أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو يونس - اطلنطس















المزيد.....


اطلنطس


عماد ابو يونس

الحوار المتمدن-العدد: 1830 - 2007 / 2 / 18 - 11:37
المحور: الادب والفن
    


هذه المسرحية عبارة عن رؤيا جديدة لفيلم التقرير(قصة محمد الماغوط) ومسرحية يوم من زماننا (للكاتب سعدا لله ونوس)مجتمعتين، نعم رؤيا جديدة، فعندما تتشابه المشاعر وتتفق الرؤى ويكون الهم واحد، لن يكون هناك سوى عمل جديد وهذا أنا عماد أبو يونس إذ اقدم لكم عملا استغرقني ما يقارب السنة، جاهدا، ليؤثر وينعش المسرح بعمل مميز وليكون العمل المسرحي ضوء ينير لنا الطريق




لقد انتهى كل شيء، والآن لا أريد أن أحدث احد، كل شيء مقرف، البشر والقمر ونور الصباح، لم يبقى سوى برد الشتاء، وكم أنا أخاف برد الشتاء


اطلنطس

يقول كريتياس( وهو احد اشهر المنجمين في تاريخ البشرية) عن اطلنطس بأنها جنة الله على الأرض... ففيها تنموا كل النباتات والفواكه والخضراوات، وتحيى كل الحيوانات والطيور، وتنفجر فيها ينابيع المياه الباردة والحارة، وكل شيء فيها نظيف وجميل، وشعبها من أرقى الشعوب وأعظمها

ويقول أفلاطون إن اطلنطس، المدينة الفاضلة موجودة في المحيط الأطلسي بالقرب من أسبانيا وشعبها من أرقى بني البشر علما وخلقا وتطورا
ويرجح العلماء أن اطلنطس غرقت منذ زمن بعيد، وقد اختلف العلماء على أسباب الغرق، فمنهم من قال انها عوامل طبيعية ومنهم من قال أن التطور الذي وصل إليه شعبها، اغرق المدينة بأهلها عندما فقدوا زمام السيطرة على التكنولوجية العلمية التي ابتكروها بعيدا عن أهل الأرض


ملابس الممثلون:
---------------
على المخرج أن يلتزم بلباس الممثلين، لأنه جزء مساعد مهم في توضيح مكن المشكل والنزاعات في القضية المطروحة
مروان: لباسه الدائم هو الأسود حتى حذائه أيضا باللون الأسود
احمد: لباسه الدائم هو الرمادي الفاتح وحذائه باللون الأسود
الرجل:وقد ذكر هذا أيضا خلال نص المسرحية، يلبس لباس مقاتل مسلم في زمن الازدهار العربي في الأندلس
أما عن باقي الممثلين فلون لباسهم الألوان الفاتحة

(غرفة مدير المدرسة مكتب عبارة عن طاوله ومجموعه من الكراسي المكتبية, المكتب يبدو ضيق ممتليء, الأبيض هو اللون لبارز، السكرتيرة منبطحة على طاولة المكتب والمدير فوقها, الحديث يدور هنا بغنج
عاهر)

سعاد:يكفي يا حاتم, لم أتأكد من إغلاق باب مكتبي

المدير:لا عليك, لا أحد يجرأ على
الدخول دون قرع الباب

سعاد: هل سنقضي أيامنا كلها هنا؟

المدير: ألا توافقيني انها من أجمل المغامرات, ثم أين سنذهب أنت متزوجة وأنا متزوج

سعاد:لقد تكسر ظهري من هذه الطاولة, ألا يمكن إضافة بعض الترتيبات على المكتب بحيث يوفر لنا حركه أوسع؟

المدير: هذا ما أنا بصدده
(دقات على باب المدير)

المدير:من؟

الصوت:الأستاذ مروان يا سيادة المدير

المدير:إجلس عندك فأنا مشغول الآن (المدير يحدث نفسه، هذا ما خشيته)

سعاد: أنت متهور تنسى أننا في مدرسه, في المرة القادمة علينا أخذ حذرنا, فلا تسلم الجرة كل مره

المدير: إلبسي على عجل لأبت في أمر هذا الأخرق, أللعنه لا أحصل على ساعة من الراحة في هذه المدرسة (تخرج سعاد) يدخل الأستاذ مروان

مروان: يا سيادة المدير, العجب
كل العجب

المدير: ماذا هناك؟ تحدث؟

مروان: أنا مذهول؟ نحن في
زمن المعجزات يا سيادة المدير

المدير: خلصنا هاتي ما عندك؟

مروان: انه في الصف السابع

المدير: من هو الذي في الصف السابع؟

مروان: احمد

المدير: أحمد؟ من هو أحمد؟

مروان:أنا مذهول, ولا أدري
من أين أبدأ

المدير: إجلس وحدثني, على
رسلك يا أستاذ مروان (يضغط المدير على
زر موصل الى طاولة المكتب)
سعاد هاتي لنا فنجانان من القهوة,
ماذا هناك يا أستاذ مروان؟

مروان:أمر لا يصدق, والله
هذا زمن العجائب

المدير:( بغضب) تحدث لقد فرغ صبري؟

مروان: في الصف السابع هناك ولد
اسمه احمد يعيش مع جده,
يتيم الأبوين فقدهما عندما كان
صغيرا إثر حادث سير, لن تصدق
يا سيادة المدير ما سأقصه عليك,
فجأة هكذا بدأ هذا الطالب بالصراخ
والحديث وأخذ يحدث نفسه.
أصيب أولاد الصف بالذهول

المدير: هل هو مريض؟

مروان: ( كالمخاطب نفسه(ما بك يا أحمد ؟))
تحدثت إليه ولكنه كان يحيا في عالم أخر

المدير: حسنا وبعد, خلصني يا
أستاذ مروان فلدي الكثير من
الالتزامات

مروان:بعد عدة دقائق عاد إلى
رشده, أخذته إلى غرفة المعلمين
وحاولت تبيان ما جرى

المدير: (يتأفف)وماذا بعد يا أستاذ مروان ؟
ماذا بعد؟

مروان: والعجب كل العجب ما وقعت
عليه من أمر, إن الولد يعيش في عالمين
في آن واحد, وهو مدرك لحالته

المدير: أهذا معقول يا أستاذ مروان؟
هل من اجل هذا أتيت إلي ؟
استدعي المساعد النفسي غدا ودعه
يقف على حالة التلميذ(يقف المدير
هاما بالخروج)هناك بعض الالتزامات
علي إنهائها, أنهي الموضوع لوحدك
يا أستاذ مروان ولا أظن أن الموضوع
يستحق كل هذا الهيجان (يترك المدير المكتب
ويترك الأستاذ مروان وحيدا في مكتبه)

مروان: (يحدث نفسه)حتى أنه لم يدعني أنهي حديثي, أللعنة على المدير وعلى كل الأسرة التربوية وعلى المساعد النفسي أيضا, أين هو ابن اللئيمة هذا؟ (يخرج مروان من غرفة المدير)




(غرفة الأخصائي النفسي، مكتب الا خصائي النفسي عبارة عن طاولة وضعت بالطول، يجلس الأخصائي وراء طاولته ويجلس مروان على الكرسي مدير ظهره للجمهور، وأمام مروان وضع كرسي مقابل بحيث أن من يجلس علية يكون وجهه ظاهرا للجمهور)

مروان: لن تصدق يا كمال ما سأقصه عليك, العجب يا كمال, ولد أسمه أحمد في الصف السابع يملك قدرات خارقه تمكنه من رؤية أناس غير موجودين مع أنهم موجودون والعجب يا كمال هذا الولد يحذر من نهاية باتت قريبه

كمال: (تظهر على وجهه ابتسامه ساخرة)
ولد؟ وعالم آخر ؟ ونهاية ؟ ما بك يا مروان؟

مروان: اللعنه, هذا ما توقعت, ستسخر مني, ولكن أقسم يا كمال بأن حديثي بعيد عن أي خلاف بيننا

كمال:حسنا, أين هذا الولد ؟ استدعه إلى هنا

مروان: أمهلني بضع دقائق(يمر القليل من الوقت, يدخل ولد يبدو من مظهره علامات الفقر المدقع وعلامات البؤس ظاهره من محياها، ولكن ملامح الوجه ومشيته تدل على رقي ومظهر من مظاهر البلوغ لا يملكها كل إنسان، يجلس احمد على الكرسي المقابل لمروان)

كمال: ما أسمك؟

الولد: أحمد

كمال : في أي صف يا عزيزي
الولد: في الصف السابع

كمال: اقترب يا عزيزي وأجلس على الكرسي ؟
(يجلس الولد على الكرسي) هل ما سمعته من الأستاذ مروان صحيح؟

الولد:لم أفهم ؟ وعما يدور الحديث؟

مروان: حدث الأستاذ كمال عن الأناس الذين تراهم؟

الولد:أي أناس يا أستاذ مروان؟

مروان: حسنا استرخي خذ نفسا؟ وحدث الأستاذ كمال عما حدثتني عنه ؟

الولد: أنا بحاله جيده, ما الداعي لكل هذا؟ ماذا هناك؟

مروان: (ذاهل)حسنا حدثه بما حدثتني به بالأمس

الولد: أتقصد حالة الهذيان التي أصابتني؟

مروان: نعم تحدث يا عزيزي؟

الولد: من التعب والسهر على جدي المنهك من المرض أخذت أهذي وأحدث نفسي خصوصا أني لم أنم تلك الليلة

مروان: أي جنون هذا ؟ أنا غير مصدق, حدثه يا أحمد لا تخف؟

الولد: أي حديث تقصد

كمال: شكرا لك يا أحمد يمكنك الانصراف(يقف أحمد وينظر إلى الأستاذ مروان نظرت تأنيب كأنه يقول له , ألم أطلب منك أن يكون هذا سرنا فلا احد يريد أن يصدقني, (ينسحب الولد تاركا مروان مع الأخصائي النفسي)

مروان:الولد يخاف الحديث, اسمع يا كمال الولد يملك قدرات خارقه وحديثه مخيف, يقول أن قارة أطلنطس موجودة وان....(كمال مقاطعا حديث مروان)

كمال: عليك بالراحة يا مروان وإياك أن تحدث أحدا بالموضوع وإلا اتهموك بالجنون, (يأخذ حديثه منحا ساخرا) مع أني مقتنع منذ زمن بأنك مجنون

مروان: أولادك وأولادي بخطر, وأنت كما أنت مغرور وتافه, إن الولد يبشر بالخراب" و اللعانات الاخيره ستشهد صمتنا الأزلي"

كمال: أي كلام هذا ؟ أقسم لو إستمريت في جنونك فلن يمر الأمر على خير, (يتحدث باستخفاف) يا أستاذ مروان استدعينا الولد وأنكر حديثك، وأنت ما زلت مستمر بجنونك الجديد

مروان: حتى أنك لم تدعني أنهي قصتي, منذ البداية كنت مقتنع بأن الجامعات التي تؤهل أناس مثلك, ليست بجامعات بقدر ما هي ملجأ للمتسكعين, (يقف مروان ينظر إلى الجمهور وتنطلق من فمه صرخة مدوية)جنون.... ماذا يدور هنا ؟ (هنا يختفي كمال في عتمة المسرح وضوء خافت مسلط على وجه مروان( مروان كالمخاطب نفسه) حسنا ماذا الآن ؟ المدير لم يمكنني من إنهاء كلامي وكريم هذا الأخصائي الملعون لم يتح لي الفرصة للوقوف على حديث أحمد ومناقشة الموضوع, كان مشغول بأحقاده الكثيرة, (هنا يأخذ كلامه منحى آخر)التاريخ اللعنه على التاريخ، لماذا اخترت أن ادرس هذا الموضوع؟ ولماذا اختارني احمد دون عن كل المعلمين ؟ لماذا أتته النوبة في حصتي؟ وأي تاريخ سأدرسه للأولاد الآن ؟فليس هناك في هذه الكتب سوى تاريخ كاذب، فنحن العرب انتهت حضارتنا منذ مئات السنين، ثم ان تاريخ البشر يدور في حلقة مغلقة وهناك دائما حياة شعب على حساب حياة شعوب أخرى، إلى أين نمضي كأمة تتحدث لغة الضاد، أي مستقبل ينتظرنا، وما قصة امتنا مع هذا التاريخ، الأمة.... الأمة.... أللعنة على الأمة....ثم ماذا تعني كلمة امة.....(يحدث نفسه مأنبا) تعني....تعني...تعني كل طفل وشيخ، كل رجل وامرأة وحتى أمي وأبي، (يتنهد)ليس لي في هذه الدنيا سوى سعاد (هنا يعود الضوء كاملا إلى المسرح مع اختلاف المشهد السابق فالمسرح موضوع في منتصفه سرير غطائه اسود ولا شيء سوى سرير وهاتف وضع بجانب هذا السرير ومنظر الهاتف يدل على انه هاتف عمومي)يضع مروان عملة معدنية بالهاتف ويطلب الرقم

مروان:سعاد، كيف هي الأحوال أيتها الفتاة.....أرجوك ان تحجزي أول مقعد في أول طائرة وتعودي.....أنا انتظرك.... أنا بحاجة إليك.....تغيرت أشياء كثيرة..... وداعا يا حبيبتي أنا بانتظارك
(هنا يضع سماعة الهاتف من يده وينشغل بكتاب وضع على السرير، والكتاب أيضا غلافه اسود واسمه سأخون وطني للكاتب محمد الماغوط)( وإذا بسعاد تدخل بملابس، تدخل ظاهرا عليها أنها ابنة ذوات ملابسها عصرية ومثيره بعض الشيء، كل هذا يتم حلال 30 ثانية لا أكثر)

سعاد:مروان كم ان مشتاقة (تقترب منه وتحضنه وتقبله بنهم)

مروان: (يبعدها بهدوء رومنسي)اسمعي هناك أمر خطير لخبط حياتي ووضعني في موقع مسؤولية وحولني الى رسول بيده رسالة تحدد مصير امة

سعاد: ماذا هناك حدثني يا حبيبي ؟ بدأ القلق يتسرب الى قلبي؟

مروان: في الصف السابع هناك شاب اسمه احمد يقول ان قارة اطلنطس موجودة في مكان ما على سطح الأرض، احمد هذا وقصته أفزعتني، توجهت الى المدير فلم يمهلني حتى أكمل قصتي، فقد قاطعني وترك المكتب، ومن ثم توجهت الى الأخصائي النفسي هو الآخر لم يفسح لي المجال لأكمل قصتي، (يقترب مروان من سعاد ويمسكها من كتفيها ويهزها ) اسمعي يا سعاد إن احمد يقول إنني رسول اختاروه....
سعاد: (مقاطعه حديثه بقبلة تطبق على شفتيه، دافعتا إياه نحو السرير، هنا يذوبان في لجة الهوى ويعم الظلام)

(إضاءة فقط على نصف المسرح الأيمن، المسرح فارغ من أي شيء

مروان: (واقفا منتصب، يروح ويجيء، يبدوا عليه الإنهاك والتعب وملامحه وحركاته تدل على ثورة قادمة، محدثا نفسه ) ثم ماذا الآن ؟ سعاد أيضا لم تسمعني؟ هل حقا كلهم تقصدوا ؟ حتى سعاد لم تتركني افرغ ما في حوزتي من كلام، لا تكن أحمق لقد بدأت تخرف، ولكن لماذا لم يتركني احدهم كي أوصل رسالتي( هنا يدخل صوت من خارج المسرح وبعدها يدخل احمد)

احمد: (حديثه هنا بدا آتيا من خارج المسرح) أنا أقول لك

مروان: احمد ؟ كيف دخلت ؟ الباب مقفل( باستغراب ورهبة) كيف دخلت كيف؟

احمد: وهل هذا ما يهمك الآن؟الم اقل لك بأنهم لن يسمعوك، لقد أضاعوا كرامتهم منذ زمن، وحتى أنت بدا عليك في بعض الأحيان بأنك غير مقتنع؟

مروان: في البداية ربما ولكن فيما بعد اختلف الأمر، ولكن كان هناك هاجس يشغل خاطري طوال الوقت ويقول لي، ربما لأنك معلم تاريخ صدقت ولكن هم لن يصدقوا، ففي بداية الأمر كان وقع الكلام حتى علي فيه نوع من الخيال، فالحديث عن اطلنطس وأنها ما زالت موجودة بالقرب من أسبانيا في المحيط الأطلسي وأنها تظهر وتختفي، والحديث عن اطلنطس انها ليست قارة بل مدينة على جزيرة صغيرة ولها شكل جغرافي غريب و تعود جذورها الى ملايين السنين وقد كانت لشعب باسم (زوهارو تيلين) وانه قبل مئات السنين عندما وصل العرب الى قمة الرقي الحضاري في الأندلس أمكنهم العثور عليها فوجدوا ان أهلها قد ماتوا بسبب جرثومة متطورة صنعها علمائها ،فاستوطنوها ووقعوا على أسرارها ولم يعلم بسر هذه المدينة سوى العلماء الشرفاء من امتنا العربية فقد تم اختيارهم وفق بحوث ومراقبة مستمرة ، والحديث ان العرب حتى الآن ما زالوا أقوى الحضارات وأكثرها تطورا ، كل هذا الكلام كان كوقع قنبلة على راسي لأنه شي غير متوقع وصعب التصديق، ولكن مع ذلك كان هناك إيمان في قلبي بان هذه الأمة لا يمكن ان تضيع، ولكن هناك شيء لم أصدقه حتى الآن ؟

احمد: ما هو؟
مروان: من أنت؟

احمد:حسنا لقد كذبت، فأنا رسول أرسل إليك من المدينة فانا لا أعيش مع جدي ولا يحزنون

مروان:حسن هناك أمر آخر

احمد: ما هو؟

مروان:لماذا بالبداية أردتم مني ان أكون رسول لكل عربي على سطح المعمورة؟ وبعدها أمرتموني بان أتوقف؟ثم لماذا اخترتموني أنا بالتحديد من بين كل هؤلاء البشر؟

احمد: اخترناك لأنك عربي أصيل مع انك لا تملك هذا القدر من العلم والسبب ان علمائنا أصبحوا عبيدا للغرب، أما لماذا قررنا ان تتوقف عن نشر الرسالة(يتحدث بحزن ) أقول لك ولا تحزن

مروان: تحدث

احمد: (يؤشر بإصبعه الى نصف المسرح المعتم) انظر (هنا يعم الظلام على نصف المسرح المضاء ويضاء نصف المسرح المعتم، هنا تظهر طاولة اجتماعات يجلس حولها كل من المدير والسكرتيرة والأخصائي النفسي وسعاد، وخلف الطاولة في الأعلى وضعت لافتة كتب عليها العولمة وتأثيرها على الأمم، في البداية يدور الحديث بينهم دون ان يسمع صوت وبعد ذلك يسمع صوت المدير)

المدير: (يتحدث برعب) من أين خرج لنا مروان هذا؟ تعودنا ان نعيش هكذا فماذا يريد من حياتنا؟

كمال: نتهمه بالجنون؟ نعم نتهمه بالجنون، نتفق الآن على نفس الكلام ونتوجه الى المحكمة وأنا أؤكد لكم ان القاضي نفسه لا يريد سماع مروان، لا القاضي ولا غيره

السكرتيرة:ماذا يريد ؟ الا تعجبه الحياة التي نحياها؟ انا لا افهم؟ نأكل أطيب الطعام ،ونشرب أرقى المشروبات، ونلبس أجمل الملابس المستوردة ؟

سعاد: ( سارحتا) إتصل بي على عجل (تنظر إليهم) أدركت انا هناك أمر جلل، ولكني تحاشية الاستماع إليه، انا أحبه ولا افهم لماذا يريد ان يخرب كل ما بدأناه وخططنا له من مشاريع؟

المدير: سأتوجه بنفسي الى المحكمة وأكلم القاضي المركزي وأنا أكيد بأنهم سيجدون حل يكون مريحا للجميع، من يوافقني الرأي؟(تصويت، الكل يرفع يديه)

تعم الظلمة مره أخرى نصف المسرح، ويضاء النصف الآخر( سيظهر مشهد مروان واحمد كما انتهى

مروان: (شاحبا) هذا لا يصدق، هذا جنون، هذا جنون، نعم جنون ؟ هذا لا يصدق ؟ سعاد أيضا؟ ولكن لماذا؟

احمد: ارايت ؟ هواجسك كانت صحيحة

مروان: (هاذيا) ولكن لماذا؟ وهل انا بمجنون؟

احمد: لا تنهم ولا تهتم ، انس كل ما حصل ودعنا نسافر بعيدا عن هذه الأرض

مروان: نسافر؟

احمد: الى اطلنطس، جنة الله على الأرض، هناك أناس مثلك تحبهم ويحبوك

مروان: انا لن أسافر، سأبقى وسأحارب من اجل الأجيال القادمة

احمد: سيتهمونك بالإرهاب

مروان: ولكني هنا ولدت، وهنا وطني، وهنا أريد ان أموت

احمد: كما تشاء، لك حرية الاختيار، ولكن قبل ان ارحل أود ان أعرفك على شخص لطالما أحببته ولطالما كان رمزا لك في هذه الحياة، ولكن قبل ذلك تعدني بأنك ستتقبله بهدوء

مروان: من هو ؟

احمد: انه خلفك(يخرج من العتمة رجل لابسا ملابس المحارب الاسلامي في زمن الفتوحات)

الرجل: لا عليك يا مروان، حارب، وكن جبلا في وجه الظلم والناس الذين يعممون الظلمات

مروان: من أنت

الرجل: انا موسى ابن أبي غسان

مروان: (مذهولا) يا رب السماوات انجدني، هذا لا يصدق، هذا غير معقول، ما هذا يا احمد؟ ما هذا؟
(تقدم نحو موسى ابن أبي غسان)وهم ممسكا بيده وأخذ يقبلها

الرجل: يسحب يده، ما لهذا أتيت إليك، لقد سمعت عنك في اطلنطس الكثير سمعت عن عطائك وعن حبك لامتك وأهلك ووطنك

مروان: كيف ومتى وأين سمعت عني؟ ولماذا انا؟

الرجل: دعك من هذا الآن، واسمعني جيدا، هناك كثيرون مثلك يقبعون في سجون سرية لأنهم تعودوا قول الحق وآخرون اغتيلوا، أنت أمل هذه الأجيال القادمة، تقدم ولا تخف ثم تذكر ان أمثال أبى عبدا لله الصغير كثيرون ثم خذ مني هذه النصيحة، إذا زارك الحزن يوما فاجعله غضبا يدمر قاهريك، والسلام(هنا تدخل موسيقى ويعم الظلام)

(المسرح فارغ من كل شيء، إضاءة كاملة مروان موجود في منتصف المسرح ويحمل شعارا كتب عليه من اجل الجيل القادم (ملابسه ممزقة ويبدو من الكدمات التي على وجهه انه تعرض للضرب))

مروان: (يهتف ) امنحوا السعادة للأطفال، الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل، امنحوا السعادة للأطفال، الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل (هنا يدخل المدير ومن بعده رأسا يدخل كمال ومن بعده السكرتيرة ومن بعدها سعاد)

مروان: هل اقتنعتم بكلامي، معا أيها السادة لن تضيع هذه الأمة(يقف الجميع صفا واحدا ويخرجون في ونفس الوقت مسدسات يصوبونها نحو مروان ويطلقون رصاصهم حتى تفرغ مسدساتهم

المدير: ( يقترب من جثة مروان ) آسفون يا عزيزي هذا لم يكن قرارنا بل هو قرار القيادات العليا ، القاضي ومدير المعارف والمفتي وال خوري وأهالي الطلاب، الكل يمقتك ويمقت كلامك (هنا يقع الجميع أرضا ميتين ويقف مروان مرتا أخرى بملابسه التي تغطيها الدماء موجها كلامه الى الجمهور

مروان: صحيح أني قتلت، ولكن سيأتي غيري وتذكروا انه مر في تاريخنا رجل اسمه موسى ابن أبي غسان (يقع مروان ارضا قتيلا)



#عماد_ابو_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت حانون


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو يونس - اطلنطس