أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصعب فريد حسن - قصة قصيرة - قريب جدا بعيد جدا














المزيد.....

قصة قصيرة - قريب جدا بعيد جدا


مصعب فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:40
المحور: الادب والفن
    


دخل غرفة المصعد بعد دخول عدة أشخاص آخرين , ووقفوا في تلك المساحة الضيقة , سيصعد إلى أحد الأدوار العليا من مبنى وزارة المالية التي يرتادها دافعي الضرائب أو الذين سيتهربون من دفعها , كان سينجز معاملته التي تطلبت منه القدوم إلى العاصمة , وقف بالقرب من باب المصعد , عندما دخل في اللحظة الأخيرة شخص وقف قبالته تماما وجها لوجه , يفصله عنه أقل من مسافة مصافحة, وجه لم يستطع التهرب منه أو تجاهله طيلة فترة بقائهما في المصعد , في البداية ظن أنه يعرفه تماما , كان هذا الشخص يبدو ستيني العمر , و كاد يحسبه من قريته أو من حارته أو ربما كان أحد أقربائه ولكن لا , لم يكن شيئا من هذا ... لا ينقص هذا الرجل الوسامة أبدا ولا الأناقة , رائحة العطر الفاخر وبياض بشرته أعطياه محيا ذوي الطبقات العليا , التي لم يكن يعرف أحدا منهم , ولكن مهلا لقد جلس مع هذا الشخص كثيرا وتبادلا الأحاديث والجدال ,و....لا...لا ...ربما لم يلتقيا أبدا .. ولكن كيف ...!!, كان هناك شيء ما له علاقة بالزمن و... ولكن أي زمن وأي....!!! وأين ؟ ثم أن ذلك الشعور الغامض هو الذي منعه في النهاية من تبادل الكلام والتحية معه , شعور ما , على الرغم من تلك الوسامة , والأناقة , ومحيا النعمة , كان فيه شيء ما لم يرحه أبدا .
ظل طوال اليوم يهجس بذلك الوجه ,( أين أين رأيته , ومن أين أعرفه؟! )
شعور متناقض ما بين رقة ذلك الوجه وملامحه المألوفة ,وبين الهوة الشعورية الهائلة التي تفصله عنه , الآن بدأ ذلك الإحساس يتضح أكثر فأكثر , إنه الكره , كان يكره ذلك الوجه , نعم تجلى ذلك فجأة وبوضوح تام , ( ولكن كيف أكرهه ولماذا , يا إلهي؟! ) كان الكره واضحا بعد أن تخلى هذا الوجه عن حسِّيته وأصبح مجردا معزولا أمام ذاكرته , حسنا سيسأل والده عنه عندما يصل البيت .
وصل من العاصمة مساءا , وكما في كل يوم في مثل هذا الوقت , جاء والداه يزورانه , فهما يسكنان قربه في الشقة المجاورة , و سيشربون المتة بعد قليل وسيستمع والده لنشرة الأخبار , وسيسأله عن ذلك الوجه بعد الأخبار , شغل والده التلفزيون , وعلى الرغم من العدد الكبير للمحطات الفضائية , كان والده لا يزال مدمنا على مشاهدة الأخبار في القناة الرسمية , تلك القناة التي لم يشاهدها منذ سنوات إلا عندما يتواجد والده عنده , و عندما يبدأ والده بالاستماع إلى تلك الأخبار ,كان هو يتشاغل بأي شيء آخر كي لا يصاب بأمراض الضغط والقلب والسكري وبقية الأمراض الأخرى كالحكة وما شابه ذلك , هرب إلى المطبخ ليحضّر المتة , وعندما عاد إلى الصالون ومعه الكؤوس سمع تعليق والده ( منذ أكثر من ثلاثين سنة وهو يقدم نشرة الأخبار و كلما كبر هذا المذيع في العمر كلما جوهر , و ازداد شبابا ) , سقط طبق الكؤوس من يده في اللحظة التي نظر فيها إلى المذيع , علق والمفاجأة لا تزال على وجهه (كان هذا المذيع معي في المصعد صباحاَ يا أبي ) .



#مصعب_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة - بووووه هااااه
- قصص قصيرة جدا - أجمل مكان في العالم
- قصة قصيرة -أخلاق الأيدي
- قصة قصيرة - شاعر دالية وقصائد عنب
- قصة قصيرة- دبكة ودبّيكة وطبّال
- قصة قصيرة - الأنثى والريح
- قصة قصيرة-غياب متدلٍ كأرجوحة
- قصة قصيرة - غياب متدل كأرجوحة
- قصتان قصيرتان جدا-مهنة-تحميلة
- قصة قصيرة - الشيء
- قصة قصيرة -عند مفترق الرموز
- قصة قصيرة - رائحة على شكل قلب
- -قصة قصيرة بعنوان- ذبابة واحدة ويكتمل القرصان


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصعب فريد حسن - قصة قصيرة - قريب جدا بعيد جدا