أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الإله بسكمار - كتابات نسائية في تاريخ تازة، ما الهدف وأية استراتيجية ؟















المزيد.....

كتابات نسائية في تاريخ تازة، ما الهدف وأية استراتيجية ؟


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 16:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من المبهج حقا أن نلحظ هذا الزخم في التأليف والكتابة عن بعض جهات الوطن التي عانت طويلا من النسيان أو الإهمال، الناتجيْن عن عوامل ذاتية وأخرى موضوعية وبين تلك الجهات، مدينة تازة والناحية وبدا هذا الزخم واضحا لاسيما خلال العقد الأخير، سواء من طرف بعض الباحثين الجامعيين الشباب، أو من قبل الكتاب والمهتمين المعروفين جهويا ووطنيا، إذ من المعلوم أن أغلب البحوث والمؤلفات التي ظهرت منذ استقلال البلاد اقتصرت على الأحداث التي شهدتها المدن الكبرى والعواصم المعروفة بالبلاد ومناطقها المجاورة كفاس ومكناس والرباط والدارالبيضاء وتطوان ومراكش وطنجة ووجدة، مع استثناءات محدودة تهم مناطق سوس والصويرة ودكالة والشاوية أساسا.
لم يتم الانتباه إلى عموم المدن والمناطق المغمورة بالمغرب - وما أكثرها - إلا بعد تعميم التعليم الجامعي ومؤسساته منذ ثمانينيات القرن الماضي وخاصة خلال نهاية الألفية الميلادية الثانية وبداية الثالثة أي منذ حوالي ربع قرن، إذ كانت هناك كلية آداب واحدة بجامعة محمد الخامس بالرباط، ثم ظهرت كلية فاس واعتبارا من سنة 1978 ظهرت كليات أخرى بمراكش ووجدة والقنيطرة وتطوان وغيرها تباعا، بحيث بلغت المؤسسات الجامعية حاليا أربع عشرة مؤسسة (العلوم الدقيقة والإنسانية والاجتماعية ) ، وبموازاة ذلك شهد حقل الدراسات التاريخية بالمغرب تحولات هامة، من المدرسة الوطنية التي استهدفت بيان تهافت الأطروحات الإستعمارية إلى المدرسة الاجتماعية والتي واكبها تيار الكتابة المونوغرافية ( المحلية )، وكان من بواكير أعمالها أطروحة " المحتمع المغربي خلال القرن التاسع عشر / إينولتان 1850 - 1912" لأحمد التوفيق أستاذ التاريخ ووزير الأوقاف الحالي سنة 1984 .
كما ظهرت عدة منابر متخصصة في التاريخ والتراث، عززت المكون الجامعي والتأمت العديد من الندوات واللقاءات ذات الطابع الأكاديمي أو الثقافي، ما شجع الباحثين على طرق أسئلة جديدة تخص تاريخ الهوامش والقضايا التي لا تنتمي بالضرورة إلى مجال الحدث التاريخي، بل إلى عموم بنية المجتمع، وأوضاع الذهنيات والفئات الاجتماعية المختلفة، سواء كان الإطارعاما ( المجتمع المغربي ) أم محليا ( المدن والمناطق المغربية المختلفة ). وبتأثير واضح من مدرسة الحوليات Les Annales، مع الانفتاح على مكتسبات باقي المدارس التاريخية .
برزت العديد من الإسهامات فيما يخص المناطق المعنية وبينها تازة المدينة وأحوازها وقبائلها، الشيء الذي يعد ظاهرة علمية صحية، تبعث على الأمل والتفاؤل رغم كل المثبطات والسلبيات، الشيء الذي ساهم بكل تأكيد في التعريف بهذه المنطقة، ومن ثمة تعزيز أفق الترويج السياحي والإقتصادي والثقافي لها ونخص بالذكر الجوانب التاريخية ثم الاقتصادية والاجتماعية والرمزية، وهو ما يعد في حد ذاته إسهاما فعالا في لملمة شاملة لتاريخ المغرب ككل وتراثه الزاخر، وبالتالي إعادة كتابة صفحات منه على الأقل، وفقا للخلاصات التي توصلت إليها الأبحاث المونوغرافية المحلية لهذه المنطقة أو تلك، الشيء الذي سبق أن انتبه ونبه له بعض الرواد كالعلامة محمد المختار السوسي والمفكر المؤرخ عبد الله العروي .
بالنسبة لمنطقة تازة، وقبل هذه الفورة المباركة الحالية، كان معظم الأرشيف المعتمد يعود إلى الفترة الاستعمارية التي يطالعنا فيها عدد من " الباحثين " في تاريخ وتراث المنطقة، سواء كانوا مغامرين وكتاب أو جواسيس وعسكريين منذ منتصف القرن التاسع عشر على الأقل ولم تظهر أولى المؤلفات حول تاريخ وتراث تازة بعد الاستقلال إلا سنة 1976 مع الكتاب الرائد " أضواء على ابن يجبش التازي " لصاحبه المرحوم الأستاذ أبي بكر البوخصيبي، ثم تلته بعض الكتابات والأطاريح الجامعية القليلة، حتى هلت الألفية الثالثة كما سبق القول، حيث نستطيع أن نجزم اليوم وبكل اعتزاز أن هناك رصيدا وثائقيا مهما حول تازة والأحواز، وهو كفيل بتحقيق تراكم محترم على غرار المدن والمناطق المعروفة بالمغرب، ومن مظاهر هذا التحول الإيجابي أنه لا تكاد تمر سنة من عمر الزمن حتى يصدر كتاب أو منشور حول تراث وتاريخ وعمران تازة أو إحدى مناطقها و قبائلها، وبغض النظر عن مدى جودة تلك الأعمال أو رداءتها .
في هذا السياق صدر خلال السنة الحالية ( مارس 2025 ) كتاب جماعي محكم ( والوصف من طرف المشرف عليه ) تحت عنوان " تازة وباديتها عبر التاريخ / التاريخ بصيغة المؤنث " عن جهة مغمورة تسمي نفسها " مركز العمران الحضاري للثقافة والعلوم " والمتفرع بدوره عن مجلة العمران التي نُعتت بأنها مجلة علمية محكمة، وأن هذا هو العدد الأول، ومع كل التحفيز العلمي والتثمين المؤكد لذات العمل الذي تطلب دون شك جهدا وبحثا مضنيين متواصلين يستحقان التنويه، لا ندري إن كان أصحاب المشروع إياه قد اعتبروه عددا أول للمجلة أم عددا أول لهذه السلسلة من الإصدارات، علما بأن مجلة العمران هذه غير معروفة أيضا، وفي كل الأحوال، فإن إصدار المجلات أو الجرائد لمؤلفات باسمها ليس أمرا جديدا، فقد سبق لجريدة العلم أن أصدرت منشورات باسمها وأيضا لجريدتي الأحداث المغربية والاتحاد الاشتراكي، وفي المشرق العربي، هناك تجربة مجلتي الهلال والرسالة، اللتين اعتبرتا رائدتين في هذا المجال .
المؤلَّف كما يدل توصيفه إنجازجماعي، بتنسيق وتحت إشراف محمد الوردي ( باحث في التاريخ المعاصر ) وهو يقع في 358 صفحة من القطع المتوسط عن مركز العمران المذكور، ثم مكتبة جزيرة التكنولوجيا بالرباط، و يشمل تسعة عشر مقالا لباحثات في التاريخ والحضارة، حول جوانب من تراث وتاريخ تازة والناحية علاوة على تقديمَيْن لكل من لطيفة البوحسيني وصاحب التنسيق محمد الوردي وهذه المقالات تختلف بينها من حيث الحيز ودرجة التمكن من الموضوع وضبط البيبليوغرافيات المرجعية، والمنهجية المعتمدة وحدود المصداقية العلمية، تبعا لطبيعة تلك البيبليوغرافيات وطريقة التعامل معها ومن ثمة، قيمة الاستنتاجات أو الخلاصات المتوصل إليها ومدى إسهامها في حقل البحث وإثراء التراكم الحاصل في المجال، أو حتى الإضافات المرجوة للكتابة التاريخية حول المنطقة وربما النواقص التي سجلت حولها، وهي لا تخلو من بعضها بالتأكيد .
يطرح عنوان هذا العمل إشكالا ملتبسا اجتماعيا ومعرفيا والعنوان كاملا هو " تازة وباديتها عبر التاريخ/ التاريخ بصيغة المؤنث " ذلك أن حصر التاريخ في المؤنث يطرح في ذاته سؤالا مشروعا وبديهيا، هل هناك في المقابل تاريخ بصيغة المذكر؟ ونحن نعلم تمام العلم أن مبحث التاريخ كمجال إنساني لا يعترف بثنائية الذكر والأنثى، أي ما عرف بالتقسيم أو التصنيف الجنسي حصرا، وإنما هو يهتم فقط بالإسهامات البحثية والعلمية التي يمكن أن تعد إضافات حقيقية له، ما دامت تخضع لثلاثية : المجال والإنسان والزمن، فلا يمكن الحديث في ميدان التاريخ أو العلوم حصرا سواء منها الدقيقة أو الإنسانية عن عِلم بصيغة المؤنث ( كذا ) لأن الهم الأساس يصبح هنا هما جنسانيا محضا بغض النظرعن قيمة ما تقدمه الباحثة في مجال التاريخ وما قد يترتب عن هذا المنطلق ( التاريخ بصيغة المؤنث ) من نتائج وخلاصات وتداعيات خاطئة في مجملها، الشيء الذي يضع سؤالا عريضا حول تلك القيمة في حالة هذا الكتاب الموصوف بأنه جماعي ومحكم .
لماذا صيغة التأنيث بالضبط ؟ والحال أن المقام هنا ليس في الواقع صراعا بين " النزعة الأنثوية " و" الهيمنة الذكورية " كما ذهبت إلى ذلك لطيفة البوحسيني في تقديمها، حين عللت صراحة هذا النوع من الصراع في حقل التاريخ، إذن نحن أمام هم آخر غير البحث التاريخي الرصين وهو الصراع بين الذكر والأنثى تقول ذ لطيفة بالحرف ص 03 " يجدر التذكير في هذه الحالة أن السؤال الإشكالي المركزي الذي يمنح شرعية ( كذا ) للموضوع ليس تناوله من طرف باحثة / امرأة، بل التوجه رأسا إلى سؤال " الهيمنة الذكورية " كمنظومة أطرت العلاقات بين الجنسين وأثرت في مكانة كل منهما وفي أوضاعه ". الهاجس الأساس وراء الكتاب إذن هو فرض نوع من الثقافة " الأنثوية " مقابل " الهيمنة الذكورية " وهنا نسجل انزياحا Ecart فجا عن المقاصد بتعبير العلامة ابن خلدون حتى لا نذهب أبعد وننعته بكونه انحرافا منهجيا واضحا ونقصد بالذات الكتابة التاريخية المحضة بغض النظر عن صاحبها ذكر هو أم أنثى، لأن الأساس هوالمادة المعرفية ومنهجية العمل والبيبليوغرافية والخلاصات وليس جنس صاحبها أو صاحبتها، وهنا نستطيع أن نتمثل هذا الطرح السليم بشخصيات نسائية ساهمت على نحو محترم في مجال التاريخ وذلك بغض النظرعن التصنيف الجنسي الساذج، نذكرالأستاذات بهيجة سيمو وحليمة بركات والراحلة لطيفة كندوزوحليمة فرحات وغيرهن كثيرات .
زاد السيد الوردي من تعميق هذا الإشكال الذي كان الجميع في غنى عنه، حينما بحث عبثا عن الأنثوية فيما يخص تاريخ تازة فلم يجد غير أن يلاحظ ص 08 " فالأنوثة ليست معيارا مطلقا يحدد جودة ذلك التاريخ المكتوب عن تازة وأحوازها، فقد تكون الأنوثة سمة من سمات تاريخ تازة ذاته " الله أكبر، ترى من أين استدل صاحبنا على هذا الطرح الغريب الفريد حول تاريخ تازة ؟ كل ما نعرفه من خلال المظان والوثائق المختلفة، قديمها والحديث بصدد هذا التاريخ أننا لا نجد أثرا لمثل هذا التخريج المضحك وغير العلمي وخاصة بالنسبة لشخص يعد نفسه باحثا وهو المشرف على العمل الأنثوي ( رغم كونه ذكرا !!! )، وإنما هناك أحداث ومواقف جرت عبر التاريخ في ممر تازة وحوض إيناون، سواء على مستوى تأسيس دول معينة أو عند ضعفها وانهيارها، وقد حلل الباحثون مختلف أوجه ومحطات هذا التاريخ منذ العصر الحجري مرورا بالفترة التاريخية وأثرها على المنطقة دون أي توجه أنثوي أو ذكوري (.....) وفقا لما أكدناه سابقا .
هل توجد قراءة نسائية للتاريخ ؟ يبدو السؤال مشروعا في سياقنا هذا، غير أن الإشكال يبقى مطروحا بحدة، وقد أوقع أصحاب المشروع أنفسهم في التباسات معرفية ومنهجية، إذ مرة أخرى، كيف يمكن توفير معرفة تاريخية عن تازة وتاريخها الغميس على حد تقديم الوردي " من وجهة نظر نسائية محضة " ؟ هكذا يبطن السؤال تخبطا ما يريد لي عنق علم التاريخ تعسفيا، ليصبح بنكهة أنثوية محضة، وهذا مجاف تماما للمنهج العلمي وللمقاربات التاريخية التي يجب فيه استبعاد الذات ما أمكن، ناهيك عن تجنيس التاريخ في إطار ما ينعت بالكتابة النسائية، لنتأمل في إنتاجات بهيجة سيمو مثلا فالتناول موضوعي ولا علاقة له بالمذكر أو المؤنث، لأن التاريخ لا يعترف بمثل هذا التصنيف الذي يمكن أن يحضر في الأدب ( وهو حاضر فعلا رغم أنه غير محسوم بدوره لدى المعنيين / ت أنفسهم وأنفسهن ) بأجناسه المختلفة من شعر وقصة ورواية ومسرح ونقد، لكن حضوره في التاريخ يسقطه حتما في الذاتية وأشكال التخبط المختلفة، مما يبعده عن شروط ومحددات السؤال التاريخي .
إذا تفحصنا المقالات ال التسعة عشر للباحثات المعنيات فإن ست عشرة مقالة تذهب – ولحسن الحظ - في الاتجاه الذي حللناه لحد الآن، بمعنى أن الباحثات التزمن بحدود وشروط الكتابة التاريخية عموما، وإذا استثنينا مقالة سميرة التراب حول المرأة التازية خلال عصر بني مرين عبر الحولات الحبسية، حيث موضوع المرأة التازية يحضر بأشكال محددة في الحدث التاريخي، الشيء الذي يختلف تماما عن حساسية الكتابة النسائية كما طرحه مشروع الكتاب، والموضوع نفسه يمكن أن يطرقه باحث مذكر ( ....) دون الالتجاء إلى توصيفات منمقة لا تعني شيئا مثل توصيف " الكتابة النسائية ".
إذا استثنينا أيضا موضوعي " الثقافة السياسية لدى رئيسة جماعة مكناسة الغربية " وموضوع " الحلي وزينة المرأة التازية نموذج قبائل بني وراين "، نجد أن باقي موضوعات الكتاب هي ضمن اهتمام الباحثين في مجال التاريخ ولا علاقة لها بالمرأة من قريب أو بعيد، سوى أن من كتبها هن نسوة ( .....) ما يبطن نوعا من التمييز الجنسي الضمني ( هذه المرة ضد الذكر أو الرجل بحسبان أن المشروع إياه هو مخصوص للنساء فقط الشيء الذي ينزاح به فعلا عن مجال التاريخ !!! ( في نظري المتواضع كان بالأحرى على منسقي الكتاب الجماعي أو المشرفين عليه، أن يصنفوه ككتاب في تراث وتاريخ منطقة تازة فحسب، وكفى الله المومنين القتال، دون تحميله ما لم يحتمله وهو عبارة " التاريخ بصيغة المؤنث " هكذا بشكل فضفاض، في حين أن صيغة المؤنث غير حاضرة باستثناء أسماء الباحثات وهي لا تعني شيئا بالنسبة للبحث التاريخي حتى وإن حضرت فعلا و صفوة القول هنا أنه كان على المشرفين التفكير مليا في الانفصال الحاد القائم بين " الكتابة النسائية " حصرا والكتابة التاريخية بضوابطها وشروطها المعلومة .
الكتاب يتضمن أسئلة قيمة دون شك حول تازة ما قبل التاريخ وكيفان بلغماري ذات الطابع الأ ركيولوجي ، والمرأة التازية في العصر المريني من خلال الحوالات الحبسية والطوبونيميا والتراث الثقافي المادي لتازة خلال العصر المريني وجوانب من تاريخ يهود تازة ومقاومة قبيلة التسول للتغلغل الاستعماري وصورة تازة في الرحلة الحربية زمن الحماية / رحلة جون أجلبيرنموذجا والتعليم بمدينة تازة خلال فترة الحماية والحضور الفاطمي الشيعي بتازة خلال القرن العاشر الميلادي وغيرها وهي إسهامات حملت العديد من الحقائق التاريخية والمجالية المتعلقة بتازة ونلاحظ لأول وهلة أنها تيمات تاريخية لا توجد فيها أية صيغة أنثوية أو ذكورية على حد سواء، هي مقالات تاريخية محكمة لا تقر كما هو شأن أي كتابة تاريخية بالذكورة أو الأنوثة بل بالمادة المعرفية وحدها فقط .
نشير أنه من الهفوات - غير المقصودة غالبا - ضمن مقال " مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية لتازة من خلال رحلة الماركيز دوزيكونزاك " لأميمة زقري وقوع خلط ( ص 194 المحور الرابع ) بين رحلتي الماركيز دوزيكونزاك إلى تازة " رحلات إلى المغرب " Voyages au Maroc والتي تمت بين 1899 و1901 من جهة وبين رحلة الراهب والجاسوس شارل دوفوكو " التعرف على المغرب "RECONNAISSANCE AU MAROC والتي قام بها بدءا من سنة 1883، والفارق الزمني بين الرحلتين يتجاوز خمس عشرة سنة، فضلا عن أن لكل رحلة خصوصياتها ومساراتها وانطباعاتها وأهدافها ونتائجها .
ضمن مقال " الحرف والصناع في تازة على عهد الحماية الفرنسي " لنواعم الغبار، نصادف تأويلا لا يستند إلى أي أساس وثائقي تاريخي حول ما سمي ب " صابون تازة " اعتمادا على المرحوم امحمد العلوي الباهي في كتابه " الدكتور عبد الهادي التازي في تازة " حيث أشار إلى أن صابون تازة هذا هو ما علم الحسن الوزان Léon L’Africain صناعته في روما حينما كان مختطفا بها، ولم ترد هذه الإشارة في أية وثيقة معاصرة للوزان أو حديثة، فضلا عن كتابه المعروف " وصف إفريقيا " وعلى الأغلب فهي مجرد تأويل شخصي للعلوي الباهي رحمه الله وغفر له .
وأخيرا كيف أقنع نفسي بعدد من الأخطاء اللغوية الموجودة في بعض المقالات والحال أن كاتباتها كن طالبات في السلك الثالث الجامعي (.......) ويمكن أن تقبل تلك الأخطاء وتصحح من طالب في أدنى المستويات، أما وقد صدرت عن باحثات جامعيات فهو ما يطرح السؤال كبيرا حول الشهادات ومصداقية التـأطير العلمي ( ولا نعمم بالطبع ) ولنعط أمثلة ونماذج فقط على ذلك حتى لا نصنف في خانة المتحاملين، ففي الصفحة 284 تقول الكاتبة " لعبة كرة القدم التي كان يمارسها الجنود الفرنسيين المستقرين بتازة " والصحيح الجنود الفرنسيون المستقرون بتازة فهو فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والصفة " المستقرون " تتبعه، وفي الصفحة 199 " مستهدفتا خيرات هذا المجال السهلي " والصحيح مستهدفة فالتاء هنا مربوطة للتأنيث، وفي الصفحة 193 " وبدى للعيان " والصحيح " وبدا للعيان " لأن أصل الألف واو حين إجراء الإعلال على حسب الأصل الثلاثي للفعل، ولا داعي لمزيد من التفصيل لأن هناك أخطاء أخرى أتمنى الانتباه إليها وتصحيحها .
مع كل النقود والملاحظات، فالكتاب قيم فعلا بمحتواه الغزير ومعه كثافة البيبليوغرافيات المعتمدة، الأجنبية منها والمغربية والعربية، وأيضا أهمية المعلومات التاريخية التي تضمنها في عدد من المقالات، وكنماذج، أنواع الإرث التي اختصت بها النساء التازيات خلال العصر المريني والأوضاع العسكرية بمنطقة تازة سنة 1916 وحصار تازة من طرف جنود الروغي الجيلالي الزرهوني بن ادريس ( المكنى ببوحمارة ) سنة 1903 والوضعية الدينية لفرع بني محسن من غياثة وتازة من خلال رحلة رولان فريجوس وغيرها من الإفادات التاريخية الثمينة ولذا نعتبره إسهاما فعليا في تاريخ المنطقة يضاف إلى باقي الأعمال التي عُززت بها الخزانة المحلية والوطنية .



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصبات الإسماعيلية بالمغرب : أدوار تاريخية وأوضاع متردية
- حول العزوف عن القراءة في المغرب / معضلة المعضلات
- تازة والأحواز : من الآفاق الثورية إلى هموم التنمية
- أسوار تازة المغربية بين الإهمال والنسيان
- ما هكذا تورد ياسعد الإبل
- قصبة مسون : معلمة تاريخية تندب حظها التعس
- مشروعية النقد المزدوج
- حروب المياه ...إلى أين ؟
- السياسة الجهوي بالمغرب : من أجل عدالة مجالية
- مشور تازة : دلالات عمرانية وتاريخية
- ....ويحدثونك عن تصنيف مدينة تازة تراثا وطنيا
- قبة السوق بتازة : قبس من ذاكرة ممتدة
- المدارس المرينية بتازة من الوظيفة الأيديولوجية إلى الدور الس ...
- تازة التي لم تخضع للاحتلال الروماني
- المنتزه الوطني لتازكة : مكونات متنوعة تحتاج إلى تنمية مندمجة
- أبواب تاريخية بتازة بين الإصلاح والإهمال
- كيف انتقل اسطرلاب تازة من المغرب إلى إيطاليا ؟
- متى تتم إعادة فتح مغارة فريواطو بتازة ؟
- العودات بتازة بين البعدين التدجيلي والتطبيبي
- عن أسرة التازيين بفاس


المزيد.....




- نتنياهو: حققنا -انتصارات هائلة-.. والمعركة -لم تنتهِ بعد-
- صواريخ -توماهوك- تختبر حدود الحرب بين كييف وموسكو
- لبنان يعدّ شكوى أمام مجلس الأمن بعد التصعيد الإسرائيلي.. فهل ...
- غزة بعد الاتفاق مباشر.. الأمن يسيطر على مليشيا عميلة للاحتلا ...
- إغلاق صناديق الاقتراع في الكاميرون وبيا الأوفر حظا لولاية ثا ...
- مظاهرة في سراييفو تطالب بدعم الفلسطينيين وقطع العلاقات مع إس ...
- ترامب في شرم الشيخ: توقيع تاريخي وقمة دولية لإنهاء حرب غزة
- هل تتعارض العدالة الانتقالية مع السلم الأهلي في سوريا؟
- عاجل | ترامب: الحرب انتهت ووقف إطلاق النار سيصمد
- كارثة قيس سعيد في تونس


المزيد.....

- كتاب دراسات في التاريخ الاجتماعي للسودان القديم / تاج السر عثمان
- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الإله بسكمار - كتابات نسائية في تاريخ تازة، ما الهدف وأية استراتيجية ؟