أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الطبيب الذي كتب بدم الشهداء..منير البرش يوثق الحقيقة.














المزيد.....

الطبيب الذي كتب بدم الشهداء..منير البرش يوثق الحقيقة.


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8520 - 2025 / 11 / 8 - 09:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لفتني يوم أمس وأنا أتابع آخر المستجدات في غزة منشور للدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة، إليكم ما جاء فيه....

*في قاموس الاحتلال، وقف إطلاق النار لا يعني التوقف عن القتل،
بل يعني فقط تغيير زاوية التصويب.
العالم يسميه "هدنة"، وهم يسمونه "فرصة ذهبية" لدفن ما تبقى من الحياة تحت الركام.
منذ إعلان وقف النار،
٢٤١ شهيدا آخر،
و٦٠٠ جريح تفيض دماؤهم على ورق الهدنة الملطخ بالنفاق.
أي عقل هذا الذي يرى في الموت سلاما؟
وأي احتلالٍ هذا الذي يقتل في الهدوء أكثر مما يقتل في العاصفة؟
إذا قاتل، ينكل بالشهداء.
وإذا اعتقل، يغتصب المعتقلين.
وإذا سلم الجثامين، دهسها بالمجنزرات قبل أن يعيدها لأهلها!
احتلال شاذ في كل شيء*..انتهى

ما كتبه الدكتور منير البرش اختصر جوهر المعادلة التي يحاول العالم تزويقها، أن "وقف إطلاق النار" في قاموس الاحتلال ليس إلا استمرارا للقتل، ولكن بوجه أكثر براءة.

حين يقول الدكتور البرش إن الاحتلال لا يتوقف عن القتل، بل "يغير زاوية التصويب"، فهو يصف واقعا لا زال يلتصق بالقتل ورائحة الدماء، واقعا يلتصق بالركام وأنات الأطفال المكتومة أسفله، إنه واقع الموت في الحقيقة، فمنذ إعلان الهدنة، ارتفع عدد الشهداء إلى ٢٤١، وتم تسجيل أكثر من ٦٠٠ جريح، كلهم بشر لا أرقام كما ينظر لهم العدو الهالك، ومع ذلك، يواصل العالم الحديث عن كذبة الهدوء النسبي التي يضحك بها "ترامب" و "النتن" عليهم عبر شاشات التلفزة وغيرها.

وكما وصف الدكتور البرش فالهدنة التي يحتفي العالم بها، ما هي إلا كذبة ملطخة بدماء الأطفال، "دماء تفيض على ورق الهدنة الملطخ بالنفاق"، جملة اختصرت المأساة الأخلاقية التي يعيشها المجتمع الدولي. هدنة يعيد "ترامب" طبخها مع "نتنياهو" كلما احتاجوا لذلك، بينما عائلات تمسح من السجل المدني ويبتلعها ركام المنازل والمدارس ورمال الخيم.

وحينما يتساءل الدكتور البرش "أي عقلٍ هذا الذي يرى في الموت سلاما؟" فإنه يضع إصبعه على جرحٍ أعمق من السياسة، إنه جرح الضمير الإنساني. إذا كيف يمكن للعالم أن يتمتم بالمدعو "السلام" بينما أطفال غزة لا زالوا يدفنون تحت الركام؟ كيف يتحدثون عن القانون الدولي بينما تدهس جثامين الشهداء بالمجنزرات قبل أن تعاد لأهلها؟.
إنها طقوس إذلالٍ ممنهج، ووجه آخر لاحتلالٍ "شاذ في كل شيء"، كما ختم الدكتور البرش كلماته.

ما نشره الدكتور البرش يفضح تواطؤ العالم "المتحضر" بصمته، وأن ما يحتاجه الاحتلال هو هذا الصمت بعينه كي يمنحه وقتا إضافيا ليواصل جرائمه بلا رادع أو حساب.

منشور الدكتور البرش وثيقة صادقة لم يكتبها المتأملين من بعيد، أمثالنا،إنما وثيقة كتبها إنسان طبيب عاين الجثامين بيديه ولا زال، وأحصي الشهداء باسماءهم وتاريخ استشهداهم. هو يدرك، أكثر من غيره، أن ما يسمى ب "وقف إطلاق النار" في غزة، ما هو إلا استمرار لقطار الشهداء الذي لا تتوقف رحلته نحو السماء.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمين المتطرف يشرعن الإعدام الجماعي باسم -الأمن القومي-
- بين نصوص العنف -التوراتية المحرفة- وجرائم الاحتلال..امتداد ل ...
- مستوطنون يواصلون السيطرة على ينابيع الأغوار/نبع الحمة نموذجا
- -سدي تيمان-..-أبو غريب- فلسطين
- غزة تحت القصف مجددا..مجزرة ٢٨/أكتوبر/٢ ...
- هل هو واقع جغرافي جديد أم مقبرة قادمة؟
- مسرى النبوة تحت التهويد..هل تستجيب الأمة لنداء القدس؟
- من -السيوف الحديدية- إلى -الانبعاث-..-بويا- للتلميع
- -أوتشا- وتصاعد هجمات المستوطنين أثناء موسم الزيتون في الضفة ...
- -ميري ريغف- وفوبيا جثمان الشهيد يحيى السنوار
- -الخطيئة وعقابها- والرد على حدث رفح ١٩/أكتوبر/&# ...
- الاحتلال يوثق جرائمه بيديه..جثامين مشوهة
- الاحتلال بين التهدئة المعلنة والعدوان المستمر
- مروان البرغوثي..حين يصبح التعذيب أداة لكسر الرموز الوطنية
- القناة -١٤ تحرض..إعدام أو رصاصة
- سلام -ترامب-...هل هو غطاء لمشروع توراتي؟؟
- وداعا صالح الجعفراوي...
- بين قلق الأمم المتحدة وعنف الاحتلال.. من يحمي أطباء غزة؟
- شكرا -عيران-
- غزة تزهر من دم الشهداء


المزيد.....




- بركان كيلاويا يدخل مرحلة نشاط متسارع.. ثوران جديد وشيك في ه ...
- أكثر من نصف طلاب بولندا يرغبون بالدراسة خارج البلاد بحثًا عن ...
- -العدالة لـ لورينتس-.. مظاهرات بألمانيا ضد مقتل شاب أسود برص ...
- عشية إحياء الذكرى العاشرة ل13 من نوفمبر، التهديد الإرهابي لم ...
- ما تداعيات سقوط بوكروفسك على الحرب في أوكرانيا؟
- إصابة مصورة في وكالة رويترز وعدد من الفلسطينيين في هجوم شنه ...
- بنبض أوروبا: بعد شراء مقاتلات إف35، بلجيكا تكتشف أن سماءها ض ...
- كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟
- زوبعة تخلف 6 قتلى ومئات الجرحى ودمارا شبه كامل لبلدة برازيلي ...
- إسرائيل تجدد توغلها في القنيطرة السورية


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الطبيب الذي كتب بدم الشهداء..منير البرش يوثق الحقيقة.