|
دور الجماهير في الخطة الأمنية ...
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1833 - 2007 / 2 / 21 - 08:43
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الخطـة الأمنيـة مثلها مثل جميع الخطط والمشاريـع الأجتماعيـة الآخرى ’ هدفهـا معالجـة خلل اجتماعي قائـم ’ مشروع اقتصادي مثلاً او مشروع اصلاح واعمار وسلامـة عامة او لمكافحـة البطالـة والأميـة والفقـر والأوبئـة وغيرهــا ’ وبما ان الخلل الأجتماعي مهما كان شأنـه تدفع ضريبتـه دائمـاً الجماهير الشعبيـة الواسعـة معانــاة وعذابات ودماء وارواح واخطار تهـدد الوطـن ومستقبل الناس فيـه ’ لهـذا فهـي صاحبـة المصلحـة الحقيقيــــة بأنجاز مثل تلك المشاريـع والمعنيـة قبل غيرهـا فـي انجاحهـا ’ وهي كذلك ارضيتهـا ومادتهـا وقوى تحقيقهـا. الخطـة الأمنيـة الراهنـة كعمليـة اصلاح ومعالجــة هـي مقبولـة منسجمـة مـع رغبـة الجماهيـر وطموحاتهـا لكنهـا تبقـى شعاراً عارياً عابراً ما لـم تؤمـن وتثـق بهـا تلك الجماهير وتتبناها وتتحمـل مسؤوليـة نجاحهـا بالتعاون والتنسيق مـع مؤسسات الدولـة واجهزتهـا الأمنيـة الموكول اليهـا انجاز تلك المهمـة . ـــ هـل هناك ثمـة دوراً مؤثـراً للجماهيـر العراقيـة في انجاح الخطــة الأمنيـة الراهنـة ... ؟ . فـي اعتقادي .. كمــا ينبغـي ــ لا ــ . الجماهير العراقيـة بمختلف انتماءاتهـا القوميـة والدينيـة والمذهبيـة تعيش حالـة احباط ويأ س واذلال وخيبــة امــل قاتلـة ’ حيث اندفعت فـي حينـه بحماس وحميـة منقطعتي النظيـر نحو تحقيق امال واحلام عريضـة ’ ورغم جميع الأخطار انجزت ما عليهـا ’ عمليتين انتخابيتين واستفتاءً على الدستور’ اعتقاداً منهــا ان من يمثلهـا ويحقق امالهـا ويخدم مصالحهـا سيأتي حتماً عبـر ثقتهـا واصواتهـا على انقاض الزمـر المجرمة للنظام البعثـي وستختتـم تاريـخ مآساتهـا بحاضـر مزدهـر ومستقبل مضمون ركائزهمـا الحريـة والعدالـة فـــي نظام ديموقراطي تعددي تكون فيـه الفدراليـة والتوحــد على اساس العلاقات الوطنيـة والأنسانيـة مـع الآخـــوة فـي العراق بنات وابناء شعب كردستان . هذا الحلم الجميل والطموح المشروع تكسـر كالزجاج وذاب كجبل الثلج عندما ابتداءت معاول نهـج التحاصص والتوافق تحطـم ثقـة الناس واملهـا وتسفـه اصواتهـا الأنتخابيـة وتأتـي على بقايا امنهـم واستقرارهـم وثروات وطنهـم وكأن الذي تغيـر فقط مظهـر جلادهـم وادوات وشعارات جلدهـم ’ وان معارضـي الأمس كانوا مصابين بأعـراض جلاديهـم واصبحوا بيئــة جاهـزة لنموا وتكاثـر البعث عقائداً وجرائمـاً وممارسات واساليب مدانـة ’ وبلغت اللعنــة حـدود الترحـم على ما كان سيئـاً ’ فأستبدل فـدائيي صدام بفدائيي الطائفـة وجيش القدس بمليشيات المذهب واجهـزة البعث بفرق الموت والمحاكـم الشرعيـة ’ والقتل الجماعي داخل الأقبيـة السريـة بمثيلـه فـي الشوارع المفتوحـة . مـن حيث انتهت تواصلت عذابات الناس ومآسيهـم بأشر قسوة واكثر همجيـة وتواصل الخوف والرعب فـي نفوس الناس وانكمشت الجماهير على نفسهـا واستمرت كما كانت اكثر احباطاً ويأسـاً وسلبيـة في الدفاع عن النفس ’ سحبت وحرقت ثقتهـا واصواتهـا بعـد فوات الآوان ’ واصبـح مـن الصعب اقناعهـا بأن هناك ثمـة من يهتـم بحاضرهـا ومستقبلهـا ومن هو اميناً وصادقـاً معهـا ’ وان مصيرهـا تشظـى اشلاءً فـي مسلـخ رموز وجيوش الفرهود المحاصصاتي تمامـاً مثل ما هـو حال عراقهـا . تلك الجماهير ’وفي مثل تلك الحالـة ’ هـل يمكن لهـا ان تستعيـد ثقتهـا بحكومــة اللا أمـن الراهنـة ... وان تكون ايجابيـة وفعالـة فـي دعـم الخطـة الأمنيـة مهمـا كانت راغبــة ... ؟ كما ينبغــي ... لا اعتقــد ’ ان لـم يتم تحريرها من اسباب احباطهـا ويأسهـا وخيبـة املهـا ... ان لم تستعيـد حريتهـا وكرامتهـا وحقوقهـا وخصوصيتها من نفوذ وتدخـل ووحشيـة مليشيات الطوائف والأعراق والمذاهب ’ ان لـم يكن القانون فوق الجميـع وسيـد الجميع والحكـم بين الجميـع ’ يتجول سلطـة لهـا هيبتهـا نافذة فـي حياة الناس وعلاقاتهـم ومسؤولاً عـن ضمان سلامتهم وحمايـة امنهـم واستقرارهـم . القانون ليس مجرد نصـاً مبجلاً جامـداً يمكن فقط ان يتباهى بـه الموظـف كصـورة الرئيس ورجل الدين كصـورة المرجـع ’ انـه منظومـة حلقات وروابط حيـة متفاعلـة تشـد المجتمع لبعضـه والدولـة للمجتمع والفرد للجميـع ’ واقياً ضـد احتماليـة اختراق وتفشي اسباب تصخـر تربـة الفكـر والمعرفـة والمواهب والأبداع للفرد والمجتمـع ’ والحـد كذلك مـن تكرار اضرار وكوارث الجمود والتحجر وسطوة الأفكار والمفاهيم المستعارة من متحف التاريخ للأشياء فاقـد الصلاحيـة . هكذا جماهيـروعندما تمتلك حريتهـا وكرامتهـا وحقوقهـا وتستعيد وعيهـا وتبلغ المستوى اللائـق من الأبداع والمبادرة والتجربـة ’ سوف تكون جديرة بأنجاز وتطوير المشاريع التـي تعنيهـا وتعني حاضرهـا ومستقبلها بكفاءة وحيويـة ’ لهـذا مطلوب الآن وبشكل ملـح ان تنظـر الحكومـة العراقيـة الى حالهـا وتمارس نقـداً لوضعها وتقيمـاً لتجربتهـا وتعالـج عيوب ومثالب وثغرات العمليـة السياسيـة بكاملها ومنـذ بدايتها ثـم تبداء بكل جراءة وشجاعـة وبأستشارة الخيرين من خارجهـا بالخطوات التاليـة . 1ـــ التخلي نهائياً عـن ظاهرة الأستحواذ على ثروات الوطن ومؤسسات الدولـة عبر نهـج التحاصص والتوافق على اساس الطائفـة والقوميـة والمذهب ’ واصلاح اثاره المدمرة واعادة هيكليـة الدولـة وبناء المؤسسات الحكوميـة على اساس الكفاءة والنزاهـة والأخلاص والقيـم الوطنيـة . 2 ــ تحرير الأنسان العراقي من عبوديـة البطالـة والعوز وعلاقات الأستغلال ومن الجهـل وغباب الوعـي وكذلك مـن التأثير السلبـي للمتطفليـن على ايمان الناس ومعتقداتهم وتفاليدهـم من الوكلاء والوسطاء . 3 ـــ تحرير المـراءة مـن عبوديـة الرجـل والأسرة والمجتمـع وظلاميـة الشرائع والأعراف والعادات التـي ابتدعتهـا ورسختهـا مراحـل ضيق افـق وانانيـة التسلط الذكوري والتي لا زالت تمارس همجيتهـا وانفلات مفاهيمهـا وبدعهـا ’ الى جانب اطلاق دورهـا الفاعـل فـي اعادة اصلاح وبناء المجتمع والدولـة والوطن . 4 ــ اعادة اصلاح السلطـة التشريعيـة عبر التهيئـة لبيئـة صالحـة لأجـراء انتخابات مبكـرة يمارس فيهـا الفرد العراقي حريـة الأختيار بعيـداًعـن كل اشكال الوصايـة والتهديد والأبتزاز واستغفال الناس عبـر الأجتهادات والفتوات والتوجيهات لرجال الطوائف والمذاهب يرافق ذلك اصلاح تام لهيكلية السلطات الآخرى . 5 ــ العمل الجاد والمتواصل عبر التوحـد الوطنـي وبالطرق السلميـة الفاعلـة علـى استعادة السيادة الوطنيـة والحفاظ على ثروات وجغرافيـة العراق وحـل الأشكاليـة مع الدول التي تشارك فـي احتلال العراق ومنهـا امريكـا بشكل خاص على اساس الوضوح والشفافيـة وعلاقات الصداقـة واحترام المصالح وتبادل المنافـع وحسن الجوار الى جانب الموقف الصارم بوجــه اختراقات وتدخلات دول الجوار .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطة امن ... في بيئة اللا أمن
-
الرسالة عارية : من يستحقها ... ؟
-
كركوك : مدينة لأهلها ...
-
عروبة السقوط في الأمتحان الآخير
-
بين المصيبتين ... يحترق العراق
-
ضجيج الهزائم
-
اريد اسألك يا وطن
-
اشكالية الخصوصية العراقية
-
مأزق الخطط الأمنية
-
مدن تبكي هويتها
-
متى سيعود العراق ... احلى وطن ... ؟
-
امة تليق بأصنامها ... والعكس
-
هل ننسى فعلتهم ... ؟
-
صدام الرذيلة والهزائم ... يرتدي عباءة المجاهد !!! .
-
جيش مقتدى وتياره الى اين ... ؟
-
لجنة التنسيق في لقاءها التشاوري
-
و ... متى سيحاكم ويعدم الصدام الآخر ... ؟
-
المحاصصة الوطنية !!! .
-
لا تقتلوا الأنسان فينا
-
كان يوماً للتضامن مع الكرد الفيلية
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|