عبود الجابري
الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 03:00
المحور:
الادب والفن
يعبر دجلة..
يده مروحة معلقة في كتفه
وعيناه تسيران على الماء
توقدان نار الأسماء المفجوعة بحروفها
ياه .. يا للموقد المقدس
فاقتنص شرارتك الأخيرة
وامض إلى حيث يموت أسلافك من البرد
وحيث تموت أسراب النمل على خيط من العسل
المعلق .. بين دجلة
وجسر الشهداء
كم جسرا يلزمنا للشهداء..؟؟
اقتنص موتك المبارك
حيث دجلة والماء
و ظلال الزورق الأخير
***
يعبر الفرات
تنغرس قدماه في رماد النهر
فيبحث عن الماء
في صورة القنطرة المعلقة على جدار المقهى
ربما في غيمة متآكلة
وربما في عطش القطيع
يرنو إلى صورته تتكسر في التماع الطين
وينصت إلى ما ترك الصيادون على الجرف من أغنيات
يعبر الفرات
ركبتاه تغوصان في قيامة النهر
.. السمك النافق
والنوارس اليتيمة
والصدى في الجرار الفارغة
يعبر الفرات
رأسه يغطس حتى القرارة
لكنه لا يستغيث
***
يعبر البلاد
لا من أين ؟
ولا إلى أين ؟
تلك مرآة تقطعت بها سبل الضوء
ومضت تبحث عن النار
في رماد أبنائها ....
#عبود_الجابري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟