أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - -تخريبٌ أم جهلٌ أم تآمر؟ المسؤولون لم ينجحوا في الإمتحان- – الفيلسوف الكبير يبق البحصة














المزيد.....

ألكسندر دوغين - -تخريبٌ أم جهلٌ أم تآمر؟ المسؤولون لم ينجحوا في الإمتحان- – الفيلسوف الكبير يبق البحصة


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 16:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر
موقع تلفزيون تساريغراد

إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

18 سبتمبر 2025

إنّ مسألة سياستنا في الفضاء السوفياتي السابق تستحقّ، دون مبالغة، مراجعةً جذريةً وعميقة. فمنذ اللحظة التي وصل فيها الرئيس فلاديمير بوتين إلى السلطة قبل خمسةٍ وعشرين عامًا، جعل من مشروع الإندماج الأوراسي إحدى أولوياته الإستراتيجية. نعم، تم إنشاء الجماعة الإقتصادية الأوراسية، وأُطلقت مبادرات أخرى مشابهة، غير أنّ النتيجة النهائية لا يمكن وصفها بالنجاح.
بل لعلّ الحقيقة أكثر مرارة: فخلال ربع قرنٍ لم نُنجز المهمة التي وُضعت أمامنا، بل سرنا في الإتجاه المعاكس تمامًا.

لقد قمنا بتفكيك الروابط التي كانت لا تزال قائمة بين دول الفضاء السوفياتي السابق، وفشلنا في الحفاظ على نفوذنا فيها. وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي بذلها الرئيس بوتين شخصيًا لتصحيح المسار، فإنّ العمل المؤسسي، عند إنتقاله إلى الدوائر الأدنى من الإدارة، كان يخرج عن السيطرة تمامًا. لم تكن هناك إستمرارية في السياسة، ولا رؤية إستراتيجية، ولا تنسيق بين الوزارات والهيئات الحكومية، ولا إستثمارٌ منهجيّ لرأس المال الخاص الكبير.
لقد تُرك مشروع الإندماج الأوراسي ليجري على سجيّته، يُديره أناسٌ يتغيرون من عامٍ إلى آخر: بعضهم أهلٌ للمسؤولية، وبعضهم الآخر بعيدٌ عنها كلّ البعد.

إنني أرى أنّ الوقت قد حان لنتجاوز الجدالات العقيمة حول من هو الجيد ومن هو السيئ، ومن أخطأ ومن أصاب، أو حول درجة مسؤولية الدول ما بعد السوفياتية عمّا آلت إليه الأمور. فإذا كان الرئيس نفسه، ومعه المجتمع الروسي الذي يحتاج إلى هذا الإندماج حاجةً وجودية، يرى في التكامل الأوراسي ضرورةً جيوسياسية لروسيا كي تكون مركزًا فاعلًا في العالم المتعدد الأقطاب، ثمّ يصدر الأمر: "أنجزوا الغاندماج الأوراسي"، ولا يتحقق شيء —
فذلك لا يعني سوى أحد ثلاثة أمور: تخريبٌ متعمَّد، أو جهلٌ فادح، أو تآمرٌ خفيّ. وهذه الحال لم تظهر بالأمس فقط، بل تمتد جذورها إلى ما قبل خمسةٍ وعشرين عامًا.

نحن في الحركة الأوراسية الدولية، التي أتولى رئاستها منذ أكثر من عشرين عامًا، إقتربنا من هذا الموضوع من زوايا متعددة: نظّمنا مؤتمراتٍ في مختلف الدول، دعونا ممثلين عن نخبها السياسية والفكرية، وضعنا تصوّرات وإستراتيجيات، وأصدرنا عشرات الكتب والدراسات. لكنّنا في كلّ مرة كنّا نصطدم بجدارٍ من اللامبالاة الصارخة والرفض الصامت من المؤسسات الحكومية المسؤولة عن ملف الإندماج الأوراسي.
كان المشهد يوحي بأنّ هذا المشروع يثير في نفوسهم شيئًا من الإشمئزاز العميق.
وقد تكرّر ذلك مرارًا: سواء تعلّق الأمر بأذربيجان أو كازاخستان أو مولدوفا أو حتى بيلاروسيا، كانت الرسالة غير المعلنة من المسؤولين واحدة:
«لسنا بحاجة إليكم، نحن نعرف ما نفعل».

لكن هؤلاء بالذات، الذين رددوا هذه العبارة طيلة ربع قرن، أفشلوا كلّ شيء.
قال بوتين: "إندماج"، فأنتجوا تفككًا.
كنا نملك آخر خيوط الصداقة مع دولٍ ما تزال تبدي شيئًا من الودّ تجاهنا، وإذا بهذه الروابط تتآكل أمام أعيننا. بل إنّ العملية العسكرية الخاصة نفسها ليست سوى نتيجةٍ مباشرةٍ لفشل سياسة الإندماج الأوراسي.

نعم، هناك أعداء يسعون إلى إنتزاع تلك الدول من دائرة نفوذنا، وهناك أيضًا نزعاتٌ قومية ورُهابٌ من روسيا Russophobia يتنامى داخل تلك المجتمعات — ولا ينبغي أن نغضّ الطرف عن ذلك.
لكنّ جوهر المشكلة ليس فيهم، بل فينا.
فهذا كله نتيجةٌ طبيعيةٌ لصراعنا مع الغرب من أجل سيادتنا وإستقلال قرارنا. غير أن الطريقة التي خضنا بها هذا الصراع في الفضاء ما بعد السوفياتي تستحق تقييمًا لا لبس فيه: علامة "اثنين" كاملة من خمسة — أي فشل ذريع.

ويبقى السؤال التقليدي: ما العمل؟
ينبغي أولًا الإعتراف الصريح بأنّنا أمام كارثة حقيقية. فالمسؤولون الذين أشرفوا على ملف الإندماج الأوراسي طوال خمسةٍ وعشرين عامًا وضعوا الرئيس والبلاد في موقفٍ حرجٍ ومُهين. النتيجة دون المستوى المطلوب: إنها درجة رسوبٍ واضحة.

لذلك يجب أن نعيد تركيز الجهود على صياغة إستراتيجية جديدة للإندماج الأوراسي، نراجع من خلالها ما لدينا من موارد، ونُنشئ لجانًا مشتركة بين القطاعات تشمل الأجهزة الأمنية وكبار رجال الأعمال الروس. كما ينبغي إجراء تدقيقٍ شاملٍ في سياساتنا الأوراسية، ليُبنى على نتائجه تخطيطٌ إستراتيجيٌّ واقعيٌّ وفعّال.

وطبعًا، لا بد أن يتولى هذه المهمة أشخاص أثبتوا كفاءتهم وجدارتهم. لا أريد الخوض في تفاصيل التغييرات الإدارية الجارية، لكن مثل هؤلاء موجودون بالفعل، وقد أُوكلت إليهم مهمة الإندماج الأوراسي اليوم.
وأعتقد أنهم سيتعاملون مع الأمر بعقلية مختلفة تمامًا.
ينبغي التفكير في كلّ ذلك بعمق، وإعادة بناء المنظومة من جديد — بل من تحت الصفر، أو من "الناقص" الذي أوصلنا إليه أسلافنا الإداريون.
ثم بعد ذلك فقط، يمكن أن نعرض النتائج على الرأي العام ونناقشها: ماذا أُنجز، وماذا لم يُنجز.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 741 - «الجروح لا تزال تنزف»: خلفيات خطة ترامب ل ...
- طوفان الأقصى 740 - سلام ترامب الهش: كيف تلاشت صفقة غزة بين ا ...
- طوفان الأقصى 739 - بين هدنة معلّقة ودمٍ مؤجل: قراءة في مقالي ...
- طوفان الأقصى 738 - سوزانا تكاليك متهمة بأنها مكنت إسرائيل من ...
- طوفان الأقصى الأقصى 737 - الهدنة الغامضة في غزة: حين تتحول ا ...
- طوفان الأقصى 736 - السابع من أكتوبر... اليوم الذي أعاد تشكيل ...
- طوفان الأقصى 735 - حين يطلب الجلاد التعاطف: قراءة في خطاب كي ...
- طوفان الأقصى 734 - هل الطريق إلى نوبل يمر عبر تل أبيب أو مقر ...
- طوفان الأقصى 733 - مؤشرات إقتراب الهجوم على إيران
- طوفان الأقصى 732 - اللوبي الإسرائيلي يفقد سحره في واشنطن: رس ...
- طوفان الأقصى 731 - جردة حساب بعد عامين من حرب الإبادة - الأز ...
- حين خُدع غورباتشوف: كيف كانت «وحدة ألمانيا» فخًّا إستراتيجيا ...
- طوفان الأقصى 730 - حين يتكلم الضمير الأمريكي: ساكس وميرشايمر ...
- طوفان الأقصى 729 - خطة ترامب للسلام في غزة - ورؤى روسية متبا ...
- حين بيعت جمهورية بثمن ساندويش فلافل
- طوفان الأقصى 728 - خطة ترامب لغزة: بين الوهم والواقعية... هل ...
- طوفان الأقصى 727 - من غزو العراق إلى غزة: كيف يعود -كلب بوش ...
- طوفان الأقصى 726 - خطة ترامب للسلام في غزة – بين تجديد الصرا ...
- طوفان الأقصى 725 - ترامب بين النرجسية والخطر النووي - جدل حو ...
- طوفان الأقصى 724 - إسرائيل على حافة العزلة الدولية: نحو نموذ ...


المزيد.....




- راقصة الباليه التي تثير الجدل حول غزة
- هل تحقق المقاتلة التركية -قآن- حلم الراقدين إلى جوار صلاح ال ...
- باكستان وأفغانستان تتفقان على وقف فوري لإطلاق النار
- مكالمة ترامب وبوتين.. طلب روسي محدد لإنهاء الحرب في أوكرانيا ...
- الخميسات.. المحطة الأولى من جولة مبادرة “2030.. نربحو كاملين ...
- تحذير أمريكي من -انتهاك وشيك- من قبل حماس لوقف إطلاق النار ف ...
- وصول أول مهاجرين زراعيين من موريتانيا إلى إسبانيا
- هيلسنكي أول مدينة تُسجل عاما خاليا من حوادث السير
- إجراءات ومعدات مطلوبة لاستخراج الجثث في مناطق غزة
- عاجل | الخارجية القطرية: باكستان وأفغانستان تتفقان خلال جولة ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - -تخريبٌ أم جهلٌ أم تآمر؟ المسؤولون لم ينجحوا في الإمتحان- – الفيلسوف الكبير يبق البحصة