل مباشر مع الفلسطينيين في تونس، ولكنها رفضت أن يكون الوفد الفلسطيني تحت عنوان أو ممثلا لدولة فلسطين بل وافقت على التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية التي تتهمها بالإرهاب وعندما كانت المنظمة تمارس العمل الفدائي في فلسطين وخارجها وتمثل حركة تحرر وطني!
وعندما تم عقد مؤتمر مدريد 1991 تم أيضا رفض حضور وفد يمثل دولة فلسطين وقبلوا بعد مماطلة حضور وفد يمثل المنظمة من داخل الأراضي المحتلة. وفي أوسلو كان التفاوض بين إسرائيل والمنظمة كما كان التوقيع على الاتفاق في واشنطن بين الطرفين، حتى وثيقة الاعتراف المتبادل نصت على أن تعترف منظمة التحرير بدولة إسرائيل مقابل اعتراف هذه الأخيرة بمنظمة التحرير ممثلة للفلسطينيين وليس اعتراف دولة بدولة.
وفي نصوص اتفاق أوسلو لم ترد كلمة الدولة الفلسطينية أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى الأساس الذي قام عليه الاتفاق لم يكن كل قرارات الشرعية الدولية كما كانت تصر وتطلب منظمة التحرير بل فقط قراري مجلس الأمن غير الملزمين 242 و338 حتى يتجنبوا قرار التقسيم 181 وقرار عودة اللاجئين 194.
ومع اقتراب نهاية المرحلة الانتقالية لاتفاق أوسلو في مايو 1999 حيث كان يفترض بدء التفاوض على قضايا الوضع النهائي ،وتهرب إسرائيل من المفاوضات ،لمح ابو عمار وتواصل مع عدة دول حول نيته الإعلان من طرف واحد عن قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 ،ولكن واشنطن هددت ابو عمار في حالة اتخاذه هذا القرار بفرضها ومعها إسرائيل عقوبات قاسية تصل لحد إنهاء وجود السلطة الفلسطينية، كما قامت بالطلب من دول عربية وخصوصا مصر بالضغط على ابو عمار، وبالفعل هددت مصر ومن خلال مكالمة تليفونية حادة بين الرئيس مبارك وأبو عمار بأنها لن تعترف بدولة فلسطين ان تم الإعلان عنها من طرف واحد !.
لقد قبلت واشنطن الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وهي مصنفة أمريكيا كمنظمة إرهابية وتفتح لها مقرا فيها وتتواصل مع قياداتها حتى إن الرئيس أبو عمار زار البيت الأبيض عدة مرات والتقي برؤساء امريكيين وهو ما فعله أيضا ألرئيس ابو مازن، ولكنها ترفض الاعتراف بدولة فلسطينية على أي شبر من أرض فلسطين حتى وهي تحت الاحتلال ومنزوعة السلاح! والسبب الرئيس من وراء هذا الرفض هو عدم الاعتراف بأن الضفة وقطاع غزة أراضي محتلة بل تعاملوا معها كأراضي متنازع عليها.
واليوم وبعد 37 عام من إعلان الاستقلال يمكن تفسير التصرف الإسرائيلي في الضفة والتصرف الأمريكي في قطاع غزة و رفضهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية لأن الدولتين ومنذ مؤتمر مدريد ١٩٩١ ثم أوسلو ١٩٩٣ لا تعتبران أن قطاع غزة والضفة أراضي فلسطينية محتلة بل أراضي متنازع عليها ،وهذا ما شجع اسرائيل مواصلة الاستيطان وصولاً لتسمية الضفة يهودا والسامرة وأنها جزء من أرض إسرائيل وبداية ضمها ،وهو أيضاً ما شجع ترامب على التفكير بتهجير سكان القطاع وتحويله لمنتجع سياحي وإطلاق يده بالتصرف في القطاع بموافقة إسرائيلية، فالقطاع بالنسبة له أرض بلا صاحب ومتنازع عليه.
قد يقول البعض أن ترامب أعلن رفضه ضم اسرائيل للضفة، وهذا كلام صحيح، ولكنه في نفس الوقت لا يعترف بدولة فلسطينية في الضفة ولم يقل إن الضفة أرض فلسطينية محتله وسبق له أن اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل مقر السقارة الامريكية لها بل ما زال يتعامل مع الضفة وقطاع غزة كأرض متنازع عليها.
أيضاً قد يقول البعض إن عديد القرارات الدولية تعترف بالضفة والقدس والقطاع كأراضي محتلة كما اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة بفلسطين دولة مراقب عام 2012 ثم اعتراف حوالي 160 بدولة فلسطين.
بالرغم من أهمية هذه القرارات والاعترافات إلا أنه لا يوجد أي قرار دولي ملزم وتبقى أقرب للتوصيات، كما أنه اليوم وفي ظل الهيمنة الأمريكية لم تعد الشرعية الدولية مرجعية لعودة الحقوق لأصحابها وحتى غابت قدرتها على فض الصراعات بالطرق السلمية، بل أصبحت القوة والمصالح الدولية تعلو على الشرعية الدولية ، ومع ذلك فحق الشعب الفلسطيني لن يضيع والعالم يتحرك لصالحنا كما أن القوة وموازينها غير ثابتة، وأقوى ورقة يملكها الشعب الفلسطيني هي صموده وثباته داخل وطنه حيث عدد الفلسطينيين يفوق عدد اليهود مما يجعل دولة الكيان أمام خيارين أحلاهما مر لها: إما الانفصال عنهم مما سيؤدي لدولة فلسطينية، أو الضم والاحتلال مما سيفقد الدولة هويتها اليهودية ويحولها لدولة عنصرية ، وحتى مبادرة ترامب لن تحل المشكلة ولن تحقق السلام لا في غزة وفلسطين ولا قي الشرق الأوسط.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نكتب؟ ولمن؟
- ماذا تبقى من شرعية ومبرر لسلاح حماس؟
- في ذكرى اغتيال أبو عمار: مقاربة مغايرة وتساؤلات خارج الصندوق
- النقد الذاتي حتى وإن كان قاسيا
- المشكلة ليست في ديانة الشعوب وتاريخها بل في التوظيف السيئ له ...
- فوز زهران ممداني وأزمة العقل السياسي العربي :أن تكون (مسلماً ...
- حتى لا تُغيب غزة أصل القضية والصراع
- كلهم يرفعون علم فلسطين!
- حول ارسال قوات دولية لقطاع غزة
- استكمال الإجراءات والجهود لقيام الدولة الفلسطينية
- ليس هذا وقت التحرير والدولة المستقلة!
- فلسطينيو غزة يفتقدون المستشفى الميداني المغربي
- صراحة لدرجة الوقاحة
- مراسيم الرئيس أبو مازن وإشكالية خلافته
- فيما تتقدم مبادرة ترامب يتراجع التوافق الوطني
- أموال الشعب وليس أموال حركة حماس
- أن تلتزم حماس بالتزامات منظمة التحرير أشرف لها من التزامها ب ...
- اللغط حول إطلاق سراح مروان البرغوثي
- صفقة ترامب الجديدة: الضفة لإسرائيل وقطاع غزة لترامب!
- حركة فتح ما بين السلطة والدولة والمقاومة المسلحة


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على 5 مسلحين في غزة ويقصف أهداف ...
- وثيقة مسربة تكشف خطة للسلام بين روسيا وأوكرانيا، فما هي هذه ...
- خنساء المجاهد: مقتل مدونة ليبية وزوجة سياسي، تثير الرأي العا ...
- التصعيد يتسارع: إسرائيل توسّع ضرباتها في لبنان.. وتستهدف -شخ ...
- الاحتجاج الثالث خلال أسبوع: -مسيرة الحقوق والحريات- في تونس ...
- بين نهرين: بلاد ما بين النهرين القديمة وميلاد التاريخ
- مقتل 7 فلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة
- دراسة تكشف أن حساسية الغلوتين لا تتعلق بهذا البروتين
- -استيقظ أيها الرجل الميت-.. دانيال كريغ يعود بلغز جديد
- 3 خطوات للتخلص من القمل


المزيد.....

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ما بين إعلان الدولة الفلسطينية 1988 وواقعها اليوم