|
حصان الشرطي كاطع وهياجة اللعوب
عبد اللطيف ابراهيم علو
الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 05:11
المحور:
كتابات ساخرة
في الخمسينات من القرن المنصرم وفي قرية عراقية معزولة عن المدن القريبة الا من الطرق الزراعية الغير معبدة اذ لم يكن بمقدور كاطع الشرطي من ابلاغ اوامر السلطة الى المدعى عليهم من اهالي القرية الا بواسطة الحصان الذي زركشه بالخرز الملون والقماش الفاخر حتى بدا كطاووس بتهادى بين خضرة الحقول الغناء والسواقي المفرحة. وبشاربه المفتول واللفاف الذي طوق ساقيه وملابسه الرسميه وقبعته امنتصبة ابدا كانتصاب ظهره لم يكن كاطع شرطيا طيب القلب فحسب بل كان ملكا تسكره ابهته ويرقصه وقع اقدام حصانه المنتظم وتزيده زهوا ايادي الفلاحين المحييه عن بعد خوف ان يكون احدهم المقصود. اما هياجة فلم يكن لزوجها ارض زراعية ولا بستان في القرية انما كان مشعوذا يدعي انه بالسحر يفعل ما يشاء وهكذا وقع كثير من عاثرات الحظ فريسة لدجله واغدقت عليه العطايا من نساء القرية والقرى المجاورة كي يفرق بين اثنين او يقرب بينهما .وعاشت هياجة دون جهد يبذل عاشت على خداع الناس السذج . ولوقت فراغها الطويل راحت تبتكر الالاعيب لاغراض التسلية احيانا واخرى لمكيدة بشخص ما. وهذه المرة قررت ان يكون الضحية الشرطي كاطع المتفجر نخوة وشيمة. فما ان وصل كاطع الى القرية وعلى مسافة يسمع منها الصوت قرب الساقية التي تجمعت النسوة عليها لملأ جرارهن بماء الشرب منها صرخت هياجة : يبووووووووه يبووووووووووووووه وين اهل الشهامة والغيرة؟؟والتفتت باتجاه كاطع وراحت تهلهل وتزغرد بقوة صارخة : وصل البطل وصل الشهم هلا هلا ببو الابطال فما كان من كاطع الا ان اندفع باتجاه النسوة رافعا انفه الى السماء مستفسرا فيما اذا كانت احداهن في ضيق او ضامها الضيم كيف وكاطع موجود وهنا اخبرت هياجة كاطع بان الشبان الثلاثة الذين يتمشون هناك على مبعدة ميل تقريبا قد اعتدوا على زوجها واهانوه يوم امس . على انهم لم يروا زوجها منذ زمن بعيد وكان هذا اخر ما وصلت اليه هياجة من شيطنه لتتسلى . لا يحتاج كاطع الشهم اكثر من اشارة من امراة ليبرز اما الناس شجاعته ونبله وقوته وهكذا اندفع كالصاعقة بحصانه نحو الشبان وما ان وصلهم حتى انهال عليهم بسوطه المشطور كذيل السنونو وبلغته العربية ذات اللكنة التركية راح لسانة يعجن الشتائم والسباب للشبان الذين فغروا فاها واحتاروا كيف يفهموه بانه على خطا وبانهم لم يرتكبوا ذنبا الا ان شرفه ابى الا ان يحعلهم عبرة لمن يعتبر واخيرا ولما حوصر الشبان وجرحت كرامتهم قرروا ان يوقفوا هذا البركان فتقدم احدهم عليه بهدوء واندفع بسرعة ممسكا ببندقبة كاطع التي يهدد بها اما الاخران فتناولا كاطع وطرحاه ارضا واخبروه عن اي المواضع اكثر ايلاما في جسده وما هي الا لحظات حتى لم يبق على كاطع سوى ملابسه الداخلية المضرجة بدماء جبهته . تجمع اهل القرية وخاصة النسوة والاطفال فربما لن يتكرر هذا المسرح الجوال طوال حياتهم بعد هذه المرة . لم يكن الجميع متفقون على ان ما قام به الشبان هو الاصح ولكن بالتاكيد قسما من اهالي القرية فرحوا لذلك واخرون راحوا يهونون الامر نظرا لما له من تيعات على القريه باجمعها فراحوا يعتذرون عن تصرف شبان يملائهم الطيش الا ان كاطع وبعد ان هرب حصانه فاجا الجميع عندما توجه الى الساقية القريبة وغسل وجهه من الدماء وصرخ والعبرة تخنق صوته :(( ما يريد كلام لحد يحجي بس كولولي وين هاي الكلبة ال (..................) اللي سوت هلهول مهلول شارب كب وحسان راح ) والترجمة لهذه الكلمات هي ( لا اريد كلاما لااريد احد ان يتكلم فقط اخبروني عن هذه الكلبة ( كلام جارح ) التي هلهلت وزغردت وجعلت شواربي تنتفض ونتيجتها ضياع حصاني مني )
ايها الشعب العراقي الطيب:: ترى كم حصانا جميلا اضعنا وكم من الدماء جرت لا لشئ الا لارضاء نزوات هياجة ال.(..........................).؟؟؟ ترى كم من الاصوات المقززة التي تطلق من هنا ومن هناك من الذين ادعو الدين او انهم يمثلون طائفة ما والدين والطوائف منهم براء. كم ارعن منهم يزعق ويزبد ويرعد وبالنتيجة جريان شلالات من دماء الفقراء السذج الذين تثير غيرتهم وشهامتهم وصدقهم هذه الخطب الرنانه والشعارات الفارغة وبالنتيجة ضياع مستقبلهم ومستقبل اطفالهم ومستقبل بلادهم تضيع منهم فرص تطور مجتمعهم التي يكاد يقف على اخر قائمة البلدان المتخلفة! هل حقا خلا بلدنا من العقول اذن اسخري يا هياجة وكما يحلو لك!!!!!.
#عبد_اللطيف_ابراهيم_علو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطائفية وباء فتاك لقاحها المضاد ملح الارض
-
محافظة ديالى هل تستبق محافظات العراق لتودع التاريخ اهزوجة مج
...
-
نصير شمة بعد الكتابه هدية وادي الرافدين الى البشرية
-
الديمقراطية والعراق المتمدن حلمك يا ابا نزار
-
في العراق لاية جهة تنسب هذه الجرائم بمقدساتكم؟؟؟
-
انها فلسفة صباح حنش ليتكم اعتبرتم ايها القادة
-
تذكروا المحيبس لعبه عراقيه
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|