أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - ترامب و-الفرصة الأخيرة-: قراءة في مبادرة شرم الشيخ واحتمالات التوسّع نحو الحلول الإقليمية في الشرق الأوسط















المزيد.....

ترامب و-الفرصة الأخيرة-: قراءة في مبادرة شرم الشيخ واحتمالات التوسّع نحو الحلول الإقليمية في الشرق الأوسط


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترامب و"الفرصة الأخيرة": قراءة في مبادرة شرم الشيخ واحتمالات التوسّع نحو الحلول الإقليمية في الشرق الأوسط


ملخّص
تتناول هذه الدراسة تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قمة شرم الشيخ (أكتوبر 2025) حول "إنهاء الحرب في غزة"، وما تضمّنته من خطة شاملة من عشرين نقطة، ثم تنتقل لتحليل مدى جدّية المبادرة في ضوء الواقع السياسي والأمني، وإمكانية تعميمها على أزمات الشرق الأوسط، لا سيّما الملف السوري والتفاهمات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وإدارة دمشق المؤقتة.
تحاول الورقة ربط الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية في مقاربة واحدة، لفهم ما إذا كانت واشنطن بصدد إدارة أزمة جديدة أم الشروع في إنهائها فعلاً.
أولًا: مضمون تصريحات ترامب ومحتوى وثيقة شرم الشيخ
أعلن ترامب في القمة أنّ "الحرب في غزة انتهت" بعد توقيع وثيقة سلام متعددة الأطراف تضمّ الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر، وتستند إلى خطة من عشرين نقطة تشمل وقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار ضمن ضوابط رقابية محددة (1).
الوثيقة دعت إلى "بداية جديدة للشرق الأوسط"، وشددت على أن أموال إعادة الإعمار "لن تُستخدم في الإرهاب أو سفك الدماء" (2). كما أشاد ترامب بدور مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، واصفًا إياه بأنه "رجل قوي وصديق مقرّب"، مؤكّدًا أن القاهرة قادت بنجاح جهود الوساطة بين الأطراف المتنازعة (3).
من النقاط اللافتة أيضًا إعلان بدء المرحلة الثانية من مفاوضات السلام بين حماس وإسرائيل، مع وعود بأن تكون شرم الشيخ منصة لمتابعة التسويات اللاحقة (4). أما الرئيس المصري فاعتبر أن المبادرة تمثّل "فرصة أخيرة للسلام" في المنطقة (5).
ثانيًا: جدّية المبادرة بين الواقعية والرمزية
1. مؤشرات الجدية
تُظهر المعطيات الأولية أن لدى المبادرة أسسًا واقعية تستند إلى:
توقيع وثيقة رسمية مشتركة بين أربع دول رئيسية ذات ثقل سياسي، ما يعكس نية جادة للالتزام الدبلوماسي (2).
الشروع فعلاً في تبادل أسرى وإطلاق رهائن، وهو تطور ميداني ملموس يعزز المصداقية التنفيذية (6).
الإشارة إلى ضوابط مالية ورقابية في إعادة الإعمار، بما يُحد من سوء استخدام الموارد ويزيد من شفافية التمويل الدولي (2).
التخطيط لتشكيل قوة استقرار متعددة الجنسيات للإشراف على الهدنة وإعادة الإعمار، ما يعكس وجود تصور أمني-مؤسسي منظم (7).
2. مؤشرات الشك والتحديات
في المقابل، ثمة اعتبارات تُضعف مصداقية التحرك:
غياب التفاصيل التنفيذية الدقيقة في الوثيقة، من حيث الجدول الزمني وآليات المتابعة والتوزيع الوظيفي (8).
غياب الأطراف الأساسية (إسرائيل وحماس) عن التوقيع الرسمي، ما يجعل نجاح الاتفاق مرهونًا بتفاهمات لاحقة لم تُعلن بعد (8).
صعوبات أمنية ولوجستية تتعلق بتأمين الحدود، تفكيك البنى التحتية العسكرية، وضمان الأمن الإنساني.
الطابع الدعائي والسياسي؛ فترامب معروف باستخدام الخطاب الإعلامي الرمزي لتأكيد الزعامة أو الترويج الذاتي في الداخل الأمريكي (3).
بذلك يمكن القول إن المبادرة تتأرجح بين الواقعية الجزئية والرمزية الإعلامية، وتحتاج إلى آليات تفعيل أكثر صلابة لتتحول إلى اتفاق مستدام.
ثالثًا: آفاق التوسّع نحو ملفات الشرق الأوسط الأخرى
السؤال المحوري هنا: هل تمهّد مبادرة غزة لتسوية شاملة تمتد إلى إيران والعراق وسوريا، أم ستفتح واشنطن "بابًا خاصًا" لكل ملف؟
تشير مؤشرات السياسة الأمريكية في عهد ترامب إلى توجه نحو إعادة هيكلة النظام الإقليمي عبر ثلاث أدوات:
ترتيب النفوذ بين القوى الكبرى (إيران، تركيا، إسرائيل، السعودية).
تخفيض التصعيد مع بعض الأنظمة بهدف دمجها في النظام الاقتصادي والأمني الجديد.
إعادة تعريف الوظيفة الأمريكية في المنطقة من التدخل العسكري المباشر إلى الوساطة السياسية والدبلوماسية النشطة (9).
يرى باحثون في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) أن واشنطن تميل إلى إدارة كل ملف على حدة، عبر "بوابات تفاوضية خاصة" تراعي اختلاف السياقات السياسية والعرقية لكل دولة (9).
لذلك، من المرجّح أن تكون المبادرة الحالية نقطة انطلاق متعددة المسارات لا خطة شاملة واحدة، أي أن معالجة الأزمة السورية مثلًا ستتم ضمن إطار منفصل عن المسار الفلسطيني.
رابعًا: الملف السوري وتفاهمات قسد – دمشق كاختبار مصداقية
يُعدّ الملف السوري أحد أكثر الملفات تعقيدًا في الشرق الأوسط.
منذ عام 2011، شهدت البلاد انقسامًا سياسيًا وميدانيًا حادًا بين الحكومة المركزية، وفصائل المعارضة، والقوات الكُردية (قسد)، إضافة إلى وجود عسكري روسي وأمريكي في مناطق مختلفة.
قوات "قسد" تُسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا بدعم أمريكي، فيما تؤكد دمشق أن تلك المناطق يجب أن تعود إلى سيادة الدولة.
في السنوات الأخيرة، شجّعت واشنطن على حوار تدريجي بين إدارة دمشق المؤقتة وقوات قسد، بهدف دمج الأخيرة ضمن مؤسسات الدولة بطريقة تحفظ تمثيلها السياسي والعرقي (10).
كما تم تخفيف بعض العقوبات الأمريكية على سوريا لتشجيع الانفتاح الدبلوماسي وإطلاق مشاريع إنسانية في الشمال الشرقي (11).
1. مسار الحل المقترح
يمكن أن يشمل السيناريو الأميركي – على غرار خطة غزة – المراحل التالية:
المرحلة الأولى: هدنة داخلية وضمانات أمنية متبادلة بإشراف دولي.
المرحلة الثانية: دمج تدريجي لعناصر قسد ضمن القوى الأمنية المحلية، مع استمرار الإدارة المدنية المشتركة.
المرحلة الثالثة: إطلاق مشاريع إعادة إعمار بتمويل دولي ورقابة صارمة.
المرحلة الرابعة: انتخابات محلية موسعة تضمن تمثيل جميع المكونات.
المرحلة الخامسة: مراجعة دستورية لتحديد علاقة المركز بالأقاليم.
هذه الخطوات، إن نُفذت، قد تُشكّل نموذجًا مصغرًا لتسويات جزئية ناجحة يمكن تعميمها لاحقًا على ملفات العراق ولبنان واليمن.
خامسًا: بين إدارة الأزمة وإنهائها
رغم ضخامة التصريحات، لا تزال الشكوك قائمة حول نية واشنطن إنهاء الأزمات فعلاً أم الاستمرار في إدارتها بشكل جديد.
تاريخيًا، أدارت الولايات المتحدة أزمات الشرق الأوسط عبر أدوات مزدوجة: الضغط العسكري من جهة، والوساطة السياسية من جهة أخرى، ما جعل الأزمات قابلة للتمديد لا للحسم.
لكن التطورات الاقتصادية والمالية الأمريكية بعد 2023 دفعت صُنّاع القرار إلى تبنّي مقاربة أقل كلفة وأكثر مرونة، تعتمد على "النفوذ غير المباشر" عبر التحالفات والمساعدات وإعادة الإعمار المشروط (9).
وعليه، يمكن اعتبار مبادرة شرم الشيخ نقطة اختبار لمدى تحوّل واشنطن من إدارة الصراع إلى إدارة السلام.
النجاح في غزة أو سوريا سيعني الانتقال من مرحلة "احتواء الأزمات" إلى مرحلة "تجفيف منابعها".
الخاتمة
إن مبادرة ترامب في شرم الشيخ تعبّر عن تحوّل في المقاربة الأمريكية للمنطقة، يقوم على إدارة تفاوضية متعددة المحاور بدلًا من التدخل الأحادي.
ورغم أن المبادرة تحمل عناصر جدّية ومؤشرات عملية، فإن نجاحها يعتمد على إرادة الأطراف المحلية، وضمانات التنفيذ، والدعم الدولي المتوازن.
يبقى الملف السوري هو المعيار الحقيقي لمدى صدقية هذه التحركات، لأن التفاهم بين قسد ودمشق قد يُعيد رسم الخريطة السياسية لسوريا، ويفتح الباب أمام نظام إقليمي جديد يتجاوز إدارة الأزمات إلى صناعة الاستقرار.
+++++++++++++++++&&&
المراجع
ABC News. Trump declares the war in Gaza is over , experts cautious. (2025).
Al Jazeera. Joint Egypt-Qatar-Turkiye-US Statement on Gaza: The Full Text. (2025).
AP News. Trump praises Egypt’s Sisi as ‘a strong man’ during Gaza summit. (2025).
Al Jazeera. Trump announces phase two of Israel-Hamas talks from Sharm El Sheikh. (2025).
AP News. El-Sisi calls Trump’s plan ‘the last chance for peace in the Middle East’. (2025).
The Guardian. Israel-Hamas ceasefire live updates. (2025).
Reuters. US planning multinational stabilization force for Gaza. (2025).
Wikipedia. 2025 Gaza Peace Summit. (2025).
CSIS (Center for Strategic and International Studies). Shaping the Emerging Regional Order: Trump Administration’s Middle East Policy. (2025).
Congressional Research Service. US Policy toward the Kurds and Syria. (2025).
The Washington Institute. Trump meets Syrian interim officials to reset ties. (2025).



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قسد والحكومة المؤقتة: آلية تنفيذ لقرار مجلس الأمن 2254 أم مس ...
- زيارة الشرع إلى موسكو: سوريا بين استعادة السيادة وترسيخ النف ...
- الاتفاق الأمريكي السوري: بين مشروع الدمج وإعادة تشكيل السلطة ...
- مناف طلاس وتسليح -قسد-: معركة إعادة تشكيل الجيش السوري وتحدّ ...
- من التفاهمات العسكرية إلى التحول الدستوري.. مسار جديد للأزمة ...
- قراءة تحليلية في تصريحات الجنرال مظلوم عبدي: هل تدخل سوريا ط ...
- حين يتحوّل الدين إلى سلاح… حان وقت الثورة على الإيديولوجيا ا ...
- المركزية: الطريق الأقصر إلى الاستبداد الجديد في سوريا
- بين الاندماج والانفصال: لا حل دون سوريا لا مركزية أو فدرالية
- نهاية المركزية السورية: من الإنكار إلى حتمية اللامركزية
- سوريا على مفترق حاسم: واشنطن تعود إلى دمشق... و«قسد» على طري ...
- من زيارة توماس باراك إلى الحسكة: هل تصحو إرادات الاستقرار عل ...
- صراع الشمال السوري: لعبة الدمى الكبرى على حافة الهاوية
- الانتخابات السورية 2025: خطوة على رمال الانتقال السياسي المت ...
- الكُرد في باكستان: فصلٌ مُهمٌّ منسيٌّ من تاريخنا
- اتفاق حماس – إسرائيل: بوابة محتملة نحو تسويات جديدة في الشرق ...
- إسرائيل الكبرى وكُردستان الكبرى: بين الحقيقة والوهم الجيوسيا ...
- المشروع الكُردي في سوريا والردع التركي... صراع السياقات والم ...
- سوريا نار تحت الرماد : عودة الإرهاب وصراع الجيوسياسة وتفتت ا ...
- الأمير إبراهيم باشا الملي: زعيم قبلي كردي بين السلطنة والحدا ...


المزيد.....




- راقصة الباليه التي تثير الجدل حول غزة
- هل تحقق المقاتلة التركية -قآن- حلم الراقدين إلى جوار صلاح ال ...
- باكستان وأفغانستان تتفقان على وقف فوري لإطلاق النار
- مكالمة ترامب وبوتين.. طلب روسي محدد لإنهاء الحرب في أوكرانيا ...
- الخميسات.. المحطة الأولى من جولة مبادرة “2030.. نربحو كاملين ...
- تحذير أمريكي من -انتهاك وشيك- من قبل حماس لوقف إطلاق النار ف ...
- وصول أول مهاجرين زراعيين من موريتانيا إلى إسبانيا
- هيلسنكي أول مدينة تُسجل عاما خاليا من حوادث السير
- إجراءات ومعدات مطلوبة لاستخراج الجثث في مناطق غزة
- عاجل | الخارجية القطرية: باكستان وأفغانستان تتفقان خلال جولة ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - ترامب و-الفرصة الأخيرة-: قراءة في مبادرة شرم الشيخ واحتمالات التوسّع نحو الحلول الإقليمية في الشرق الأوسط