أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم العبيدي - ملالي طهران والعد التنازلي















المزيد.....


ملالي طهران والعد التنازلي


إبراهيم العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل المؤشرات والمعطيات في ظل الأحداث والوقائع اليومية , وما نشهده من لهجة إعلامية تصعيدية للإدارة الأمريكية تحمل التهديد والوعيد ضد إيران , تدل بما لايقبل الشك على أن حتمية الضربة العسكرية الشاملة لإيران اصبح امرا مفروغاً منه , وان قطار الحرب كما يراه مراقبون قد انطلق . ولاينفع ملالي طهران الا التسليم للمصير المحتوم الذي ينتظرهم على أيدي الغزاة اصداقاء اليوم وأعداء المستقبل , فهل ياترى ستتطابق نهاية النظام الإيراني بنفس الصورة التي انتهى اليها النظام العراقي ؟ وهل سيعلق علي الخامنئي وقضاة محاكم الثورة الايرانية على أعواد المشانق مثلما حدث لصدام وأعوانه من خلال سيناريو المحكمة الجنائية "العراقية " التي شكلها الأمريكان وأشرفوا على كل فصولها حتى النهاية .؟

نعم قد يستبعد كثيراً من المراقبين سيناريو توجيه ضربة عسكرية أمريكية لإيران لأسباب موضوعية كثيرةً , منها ذلك التحالف المتين بين الطرفين وتقاطع المصالح بينهما وهذا صحيح , لاسيما فيما يسمى بالحرب على الإرهاب الذي أعلنت عنه الإدارة الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2000 م . والذي أستفادت منها إيران بشكل مباشر وحققت أهدافاً كبيرة ونصراً حاسماً بالوكالة على عدويين تقلديين هما الطالبان في أفغانستان وصدام والبعث في العراق من دون إطلاق طلقة واحدة , وهو ماأكدته الإدراة الأمريكية نفسها مؤخراً من أن "إيران المستفيد الوحيد" مما جرى ويجري في منطقة الشرق الأوسط في إشارة الى المشروع الأمريكي وما خاضته امريكيا من حروب في أفغانستان والعراق تحت ما يسمى بالحرب على الإرهاب .

ولكن مع ذلك نقول فإن عالم السياسة وما يكتنفه من فنون المكر والخداع والمراوغة وما يتحقق من مكاسب لهذه الدولة أو تلك , إنما هو ضمن نواميس السنن الكونية اللإلهية التي تحكم هذا الكون والعالم من حولنا ومن هذه السنن قوله تعالى " ولايحيق المكر السيئ الا بأهله .." وقوله عليه الصلاة والسلام " من أعان ظالماً سلطه الله عليه " ولايختلف أثنان على أن أيران لم تدع شيئاً من السؤء الا ومارسته في العراق من خلال عملائها الذين قذفت بهم الدبابات الأمريكية على سدة حكم العراق , فمسلسل الحرب الطائفية والتفجيرات ضد المدنيين وعمليات التهجير القسري الطائفي , ومسلسل الإغتيالات للشخصيات والرموز الوطنية المناهضة للإحتلال وأدواته , وكذلك تصفية الكفاءات والنخب العلمية من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعيين وعسكريين وطيارين وصولاً الى الفنانين العراقيين وغيرهم من مثقفي الشعب العراقي , لم يسلموا من فرق الموت التي تشرف عليها وتمولها إيران , والذي راح ضحيته مئات الالف من القتلى والجرحى وملايين المهجرين العراقيين داخل وخارج العراق حتى الان . ناهيك عن دعم إيران لمخطط تقسيم العراق وفصل الجنوب العراقي وعرابهم في ذلك الإيراني الأصل عبد العزيز الحكيم الطباطبائي ونجله المعتوه عمار الحكيم , للهيمنة الكاملة على ما يمتلكه الجنوب من نفط في حقول مجنون وغيرها . هذا بالإضافة الى الخدمات الجليلة التي قدمتها إيران للأمريكان في إحتلالهما العراق وأفغانستان . ويكفي ما اشار اليه " أبطحي " المسؤل الإيراني بقوله لولانا ما سقطت كابل ولابغداد ... ولم يعد سراً كل هذا التدخل السافر لإيران في شئون العراق . فهذا الأمين العام الأسبق لحزب الله اللبناني "صبحي الطفيلي" قال في مؤتمر صحافي ببعلبك: إن "نصر الله" يعمل على تنفيذ أجندة "خامئني" في لبنان تمامًا، ولا يحيد عنها قيد أنملة، مثلما يفعل الأمر ذاته "عبد العزيز الحكيم" رئيس "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" وماقاله السفير الإيراني حسن كاظمي قمي مؤخراً ، إن إيران مستعدة كي تقدم لقوات الحكومة العراقية التدريب والأجهزة والخبراء لما سماه بـ«القتال من أجل تحقيق الأمن» فيه دلالة واضحة على النفوذ الإيراني المشبوه في العراق وما اشار اليه السفير الإيراني " بالقتال من أجل تحقيق الأمن " هو جاري العمل به فعلاً ومنذ سنوات من خلال المليشيات الحليفة لإيران, وتسرب مجاميع الحرس الثوري في الجنوب وبغداد لمساعدة الحكومة العراقية الطائفية في قمع السنة وتدمير مدنهم بالإضافة الى الشيعة العرب الذين يعارضون النفوذ الإيراني في العراق . ويضاف الى ذلك مؤشرات اخرى مهمة ترجح سناريو العمل العسكري ضد إيران في الأشهر القليلة القادمة .

مؤشرات تكرار سيناريو حرب العراق على ايران :

من المعلوم بداهة أن النفوذ الإيراني في العراق لم يكن وليد الساعة بالنسبة للأمريكان , بل هم الذين مكنوا للإيرانيين كل هذا النفوذ منذ إحتلالهم العراق عام 2003 ؟

1. ولكن الجديد أن يتحسس الأمريكان مؤخراً من وجود خسمة اشخاص من الحرس الثوري الأيراني في أربيل متهمين بأعمال دعم المليشيات وفرق الموت الصفوية في العراق ؟ وكذلك ضبط أربعة مسؤلين إيرانين " أمنيين " في إجتماع مع الحكيم في بغداد قبل فترة لمناقشة الوضع الأمني في العراق , بالإضافة الى معلومات أستخباراتية تفيد عن تورط إيران بتهريب السلاح الى المليشيات في الجنوب العراق وقد تم ضبط بعضها . في حين أن التغيير الذي حصل في العراق بعد الغزو الامريكي كان لصالح إيران على كافة الأصعدة والمجالات , وهو ما أشار اليه الأمير سعود الفيصل واصفاً السياسية الأمريكية الخاطئة " أنها قدمت العراق الى إيران على طبق من ذهب " وهو ماحدث بالفعل .

2. أذن الجديد كذلك تصاعد لهجة التهديد الأمريكي لهذا الوجود الذي مضى عليه أربع سنوات أو بعبارة اخرى منذ أن وطأة القوات الأمريكية بغداد . وما رافقها من إستعدادات عسكرية تشير الى وجود سيناريو عسكري ينتظر إيران , فإرسال البوارج الحربية الى المنطقة , ونصب منصات الباتوريوت في الخليج , وإرسال الجنود الأمريكيين الى بغداد . وبالتوازي مع ذلك الحركة الدؤبة للدبلوماسية الأمريكية فرايس لم تدخر جهداً في زياراتها المتكررة للمنطقة لحشد الدعم العربي الذي أطلقت عليه المحور المعتدل أو بالأحرى " المحور الخائف " أو الخوف .

3. كما يضاف الى ذلك كله الضغط المتواصل على حكومة المالكي بضرورة التحرك الجاد في القضاء على المليشيات وخاصة " جيش المهدي " التي تمثل القوة الضاربة للنفوذ الأيراني في العراق , وهو ماسوف يمهد بالضرورة لأي عمل عسكري أمريكي ضد إيران في الأشهر القليلة المقبلة . وهو بمثابة تأمين جبهة الجنود الامريكيين من قبل هذه المليشيات الموالية لإيران . ومحاولة إضعاف الإئتلاف العراقي الحاكم في العراق والمالكي نفسه من خلال ملاحقة بعض ِأعضائه بتهم أرهابية والعمالة لإيران ودعم المليشيات وفرق الموت التي تربك الوضع الأمني في العراق . وأخرها إتهام نائب شيعي في البرلمان العراقي متهم بتفجير سفارتي أمريكا وفرنسا بالكويت عام 1983 ومحكوم عليه بالإعدام غيابياً من قبل الكويت . يدعى / جمال جعفر محمد وهو من أعضاء حزب الدعوة عن قائمة الإئتلاف العراقي الموحد . كما تتهمه واشنطن بالعمل لصالح إيران في دعم "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري ، ودعم المليشيات الشيعية في العراق .

4. وفي السياق نفسه أعلنت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة والمعسكره حالياً في العراق / منطقة ديالى ( تنتظر دورها كما يبدو ) أعلنت قبل أيام عن قوائم بأسماء مايقرب 32000 ألف عميل إيراني يعملون لصالح أيران في العراق ويتقاضون مرتباتهم من إيران . وهذا الإعلان جاء بعد صمت وإعتزال للعمل الإعلامي والعسكري والسياسي لهذه المنظمة منذ الإحتلال الامريكي . وهو مؤشر قوي يضاف الى حتمية السيناريو العسكري الذي ينتظر ايران , وكما يبدو ستلعب هذه المنظمة نفس الدور الذي لعبته المنظمات المعارضة في سيناريو غزو العراق كالمجلس الأعلى للثورة الأسلامية الذي يتزعمه الحكيم وغيره من الأحزاب الموالية لإيران في التعاون مع الامريكان لإسقاط النظام العراقي آنذاك . ويذكر أن المنظمة الإيرانية المعارضة " مجاهدي خلق " قد شارك ممثلاً عنها في مؤتمر الإتحاد الأوربي الذي عقد في بروكسل مؤخراً , والذي حضرته بعض الكتل السنية في البرلمان العراقي يمثلها الدكتور عدنان الدليمي وخلف عليان والدكتور صالح المطلق وكذلك عن الجبهة "الشيعة الجعفرية" وغيرهم ممن يعارض سياسة الحكومة الحالية , وقاموا بفضح مايرتكب من جرائم ضد حقوق الإنسان في العراق على أيدي الحكومة الطائفية الداعمة لفرق الموت والمليشيات .

5. يبدو من أقوال بعض الذين عملوا مع أجهزة الاستخبار الأمريكية، أن الضربة التي يريد بوش توجيهها لإيران لا تستهدف مجرد مواقع محددة من المنشآت النووية، وإنما هي حرب شاملة تطال القضاء على القوة البحرية والصاروخية والجوية الإيرانية، وإيجاد ممر للقوات الأمريكية تستطيع من خلاله تحقيق أهدافها في القضاء على المواقع المستهدفة، إن لم يكن القضاء التام على النظام في طهران. وهذا ما عبر عنه "وين وايت"، الذي كان أحد كبار محللي الشرق الأوسط السابقين الذين عملوا في مكتب معلومات المخابرات والأبحاث في وزارة الخارجية الامريكية .

6. تزايد القلق الروسي من زيادة التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة, والذي أشار اليه الرئيس بوتين في لقاء خاص مع الجزيزة . وأعرب عن قلقه بوقوع حرب كالتي وقعت على العراق .

ختاما ً ما ينبغي أن أشير اليه هنا هو أن الحرب على إيران وتدمير مكامن قوتها العسكرية والإقتصادية وتغير النظام " الملالي " العنصري الصفوي فيها هو مطلباً ومصلحة عربية وقومية وإسلامية ملحة قبل أن يكون مطلباً ومصلحة إسرائيلة وأمريكية , لعودة التوازن الى المنطقة ولاسيما بعد أن تم تدمير العراق وسلخه عن عالمه العربي والإسلامي , وعلى العرب والعالم الإسلامي أن يدركوا ذلك . وهو رأي ربما يختلف معي عليه الكثيرون من المثقفين " العاطفيين" في العالم العربي والإسلامي . ولكن وجهة نظر في عالم السياسة والسياسة الشرعية .. ولتعلمن نبأه بعد حين .

والسؤال المطروح هل صيدق المثل العربي القائل " من حفر بئراً لأخيه وقع فيه " مع الحالة الإيرانية ؟ وكل المؤشرات تدل على إن إيران على شفا هذا البئر الذي أرادته للعراق وشعبه وأرضه وثروته وتاريخه وهويته وعلى الرغم من كل ماحصل ويحصل للعراق أقول نعم , وإن لعنة المكر السيئ ستصيبها قريباً , من خلال الحرب والدمار والتقسيم والفوضى العارمة التي ستضرب إيران بعد زوال النظام في طهران .



#إبراهيم_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اكتشاف جمجمة فيل ضخمة مدفونة بحديقة منزل.. إلى أي عصر تعود؟ ...
- ماذا نعرف عن التعيينات الجديدة في الحكومة السورية الانتقالية ...
- البشر وحيوانات الكسلان العملاقة عاشوا معا لآلاف السنين.. اكت ...
- تركيا تخطط لاستئناف عمل قنصليتها في حلب السورية قريبا
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل في مواطنين أدينا بالخيانة والإرها ...
- قائد الإدارة السورية أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية التركي ...
- خبير: الشعور بالوحدة الشكوى الأكثر شيوعا في ألمانيا
- بوتين: لو لم نطلق العملية العسكرية في أوكرانيا لأجرمنا بحق ر ...
- مشاهد تكدس الجرحى بممرات مستشفى كمال عدوان جراء قصف الاحتلال ...
- قاضية أميركية: مجموعة -إن إس أو- الإسرائيلية مسؤولة عن اخترا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم العبيدي - ملالي طهران والعد التنازلي