أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حبيب هنا - إيران والعد التنازلي للحرب














المزيد.....

إيران والعد التنازلي للحرب


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 1825 - 2007 / 2 / 13 - 07:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عندما تشتعل النيران لا أحد يسأل عن مصدر الشرارة الأولى، كل ما هنالك، أن السعي نحو الإزكاء أو الإطفاء يتفاوت بين الأطراف حسب مصالحها، وفي أحسن الأحوال، نجد أن هناك طرفاً محايداً يراقب عن كثب مجريات الأمور دون الإعلان عن موقفه منها بالإدانة أو الانحياز. هذه هي عادة الدول منذ قديم الأزمان.
وما يحدث اليوم من تصعيد وتيرة تسخين الأجواء لا يخلو من إمكانية التسميم بالدخان الذي يفسد شهية التنفس، ولكنه يعطي مؤشر قوي إلى إمكانية التطورات السريعة نحو الانزلاق إلى أتون الحرب التي ستكون ويلاتها على دول المنطقة وشعوبها أشد وطأة من نتائج الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي يستدعي ضرورات البحث عن عناصر القوة والضعف عند طرفي الصراع أمريكا – أوروبا/ إيران، حتى نتمكن من قراءة الأحداث الآتية قراءة موضوعية تقينا الدمار والمعاناة والتخلف لعشرات السنين. صحيح أن أمريكا مازالت تعاني من مغبة الأوضاع العراقية، ولكن حجم خسائرها مقارنة بالموت والدمار وقتل الحياة على مختلف أوجهها يؤكد أن العراق الخاسر الأول والأخير في هذه الحرب بغض النظر عن التفاصيل والأسباب، ذلك أن الحياة الأميركية مازالت مستمرة على نفس الوتيرة رغم ارتفاع صوت هنا وآخر هناك يطالب بإيقاف الحرب وعودة الجيوش إلى موطنها وتقليص نفقات الحرب وتخفيف العبء الضريبي وتجنب ارتفاع نسبة التضخم.
كل هذا لا يشكل خسارة فعلية أمام مقتل المئات، فكيف سيكون الحال عند اندلاع الحرب مع إيران التي تمتلك من التعداد السكاني ثلاثة أضعاف العراق ومن القوة العسكرية ما يجعل أمريكا تعيد حساباتها المرة تلو الأخرى، غير أنه في المحصلة النهائية لن تستطيع الصمود في وجه الترسانة الأميركية التي تستطيع أن تكون مؤثرة دون الحاجة إلى تحريك حاملات الطائرات واقترابها من موقع الحدث – المعارك ما أمكن، علماً بأن الحسابات الأميركية تأخذ بعين الاعتبار جملة من المضاعفات السلبية على أوجه التطور العالمي بدءاً من ارتفاع أسعار النفط جراء اشتعالها وإغلاق الممرات الملاحية لمن تبقى دون اشتعال، الأمر الذي يضاعف من كلفة نقله إلى الدول الصناعية التي تعتمد على النفط في صناعاتها الثقيلة وما ينجم عنه من ارتفاع لأسعار الكثير من المواد لدرجة يصعب معها اقتنائها؛ فضلاً عن إلحاق الأضرار بإسرائيل التي منذ فترة تستعد لاحتمالات الحرب، بل وتسعى جاهدة من أجل وقوعها قبل أن تمتلك إيران قدرة التصنيع النووي الذي من شأنه إعادة توازنات الرعب إلى تقليص طموحها في البقاء منفردة في هذا الميدان ، وبالتالي تبقى الطرف الوحيد الذي من حقه فرض سيطرته على المنطقة وإرعابها إن اقتضت الحاجة.
على أية حال، إن عناصر القوة التي مازالت تعول عليها إيران لا تكفي لدرء خطر وقوع الحرب، بل ولا تشكل كابح يحول دون إقدام أمريكا على هذا العمل وقتماً شاءت تبعاً لمصالحها في السيطرة الناجزة على منطقة الشرق الأوسط، بل والعالم أجمع إن أمكن، بدءاً من تأثيرها على مجريات الأمور داخل العراق والعمل على استمرار عدم الاستقرار بغية إبقاء أمريكا في مأزق السعي الدائم في البحث عن أفضل الحلول لمعالجة الأزمة المتفاقمة،وصولاً إلى التلويح بضرب إسرائيل الحليف الأول لأمريكا وما بينهما من إشعال نفط المنطقة وعدم وصوله إلى بلاد الثلج والصقيع، ولكن هذا كله ، لو افترضنا أن بإمكان إيران القيام به، هل يساوي الدمار المأساوي الذي يمكن أن تتعرض له إيران والذي أقل ما يمكن أن يقال فيه، سيحرمها لعشرات السنيين حكومة وشعباً من الإفادة من فوائد عائدات النفط وشق طريقها نحو التطور بما يخدم مصلحة ورفاهية الشعب الإيراني.
يقيناً، أن الحسابات الإيرانية التي تنحى إلى إمكانية عدم مجازفة أمريكا بالدخول في حرب معها جراء الخسائر المادية وورطتها في العراق وأفغانستان، هي حسابات خاطئة بمقاييس القوة العسكرية وطبيعة المصالح المتشابكة التي تدفع نحو الإقدام على مثل هذا العمل، سيما إذا كان الأمر يتعلق برسم معالم جديدة للعالم تصبح مرجعيته أمريكا وحدها، على الأقل في المدى المتوسط، ومن يعرف حجم الجرائم التي ارتكبتها أمريكا ضد العالم منذ بدأ نجمها بالسطوع، يعرف أيضاً أنها لن تتورع عن الإقدام على مثل هذه الخطوة إذا ما رأت حاجتها الضرورية لذلك على الرغم مما يقال من انتكاسة الجمهوريين في الانتخابات الأخير ة وحاجة الرئيس إلى الحصول على موافقة الكونجرس قبل بدء أي هجوم على إيران، ذلك أنه ليس
بحاجة إلى الموافقة عليه علانية ليعرف القاصي متى تقرع طبول الحرب.
وعليه، يجب على إيران أن تتحلى بالحكمة والقدرة على التقاط اللحظة المناسبة لتهدئة الأجواء قبل فوات الأوان وقبل أن تحسم النتائج نهائياً، بعيداً عن المكابرة التي لا طائل منها، وهذا ليس بالضرورة أن يكون دعوى للخضوع إلى الإرادة الأمريكية بقدر ما هو البحث عن الوسائل التي تجنبنا الخسائر وفي الوقت نفسه تضعف أمريكا على أكثر من مستوى.
على أمل خلق تحالف دولي قادر على كبح جماح الجنون الأمريكي في السيطرة على العالم مهما كان الثمن. على أن هذا الأمر بحاجة إلى جهد متفاني ومتواصل بغرض توفير المناخات الملائمة للاصطفاف في وجه أمريكا، وإلى أن يحين الوقت المناسب، ينبغي أن نتمتع إيرانيين وعرب بالمرونة المطلوبة والكافية لتجنيبنا الدمار الذي من شأنه إعادتنا إلى العصور الحجرية.



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل 2 من رواية : كش ملك
- الفصل الأول من رواية :كش ملك
- فرصة اللحظات الأخيرة
- مسرحية جديدة -نحكي وإلا ننام
- الحب الفجيعة :قصة قصيرة
- الراقص المقعد :قصة قصيرة
- قلعةلبنان تقتحم من الداخل
- قصة قصيرة
- خروب عسل-- قصة قصيرة
- أمريكا ..الذهاب إلى الانتحار
- ملامح استراتيجية جديدة بتكتيك قديم
- إسرائيل الخاسر الوحيد من الحرب
- إسرائيل.. رياح التغيير تخطف النوم والأمن
- قانا و-متلازمات جينوفيز-
- لبنان وحزب الله في طور التحول
- رسالة الى غسان كنفاني في الذكرى ال33 لاستشهاده
- -17-مازال المسيح مصلوبا
- مازال المسيح مصلوبا 15
- -13- مازال المسيح مصلوبا
- مازال المسيح مصلوبا 11


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حبيب هنا - إيران والعد التنازلي للحرب