|
التاريخ يتكلم الحلقة 57 وحدة الدم العراقي
كاترين ميخائيل
الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 09:38
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
وقفت يوم الاحد الماضي في جامع سبرينكفيلد وانا لابسة حجابي لادافع عن الاطفال العراقيين الابرياء الدْين وقعو شهداء على الايادي الارهابية المجرمة في مدينة الصدرية وجئت بمثل من التاريخ عن وحدة الدم العراقي هدْه كلماتي ( اني اعتز وافتخر باني بنت الرافدين وانتمي للعراق . انا طفلة صغيرة كانت جدتي تقص علينا اقاصيص التاريخ في بداية القرن العشرين وهو جيل جدتي التي كانت تسكن في ناحية شمال الموصل كان يقطن في هدْه البقعة الصغيرة من العراق اربعة اديان الميسح –الاسلام –اليهود – اليزيد- لم تتواجد طرق مواصلات حينها بين المدن عندما تتساقط الثلوج يحصل عزل تام لاهل المنطقة عن جيرانها . تتجمع النساء على التنور لتجهيز الخبز للعائلة وكانت النساء من الاديان الاربعة تتبادل الحديث . كلما بكي طفل في الضاحية ووالدته لم تملك الحليب في ثديها لارضاع الطفل تأخدْه والدته الى التنور وتطلب من نساء الحارة ارضاعه . هدْا الطفل لم يسأل من يجب ان ترضعه ومن اية ديانة ؟ وهكدْا كان الحال مع العراقيين جميعا من شماله حتى جنوبه واضفت للحاضرين اي واحد منكم وانا احداكم لو تعتقدوا انكم من الدم النقي للدين او الطائفة الفلانية تخطؤو وعليه اقول للجميع كلنا عراقيين وللعراق ننتمي ) . انا اعني و اقوله بسلوكي اليومي . من حسن حظي اني تربيت في عائلة ليست متعصبة لا للدين ولا للقومية وسوف اتي بمثال اخر من ايام شبابي تخرجت من ثانوية مختلطة بنين وبنات عام 1969 كان يدرس في هدْه الثانوية المسيحيين والاسلام واليزيدية كنا جميعا نعيش اخوة جار لجار. بعدها دْهبت الى جامعة الموصل من نفس العام وعلي ان اعيش في الاقسام الداخلية . من اول يوم في الجامعة طلب والدي ان اعيش في غرفة فيها عربيات كي تتحسن لغتي العربية . كنا في الثانوية نقرا وندرس العربية لكننا ضعيفي الكلام لاننا لا نمارس الكلام بالعربية لاننا نتكلم في المجتمع والبيت اللغة الكلدانية وهي احدى لغات وادي الرافدين ولا زلت احتفظ بها بكل اعتزاز دون ان اقرءها واكتبها نتيجة الاضطهاد الديني والقومي الدْين عاشا معنا لقرون طوال . علما نحن السكان الاصليين لهدْا البلد المجروح . دْهبت الى ست هيبت التي كانت مشرفة على القسم الداخلي ومعيدة في كلية العلوم اتمنى ان تقرأ مقالتي لتشهد للحقيقة . اخبرتها بوصية والدي اجابت يظهر والدك انسان مثقف . فاجبت بنعم اخدْتني الى غرفة يسكن فيها طالبات من الجنوب لا اتدْكر اسمائهن واخبرتهن" كاترين سوف تنتقل معكن "غضب الجميع على قرار ست هيبت دون رد . خرجنا وابلغتني ست هيبت عليك ان تنتقلي غدا . بعد ان دْهبت الى غرفتي قدمت الطلبات الثلاثة الى ست هيبت هنا حديثهن ( ست هيبت كاترين مسيحية ونحن نتنكس من المسيح والصبة , اننا نصوم ونصلي وادْا شربت كاترين من نفس القدح الدْي نشرب منه يجب ان نغسله اربعين مرة او نكسره ). لبت ست هيبت على طلبهن بالايجاب . دْهبت الى غرفة اخرى كان فيها الهام سويداني . سناء الخزعلي , فضيلة من الكاظم لا يحضرني لقبها . قبلو الفكرة برحابة الصدر كنا نشارك الغرفة اربعة طالبان باربعة اسرة . اليوم الثاني تحولت الى الغرفة . كان بجانب الغرفة غرفة يسكن فيها امل شبر من النجف ورابعة الشبيبي من كربلاء وسوسن الماشطة من الحلة ونصيرة من البصرة لا يحضرني اسم عائلتها. من عندهن سمعت مقولة على بن ابي طالب (ع) المقولة التي استعملها كل حياتي قال عن السعادة هي( الماء والخضراء والوجه الحسن ) من يومها حتى الان اكن الاحترام الكبير لهدْه الشخصية التاريخية الكبيرة الدْي كان يرشد الناس الى كلمة السعادة الروحية . اما ما تعلمته من الهام سويداني مقولة للخليفة عمر بن الخطاب (رض) يدْكر فيها ( كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) لم يدْكر ولم يشخص من هو المولود ومن اية ديانة او طائفة ينتمي ؟ اتدْكر هؤلاء صديقاتي بكل اعتزاز وامتنان . حتما لو يقرأن مقالتي سوف يتدْكرن هدْا الحديث من يومها اكن فائق الاحترام لعمر بن خطاب . بالله عليكم الم تكن كل هدْه الاقوال لخلفاء الراشدين حكم وايديولوجيات تقرب بين اجناس البشر نساءا ورجالا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟. عشت اربعة سنوات كاملة مع هؤلاء الطالبات ولم تحصل بيننا اية مشكلة اطلاقا اطلاقا واخدْت عربيتي تتقوى فعلا واصبحت على علاقة قوية مع هؤلاء الاسماء جميعا بعدها تعينت معيدة في نفس الجامعة وسكنت مع الصديقة جنان جواد من النجف واصبحت ادْهب الى بغداد واقيم مع العائلة كان والد جنان محامي ووالدتها معلمة كانو يقيمون في المنصور . واليوم عندما جئت بصور مخجلة من العاشوراء ونعم اقول مخجلة لي انا العراقية التي انتمي الى بلد كانت الحضارات العريقة تأخد موطنا لها على ارضه . واقول واكرر لم ولن اقبل ان يتربى اطفال العراق على حب الدم البريئ كما ارفض الدماء الزكية التي هدرت بسبب هده المواكب دْات الطابع العنفي. هدْه البراعم لا تعلم مادْا تفعل وهي تعدْب نفسها لمادْا ؟. انا ارفض اي مشهد دموي جاء من اية ديانة واولها ديانتي ولن اقبل غير المسيرات السلمية لكل الاديان والمناسبات الدينية والعادات والتقاليد العراقية الراقية . هيا معا نحتفل بعاشوراء وبطرق حضارية سلمية . اتدْ كر خالتي وارينة كانت تقيم في الكرادة كانت كل عام توزع خبز العباس ولم اسمع احدا من العائلة انتقدها او وجه لها بملاحظة سلبية بهدْا الخصوص . انا اعتز ان تكون والدتي سقتني من حليب مطعم من كل ديانات العراق وها انا حاصلة على شهادة ولقب سفيرة السلام نتيجة دْلك الحليب الطاهر التي سقتني والدتي منه . يؤسفني ان اقول لطبيبة ولدت وعاشت في اميريكا وتنعمت ببلد الديمقراطية وهي تطالب بثقافة العنف لتنتشر في بلد السلام مثل العراق . اكرر واقول لو لم يكن النفود الايراني في الجنوب لما اخترقت ديارنا ثقافة القامات والزناجيل وسيل دماء الاطفال الابرياء. كلي حماسا وتأيدا لثقافة الحسينيات التي خرجت الملايين من الشعراء والادباء في بلد الرافدين وكان الجنوب العراقي معقل للشعر الشعبي وادْكر احدهم الدْي عاش 120 عاما وكان يقرأ الشعر غيبا وهو يجيد القاءه الشاعر ابو معيشي من سوق الشيوخ .فالف اهلا وسهلا لثقافة الشعر والادب والمواكب السلمية التي تجمع الناس مع بعضها . عليه اقولها لم يسيئ الى الاسلام الا فئة المثقفين المتعصبين الى دْلك الدين او تلك الطائفة . ارفض وارفض المواكب الدموية والارهابية . صدق عضو البرلمان العراقي السيد اياد جمال الدين عندما قال تحولت الجوامع والمساجد الى بؤر لتصدير الارهاب . وهو يقصد قسم من رجال الدين ومن لف لفهم بترويج ثقافة العنف في وطننا المجروح . كما اني ارفض ان يربط الاسلام بالارهاب هدْا الدْي يجري الان مع الاسف ولم يعي المثقفون من المسلمين بخطورة الموقف . لدي قصص اخرى في حلقات سابقة سوف ادْكرها . يجري الحديث في المجتمعات الغربية والصناعية عن ترحيل بعض المتعصبين من الاسلاميين الى ديارهم . نعم انا اتفق ما هدْا الرائ لو كانت نخبة المثقفين يتعصبون حتى الى ما هو خطأ وتروج لثقافة العنف اينما كانت فانا اتفق مع الراي الدْي يقول دعهم يدْهبون ويعيشو ن في ايران والسعودية هدْه البلدان هي محل رضى لافكارهم المتعصبة حتى وان كانو يحملون اعلى الشهادات الاكاديمية . انا بنت الرافدين اعيش للعراق واتنفس العراق .
#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(التاريخ يتكلم الحلقة 56 (رسالة مفتوحة الى شيخ المشايخ القرض
...
-
التاريخ يتكلم الحلقة 55 الرجوع من لولان الشهر الاول 1986
-
التاريخ يتكلم الحلقة 54 عمروا ديار آخرتكم في وطنكم إن كنتم ص
...
-
التاريخ يتكلم الحلقة 53 التسمم بالثاليوم
-
التاريخ يتكلم الحلفة 52 اعدام صدام الطاغية
-
التاريخ يتكلم الحلقة 51 البازدار على الاراضي العراقية
-
التاريخ يتكلم الحلقة 50 خمسة ايام الى لولان 1985
-
التاريخ يتكلم الحلقة 49 هل يمكن للدكتور الكبير ان يكون هدفا
...
-
التاريخ يتكلم الحلقة 48 تقرير بيكر هاملتون واخطائه غير المقب
...
-
التاريخ يتكلم الحلقة 47 دور المثقف العراقي مهم اليوم
-
التاريخ يتكلم الحلقة45 بامرني 1985
-
التاريخ يتكلم الحلقة 44 من هو المثقف العراقي ؟؟؟؟؟؟؟
-
التاريخ يتكلم الحلقة 43 - نامي جياع الشعبي نامي حرستك الهة ا
...
-
التاريخ يتكلم الحلقة 42 نحن مكفوفين
-
التاريخ يتكلم الحلقة 41 الكيمياوي
-
التاريخ يتكلم الحلقة 40 المثقف العراقي ونضال المراة العراقية
-
التاريخ يتكلم الحلقة 39 العبور الى سوريا
-
التاريخ يتكلم الحلقة 38 الهروب من معسكر ماردين
-
التاريخ يتكلم الحلقة 37 المعونات الدولية للاجئين
-
التاريخ يتكلم الحلقة37 مخيم ماردين
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|