أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل عيدان - المنهج العلمي والعصبية














المزيد.....

المنهج العلمي والعصبية


عقيل عيدان

الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 10:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هناك حقيقة أود أن أنطلق منها في هذه المقالة، ذلك أن "العصبية" للمنهج ليست كالعصبية في الموقف السياسي أو الاجتماعي. ويرجع ذلك إلى أن المناهج العلمية تتكامل ولا تتنافر، وقد أوقع الخلط بين الإخلاص المنهجي والإخلاص الاجتماعي بعض المفكرين العرب في خطيئة الخلط بين مناهج البحث والنضال لاسياسي أو الاجتماعي وآل بهم إلى الدوغما أو الانغلاق في الفكر والبيروقراطية في الحكم.

ينظر إلى الدكتور طه حسين كرائد في مشروع بحث التراث وفق المناهج الحديثة بعد إرهاصات النهضويين والسيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، وقد استند إلى منهج الشك الديكارتي. ولم يكن هذا المنهج سائداً في الغرب حين تبناه طه حسين بل مطروحاً مع مناهج أخرى كالهيغلية (نسبة للفيلسوف هيغل) والكانتية (نسبة للفيلسوف كانتْ) والماركسية (نسبة للمفكر ماركس)، وإنما اختاره لعلاقته بموضوع دراسته وهو الأدب وتحديداً الشعر الجاهلي.



كذلك لم يظهر طه حسين في مسالكه الديكارتية كمنحاز لمنهج دون غيره لأن موضوع الشعر الجاهلي كان منذ عصر التدوين قد خضع لتشكيك حقيقي من مؤرخي الأدب القدماء. فاستفاد من منطق ديكارت لإعادة بحث الموضوع وفق المطالب العلمية الراهنة. وتغيب ديكارتية طه حسين في مصادر معرفته المتنوعة وإحاطته شبه الشاملة بتاريخ وتراث العرب والإسلام مع فهمه الدقيق للغة النصوص القديمة، وما تمتع به إلى ذلك من خيال خصب واستيعاب لأسرار التعبير اللغوي والدلالات المعقّدة للمفردات والتعابير.



ومشروع طه حسين تنويري، وقد فتح به أبواب النقد الحديث في التاريخ والأدب وينبغي اعتباره البداية "الشارعة" للفكر العربي الحديث. وهو لم يفشل - كما يظن البعض – بل أدى دوره بالتمام ولا يزال يُلهم جيله اللاحق كيفية النظر إلى التراث بفهم علماني متحرّر من قيد السلفية.



ولا يعني بقاء القديم إلى جانبه أنه انحسر أو فقد زخمه. فالأفكار تتزامن، ويبقى لكل من القديم والجديد روّاده وأنصاره. وحينما يقال عن منهج أو مذهب أنه انتصر فلا يصح أن يفهم منع أنه انفرد بعقل المجتمع بل هو يبقى فاعلاً في مجال ويكون له أتباع يرجعون إليه أو يطورونه في أي وقت.



مع طه حسين ظهرت معالجات جديدة أخرى لتاريخ الأدب العربي والفلسفة الإسلامية والتاريخ العام. فيتناول أحمد أمين تاريخ الحضارة الإسلامية بمنهج حديث متأثر بالاستشراق إنما كاشف ومنتج، مع تقصيره - في تقديري- عن مدى طه حسين وتنويريته العالية.



وألَّف زكي مبارك في التصوف الإسلامي كتاباًً رائداً في بابه، ولو أنه بدوره بقي أدنى من الذروة التي تناوشها طه حسين في الأدب الجاهلي.



وكتب مصطفى عبد الرازق في تاريخ الفلسفة الإسلامية تمهيداً انطلق منه تلميذه على سامي النشار للكتابة عن نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام. وبرغم ميوله الأشعرية، قدَّم النشار صورة تأريخية (بالهمزة) لعلم الكلام كميدان للفكر الفلسفي ميزه عن الفلسفة التي اعتبرها جارية في خط التراث اليوناني.



وكتابات النشار مرجع هام لفهم هذا الفكر، وقد كتبت بأمانة علمية مع تعمق ساعد عليه توغله في التراث الفكري وجودة فهمه لمشكلات الفلسفة بتفرعاتها الشتى.



ثم كان انتشار الماركسية وظهور الأحزاب الشيوعية، فأخذ بها كتّاب ماركسيون وشيوعيون من المتخصصين في تاريخ الإسلام السياسي والثقافي.



ولعل المؤرخ والمفكر حسين مروة من الروّاد الأوائل في هذا المضمار. ويشتمل سِفْره عن النزعات المادية في الفكر العربي الإسلامي على مادة ضخمة حُلِّلت بجهد علمي كبير في ضوء المادية التاريخية.



ومنهج حسين مروة سوفييتي. لكن الثروة الطائلة التي امتلكها في التراث أخرجته من خطوط الدوغما إلى أفق أوسع بدا فيه قادراً على الإمساك بالمشكلات الدقيقة للفلسفة الإسلامية. وقد تواضع فقبل عليها شهادة الدكتوراه من السوفييت، فكانت من الحالات النادرة التي يستلم فيها أستاذ شهادة عليا من تلامذته.



ولم يبدأ حسين مروة من الصفر كما لم يدعُ إلى إعادة كتابة التاريخ. بل شَرع في النظر على خطوط سابقة استعرضها في مدخل موسّع هو بحد ذاته كتاب، وقيّمها بتواضع وإنصاف في ضوء منهجه المادي ممارساً في مجمل مراجعاته أخلاقيته الشخصية، وتبعاً لها، العلمية الراقية.



#عقيل_عيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حرية الاعتقاد الديني
- الشيخ محمد عبده والمرأة
- شذرات في الحقيقة الدينية
- في ذكرى بدر شاكر السياب
- المهمة المزدوجة للديموقراطية
- بوصلة التسامح
- لماذا العقل؟
- ابن رشد والمرأة
- الرقابة حاجز في طريق الحياة !
- أخلاق القيم
- ما هي الديموقراطية؟
- استعادة لذاكرة الإنسان
- يقظة اللغة العربية
- الكواكبي في مصر
- المرأة الجديدة
- خواطر من أخبار المرأة العربية في التاريخ
- الخوف يصنع التاريخ
- الحدس أو عين العقل
- ما هي الدولة ؟
- أن تكون ديوجين


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل عيدان - المنهج العلمي والعصبية