أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - الشرطي الجيد والشرطي السيء














المزيد.....

الشرطي الجيد والشرطي السيء


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشرطي السيئ والشرطي الجيد
في الكثير من الافلام و المسلسلات البوليسية الهوليودية يظهر الدور المتبادل للمحقق بين شخصيتين تلعب كل منها دور في إدارة التحقيق وإخضاع المتهم عبر عملية ضغط نفسي وجسدي في غرفة التحقيق التي تستخدم فيها كل الظروف من اضاءة و وتيرة الصوت الى الصمت التي يراد مِنهُ فتح نافذة إعادة من اجل اعادة التفكير تعجل من الانهيار والاخضاع.
كل هذا يتم استخدامه ضد الشعب الفلسطيني منذ ثورة ١٩٣٦ عندما ظهر الشرطي الجيد الذي يظهر دفاعه عن الشعب الفلسطيني من خلال تمرير وعود بأن هناك ضمانات من الشرطي السيئ الممثل بالاحتلال البريطاني بأن طلبات الفلسطينيين بوقف الاستيطان وسرقة الأراضي وإنهاء الاحتلال البريطاني سوف تنفذ.
هذه الضمانات التي قدمها الشرطي العربي الذي لعب دور الشرطي الجيد ما زال قائما ويعيد ذات الدور في إنتاج ذات الظروف لإنهاء الثورة الفلسطينية المعاصرة .
خطة ترامب الذي قدمه بحضرة مجرم الحرب نتنياهو يحمل ذات المضمون الذي قدم من قبل الحكومة البريطانية وَضَمِنها الملوك العرب لإنهاء ثورة ١٩٣٦ تتكرر.
جوهر الخطة الترامبية يتعارض مع ما تطرحه المنظومة الرسمية العربية حول حل الدولتين لأنها وبشكل واضح تعلن ان لا دولة فلسطينية ولا وحدة بين الضفة وغزة وأن أي دولة فلسطينية هي خطر على إسرائيل.
هذا يفرض سؤالا : ما الذي يدفع الأنظمة العربية لقبول هذه الخطة ؟
الخطة الترامبِية تظهر بشكل وقح ومعلن طلب للاستسلام العربي والفلسطيني الكامل والشامل ليس فقط من حماس بل من كل الفصائل بما فيها السلطة الفلسطينية التي يتعامل معها ترامب ونتنياهو بعدائية معلنة رغم كل ما قدمته من تنازلات في السياسة والدور.
لإظهار سبب الموافقة العربية والإسلامية (السنية) دعونا ندقق بتصريحات المندوب الأمريكي إلى لبنان توماس البراك الذي وضح بشكل معلن ان تقسيم سايكس بيكو لم يعد قائما وأن الحدود الحالية القائمة قابلة للتغيير وان المنطقة وشعوبها لا يمكنها إيجاد أرضية مشتركة لبناء الدولة لأنها محكومة بعقلية الفرد والعائلة والقبيلة والقرية مغلفة بمنظومة دينية متعارضة وأنها تضم مجموعة من القوميات والاعراق والاديان المتعارضة. واضاف ان سايكس بيكو انشاء نُظُم و قسم الجغرافيا على أساسها.
هذا التصريح لخصه ترامب بِعدة كلمات: أن النظم الملكية والعائلية والفردية القائمة هي سلمية لا تتصادم مع المصالح الامريكية والاسرائيلية بل هي تخدمها وتلعب دور الشرطي الجيد في تمرير البلطجة الأمريكية الإسرائيلية.
التفسير كذلك يحمل ضمنه تهديدا لهذه الانظمة التي لا تملك اية امكانيات للاستمرار إذا رفع الغطاء الأمريكي العسكري لبعضها والمالي لبعضها الآخر.
الخطة الترامبية لا تشمل غزة والضفة بل هي شاملة للمنطقة تحمل شروط الاستسلام التام للمصالح الاسرائيلية الامريكية تتضمن شروطه في صفقة القرن واللجنة المقترحة لتنفيذها تشمل خماسي صهيوني من ترامب وتوني بلير وكوشنير و ويتكوف وتوماس البراك هذه اللجنة التي ستشرف على الاستسلام التام للانظمة والحكومات وتهرب اسرائيل وجيشها من المحاسبة على جرائم الحرب وتحضر للحرب على ايران لإنهاء النظام الإيراني والمقاومة في لبنان والعراق واليمن.
وهي بذات الوقت تفتح الباب لـ إسرائيل وحكومتها وجيشها للهروب من المحاسبة والعقاب وتحمل مسؤولية الجرائم وإعادة الإعمار كما جرت العادة منذ ٧٧ عاما التي كانت اسرائيل تدمر وتقتل وتقوم الانظمة العربية بالتغطية ودفع تكلفة الاعمار.
الشرطي السيء اعلن خطته ودوره وعلى الشرطي الجيد تمريرها.
المجرم الحقيقي فتحت له أبواب الهروب من البوابة الخلفية واستبدلت العدالة الإنسانية بالعدالة الإجرامية التي تسوق عبر الغلاف اللاهوت التوراتي المسوقة بغلاف اسلامي داعشي يتلاقى معها في الجوهر والدور والممارسة.
هذه العدالة الاجرامية التي أعلن عن مواجهتها الرئيس اليساري الكولومبي في الجمعية العامة و بالتظاهر في قلب مدينة نيويورك ضد سياسات الإجرامية للادارة الامريكية التي تدعم وتغطي الجرائم الاسرائيلية الصهيونية كان صوته يصل للقادة العرب والمسلمين الذين كانوا يوقعوا على مرسوم الاستسلام لترامب ونتنياهو.
هذه الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة كانت دورة استثنائية تاريخية وضحت فيها الخطوط الفاصلة بين التناقض الرئيسي بين الاجرام الامريكي الصهيوني وحليفه الرسمي العربي والإسلامي وبين اليسار العابر للحدود الذي عبر عنه الرئيس الكولومبي من أجل تشكيل حركة عالمية لتحرير فلسطين هذا اليسار بكل الوانه خرج للشوارع في كل الميادين العالمية باستثناء العربية منها لاظهار ان فلسطين هي الخط الفاصل بين العدالة الإنسانية ونقيضها.
هذه الدورة التي وضحت المعالم والدور الشرطي السيئ الأمريكي الصهيوني والشرطي الذي يلعب دور الجيد الرسمي العربي والاسلامي والغربي الذي يغطي ويمرر سياسات الشرطي السيئ.
هذه الدورة اظهرت ان التناقض بين الراسمالية الصهيونية وشرورها وبين العدالة الانسانية وحامليها الحقيقيين المدافعين عنها عبر العالم والألوان والأجناس والأديان وأن عنوان المواجهة هو تحقيق العدالة لِلإنسانية وحريتها ومشاركتها.



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة العالمية من اجل فلسطين
- عباءة عن عباءة تفرق
- قراءة لمفهوم اليسار بنيته ودوره
- اليسار مفهومه ودوره.
- من اتخذ قرار الحرب على إيران ! ولماذا ؟
- الذي لا يقال خارج غرف التفاوض العبثي.
- تحقيق العدالة هي الناظم والمعيار
- درس شامل في الثوره الوطنيه الانسانيه
- هزيمة ام انتصارحاتم
- قراءة نقدية لفكر حركة التحرر الوطني العربي
- الشهيد حسن نصرالله بين العروبة والاسلام
- ٧اوكتوبر يعيد ضرورة السؤال من هي اسرائيل؟
- اغتيال المناضل اسماعيل هنية لماذا ؟
- تغير المعادلات
- رسالة مفتوحة للرئيس بوتين والوزير لافروف
- جريمة النكبة الفلسطينية
- تداعيات السابع من اوكتوبر
- طلاب الجامعات الامريكية يطلقون الربيع الامريكي
- ٤٨ عاما على يوم الارض الفلسطيني
- النائب بين ثلاثية الشعب والوطن والسلطة ،


المزيد.....




- راقصة الباليه التي تثير الجدل حول غزة
- هل تحقق المقاتلة التركية -قآن- حلم الراقدين إلى جوار صلاح ال ...
- باكستان وأفغانستان تتفقان على وقف فوري لإطلاق النار
- مكالمة ترامب وبوتين.. طلب روسي محدد لإنهاء الحرب في أوكرانيا ...
- الخميسات.. المحطة الأولى من جولة مبادرة “2030.. نربحو كاملين ...
- تحذير أمريكي من -انتهاك وشيك- من قبل حماس لوقف إطلاق النار ف ...
- وصول أول مهاجرين زراعيين من موريتانيا إلى إسبانيا
- هيلسنكي أول مدينة تُسجل عاما خاليا من حوادث السير
- إجراءات ومعدات مطلوبة لاستخراج الجثث في مناطق غزة
- عاجل | الخارجية القطرية: باكستان وأفغانستان تتفقان خلال جولة ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - الشرطي الجيد والشرطي السيء