عواطف عبداللطيف
أديبة
الحوار المتمدن-العدد: 1829 - 2007 / 2 / 17 - 09:21
المحور:
الادب والفن
انزويت في غرفتي اداري ألامي وعادت الى مخيلتي الايام التي
مرت من حياتي وكأنها شريط مصور استعرضت كيف تشابكت
ايادينا في الكفاح مح الحياة لبناء بيت هانئ سعيد ومستقبل جميل
لأبنائنا
عدت بالذكريات الى بيتي والمرارة تغص في قلبي
كل غرفة صنعت فيها ابتسامة
كل زواية تتوقف عندها الذكريات
كل جدار خطت عليه اجمل كلمات الحب
كل سقف ضللنا واحتوانا بحنانه
كل صرخة لطفل جديد ترددت في ارجائه
كل زغرودة فرح لواحد من ابنائه
كل فرحة لنجاح عمل لخدمة الوطن
آه آه
بيتي.... روحي.... حياتي....ذكرياتي.....نفسي
بيتي ما أجملك يابيتي لا يضاهيك قصرا من القصور الملكية
بيتي الذي حماني من حر الصيف وبرد الشتاء
بيتي ستري حتى لو اكلت كسرة خبز ورأس بصل
بيتي الذي احتواني مع من أحبني وأحببته
بيتي الذي شهد كل أحلامي وألامي
بيتي الذي كنت فيه ملكة أعظم من كل الملوك مغترة بمملكتي
بيتي أغلى من كل كنوز الدنيا
بيتي حريتي كرامتي شموخي سقفي
اليوم اشترينا هذا وامس ذاك
اليوم وضعنا هذا واليوم ذاك
اليوم احتجنا هذا وأمس ذاك
رتبنا جملنا
وضعنا اللوحات
زرعنا الأصص
صنعنا كل شئ يسعدنا ويدخل البهجة في قلوب ابنائنا
وحلمنا معا يكبر ويكبر
وفجأة توقف كل شئ
حرمونا من كل شئ حتى من الذكريات المزروعة في اركانه لنعيشها
آه بيتي.... جنتي.... حياتي....اكاد اختنق وينحبس نفسي
من استباح لكم ذلك
من استباح لكم ان تهدوا أسواره
من استباح لكم أن تحطموا زجاجه
من استباح لكم ان تقلعوا جدرانه
من استباح لكم ان تخلعوا ابوابه
من استباح لكم ان تدنسوا حرماته
من استباح لكم ان تعبثوا بشقى العمر
من استباح لكم ان تنثروا اشلائه هنا وهناك
ما اصعب الحياة عندما يجرد الانسان من البيت والوطن
أمس فلسطين واليوم العراق وغدا .......الله اعلم
والجميع يتفرح
والقلب ينزف والحرمات تهان والبيوت تهجم والأوطان تباع
يارب ساعدني في محنتي
قلبي يكاد ينفطر
نفسي يكاد يتوقف
وأفقت على يد تمسح دموعي
تطلعت الى اليدين الصغيرتين والوجهه الجميل والعينان السوداوتين
والابتسامة البريئة وهي تقول لماذا تبكين يانانا
لم يكن امامي ألا ان ادع همومي جانبا وأرد لها الأبتسامة وأمسح
الدموع بعد ان ادخلت (زينة) الى روحي الأمل من جديد قد اعود الى
بيتي يوما ويعود وطني للوقوف منتصبا لأعيش ولكن بشكل آخر
#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟