أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - مصرُ مستباحةٌ؟!














المزيد.....

مصرُ مستباحةٌ؟!


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيرةُ مصرَ في الفضائياتِ العربيةِ والصحفِ، بكلُ سلبياتِها، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، مواطنوها يلقون المعاملةَ الخشنةَ المستخفةَ سواء كانوا من العاملين أو الزوارِ، بصفةٍ شخصيةٍ أو رسميةٍ، التعدي علي لاعبي الكرة الخماسيةِ في ليبيا أخرُ الشهودِ. وضعٌ لا مثيل له، لا تشهده أي دولةٌ عربيةٌ ولو كان حجمُها لا يتعدى أحدَ أحياءِ القاهرةِ. لا بدَ من أسبابٍ، ليست مصادفاتٍ، تراكماتُ سنواتٍ.
سياسياً، لا تحظي السياساتُ المصرية بالقبولِ، متهمةٌ بالسلبيةِ، بالخنوعِ للولايات المتحدة الأمريكية، بمهادنةِ اسرائيل وقمعِ المصريين، بالعملِ علي توريث الحكمِ بأي ثمنٍ، ولو كان كرامةَ الوطنِ والمواطنين. المواطنُ المصري مطحونٌ، ما بين ضنكِ المعيشةِ، ومواكبِ التشريفةِ، والحجرِ علي حرياتِه وحقوقِه، مقهورٌ عمداً وبكلِ الإصرارِ. أساتذةُ الجامعاتِ والقضاةُ والعمالُ يئنون، يصرخون، لا مجيبَ، يخرجون للشوارعِ، انقطعت سبلُ الاتصالِ بين المجتمعِ بكاملِه مع النظامِ. صحفُ الحكومةِ لا تعبرُ عنهم، عن المواطنِ، همُها تكريسُ استمرارِ إداراتِها بأي ثمنٍ، ولو كانَ الحقيقةَ. الأحزابُ هشةٌ هلاميةٌ، تتحدثُ عن الحريةِ والديمقراطيةِ وصحفُها شاهدةٌ علي حجبِ آراء مخالفيها وعلي أبدية شغلِ كراسيها. مناخٌ ملائمٌ لكل دعاوي التطرفِ والجهلِ والخزعبلاتِ والخرافاتِ، أصبحت طريقاً موعوداً لجَنةٍ استحالت علي الأرضِ.
اقتصادياً، مواردُ مصرَ مبددةٌ ضائعةٌ، بالفسادِ وسوءِ التخطيطِ والتدبيرِ، البطالةُ سادت بالخصخصةِ، الإنتاجُ أضعفُ من أن ينافس، بذخٌ علي المظاهرِ والمؤتمراتِ والحركاتِ والأسفارِ، لا حسابَ ولا مساءلةَ، إلا لمن اِنكشفَ ظهرُه، القروضُ والأراضي والوظائفُ لأهلِ الحظوةِ، في الحزب الوطني وفي الدائرةِ الضيقةِ. الفقرُ قلةُ قيمةٍ للدولِ كما هو للبشرِ، لا هيبةٌ، لا رأيٌ، لا آذانٌ صاغيةٌ.
اجتماعياً، تكالبُ الإخفاقاتِ السياسيةِ والاقتصاديةِ لابدَ وأن ينعكسَ علي الحياةِ اليوميةِ، تنكسرُ عينُ القانونِ، لا تري إلا الغلابةَ، تضعفُ قبضتُه، لا تقوي إلا علي قليلي الحيلةِ. المواطنُ يلجأُ لكلِ وسيلةٍ للرزقِ، لا يهمُ إن كانت حراماً، فوضي، غشٌ، تحايلٌ، فهلوةٌ. الأمنُ ليس للوطنِ، لكن لحمايةِ كراسي النظامِ، السيطرةُ للبلطجةِ، أفراداً ومؤسساتٍ، حكوميةً وخاصةً. المجتمعُ يتفسخُ، عنوسةٌ، زواجٌ عرفي، هروبٌ في قواربِ الموت عبرَ البحارِ، سرقةٌ، قتلٌ.
مصرُ ليست متفردةً بكلِ النواقصِ، لكنها كبيرةُ الحجمِ وإن ثَفُلت، طويلُ التاريخِ ولو نسوا، عظيمةُ المواهبِ ولو تصوروها جفت، من الطبيعي أن تكون سيرتُها قريبةٌ، في الخارج والداخلِ، في الفضائياتِ والصحفِ. كل ما يُقالُ ويُكتبُ عنها متأصلٌ في دولٍ تزعمُ الفضيلةَ، سعةُ الصدرِ المصريةُ مع تراخي النظامِ سهلا التناولَ والعرضَ والتعرضَ.
يضعفُ النظامُ لأي سببٍ مما ذكرنا، يتفتتُ إذا تعدت الأسبابُ؛ النظامُ الذي يفقدُ مساندةَ شعبهِ وثقتَه يستحيلُ أن تكون له كلمةٌ، في الداخلِ والخارجِ، يُستباحُ، يهون الوطنُ، وكذلك المواطنين.
أكتبُ، لعل وعسي، قد يأتي الفرجُ يوماً، ولو تصورتُه بعيداً،،
ا.د./ حسام محمود فهمي



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتذكر .. في يوم الشرطة
- ثقافةُ استحالةِ الحوارِ
- الفقرُ قلةُ قيمةِ.. للدولِ كما هو للبشرِ
- أعضاء هيئات التدريس بالجامعات .. شماعة وحائط مائل
- في الجامعات..التحايل بالدستور وعلي القوانين
- وأين كانت الأجهزة الأمنية؟!
- شراء اللاعب ولا تربيته
- الانحباسُ داخلَ الذاتِ
- وزيرٌ في تقاطعِ صراعاتٍ
- ثورة سلمية في أمريكا
- اللحم المكشوف والعقل الملفوف
- إلي متي؟ إلي أين؟
- أمريكا لا تغير ما بشعوبٍ ...
- مصر نووية بعد أن كانت توشكية
- الارتزاق بالإسلام
- بابا واحد ... وآلاف
- البابا والمسلمون
- حسن نصر الله نموذج
- خسائر مصر تفوق خسائر أمريكا بمراحل
- هزيمة اسرائيل وانتصار حزب الله


المزيد.....




- -عليّ التوقف للحظة-.. شاهد مذيع أرصاد جوية يتعرض لنوبة هلع ب ...
- الكويت.. تداول فيديو لمواطن مصري يجمع تبرعات دون إذن ووزارة ...
- 28 شخصًا تركوا دون مأوى.. الجرافات الإسرائيلية تواصل هدم الم ...
- الصحة المصرية تكشف حقيقة تأجير 50 مستشفى حكوميا لشركة قطرية ...
- روسيا تطور مركبة جديدة لإطلاق وحدات محطة (ROS) المدارية
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي لجنوب غزة
- نجم هندي خلف القضبان بسبب -وجبة محرمة- (فيديو)
- فرنسا: مقتل طياريْن إثر اصطدام مقاتلتين من طراز -رافال- شرق ...
- كيف بدأ اليأس يتسلل إلى اللوبي المؤيد لإسرائيل في أميركا؟
- حان الوقت لإسكات البنادق.. انطلاق محادثات جنيف بشأن السودان ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - مصرُ مستباحةٌ؟!