أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى حقي - (3) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية -المعجزات















المزيد.....

(3) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية -المعجزات


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 08:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


( لمحة موجزة عن الكاتب علي الدشتي وأعماله في مطلع مقالنا – معجزة القرآن) الحوار المتمدن تاريخ 10/12/2006
... والمثال لآخر هو إسلام وحشيّ ، الذي مثّل بحمزة بن عبد المطلب بعد أن قتله في معركة اُحد في العام 3/625. ولقد بلغ من غضب النبي الشديد لمقتل عمّه الأثير والشجاع أنه أقسم على الانتقام؛ غير أنه حين اُحضِرَ وحشي أمامه ونطق بالشهادة ، قبلها النبي . من الواضح أنّ الباعث على إسلام هذين كان الخوف. ومع ذلك فقد أطلقهما النبي .
ليست تعليقاتنا الآنفة على الآيات الثلاث في سورة الأنعام مجرد تخمينات أو فرضيات؛ فثمة مقاطع قرآنية أخرى تدعمها وتبيّن أن محمداً قد مرّ بحالةٍ من التشكّك وانعدام اليقين حين لم تأت من الله أيّة آيةٍ تبرهن على رسالته . وأشدُّ هذه المقاطع وضوحاً ما نجده في الآيتين 94و95 من سورة يونس : فإن كنت في شكٍ مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربّك فلا تكونن من المُمْتَرين* ولا تكونن من الذين كذّبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين .
ولا حاجة بنا في تفسير هاتين الآيتين لأنْ نتصوّر مشهداً تُتليان فيه بقصد إقناع المشكّكين أو المترددين بالكشف عن أنّ النبي كان قد أبدى الشكّ عينه إلى أن بدّده الله وأزاله . فالتفسير الأرجح هو أنّ هاتين الآيتين هما صوت وعي محمد أو عقله الباطن وهو يتكلّم إليه حين فقد الأمل بمعجزة .
وثمة آيات أخرى فضلاً عن هاتين الآيتين تفضيان بالمعاني ذاتها . ويمكن أن نرى من مقاطع متعدّدة في السّور المكّية أنّ محمّداً قد اعتراه ضَرْبٌ من الأزمة الروحية الداخلية . ففي الاية 12 من سورة هود، يمكن أن نتبيّن نبرة لوم في كلام الله : فلعلّك تاركٌ بعضَ ما يُوحى إليك وضائقٌ به صَدْرُكَ أن يقولوا لولا اُنْزِلَ عليه كنزٌ أو جاء معه مَلَكٌ إنّما أنت نذير . وبعبارة أخرى ، فإنّ مهمة محمد الوحيدة هي أن يدعو ويبشّر ، كائناً ما كان ما يمكن للقوم أن يقولوه .
أما في الآية 35 من سورة الأنعام ، فيجلب محمدٌ على نفسه تقريعا مختلفا: وإنْ كان كَبُرَ عليك إعْراضُهم فإن استطعت أن تبتغي نَفَقاً في الأرض أو سلَّماً في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لَجَمَعَهُم على الهدى فلا تكوُنن من الجاهلين .
وفي سياق آخر ، يعاودُ هذا الأمرُ 1ذاته الظهورَ في الآية 153 من سورة النساء ، حيث الموضوع هو موقف أهل الكتاب. إذ يبدو أنّ اليهود أيضاً قد طالبوا محمّداً بمعجزة وأنّ الآية قد نزلت لتهدئتهم : يسألك أهل الكتاب أن تُنْزِل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرِنا الله جَهرةً فأخذتهما لصاعقة بظلمهم ثمّ اتّخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البيّنات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا.
وفي الآية 59 من سورة الإسراء ، يفسّر غياب المعجزات على النحو التالي:
وما منعنا أن نُرْسَلَ بالآيات إلا أن كذَّب بها الأولون وآتينا (قوم) ثمود الناقة (آيةً) مُبْصرَةً فظلموا بها وما نُرْسِل(الآن) بالآيات إلا تخويفاً . وبحسب الشرح الوارد لهذه الاية في تفسير الجلالين ، فقد اُرْسَلَ النبي صالح إلى قوم ثمود العرب القدماء ولم يؤمنوا أو يصدّقوا. وعندها آتى الله من أجل صالح بمعجزة الناقة التي خرجت من الصخر ، لكنّ قوم ثمود عقروها ولم يزدهم ذلك إلا كفراً، فكان عقابهم بأن أرسل الله عليهم الصيحة والزلزلة الشديدة تهلكهم . ولو أعطى الله معجزةً لمحمد وكذّب بها قومه وبقوا على كفرهم مثل قوم ثمود لاستحقّوا الإهلاك مثلهم أيضاً ؛ غير أنّ الله رغب في إعطائهم مهلةً انتظاراً لإتمام أمر محمّد .
والآية التالية ( أي الآية 60 من سورة الإسراء ) تلفت الانتباه وتحرّض الفكر : وإذ قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالناس ( أي كانت له السيطرة عليهم) وما جعلنا الرؤيا التي أريناك( أي الإسراء) إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوّفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً . فمؤدى الكلمات الأولى في هذه الآية هو أنّ على محمّد ألا يخشى أن يبلّغ ما دامت لله السيطرة على الناس . وتجلّي الرؤيا هو لاختبار البشر ، لأنهم سخروا من محمد وهزئوا به ، بل إن عدداً منهم أنكر الإسلام ورفضه بعد أن دُعِيَ إليه وعرِّف به ، أما المواضيع الثلاثة التي ذُكِرَت فيها شجرة الزقوم الملعونة في القرآن ( في الآيات 26،43،52 من سورة الصافّات،وسورة الدخان وسورة الواقعة على التوالي ) فقد قُصِدَ منها أيضاً تخويف البشر واختبارهم ، غير أنّها لم تزدهم في الحقيقة إلاّ ضلالاً ؛ حيث راح العرب يتساءلون ساخرين كيف يمكن لشجرةٍ أن تنموا في نار جهنّم .
وفي النهاية يتحول الخطاب عن تجلّي المعجزات منتقلاً إلى التهديد بجهنم، كما هو الحال مثلاً في الآية 58 من سورة الإسراء ذاتها : وإنّ من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً . وأنه لمن الغريب بلا شك أن يعمد الله ، العادل والرحيم والذي قال في الآية 13 من سورة السجدة : ولو شئنا لآتينا كلّ نَفْسٍ هداها . إلى تهديد أولئك الذين اختار ألا يهديهم بالدمار في حياتهم والعذاب الشديد بعد مماتهم . فلو جيء بمعجزةٍ أما كان أفضل /ن هذه الشدّة ؟ فلو تمّ ذلك لكان البشر جميعاً قد اعتنقوا الإسلام وتمّ اجتناب كثير من الحروب والمذابح .
ونجد في الآية 37 من سورة الأنعام تفسيراً مختلفاً لغياب المعجزات : وقالوا لولا نُزّل عليه آية من ربّه قُلْ إنّ الله قادر على أن يُنّزّل آيةً ولكنّ أكثرهم لا يعلمون .
ألا يفتقر مضمون هذه الآية إلى التماسك العقلاني والسياق المنطقي؟
لقد طالب المُنْكِرون بمعجزةٍ فقيل لهم إنّ الله قادر على أن ينزّل معجزةً . غير أنّ قدرة الله على فعل ذلك لم تكن محلّ شكّ؛ فإقرارهم بهذه القدرة هي التي تقف وراء مطالبتهم . فعلى الله ، ذي القدرة الكلية ، أن يكون قد نزّل معجزةً لكنه لم يفعل . وتقول الآية إنّ أكثرهم لا يعلمون . فما الذي لا يعلمونه ؟ لا بد أنهم يعلمون أنّ الله قادر على كل شيء ؛ وإلا لما طالبوا بمعجزة . وبذلك تكون الصلة بين الردّ على المطالبة صلةً مبهمة وغامضة . أما التفسير الذي يقدمه تفسير الجلالين فهو أنّ أكثر كفّار مكّة لا يعلمون أنّ نزول معجزة هو بلاء عليهم " لوجوب هلاكهم إن جحدوها .
وهذا ما يدفع إلى طرح سؤالين . أولهما، لماذا سيبقى المطالبون بمعجزة على ما كانوا عليه من التكذيب إذا ما حدثت واحدة ؟ وثانيهما ، هل ثمة رغبة في هلاك أولئك الأغبياء والمعاندين ، الذين يظلّون على تكذيبهم حتى بعد حدوث معجزة؟
هل كان هلاك الثمانية والأربعين مُشركاً مكياً الذين قُتِلوا في معركة بدر خسارةً للعالم أم لا ؟
( من كتاب : 23 عاماً دراسة في الممارسة النبوية المحمدية )
( الكاتـــب : علي الدشتي وترجمة ثائر ديب وإصدار رابطة العقلانيين العرب )



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين الدين والسياسة حقوق المرأة السورية في ضياعٍ وسلب تعسف ...
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية-المعجزات
- .. لنثرثر معاً في حانة الأقدار مع الأستاذ حسين عجيب ..؟
- (1) ثلاثة وعشرون عاما في الممارسة النبوية- المعجزات
- (2)ثلاثة وعشرون عاماً في الرسالة المحمدية - الخلفية
- (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - الخلفية
- الولايات المتحدة العراقية ...؟
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية- ما بعد بعثته ..؟
- تزايد السكان العشوائي والجهل أهم أسباب جائحة العنوسة..؟
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - بعثته
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - مسألة النبوّة
- إذا اجتهدتم لا تشوهوا صورة الخالق ...؟
- (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - مسألة النبوّة..
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية .طفولته
- (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية ... طفولته
- لجوء الجار العراقي إلى سورية ونجدته واجب إنساني قبل القومي ؟
- (3) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية... ولادته
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - ولادته
- (1) ثلاثة وعشون عاماً في الممارسة النبوية - ولادته
- الفاضلةgrce lady.....


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى حقي - (3) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية -المعجزات