أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - كيف يصنع الغرب الوحش ثم يعلن الحرب عليه؟














المزيد.....

كيف يصنع الغرب الوحش ثم يعلن الحرب عليه؟


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 13:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ عقود، تتكرر المفارقة ذاتها: الغرب الذي يرفع شعار محاربة الإرهاب، هو نفسه من أسهم في صناعته. ليست هذه مجرد نظريات مؤامرة، بل وقائع موثّقة بدأت من جبال أفغانستان في الثمانينيات، حين دعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها المجاهدين ضد السوفييت، ففتحت صناديق المال والسلاح، وتحوّل كثير من المقاتلين إلى نواة تنظيم "القاعدة".

ثم جاء الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ففكّك الدولة والجيش، وخلق فراغاً أمنياً مهّد لولادة "داعش". وفي سوريا، ضُخّت الأموال والأسلحة في يد فصائل مسلحة، بعضها تحوّل إلى جماعات متطرفة، وليبيا بعد سقوط نظامها لم تشذّ عن القاعدة: انهيار مؤسسات الدولة فتح الطريق لانتشار المليشيات وتغلغل الجماعات المتطرفة في مناطق عديدة من البلاد.

الغرب يدعم الجماعات المسلحة حين تخدم مصالحه: لإسقاط نظام، أو لمحاصرة خصم، أو لتبرير وجود عسكري. وحين تنقلب هذه الجماعات إلى خطر، يتحول الخطاب إلى دعوات لمحاربة الإرهاب و"حماية العالم الحر".
هكذا يُعاد تدوير المشهد: يُخلق الوحش، ثم تُعلن الحرب عليه، لتبرير تدخلات جديدة وإنعاش صناعة السلاح.

الإرهاب لم يكن يوماً فكرة دينية فقط، بل أداة سياسية لتغيير خرائط النفوذ وابتزاز الشعوب. وما إن تنتهي صلاحيته، حتى يُعلن الغرب حرباً جديدة على ما كان بالأمس صنيعة يده.
وبين دورة وأخرى، يبقى الضحايا هم الشعوب التي تُركت بين مطرقة الإرهاب وسندان المصالح الدولية.

المأساة أن هذه الدائرة الجهنمية لا تزال تدور، لأن الدم العربي والأفريقي هو الأرخص في معادلات المصالح.
الغرب سيواصل إشعال الحرائق ما دامت تحقق له نفوذاً أو ثروات، وسيبقى العالم يدور في فلك الأكاذيب الكبرى، ما لم يصرخ بصوت واحد: كفى نفاقاً، وكفى عبثاً بمصائر الشعوب.

لكن ليس كل ما يُسمّى "غرباً" سواء. فهناك شعوب تنادي بالعدالة، ومثقفون يفضحون سياسات القهر، وأصوات حرّة في باريس وبرلين وواشنطن ترفض منطق الهيمنة.
وفي المقابل، هناك طبقة من السياسيين وأباطرة المال يرون في العالم خزاناً للموارد، وفي البشر عبيداً لأسواقهم.
هؤلاء يصنعون الإرهاب، ويديرون فوضاه، ويغذّونه بالمال والسلاح، ثم يبيعون صفقات إعادة الإعمار على أنقاض المدن.
ما الحل إذن؟
الحل لا يأتي بالغضب أو الصراخ، بل ببناء وعي جديد، وتعاون حقيقي بين الدول المتضررة في الأمن والتعليم والتنمية.
على الإعلام والمثقفين أن يسمّوا الأشياء بأسمائها دون مواربة، وعلى شعوب الشرق أن تستعيد إرادتها، وتبني تحالفاتها على مصالحها. كما أن على شعوب الغرب الحرة أن تكسر صمتها، فالنار التي تشتعل في الشرق لا تعرف الحدود، ودخانها يخنق من ظنّ نفسه بعيداً.

أخيراً، لا خلاص لشعوب العالم من دون تضامن دولي حقيقي بين أحرار الشرق والغرب لكسر احتكار القوة والمعلومة والمال.
الإرهاب لا يقف عند حدود، ورماده يصل إلى الجميع؛ ومن ثم فإن وحدة إرادات الأحرار هي الطريق الوحيد لإطفاء النار عند مصدرها وإيقاف من يزرعها ويجني منها..
وعندما تتحد هذه الإرادات، لن يبقى مكان للظلام، ولن تستطيع المصالح الخفية أن تحكم مصائر الشعوب بعد اليوم.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بين الفقر والفوضى.. لماذا لا بد من حل سياسي عاجل؟
- لماذا لا ينتسب الشباب إلى الأحزاب؟
- معضلة الرأي والرأي الآخر في الأنظمة الاستبدادية
- حين تُخلع الأقنعة وتتكلم الغرائز.. كيف نُلغي الطائفية؟
- حين كانت الشاشة تبكي معنا
- خطة ترامب لغزة ومأزق حماس: بين مطرقة الرفض وسندان القبول
- التاريخ يعيد نفسه.. من الأسد إلى الشرع
- الطبيب الذي أحالني إلى الذكاء الاصطناعي
- من القبيلة إلى الدولة.. تحوّلات مفهوم الوطن عبر الزمن
- من وعود بلفور إلى وعود الأمم.. نكبة تاريخية مستمرة
- من الجهاد إلى البروتوكول.. حين يرتدي السيف ربطة عنق
- اللوحة التي لا تُفهم.. سرّ نجاة الفنان التشكيلي
- مناف طلاس وإحياء القرار 2254.. بداية واقعية أم وهم جديد؟
- بين أفول النجم الأمريكي وبزوغ التعددية: هل ودّعنا القطب الوا ...
- مجلس الأمن... ومجلس العار العربي
- حرية التعبير... بفضل قلة العناصر الأمنية
- مجزرة جديدة؟ لا بأس، لدينا بيان جاهز!
- دور الاستبداد في تشويه أخلاق العباد
- نداء إلى مَن لم تتزوج بعد
- جعلوني انفصالياً!


المزيد.....




- راقصة الباليه التي تثير الجدل حول غزة
- هل تحقق المقاتلة التركية -قآن- حلم الراقدين إلى جوار صلاح ال ...
- باكستان وأفغانستان تتفقان على وقف فوري لإطلاق النار
- مكالمة ترامب وبوتين.. طلب روسي محدد لإنهاء الحرب في أوكرانيا ...
- الخميسات.. المحطة الأولى من جولة مبادرة “2030.. نربحو كاملين ...
- تحذير أمريكي من -انتهاك وشيك- من قبل حماس لوقف إطلاق النار ف ...
- وصول أول مهاجرين زراعيين من موريتانيا إلى إسبانيا
- هيلسنكي أول مدينة تُسجل عاما خاليا من حوادث السير
- إجراءات ومعدات مطلوبة لاستخراج الجثث في مناطق غزة
- عاجل | الخارجية القطرية: باكستان وأفغانستان تتفقان خلال جولة ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - كيف يصنع الغرب الوحش ثم يعلن الحرب عليه؟