أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - كوريا وإيران.. فَرْق أعظم من الشبه!














المزيد.....

كوريا وإيران.. فَرْق أعظم من الشبه!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 05:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أُطْلُبْ "النجاح"، أو "النصر"، وابْحَث عنه، ولو في كوريا الشمالية. عملاً بهذا الرأي، أو الدعوة، أو النصيحة، أظهرت إدارة الرئيس بوش من المرونة والاعتدال وروح المهادنة والرغبة في المساومة ما سمح للمحادثات السداسية (الكوريتان، الصين، اليابان، روسيا، الولايات المتحدة) في بكين، في شأن التسلُّح النووي لبيونغ يانغ، بأن تنتهي، هذه المرَّة، إلى اتفاق في شأن الإجراءات والتدابير الأولية لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، عبر تجريد كوريا الشمالية من سلاحها النووي، على افتراض أنها تملكه فعلا، ومن قدرتها على صنعه مستقبلا. والتجريد من تلك القدرة إنَّما يعني في المقام الأول حَمْل بيونغ يانغ على وقف العمل في مفاعل "يونغبيون"، وإغلاقه، ومن ثمَّ تفكيكه بالكامل.

أمَّا الثمن "الأوَّلي" الذي ستقبضه بيونغ يانغ (من الولايات المتحدة وروسيا والصين وكوريا الجنوبية) فهو مقدار من الطاقة النفطية والكهربائية (والمواد الغذائية..) فكوريا الشمالية هي، في خاصيتها الجوهرية، مُرَكَّبٌ من الديكتاتورية والجوع والقنبلة النووية. وجلُّ ما يريده نظام الحكم في كوريا الشمالية، ويسعى إليه، هو التأسيس لعلاقة جديدة مع الولايات المتحدة (وحلفائها الإقليميين) تجعله، مع استبداده وديكتاتوريته، في أمن وأمان، وتجعل شعبه أقل جوعا، من خلال تخلِّيه عن السلاح (أي الترسانة النووية) الذي باستخدامه غير القتالي له نجح، أو يوشك أن ينجح، في وقت اشتداد أزمة الولايات المتحدة "الجمهورية" في العراق وبلوغ صراعها مع إيران حافة الهاوية، في التوصُّل إلى ذاك "الإنجاز" الذي قد ينمو من الآن وصاعدا.

"الاتفاق" هو في معنى من معانيه الأساسية الهزيمة العسكرية ـ الاستراتيجية للولايات المتحدة في العراق (التي يَبْذُل صنَّاعها الآن محاولتهم اليائسة الأخيرة لتربيع دائرتها) وقد تُرْجِمَت (جزئيا) بتراجع سياسي؛ ولكن ليس في العراق حيث يجب أن تُتَرْجَم سياسيا، وإنَّما في كوريا الشمالية، وكأنَّ الرئيس بوش يُفضِّل رفع الراية البيضاء هناك على رفعها هنا!

و"الفَضْل العراقي" أراه أيضا في "إيران النووية المُتَحَدِّية"، فلولا جرحها النازف في العراق (في "مثلَّثه" على وجه الخصوص) لَمَا غدت الولايات المتحدة في هذا الضعف الاستراتيجي الإقليمي الذي عرفت إيران كيف تستمد منه قوة.

قبل بضع دقائق من توقيع "الاتفاق"، كانت كوريا الشمالية في عُرْف إدارة الرئيس بوش دولة مُغَذِّية لـ "الإرهاب"، "مارقة (عن الديانة السياسية لتلك الإدارة)"، وإحدى أضلاع "مثلَّث الشر" في العالم. وبعد بضع دقائق من توقيعه، شرعت كوريا الشمالية تَظْهَر في المرآة الجديدة لتلك الإدارة (التي عادت حتى المنطق الصوري) على أنَّها إبليس الذي تاب، وثاب إليه رشده!

كوريا الشمالية لم تتغيَّر، فالذي تغيَّر إنَّما هو بوش.. كان قويا فضعف، وكان منتصرا فهُزِم، اختلفت حاله العراقية، فنظر بعينين مختلفتين ليس إلى العراق، وإنَّما إلى كوريا الشمالية!

فَهِمْتُ أنْ تُدْفَع الولايات المتحدة في العراق فتَسْقُط في حفرة بعيدة، أي في الحفرة الكورية؛ ولكن ما تعذَّر عليَّ فهمه؛ لأنْ لا منطق ينطوي عليه، هو قول رايس إنَّ الحدث الذي صُنِع في بكين "رسالة" إلى إيران، مؤدَّاها أنَّ "المجتمع الدولي" لن يسمح بـ "الانتشار النووي".

ما هذا الذي أدَّى إلى ما فهمته رايس على هذا النحو؟ إنَّه اشتداد حاجة كوريا الشمالية إلى ما لا تحتاج إليه إيران، وهو ذاك المقدار من الطاقة النفطية والكهربائية.. والمواد الغذائية.

ولو كان لدى كوريا الشمالية ما لدى إيران من نفط وغاز (وغذاء وقطع نادر) لَمَا كان لـ "المجتمع الدولي" هذا التأثير الذي لم تَرَهُ عين غير عين رايس. أمَّا إذا أرادت رايس أن تُرينا في ذاك "الاتفاق" ثمارا طيبة لضغوط الحصار الدولي، فيميل "المجتمع الدولي"، بالتالي، إلى تشديد حصاره لإيران حتى تجنح لِمَا جنحت له كوريا الشمالية، فإنَّ الواقع يتحدَّاها أن تُثْبِت أن ضغوط الحصار التي تعرَّضت لها كوريا الشمالية، والتي جعلتها تعاني أكثر كثيرا مما تعاني إيران، قد حالت بينها وبين امتلاك القدرة على صُنْع السلاح النووي، الذي صَنعت بعضا منه على ما يُعْتَقَد.

وإذا كان من رسالة ذات معنى أٌرْسِلت من بكين إلى طهران فهذا الرسالة إنَّما قيل فيها لها الآتي: إذا أردتِ تفاوضا مع الولايات المتحدة ينتهي إلى اتفاق على أنَّ لكِ كل الحق في كَهْرَبة إيران عَبْر الطاقة النووية فأسرعي في صُنْع قنابلك النووية، فقَبل ذلك لن تجنح الولايات المتحدة لتفاوض كهذا.

الولايات المتحدة هنا ليست الولايات المتحدة هناك، وإيران ليست كوريا الشمالية، و"الشرق الأوسط الكبير" ليس شبه الجزيرة الكورية. هنا، الولايات المتحدة جُرْحٌ نازف في العراق وأفغانستان، أي حيث في مقدور السكِّين الإيرانية أن تزيده نَزْفا. وهنا، مضيق هرمز، والمَصْدَر الأكبر لِمَا يستهلكه العالم من نفط وغاز. وهنا، إسرائيل الغنية عن البيان والشرح لجهة أهميتها الاستراتيجية للولايات المتحدة، والتي إنْ امتلكت عشرات القنابل النووية فإنَّها لا تَحْتَمِل ضربها بقنبلة نووية واحدة. وهنا، المَهْد واللحد لكل إمبراطورية عالمية. هنا لا يصح أبدا ما صح هناك!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسطرة -المجلس الأعلى للإعلام-!
- نُذُر حرب جديدة!
- ساعة المخاض لسلطة -فتحماس-!
- في جدل العلاقة بين -الذات- و-الموضوع-
- بند -الاعتراف- في -الحوار المكِّي-!
- شلال دمٍ من أجل -عَظْمَة-!
- الطريق التي افتتحها اجتماع -الرباعية-!
- ثلاث سنوات من الجَزْر الديمقراطي!
- والمفتي إذ أفتى!
- لن يُغْفَر للشعب الفلسطيني سكوته!
- -التقارب- بين الرياض وطهران!
- جدل قانون الأحزاب الجديد!
- التقريب بين المذاهب.. في الدوحة!
- الخلوة الدمشقية!
- كفَّرْنا بعضنا بعضا فعُدنا غساسنة ومناذرة!
- رايس وصلت إلى رام الله في زيارة للعراق!
- بوش.. من -العجز- إلى ارتقاب -معجزة-!
- الوعي
- درءا لنصر يُهْزَم فيه الشعب!
- في الدياليكتيك


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - كوريا وإيران.. فَرْق أعظم من الشبه!