محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 20:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قُبحا لوجهك يا زمانُ فإنّه - وجهٌ له من كلّ قُـبحٍ بُرقعُ
بئس هذا الزمان الذي جعلنا مهزلة لكل مجهول الهوية لا وزن له، سوى وزن الريشة، في ميزان السياسة الدولية. ولا صوت له في عالم اليوم سوى التصويت في الجمعية العامة إلى جانب أمريكا واسرائيل ضد أي قرار لصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وان هذه "الدول" الهامشية أن لم تكن قواعد عسكرية أمريكية فهي بلا أدنى شك عبارة عن محميات طبيعية وضعوا لها صفة دول كي تكون في خدمة واشنطن كارقام لها "اهمية" وليست كدول عندما يتم التصويت في الجمعية العامة على القرارات التي تعارضها او ترفضها أو تطرحها امريكا.
وهذا ما حصل يوم الجمعة الماضي أثناء تصويت الجمعية العامة على " اعلان نيويورك" الذي يهدف الى اعطاء دفعة جديدة لحل الدولتين المدعوم من قبل فرنسا والسعودية، والذي صوتت لصالحه ١٤٢ دولة وعارضته عشر دول فقط. على رأسها إمبراطورية الشر امريكا.
يمكن فهم معارضة أمريكا والكيان الصهيوني والمجر وبارغواي والأرجنتين التي يرأسها المتصهين المتطرف خافيير ميلي. لكن من غير المفهوم، بالنسبة لي على الاقل، أن تعارضها "دول" لا تُرى على الخارطة لا بالعين المجردة ولا بواسطة عدسة مكبّرة. والمؤكد أن ٩٩ من سكان الأرض، وانا اولهم، لم يسمع بها سابقا. وهي: ناورو - ميكرونيزيا - بالدو - بابوا غينيا الجديدة - تونغا. ان هذه "الدول" تقع في اقاصي الدنيا ومعظمها جزر مقطوعة عن العالم تقريبا. وبسبب التعتيم الذي تمارسه أمريكا عليها ربما لا تعرف شيئا عما يدور في غزة من مآسي إنسانية ولا عن الإبادة الجماعية المنظمة التي يمارسها كيان اسرائيل العنصري بحق ملايين الفلسطينيين. هذه "الدول" تلقّت بكل بساطة الأوامر من " الباب العالي" في واشنطن بالتصويت ضد مشروع حل الدولتين. ونالت بذلك جائزة الغزي والعار عندما وضعت أسمها إلى جانب امريكا والكيان الصهيوني لتحصل في النهاية على حصّة هزيلة من الدعاية الاعلامية امام ما يسمى بالمجتمع الدولي.
فيا "دولة"ميكرونيزيا أن صحبة القزم للكبار لا تجعل منه كبيرا !
ط
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟