شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 19:10
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
تصاعد الإحتجاجات ضد الإعدامات السريعة و " البطيئة " مع ترحيل الولايات المتّحدة أشخاص بعدد ركّاب طائرة إلى جمهوريّة الإعدامات !
جريدة " الثورة " عدد 926 ، 6 أكتوبر 2025
www.revcom.us
ملاحظة ناشري موقع أنترنت revcom.us : بلغنا من " الحملة الاستعجالية العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن ! " . و الترجمة إلى الأنجليزيّة أنجزها متطوّعون من هذه " الحملة ..." .
----------------------
عانت المرأة ذات ال42 سنة من أزمات متكرّرة بسبب مرض الصرع بينما في سجن قرشاك فرامين للنساء ، أحد أسوأ سجون إيران ، حيث السجينات السياسيّات من سجن أفين وقع نقلهم عقب القصف الإسرائيلي للسجن في جوان . و المرّة تلو المرّة زميلاتها من السجينات السياسيّات ، و كذلك أصوات بارزة مثل الفائزة بجائزة نوبل شيرين أبادي (1)، طالبوا بإطلاق سراحها لإنقاذ حياتها . و في الختام ، سقطت في غيبوبة عميقة و أرسلت إلى المستشفى أين ماتت في 25 سبتمبر 2025 . و في ذات فترة الأسبوعين ، المرأتان اللتان كانتا تواجهان تهما " بجرائم " جميلة عزيزي و سودابه أزادي ، ماتتا في قرشاك نتيجة إهمال طبّيّ .
و السخط الواسع النطاق في إيران بشأن هذا المثال الأخير عن " الإعدام البطيء " أو " القتل بالإهمال الطبّيّ " كان الناس نحو الوحدة . استمعوا إلى زميلات سميّة في السجن و هم ينشدون في سجن قرشاك عقب وفاتها ، نشرته جمعيّة " أحرقوا القفص ، أطلقوا سراح العصافير " Burn the cage… . و ما ورد في شريط الفيديو المسجّل ، في جزء منه :
" تظاهرت مجموعة من النساء السجينات السياسيّات في قرشاك في عمليّة احتجاج برفع شعارات من مثل " المرأة ، الحياة، الحرّية " و " لا للإعدامات " و كانت أيضا تنشد أغنيات ... و تشير بعض التقارير إلى أنّ المساجين أضرموا النار في الإنشوطات و أوشحة الرأس ليجعلوا من احتجاجاتهم أكثر دراماتيكيّة ."
و على الفور ، أصدرت 45 امرأة من السجينات السياسيّات في قرشاك بيانا فيه دحض لمحاولات سلطات السجن أن تلوم سميّة و تجعلها مسؤولة عن وفاتها الخاصة ، و في هذا البيان قيل :
" كانت تفيض برغبة في الحياة و الحرّية إلى آخر لحظة و إلى أيّامها الأخيرة كانت تُطالب بثبات بغرامة ماليّة ... و الآن و قد سقطت عزيزتنا سميّة ضحيّة لعدم كفاءة و لأكاذيب متعمّدة و مستمرّة ، نحذّر أنّ "سميّات " أخريات لا تزال بالسجن إلى جانبنا و في سجون أخرى للجمهوريّة الإسلاميّة ، و أنّ صحّتهنّ تتعرّض للخطر ."
و قد انطلقت 19 منهنّ في إضراب جوع ليومين و لحق بهنّ 30 من المساجين السياسيّين الرجال في سجن أفين . و أعلن سجينان من الرجال مواصلة إضراب الجوع إلى أن يتمّ تعود السجينات السياسيّات إلى سجن أفين و وقع تحميل المسؤوليّة للسلطات السجنيّة عن وفاة سميّة رشيديّ .
و أعلن 150 من المساجين السياسيّين سابقا : " بالرغم من وعي المسؤولين بظروفها الصحّية المتدهورة منذ الأيّام الأولى للاعتقال ، لم يقدّموا لها علاجا و لم يخفّفوا من غرامتها الماليّة الباهظة بثلاثة ملايين تومان ، و هو مبلغ لم تستطع أسرتها دفعه ، حتّى و حياتها كانت في خطر جدّيّ . نطالب بإطلاق سراح فوريّ و غير مشروط لجميع المساجين المرضى ، بغض النظر عن السنّ أو التهمة ؛ و النقل الفوريّ للسجناء و السجينات السياسيّين والسياسيّات و الإيديولوجيّين و الإيديولوجيّات من القسم الانفرادي بسجن قرشاك إلى سجن أفين . و نطالب بالشفافيّة التامة في التحقيق في وفاة سميّة رشيدي و غيرها و محاسبة و عقاب المسؤولين الفاسدين المستهترين بحياة السجناء و السجينات و بالغلق الفوريّ لسجن قارشاك و وضع نهاية لاستخدام الرعاية الطبّية كأداة لقمع المعارضين و المعارضات ." (2)
وزارة خارجيّة الولايات المتّحدة : دموع تماسيح مع تواطؤ واقعيّ :
في 30 سبتمبر 2025 ، نشر المسؤول عن الشؤون الفارسيّة في وزارة الخارجيّة للولايات المتّحدة على منصّة آكس : " في 14 يوما فحسب ، ثلاث نساء ... سقطن ضحايا لمنع النظام بلا رحمة للرعاية الطبّية ففُقدت بشكل تراجيدي حيوات في سجن قرشاك فرامين ... و منع الرعاية الصحّية ليس سوى وسيلة من وسائل النظام المستخدمة في قمع المعارضين . و تشتمل التكتيكات الأخرى الحيلولة دون علاج المحتجّين و المحتجّات الجرحى و الجريحات ، و إجبار الأطبّاء على التكتّم على ذلك و تزوير تقرير التشريح للتغطية على جرائمهم . و الولايات المتّحدة تدين بقوّة هذه التجاوزات الرهيبة و تدعو إيران لاحترام حقوق السجناء و السجينات و وضع نهاية لاستخدام الرعاية الصحّية كوسيلة لقمع المعارضين ".
هذه الكلمات المعسولة المسمومة أكثر من نفاق . إنّها تمثّل تحرّك إمبرياليي الولايات المتّحدة خدمة لمصلحة الإمبراطوريّة مستخدمين النضال المبرّر للشعب ك " البيدق في لعبتهم " . لقد اقترف نظام ترامب جرائم حرب بنفسه بقصف الولايات المتّحدة غير المبرّر لما يفترضون أنّها مواقع نوويّة إيرانيّة في جوان ، و بدعم ال12 يوما من القصف بالقنابل بما في ذلك لسجن أفين . وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (HRANA ) أوردت في تقرير لها أنّ عدد القتلى 1.190 و عدد الجرحى أكثر من 4.000 ، بما في ذلك قتل سجناء و سجينات أفين و زيارة أعضاء الأسرة . و قد كشفت الولايات المتّحدة الآن أ،ّ دوس " حق الرعاية الصحّية " الذى يفترض أن يتمتّع بع المساجين الإيرانيّين " رهيب " . و مع ذلك ، ترحّل بوحشيّة آلاف الناس إلى هذا الجحيم ( أنظروا أدناه ) . و على الولايات المتّحدة أن تنظر في المرآة لتعلم كيف أنّ عديد مساجينها و محتجّيها و مهاجريها الموقوفين يتمّ إرهابهم بطرق أفظع حتّى .
وفى اليوم ذاته لنشر هذه التدوينة من وزارة الخارجيّة للولايات المتّحدة ، جاء في تقرير لجريدة " النيويورك تايمز " بأنّ نظام ترامب رحّل عدد بحمولة طائرة من الإيرانيّين إلى إيران ! و تلاحظ الجريدة إيّاها أنّ 300 إيراني هم الآن يعانون في معتقلات الولايات المتّحدة و حوالي 2.500 يواجهون تهديدا بالترحيل ، ضمنهم أناس من الأقلّيات الأثنيّة و المعارضين السياسيّين و الدينيّين الذين يمكن أن يُضطهدوا حين يصلون إلى إيران . و يقع التنكّر لمطالب عديد الناس باللجوء السياسي المبرّر بسيرورة قانونيّة لازمة جزئيّة أو بلا سيرورة في هوس فاشيّ مناهض للمهاجرين في ظلّ ترامب . كان من الممكن أن يُخيّروا للترحيل إلى الصومال أو السودان بدلا من إيران !
أسوأ تصاعد في الإعدامات في العقود الثلاثة :
تصوّروا الرعب الذى يعيشه هؤلاء المرحّلين . فالولايات المتّحدة تُرسلهم إلى إيران و الجمهوريّة الإسلاميّة قد تجاوزت حدّ مريع ب 171 إعدام سجّلته مجموعات حقوق الإنسان في شهر سبتمبر وحده ، و حوالي ، 1.042 عمليّة شنق في التسعة أشهر الأولى من 2025 ، و هذه الأرقام غير مسبوقة في الثلاثين سنة الماضية في إيران . (3)
لأنسنة هذه الأرقام ، نودّ أن نسلّط الضوء على إعدامين في الشهر الفارط في إيران جرى التنديد بهما بصفة خاصة على نطاق واسع :
" باباك شهبازي تمّ اعتقاله يوم 6 جانفي 2024 و اضطر إلى الاعتراف أمام الكاميرا بتعاونه مع إسرائيل بعد أن هدّدت السلطات باعتقال ابنته و عمرها 16 سنة ... مهران بهرميان تمّ اعتقاله لمشاركته في الذكرى الأربعين للاعتداء على المحتجّين… انقلبت المحكمة العليا [ الإيرانيّة ] الحكم و أحالت القضيّة مجدّدا للاستئناف " ذاكرة هنات في البحث " . و في النهاية ، أعيد الحكم على مهران بالإعدام ." (4)
و قد نشرت جمعيّة " لنحرق القفص ..." شريط فيديو في 24 سبتمبر 2025 لأسر المساجين الذين جرى إعدامهم أو قتلهم وهي تعبّر عن سخطها و احتجاجها خارج سجن غيزال هيزار . و ممّا ورد في ذلك الشريط ، جزئيّا : " يتواصل تجمّع أسر المساجين المحكوم عليهم الإعدام أمام سجن غيزال هيزار . و في 23 سبتمبر 2025 ، تجمّع عدد من الأسر للاحتجاج ضد الموجة الكبيرة من الإعدامات و ضد نقل المساجين إلى السجن الانفرادي . و يم الإثنين [ 22 سبتمبر ] ، جرى احتجاج مشابه أمام السجن عينه ... و الواقع المرير هو أنّ الحكومة ترى بقاءها على قيد الحياة في مواصلة هذه الإعدامات ، و لهذا السبب ، أضحت الإعدامات وسيلة لبثّ الرعب في صفوف المحتجّين و تكميم أفواههم ".
و تستمرّ حملة " لا لإعدامات الثلاثاء " التي يقودها مساجين في أسبوعها ال88 المتتالية ، و الآن في 52 سجنا عبر إيران، بإضرابات جوع ضد عقوبة الإعدام كلّ ثلاثاء . و هذا الأسبوع ، علاوة عن التعبير عن التضامن و السخط على وفاة سميّة رشيدي ، لُوحظت أحكام إعدام جديدة و مؤكّدة ضد المساجين السياسيّين . و تحتاج روحهم القتاليّة التي لا تعرف الرهبة الدعم و الترويج لها عبر العالم في هذا الوقت الحيويّ على كوكبنا . و يخلص بين 30 سبتمبر 2025 إلى أنّ :
" نشكر جميع مسندي إضراب الجوع عبر العالم و نشدّد على أنّه من الممكن أن نوقف آلة الإعدام بالتضامن و الوحدة . كلّ حركة احتجاج ضد حكم الإعدام تمثّل خطوة باتجاه إيقاف هذه السيرورة الوحشيّة . نتوجّه بالنداء إلى كافة الذين يعارضون الإعدام أن يرفعوا أصواتهم ضد هذه الأحكام اللاإنسانيّة ."
نطالب جمهوريّة إيران الإسلاميّة ب : إطلاق سراح كلّ المساجين السياسيّين الآن !
و نقول لحكومة الولايات المتّحدة : لا للتهديدات أو التحرّكات نحو الحرب ضد إيران ! ارفعوا العقوبات !
هوامش المقال :
1- في 23 سبتمبر 2025 ، حذّرت أبادي ( واحدة من الممضين على نداء الحملة الاستعجالية العالميّة لإطلاق سراح المساجين السياسيّين الإيرانيّين الآن ! ) من المخاطر على صحّة أربع سجينات سياسيّات في سجن قرشاك الذى وصفته بأنّه " ليس سجنا بل معسكر قتل للنساء السجينات ".
2- Statement by 150 Former Political Prisoners on the Systematic Death of Somayeh Rashidi, Narges Foundation, September 29, 2025.
و ينتهى بيانهم إلى قول إنّ " وفاة سميّة تحذير واضح : طالما استمر الصمت ، سيتواصل قتل أخريات مثلها " .
3- هناك سيرورة قانونيّة جزئيّة أو لا وجود لسيرورة قانونيّة أصلا بالنسبة إلى الغالبيّة الغالبة للمساجين ، بمن فيهم شباب و آلاف المساجين السياسيّين الذين صدر حكم إعدام في حقّهم و عادة ما يجرى إعدامهم فجأة . في يوم مريع واحد في الأسبوع الفارط ، نشرت جمعيّة " لنحرق القفص " أنّه جرى لإعدام 16 سجينا في عديد السجون عبر إيران .
4- " من 1.042 إعدام [ إلى الآن في سنة 2025 ] ، 517 قُتلوا بتهم متّصلة بالمخدّرات ، و 457 حوكموا بالقصاص لجرائم قتل ، و 42 بتهم متعلّقة بالأمن ، الإفساد في الأرض ، و الفتنة و خوض حرب ضد الإله ، و 26 بتهم اغتصاب . من هذه الإعدامات ، فقط 70 أو أقلّ من 7 بالمائة أعلنتها مصادر رسميّة ... و 11 من الذين وقع إعدامهم بتهم متعلّقة بالأمن اتهموا بالتجسّس لمصلحة إسرائيل ، و سجينان سياسيّان لانتمائهم إلى مجموعة معارضة ممنوعة ، منظّمة مجاهدي خلق الإيرانيّة (PMOI/MEK ) و محتجّين اعتُقلا في علاقة باحتجاجات " المرأة ، الحياة ، الحرّية " عبر البلاد .
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟