أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - آمنة الريسي - القيادة الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية














المزيد.....

القيادة الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية


آمنة الريسي

الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 16:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأزمات العالمية أصبحت تصيب الإنسانية واحدة تلو الأخرى، مما سببت في ظهور السلوكيات الاأخلاقية داخل المنظمات وخارجها وأثرت على أفعال وممارسات القادة. من هنا برزت الحاجة للقيادة الأخلاقية والمعايير الأخلاقية كأحد الأدوات الأساسية الداعمة للكفاءة والفاعلية في الأداء المؤسسي. فمع التغيير السريع والمخيف أحيانا الذي يعيشه العالم اليوم، لم يعد باستطاعة المنظمات المحافظة على تماسكها واستثمار مواردها البشرية إلا من خلال قيادة تتمتع بالنزاهة والأخلاق وتعمل لا على تحقيق مصالحها الشخصية وأنما يكون هدفها الرئيسي هو إشراك العاملين والعمل كفريق لتحقيق الأهداف المنشودة.
من هنا، أصبحت الممارسات الأخلاقية واحدة من أهم متطلبات هذا القرن لمواجهة التحديات السريعة التي تلامس مختلف جوانب الحياة وتؤثر على أحداثها، وسياساتها، وأساليبها، وتقنياتها. فإدا كانت المنظمات اليوم تريد المحافظة على بقائها واستمراريتها وتطورها وتحقيق أهدافها بكفاءة وفاعلية، فلابد أن تتوافق سياستها التنظيمية مع المعايير الأخلاقية وتدعم الجو الإيجابي في التعاملات وتفادي السلبيات وهذ هو دور القائد الأخلاقي داخل المنظمة.
المنظمات المعاصرة أصبحت بعيدة كل البعد عن الثبات والاستقرار، وهذا أوقعها لانتهاكات وتجاوزات أخلاقية كثيرة من بينها فضائح الفساد الإداري والمالي التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة، مما تطلب زيادة التركيز على السلوك الأخلاقي وممارسات القادة داخل المنظمات
"منظمة الشفافية الدولية" أسست في عام 1993 في فترة انتشر فيها الفساد داخل المؤسسات وهي هيئة دولية لمكافحة الفساد تنشط في أكثر من 100 دولة وتعني بالفساد الذي يؤثر على حياة الناس. وتهدف إلى إنهائة ومساءلة المتسببين فية وتدعو إلى العمل وفق شفافيه ونزاهة وتتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة لوضع تدابير فعالة للتصدي للفساد ولديها تقرير يصدر بشكل سنوي يعرف باسم "مؤشر الفساد".
طالبت هذه المنظمة بضرورة تبني السلوكيات والممارسات الأخلاقية في المنظمات من خلال رصد أهم المؤشرات الدولية ذات الصلة بالشفافية والنزاهة.
من هنا تأتي أهمية البعد الأخلاقي للمنظمات، فقد أصبحت الأخلاقيات داخل المؤسسات مقياسا عالميا يقاس ويقارن به الأداء الدولي ويجب العمل به لتحقيق أهداف المؤشرات الدولية.
وهذا يتوجب وجود قيادة قادرة على إدارة التغيير وتوجيه اتجاهات العاملين وسلوكياتهم لتحقيق أداء وسلوكيات غير مخالفة للمعايير الأخلاقية الدولية
حسب معجم أكسفورد فالأخلاق تعني " مجموعة المبادئ التي تحكم وتؤثر في سلوك الأفراد". وبحسب تعريف الإمام الغزالي " فالأخلاق هي هيئة في النفس راسخة تصدر منها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر ورؤية. فإذا كانت تلك الهيئة جميلة ومحمودة عقلا وشرعا سميت خُلقا حسناً، وإن كانت أفعال قبيحة سميت خُلقا سيئا".
وفي كتاب "أسس ميتافيزيقيا الأخلاق"، أعتبر كل عمل يتم بغير وحي الضمير وقوة الإرادة الحرة والصوت المتجرد من الغايات الشخصية هو عمل ليس من الخير في شيء.
ومن هنا نجد أن الأخلاق هي مجموعة من القواعد الأخلاقية والقيم والمبادئ التي تحكم سلوك الفرد والجماعة وتوجههم نحو التصرفات الصحيحة، كما أنها تسهم في تحديد المعايير اللازمة لما هو جيد وسيء من التصرفات والأفعال التي يقوم بها الفرد.
الشركات التي تعمل وفقا لمسؤوليات أخلاقية 1. تعتمد معايير أخلاقية في تقييم أداء الشركة جنب إلى جنب مع معايير الربحية والحصة السوقية، 2. تقييم أداء العاملين على كفاءتهم في العمل وعلى ممارساتهم الأخلاقية، 3. وجود لجنة أخلاقيات داخل المؤسسات لتقييم المستوى الأخلاقي لقرارات وممارسات الإدارة والعاملين فيه، 4. مقارنة المستوى الأخلاقي للشركة بمستوى أفضل المنافسين كأخلاق

القادة الأخلاقيون يضعون مصلحة الأخرين فوق مصلحتهم ويضعون القيم في أولوياتهم القيادية، حيث يقوم هؤلاء القادة بدعم التوجيهات الأخلاقية في الشركة وتوفير المناخ الأخلاقي الذي يردع الموظفين من الإقدام على الانتهاكات الأخلاقية ويشجعهم على الاعتراض على القرارات التي تتعارض مع قيم المؤسسة وأخلاقها.
لا يمكن ذكر القيادة الأخلاقية بدون ذكر المسؤولية الاجتماعية معها. فالممارسات الأخلاقية في المنظمات متوفرة في أساسها في هؤلاء الأفراد خلال ممارساتهم المسؤولية الاجتماعية. فالأخلاق مرتبطة بالفرد قبل أن ترتبط بالمنظمات، فالأخلاق كأعراف مجتمعية هي أولاً، حتى لو تضاربت مع المصالح الأساسية التقليدية للمنظمة. فسلوك القادة والعاملين داخل المنظمة يدعم سمعة الشركة ويدعم صورتها الذهنية لدى المجتمع، سلوكيات العاملين في المنظمات الحكومية يدعم استدامة المجتمع، القيادة الأخلاقية من خلال برامج مخصصة للمجتمع تظهر مدى التزامها بالقوانين والتشريعات، الموظفون يعتمدون على قادتهم للحصول على التوجيه والدعم لمواجهة التحديات الأخلاقية، لذلك فللقادة دور حيوي في تعزيز السلوك الأخلاقي، القادة الأخلاقيون يستخدمون القوى الناعمة ويبتعدون عن التأثير الهجوي والقسري في التأثير على موظفيهم.



#آمنة_الريسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاثير جناحي الفراشة


المزيد.....




- جلبها مواطن كويتي من إيران.. داخلية الكويت تعلن إحباط تهريب ...
- ماذا نعرف عن بوعلام صنصال ولماذا أفرجت الجزائر عنه؟
- إلى أي مدى يؤثر الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلانات؟
- جيش السودان يستعيد مناطق حيوية والإمارات تنفي مساندة الدعم ا ...
- ما هي السيناريوهات المحتملة بشأن تصاعد حدة التوتر بين واشنطن ...
- مجلس الأمن الدولي يصوت الإثنين على مشروع قرار أمريكي بشأن غز ...
- نيجيريا تجدد رفضها لاتهامات ترامب بالإبادة
- ملتقى الحوار الوطني الثالث بإسطنبول يدعو لإعادة ترتيب البيت ...
- بسبب مخالفات.. مالي توقف بث قناتين فرنسيتين
- الجزائر تعلن إخماد كافة حرائق الغابات بـ14 ولاية


المزيد.....

- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - آمنة الريسي - القيادة الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية